الرئيسيةبحث

البداية والنهاية/الجزء الثاني عشر/ثم دخلت سنة تسع وستين وخمسمائة


ثم دخلت سنة تسع وستين وخمسمائة


قال ابن الجوزي في (المنتظم): إنه سقط عندهم ببغداد برد كبار كالنارنج، ومنه ما وزنه سبعة أرطال، ثم أعقب ذلك سيل عظيم، وزيادة عظيمة في دجلة، لم يعهد مثلها أصلا، فخرب أشياء كثيرة من العمران والقرى والمزارع، حتى القبور، وخرج الناس إلى الصحراء، وكثر الضجيج والابتهال إلى الله حتى فرج الله عز وجل، وتناقصت زيادة الماء بحمد الله ومنه.

قال: وأما الموصل فإنه كان بها نحو ما كان ببغداد وانهدم بالماء نحو من ألفي دار، واستهدم بسببه مثل ذلك، وهلك تحت الردم خلق كثير، وكذلك الفرات زادت زيادة عظيمة، فهلك بسببها شيء كثير من القرى، وغلت الأسعار بالعراق في هذه السنة في الزروع والثمار، ووقع الموت في الغنم، وأصيب كثير ممن أكل منها بالعراق وغيرها.

قال ابن الساعي: وفي شوال منها توالت الأمطار بديار بكر والموصل أربعين يوما وليلة، لم يروا الشمس سوى مرتين لحظتين يسيرتين، ثم تستتر بالغيوم، فتهدمت بيوت كثيرة ومساكن على أهلها، وزادت الدجلة بسبب ذلك زيادة عظيمة، وغرق كثير من مساكن بغداد والموصل، ثم تناقص الماء بإذن الله.

قال ابن الجوزي: وفي رجب وصل ابن الشهرزوري من عند نور الدين ومعه ثياب مصرية، وحمارة ملونة جلدها مخطط مثل الثوب العتابي.

وفيها: عزل ابن الشامي عن تدريس النظامية ووليها أبو الخير القزويني.

قال: وفي جمادى الآخرة اعتقل المجير الفقيه ونسب إلى الزندقة والانحلال وترك الصلاة والصوم، فغضب له ناس وزكوه وأخرج، وذكر أنه وعظ بالحديثة فاجتمع عنده قريبا من ثلاثين ألفا.

قال ابن الساعي: وفيها سقط أحمد بن أمير المؤمنين المستضيء من قبة شاهقة إلى الأرض فسلم، ولكن نبت يده اليمنى وساعده اليسرى، وانسلخ شيء من أنفه، وكان معه خادم أسود يقال له: نجاح، فلما رأى سيده قد سقط ألقى هو نفسه أيضا خلفه، وقال: لا حاجة لي في الحياة بعده، فسلم أيضا، فلما صارت الخلافة إلى أبي العباس الناصر - وهو هذا الذي قد سقط - لم ينسها لنجاح هذا، فحكمه في الدولة وأحسن إليه، وقد كانا صغيرين لما سقطا.

وفيها: سار الملك نور الدين نحو بلاد الروم وفي خدمته الجيش وملك الأرمن وصاحب ملطية، وخلق من الملوك والأمراء، وافتتح عدة من حصونهم، وحاصر قلعة الروم فصالحه صاحبها بخمسين ألف دينار جزية، ثم عاد إلى حلب وقد وجد النجاح في كل ما طلب، ثم أتى دمشق مسرورا محبورا.

وفيها: كان فتح بلاد اليمن للملك صلاح الدين، وكان سبب ذلك أن صلاح الدين بلغه أن بها رجلا يقال له: عبد النبي بن مهدي، وقد تغلب عليها ودعا إلى نفسه وتسمى بالإمام، وزعم أنه سيملك الأرض كلها.

