الباب الرابع: وقوعهم في الأنبياء عليهم السلام ودعائهم على المسلمين وملوكهم | الحسام الممدود في الرد على اليهود الباب الخامس: فيما في توراتهم وسائر كتبهم من تعظيم النبي ﷺ المؤلف: عبد الحق الإسلامي |
الباب الخامس: فيما في توراتهم وسائر كتبهم من تعظيم النبي ﷺ
اعلموا رحمكم الله أن النبي ﷺ معظم في صلواتهم حسبما كان يصلي نبي الله دانيال عليه السلام وأصحابه حيث كانوا في ثقاف بختنصر وكانوا يتشفعون بالنبي ﷺ. واليهود لعنهم الله اتخذوا تلك الصلاة في يوم السبت وفي الأعياد إلا أنهم لا يقرون بذلك.
فصل
يتبين فيه ما في كتبهم من حديث الإسراء بالنبي ﷺ ونصهم في ذلك:
«وارو عم عنني شمميا كبر إينش أنني هوا وعد عتيق يوميامضا وقرموهي هقربو هي.» [1]
شرحه:
ورأيت عند سحاب السماء كابن آدم طالع محمد هو ووصل إلى الرب الأعلى وبين يديه تقرب.
معنى ذلك أن النبي دانيال رأى في وحيه ليلة الإسراء نبينا محمدا ﷺ ويدل على اسمه ﷺ هو "وعد" إذ عدده كعدد محمد ﷺ.
ثم عقب دانيال بنص آخر:
«وليه يهبب شلطان ويقرو ملخوا وخل عمميا أميا ومشالياليه يفلحون شلطينه شلطن علم ذي لا يقدم وملخواتيه لا تتخبل.» [2]
شرحه:
ولمحمد تعطى العزة والمملكة وكثرة الأمم، والشعب والألسن لدينه يرجعون، ودينه ثابت لا يزول، ورياسة أمته لا تفسد ولا تحول.
فصل
يدل على أن أرمياء عليه السلام أخبر بسيد المرسلين سيدنا ونبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم وعلى الأنبياء أجمعين - أنه يسري به، والنص في ذلك:
«وهيا إدير وممنو وموشو مقرنو بهي ومقربتيق ونجش إلو كي مي هزازي عارب إث لبوا لفينشث إلي مام أدني.» [3]
شرحه:
وتكون الجلالة منه والافتخام من صميم فؤاده بقربته ودنا إلي ومحمد أشجع قلبه للتقريب إلي، يقول الرب.
معناه أن النبي ﷺ زاد على جميع الأنبياء في الجلالة والرفعة والمقدار لأنه ليس فيهم من وصل إلى العرش سواه، ويدل على ذلك في النص: "كي مي هزازي" إذ عدده كعدد محمد ﷺ وهو كذلك.
فصل
يتبين فيه أن عزيرا عليه السلام خاتم الكتب المنزلة في التوراة أنبأ أن سيد المرسلين وخاتم النبيئين محمدا ﷺ يبعث في آخر الزمان ويسمى الرسول المعهود. والنص في ذلك:
«هنني سولح ملاكي ويناديوخ لفني وفتام ينوال هيكل هادون أشراتم مبقشيم وملاك هبريت أشزالم صفعيم بني با امرأذني مباءوث.» [4]
شرحه:
جاءنا باعث رسولي ينقي الطريق بين يدي وفى غفلة يأتي إلى مكة السيد الذي أنتم طالبون، محمد الذي يأمر بالخمس الصلوات الذي أنتم له محبون ها هو ذا يأتي، قال الله رب الجنود.
ومعنى ذلك أن الله تعالى يبعث الرسول محمدا ﷺ وأنه ينقي الطريق» وينقي الكفر. ويدل على قوله: «وفي غفلة يأتي إلى مكة» قوله فى النص: «وفتام ينوال هيكل» مكة. وقوله الرسول المعهود إشارة إلى العهد به في أول الخلق، والدليل أن محمدا هو المعهود قوله في النص: «وملاك هبريت» ويدل على اسم محمد ﷺ "ملاكي" إذ عدده: محمد، والخمس صلوات. ونص صلاتهم المرتبة عندهم في السبت والأعياد، وفيها تعظيم محمد ﷺ:
«إل ذون عل كل همعسيم بروخ ومبروخ يفني هنيشمه.»
شرحه:
السيد على جميع المخلوقين هو محمد قد بارك في فم كل مخلوق.
يدل على محمد "إل ذون" إذ عدده اثنان وتسعون ومحمد ﷺ اسمه كذلك عدده.
ومما في صلاتهم أن الشمس والقمر مدحان أحمد. والنص فى ذلك:
«طويم ماوروث شبرا أو لوهينوا ملئيم زيو ومفيقم نجه.»
شرحه:
ما أجود الأنوار التي خلق ربنا، يضيئون ويمدحون أحمد.
هذا في صلاتهم المفروضة عليهم. فانظر لما هم فيه هؤلاء الكفرة من الجحد، ويدل على أحمد "نجه" إذ عدده ثمانية وخمسون يختص منها اسم أحمد بثلاثة وخمسين والخمسة الباقية تدل على ما جاء به من الصلوات الخمس. ويريد بقوله ما أجود الأنوار الشمس والقمر.
ومما وقع في كتاب أشعياء عليه السلام أنه قال: البركة بركة محمد، والحالف بالحق إنما يحلف باسم الله واسم محمد، والنص في ذلك:
«أشر همتبرخ بأرض يتبرخ بالوهي امن وهنشبع بأرض يشبع بالوهي أأمن.» [5]
شرحه:
ما تقدم. ويدل على اسم محمد ﷺ "أأمن" الذي في النص.
فهذه أعزكم الله تعالى أدلة واضحة وتنبيهات صحيحة مختصرة على حسب الوسع والقدرة والتيسير. فإن وجد في سرد معانيها فتور وألفي فيها قصور، فعذري أربعون سنة تقدمت في البطالة من عمري. وإني أتيت بهذا الباب أخيرا للتبرك بذكر سيدنا ومولانا محمد ﷺ ليكون هو المبتدى والمنتهى. وإن المقصود الأعظم من هذا التأليف الأعز إنما هو بيان جحدهم للنبي ﷺ وإنه لثابت في كتبهم فكان البدء به أولا أولى وأوجب، والختم به آخرا أشكل وأنسب. ولنقتصر على هذا القدر من الكلام ونسأله جل وعلا التوفيق لما يهدي إلى دار السلام، وأختم هذا القول بشكر الله وحمده وترديد الصلاة على سيدنا ومولانا محمد نبيه وعبده وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم من بعده، وسلم تسليما كثيرا أبد الآبدين.
انتهى بحمد الله. ا هـ