الجموع المتصارعة المؤلف: خالد الفرج |
| ||
تَصَوَّرْ فَدفَداً لا شَيءَ فِيهِ | سوى رملٍ به وَطْءُ السِّباعِ | |
ولا ماءٌ لدى الرمضاءِ إلاّ | عليه الرملُ نافَ بألفِ باعِ | |
ولا شجرٌ لدى الصحراءِ إلاّ | هشيمٌ جاءَ مِنْ أقْصى البِقاعِ | |
يحارُ به الدليلُ ويَغْتَويه | به شِبْهُ الحضيضِ من اليَفاعِ | |
فذاكَ هُوَ الكُوَيْتُ وساكِنوهُ | إذا دُهِموا «ببومٍ» غيرِ ساعِ | |
ولا تتصورَنَّ «البوم» طيراً | فما هو غير فُلْكٍ ذي شراعِ | |
يجوب البحرَ ساعاتٍ طوالاً | يُقِلُّ الماءَ للبلد المُضاعِ | |
أعرْني سمعكَ الواعيَ فإني | لَمحتاجٌ لسمعٍ منك واعِ | |
أقصُّ عليك ما أضنى فؤادي | وكَلَّ عن القيامِ به يَراعي | |
«ببومٍ» فيهِ أعمِدةُ السواقي | تُصوِّبها الرياحُ إلى ارتفاعِ | |
وقال البحرُ للسفنِ الجواري | دعوا ظهري هلمُّوا نحو قاعي | |
هناك ترى الجموعَ على «بُوَيْمٍ» | بِهِ وَشَلٌ أقلُّ مِنَ الذراعِ | |
هنا حَمى الوَطيسُ فكلُّ وَغْدٍ | يُساببُ صاحبَ الأمر المطاعِ | |
فَكَمْ مِنْ حُرَّةٍ غَرِقَتْ وَحُرٍّ | رَماهُ لمائِه صاعاً بصاعِ | |
وقد ظمِئَ الضعيفُ وكاد يقضي | وصار الماء للبطل الشجاعِ | |
بني وطني ألا انتبِهوا وهبُّوا | وشُدُّوا أمرَكم بالاجتماعِ | |
ولا تُبقوا على الأموال فيما | يكون لنفعكم في العصر ساعِ | |
أراكم تجلبون القوتَ جلْباً | وأغلى ما يكون من المتاعِ | |
وتجنون الدَّراري وهْي كنزٌ | يفوق جميعَ أنواع المساعي | |
أتُبْقون الكنوزَ لناهِبيها | وتبنون المبانيَ للتداعي | |
وأمُّكمْ الكويتُ تئنُّ عطشى | ألا فلتَنْعَ عقْلَكمُ النواعي | |
فهبُّوا واجمعوا ما فيه نفعٌ | فما نَيْلُ الخلودِ بمُسْتطاعِ |