وقد كان أخوه علي بن مهدي قد تغلب قبله عليها، وانتزعها من أيدي أهل زبيد، ومات سنة ستين فملكها بعد أخوه هذا، وكل منهما كان سيء السيرة والسريرة، فعزم صلاح الدين لكثرة جيشه وقوته على إرسال سرية إليه، وكان أخوه الأكبر شمس الدولة شجاعا مهيبا بطلا، وكان ممن يجالس عمارة اليمني الشاعر، وكان عمارة ينعت له بلاد اليمن وحسنها وكثرة خيرها، فحداه ذلك على أن خرج في تلك السرية في رجب من هذه السنة، فورد مكة فاعتمر بها ثم سار منها إلى زبيد، فخرج إليه عبد النبي فهزمه توران شاه، وأسره وأسر زوجته الحرة، وكانت ذات أموال جزيلة فاستقرها على أشياء جزيلة، وذخائر جليلة، ونهب الجيش زبيد، ثم توجه إلى عدن فقاتله ياسر ملكها فهزمه وأسره، وأخذ البلد بيسير من الحصار، ومنع الجيش من نهبها، وقال: ما جئنا لنخرب البلاد، وإنما جئنا لعمارتها وملكها.

ثم سار في الناس سيرة حسنة عادلة فأحبوه، ثم تسلم بقية الحصون والمعاقل والمخالف، واستوسق له ملك اليمن بحذافيره وألقى إليه أفلاذ كبده ومطاميره، وخطب للخليفة العباسي المستضيء، وقتل الدعي المسمى بعبد النبي، وصفت اليمن من أكدارها، وعادت إلى ما سبق من مضمارها، وكتب بذلك إلى أخيه الملك الناصر يخبره بما فتح الله عليه، وأحسن إليه، فكتب الملك صلاح الدين بذلك إلى نور الدين، فأرسل نور الدين بذلك إلى الخليفة يبشره بفتح اليمن والخطبة بها له.

وفيها: خرج الموفق خالد بن القيسراني من الديار المصرية، وقد أقام بها الملك الناصر حساب الديار المصرية وما خرج من الحواصل حسب ما رسم به الملك نور الدين كما تقدم، وقد كاد صلاح الدين لما جاءته الرسالة بذلك يظهر شق العصا، ويواجه بالمخالفة والإباء، لكنه عاد إلى طباعه الحسنة وأظهر الطاعة المستحسنة، وأمر بكتابة الحساب وتحرير الكتاب والجواب، فبادر إلى ذلك جماعة الدواوين والحساب والكتاب، وبعث مع ابن القيسراني بهدية سنية وتحف هائلة هنية، فمن ذلك: خمس ختمات شريفات مغطات بخطوط مستويات، ومائة عقد من الجواهر النفيسات، خارجا عن قطع البلخش واليواقيت، والفصوص والثياب الفاخرات، والأواني والأباريق والصحاف الذهبيات والفضيات، والخيول المسومات، والغلمان والجواري الحسان والحسنات، ومن الذهب عشرة صناديق مقفلات مختومات، مما لا يدرى كم فيها من مئين ألوف ومئات، من الذهب المصري المعد للنفقات.

فلما فصلت العير من الديار المصرية لم تصل إلى الشام حتى أن نور الدين مات رحمه الله رب الأرضين والسموات، فأرسل صلاح الدين من ردها إليه وأعادها عليه، ويقال: إن منها ما عدي عليه وعلم بذلك حين وضعت بين يديه.


مقتل عمارة بن أبي الحسن ابن زيدان الحكمي من قحطان

أبو محمد الملقب بنجم الدين اليمني الفقيه الشاعر الشافعي، وسبب قتله أنه اجتمع جماعة من رؤس الدولة الفاطمية الذين كانوا فيها حكاما فاتفقوا بينهم أن يردوا الدولة الفاطمية، فكتبوا إلى الفرنج يستدعونهم إليهم، وعينوا خليفة من الفاطميين، ووزيرا وأمراء، وذلك في غيبة السلطان ببلاد الكرك، ثم اتفق مجيئه فحرض عمارة اليمني شمس الدولة توران شاه على المسير إلى اليمن ليضعف بذلك الجيش عن مقاومة الفرنج، إذا قدموا لنصرة الفاطميين.

