الباب الثاني | التحفة المكتبية لتقريب اللغة العربية الباب الثالث في الفعل وأقسامه المؤلف: رفاعة رافع الطهطاوي |
الباب الرابع |
كما انقسم الاسم إلى ثلاثة أقسام ينقسم الفعل أيضاً إلى ثلاثة أقسام ماض ومضارع وأمر فالماضي ما دل على حدث في زمن وقع وانقطع كقام ونام وأكل وشرب والمضارع ما دل على حدث في زمن يقبل الحال والاستقبال كيقوم وينام ويأكل ويشرب والأمر ما دل على الطلب في الحال كقم ونم وكل وأشرب
وينقسم الفعل أيضاً إلى قسمين إلى أفعال تامة كالأفعال المتقدمة التي ترفع الفاعل ومنها ما ينصب المفعول وإلى ناقصة وهي التي ترفع اسماً وتنصب خبراً وهي كان وأخواتها نحو كان الله غفوراً رحيماُ
وتنقسم الأفعال إلى صحيحة ومعتلة فالصحيح ما لم يكن واحد من حروف العلة الثلاثة وهي الواو والألف والياء نحو ضرب ويضرب وكان ويكون والمعتل ما كان آخره حرفا من حروف العلة الثلاثة نحو يخيشى ويدعو ويرمى
وجميع هذه الأفعال تحتاج إلى فاعل تسند إليه مفرداً كان أو مثنى أو مجموعاً مظهراً أو مضمراً أو مبهماً مذكراً أو مؤنثاً
فمن الفعل المضارع الأفعال الخمسة السندة إلى ألف الاثنين و واو الجماعة وياء المؤنثة المخاطبة وتسمى بالامثلة الخمسة وهي يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين فهي موازين يقاس عليها سائر الأفعال نحو يأكلان ويشربان للمثنى الغائب المذكر وتأكلان وتشربان للمثنى المخاطب المذكر والمؤنث في قولك أنتما يا زيدان تأكلان وانتما يا هندان تأكلان وللمثنى الغائب المؤنث نحو الهندان يأكلان وفي الجمع المذكر يأكلون للغائب وتأكلون للمخاطب وفي خطاب المؤنثة تأكلين وهكذا.
وجميع الأفعال تعمل في الأسماء ما تقتضيه من الرفع والنصب بالاصالة فترفع الفاعل وتنصب المفعول نحو ضرب زيد عمراً وكان زيد قائماً وما يعمل الرفع أو النصب من الحروف فإنما يكون عمله لشبهه بالأفعال نحو أنّ في قولك أن زيداً قائم فان هذه الجملة في قوة قولك أكد قيام زيد