► | ☰ |
هذا كتاب البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان، تأليف الشيخ الإمام العالم العلامة ظهير السنن إمام أهل الحق أبي الفضل عباس بن منصور بن عباس البرنهي السكسكي الحنبلي، رحمه الله والمسلمين، آمين يا رب العالمين
الحمد لله الذي أوضح لأوليائه الدليل وهداهم إلى الحجة والسبيل وجنبهم تخاليط أهل الأهواء وأقامهم على السنة البيضاء، وصلاته على نبيه محمد ﷺ خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه النجباء الأتقياء.
وبعد، فإني لما رأيت أهل العلم والسنة يأخذون في النقصان، وأهل الأهواء والمذاهب يكثرون في الأقطار والبلدان ويستميلون كثيرا من الجهال والعوام ويهدمون بتلبيسهم قواعد الإسلام، أحببت أن أجمع مختصرا أذكر فيه قواعد عقائد الثلاث وسبعين فرقة التي ذكرها رسول الله ﷺ. وذلك أنه كان جالسا ذات يوم في أصحابه، فذكروا له رجلا بالصلاح وأطنبوا في وصفه واجتهاده في العبادة، إذ طلع عليهم الرجل فقالوا: هاهو ذا يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: أما إني لأرى بين عينيه سفعة من الشيطان، فلما بلغ سلّم عليهم فقال له رسول الله ﷺ: أنشدك الله هل حدثتك نفسك حين طلعت علينا أن ليس في القوم مثلك؟ قال: نعم يا رسول الله. وذلك في قصة له اختصرتها، فقال رسول الله ﷺ: هذا أول قرن يطلع في أمتي، أما إنكم لو قتلتموه ما اختلف بعدي اثنان من أمتي، إن بني إسرائيل افترقت على اثنين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة، قيل: يا رسول الله، ومن هي؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي.
وها أنا مبينها إن شاء الله بأسمائها وأذكر بعض عقائدها الفاسدة وتأويلاتها الباردة على طريق الاختصار ليعرفهم بذلك من جهلهم ويتحفظ عنه من سألوه أو سألهم. ثم أذكر بعد ذلك نبذا من اعتقاد بعض ضلال الأمم السالفة. ثم أذكر بعدها الفرقة الناجية وهي الثالثة والسبعون. ثم أذكر من شذ إلى طريق الصوفية مال عن سنن الشريعة. والله أسأل العفو والهداية إلى طريق الصواب، وأن يجزل لي فيما قصدته الأجر والثواب، إنه قريب مجيب. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.