فخرج توران شاه ولم يخرج معه عمارة، بل أقام بالقاهرة يفيض في هذا الحديث، ويداخل المتكلمين فيه ويصافيهم، وكان من أكابر الدعاة إليه والمحرضين عليه، وقد أدخلوا معهم فيه بعض من ينسب إلى صلاح الدين، وذلك من قلة عقولهم وتعجيل دمارهم، فخانهم أحوج ما كانوا إليه وهو الشيخ زين الدين علي بن نجا الواعظ، فإنه أخبر السلطان بما تمالؤا وتعاقدوا عليه، فأطلق له السلطان أموالا جزيلة، وأفاض عليه حللا جميلة.

ثم استدعاهم السلطان واحدا واحدا فقررهم فأقروا بذلك، فاعتقلهم ثم استفتى الفقهاء في أمرهم فأفتوه بقتلهم، ثم عند ذلك أمر بقتل رؤسهم وأعيانهم، دون أتباعهم وغلمانهم، وأمر بنفي من بقي من جيش العبيدين إلى أقصى البلاد، وأفرد ذرية العاضد وأهل بيته في دار، فلا يصل إليه إصلاح ولا إفساد، وأجرى عليهم ما يليق بهم من الأرزاق والثياب.

وكان عمارة معاديا للقاضي الفاضل، فلما حضر عمارة بين يدي السلطان قام القاضي الفاضل إلى السلطان ليشفع فيه عنده فتوهم عمارة أنه يتكلم فيه، فقال: يا مولانا السلطان لا تسمع منه.

فغضب الفاضل وخرج من القصر، فقال له السلطان: إنه إنما كان يشفع فيك، فندم ندما عظيما.

ولما ذهب به ليصلب مر بدار الفاضل فطلبه فتغيب عنه فأنشد:

عبد الرحيم قد احتجب ** إن الخلاص هو العجب

قال ابن أبي طي: وكان الذين صلبوا الفضل بن الكامل القاضي، وهو أبا القاسم هبة الله ابن عبد الله بن كامل قاضي قضاة الديار المصرية زمن الفاطميين، ويلقب بفخر الأمناء، فكان أول من صلب فيما قاله العماد، وقد كان ينسب إلى فضيلة وأدب، وله شعر رائق، فمن ذلك قوله في غلام رفاء:

يا رافيا خرق كل ثوب ** وما رفا حبه اعتقادي

عسى بكف الوصال ترفو ** ما مزق الهجر من فؤادي

وابن عبد القوي داعي الدعاة، وكان يعلم بدفائن القصر فعوقب ليدل عليها، فامتنع من ذلك فمات واندرست.

والعويرس ووهو ناظر الديوان، وتولى مع ذلك القضاء.

وشبريا وهو كاتب السر.

وعبد الصمد الكاتب وهو أحد أمراء المصريين، ونجاح الحمامي، ومنجم نصراني، كان قد بشرهم بأن هذا الأمر يتم بعلم النجوم.

وعمارة اليمني الشاعر

وكان عمارة شاعرا مطيقا بليغا فصيحا، لا يلحق شأوه في هذا الشأن، وله ديوان شعر مشهور وقد ذكرته في (طبقات الشافعية) لأنه كان يشتغل بمذهب الشافعي، وله مصنف في الفرائض، وكتاب(الوزراء الفاطميين)، وكتاب جمع سيرة نفيسة التي كان يعتقدها عوام مصر، وقد كان أديبا فاضلا فقيها، غير أنه كان ينسب إلى موالاة الفاطميين، وله فيهم وفي وزرائهم وأمرائهم مدائح كثيرة جدا، وأقل ما كان ينسب إلى الرفض، وقد اتهم بالزندقة والكفر المحض، وذكر العماد في الخريدة: أنه قال في قصيدته التي يقول في أولها:

العلم مذ كان محتاج إلى العلم ** وشفرة السيف تستغني عن القلم

وهي طويلة جدا، فيها كفر وزندقة كثيرة.

قال: وفيها:

قد كان أول هذا الدين من رجل ** سعى إلى أن دعوه سيد الأمم

قال العماد: فأفتى أهل العلم من أهل مصر بقتله، وحرضوا السلطان على المثلة به وبمثله، قال: ويجوز أن يكون هذا البيت معمولا عليه، والله أعلم.

وقد أورد ابن الساعي شيئا من رقيق شعره، فمن ذلك قوله يمدح بعض الملوك:

إذا قابلت بشرى جبينه ** فارقته والبشر فوق جبيني

وإذا لثمت يمينه وخرجت من ** بابه لثم الملوك يميني

ومن ذلك قوله:

لي في هوى الرشا العذري إعذار ** لم يبق لي مدا قسر الدمع إنكار

لي في القدود وفي لثم الخدو ** د وفي ضم النهود لبانات وأوطار

هذا اختياري فوافق إن رضيت به ** وإلا فدعني لما أهوى وأختار

ومما أنشده الكندي في عمارة اليمني حين صلب:

عمارة في الإسلام أبدى جناية ** وبايع فيها بيعة وصليبا

وأمسى شريك الشرك في بعض أحمد ** وأصبح في حب الصليب صليبا

سيلقى غدا ما كان يسعى لنفسه ** ويسقى صديدا في لظى وصليبا

قال الشيخ أبو شامة: فالأول صليب النصارى، والثاني بمعنى مصلوب، والثالث بمعنى القوي، والرابع ودك العظام.

ولما صلب الملك الناصر هؤلاء يوم السبت الثاني من شهر رمضان من هذه السنة بين القصرين من القاهرة، كتب إلى الملك نور الدين يعلمه بما وقع منهم وبهم من الخزي والنكال.

قال العماد: فوصل الكتاب بذلك يوم توفي الملك نور الدين، رحمه الله تعالى.

وكذلك قتل صلاح الدين رجلا من أهل الإسكندرية يقال له: قديد القفاجي، كان قد افتتن به الناس، وجعلوا له جزءا من أكسابهم، حتى النساء من أموالهن، فأحيط به فأراد القفاجي الخلاص ولات حين مناص، فقتل أسوة فيمن سلف، ومما وجد من شعر عمارة يرثي العاضد ودولته وأيامه:

أسفي على زمان الإمام العاضد ** أسف العقيم على فراق الواحد

لهفي على حجرات قصرك إذ خلت ** يا بن النبي من ازدحام الوافد

وعلى انفرادك من عساكرك التي ** كانوا كأمواج الخضم الراكد

قلدت مؤتمن أمرهم فكبا ** وقصر عن صلاح الفاسد

فعسى الليالي أن ترد إليكم ** ما عودتكم من جميل عوائد

وله من جملة قصيدة:

يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة ** لك الملامة إن قصرت في عذلي

بالله زر ساحة القصرين وابك معي ** لا على صفين ولا الجمل

وقل لأهلها والله ما التحمت ** فيكم قروحي ولا جرحى بمندمل

ماذا ترى كانت الإفرنج فاعلة ** في نسل ابني أمير المؤمنين علي

وقد أورد له الشيخ أبو شامة في (الروضتين) أشعارا كثيرة من مدائحه في الفاطميين، وكذا ابن خلكان.

ابن قسرول

صاحب كتاب (مطالع الأنوار)، وضعه على كتاب (مشارق الأنوار) للقاضي عياض، وكان من علماء بلاده وفضلائهم المشهورين، مات فجأة بعد صلاة الجمعة سادس شوال منها عن أربع وستين سنة.

قاله ابن خلكان، والله سبحانه وتعالى أعلم.

فصل في وفاة الملك نور الدين محمود زنكي وذكر شيء من سيرته العادلة

هو الملك العادل نور الدين أبو القاسم محمود بن الملك الأتابك قسيم الدولة عماد الدين أبي سعيد زنكي، الملقب بالشهيد بن الملك آقسنقر الأتابك، الملقب بقسيم الدولة التركي السلجوقي مولاهم، ولد وقت طلوع الشمس من يوم الأحد السابع عشر من شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة بحلب، ونشأ في كفالة والده صاحب حلب والموصل وغيرهما من البلدان الكثيرة الكبيرة، وتعلم القرآن والفروسية والرمي، وكان شهما شجاعا ذا همة عالية، وقصد صالح، وحرمة وافرة وديانة بينة.

فلما قتل أبوه سنة إحدى وأربعين وهو محاصر جعبر كما ذكرنا، صار الملك بحلب إلى ابنه نور الدين هذا، وأعطاه أخوه سيف الدين غازي الموصل، ثم تقدم، ثم افتتح دمشق في سنة تسع وأربعين فأحسن إلى أهلها وبنى لهم المدارس والمساجد والربط، ووسع لهم الطرق على المارة، وبنى عليها الرصافات ووسع الأسواق، ووضع المكوس بدار الغنم والبطيخ والعرصد، وغير ذلك.

وكان حنفي المذهب يحب العلماء والفقراء ويكرمهم ويحترمهم، ويحسن إليهم، وكان يقوم في أحكامه بالمعدلة الحسنة، واتباع الشرع المطهر، ويعقد مجالس العدل ويتولاها بنفسه، ويجتمع إليه في ذلك القاضي والفقهاء والمفتيون من سائر المذاهب، ويجلس في يوم الثلاثاء بالمسجد المعلق الذي بالكشك، ليصل إليه كل واحد من المسلمين وأهل الذمة، حتى يساويهم، وأحاط السور على حارة اليهود، وكان خرابا، وأغلق باب كسان وفتح باب الفرج، ولم يكن هناك قبله باب بالكلية.

وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعة، وأمر بالتأذين بحي على الصلاة حي على الفلاح، ولم يكن يؤذن بهما في دولتي أبيه وجده، وإنما كان يؤذن بحي على خير العمل لأن شعار الرفض كان ظاهرا بها، وأقام الحدود وفتح الحصون، وكسر الفرنج مرارا عديدة، واستنقذ من أيديهم معاقل كثيرة من الحصون المنيعة التي كانوا قد استحوذوا عليها من معاقل المسلمين، كما تقدم بسط ذلك في السنين المتقدمة.

وأقطع العرب إقطاعات لئلا يتعرضوا للحجيج، وبنى بدمشق مارستانا لم يبن في الشام قبله مثله ولا بعده أيضا، ووقف وقفا على من يعلم الأيتام الخط والقراءة، وجعل لهم نفقة وكسوة، وعلى المجاورين بالحرمين وله أوقاف داره على جميع أبواب الخير، وعلى الأرامل والمحاويج.

وكان الجامع دائرا فولى نظره القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهزوري الموصلي، الذي قدم به فولاه قضاء قضاة دمشق، فأصلح أموره وفتح المشاهد الأربعة، وقد كانت حواصل الجامع بها من حين احترقت في سنة إحدى وستين وأربعمائة، وأضاف إلى أوقاف الجامع المعلومة الأوقاف التي لا يعرف واقفوها، ولا يعرف شروطهم فيها، وجعلها قلما واحدا، وسمى مال المصالح، ورتب عليه لذوي الحاجات والفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وما أشبه ذلك.

وقد كان رحمه الله حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعا للآثار النبوية، محافظا على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة، محبا لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصدا في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلا نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يسمع منه كلمة فحش قط، في غضب ولا رضى، صموتا وقورا.

قال ابن الأثير: لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحريا للعدل والإنصاف منه، وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم، فكان يقتات منها، وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها، واستفتى العلماء في مقدار ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئا، ولو مات جوعا، وكان يكثر اللعب بالكرة فعاتبه رجل من كبار الصالحين في ذلك فقال: إنما الأعمال بالنيات، وإنما أريد بذلك تمرين الخيل على الكر والفر، وتعليمها ذلك، ونحن لا نترك الجهاد.

وكان لا يلبس الحرير، وكان يأكل من كسب يده بسيفه ورمحه، وركب يوما مع بعض أصحابه والشمس في ظهورهما والظل بين أيديهما لا يدركانه ثم رجعا فصار الظل وراءهما، ثم ساق نور الدين فرسه سوقا عنيفا وظله يتبعه، فقال لصاحبه: أتدري ما شبهت هذا الذي نحن فيه؟

شبهته بالدنيا تهرب ممن يطلبها، وتطلب من يهرب منها.

وقد أنشد بعضهم في هذا المعنى:

مثل الرزق الذي تطلبه ** مثل الظل يمشي معك

أنت لا تدركه مستعجلا ** فإذا وليت عنه تبعك

وكان فقيها على مذهب أبي حنيفة، وسمع الحديث وأسمعه، وكان كثير الصلاة بالليل من وقت السحر إلى أن يركب:

جمع الشجاعة والخشوع لديه ** ما أحسن الشجعان في المحراب

وكذلك كانت زوجته عصمت الدين خاتون بنت الأتابك معين الدين تكثر القيام في الليل، فنامت ذات ليلة عن وردها فأصبحت وهي غضبى، فسألها نور الدين عن أمرها فذكرت نومها الذي فوت عليها وردها، فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانة في القلعة وقت السحر لتوقظ النائم ذلك الوقت لقيام الليل، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجرا جزيلا، وجراية كثيرة:

فألبس الله هاتيك العظام وإن ** بلين تحت الثرى عفوا وغفرانا

سقى ثرى أودعوه رحمة ملأت ** مثوى قبورهم روحا وريحانا

وذكر ابن الأثير: أن الملك نور الدين بينما هو ذات يوم يلعب بالكرة إذ رأى رجلا يحدث آخر ويومئ إلى نور الدين، فبعث الحاجب ليسأله ما شأنه، فإذا هو رجل معه رسول من جهة الحاكم، وهو يزعم أن له على نور الدين حقا يريد أن يحاكمه عند القاضي، فلما رجع الحاجب إلى نور الدين وأعلمه بذلك ألقى الجوكان من يده، وأقبل مع خصمه ماشيا إلى القاضي الشهرزوري، وأرسل نور الدين إلى القاضي: أن لا تعاملني إلا معاملة الخصوم.

فحين وصلا وقف نور الدين مع خصمه بين يدي القاضي، حتى انفصلت الخصومة والحكومة، ولم يثبت للرجل على نور الدين حق، بل ثبت الحق للسلطان على الرجل، فلما تبين ذلك قال السلطان: إنما جئت معه لئلا يتخلف أحد عن الحضور إلى الشرع إذا دعي إليه، فإنما نحن معاشر الحكام أعلانا وأدنانا شجنكية لرسول الله ﷺ ولشرعه، فنحن قائمون بين يديه طوع مراسيمه، فما أمر به امتثلناه، وما نهانا عنه اجتنبناه، وأنا أعلم أنه لا حق للرجل عندي، ومع هذا أشهدكم أني قد ملكته ذلك الذي ادعى به ووهبته له.

قال ابن الأثير: وهو أول من ابتنى دارا للعدل، وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين، وقيل: أربع مرات، وقيل: خمس.

ويحضر القاضي والفقهاء من سائر المذاهب، ولا يحجبه يومئذ حاجب ولا غيره، بل يصل إليه القوي والضعيف، فكان يكلم الناس ويستفهمهم ويخاطبهم بنفسه، فيكشف المظالم، وينصف المظلوم من الظالم.

وكان سبب ذلك أن أسد الدين شيركوه بن شادي كان قد عظم شأنه عند نور الدين، حتى صار كأنه شريكه في المملكة، واقتنى الأملاك والأموال والمزارع والقرى، وكان ربما ظلم نوابه جيرانه في الأراضي والأملاك العدل، وكان القاضي كمال الدين ينصف كل من استعداه على جميع الأمراء إلا أسد الدين هذا فما كان يهجم عليه، فلما ابتنى نور الدين دار العدل تقدم أسد إلى نوابه أن لا يدعوا لأحد عنده ظلامة، وإن كانت عظيمة، فإن زوال ماله عنده أحب إليه من أن يراه نور الدين بعين ظالم، أو يوقفه مع خصم من العامة، ففعلوا ذلك.

فلما جلس نور الدين بدار العدل مدة متطاولة ولم ير أحدا يستعدي على أسد الدين، سأل القاضي عن ذلك فأعلمه بصورة الحال، فسجد نور الدين شكرا لله، وقال: الحمد لله الذي أصحابنا ينصفون من أنفسهم.

وأما شجاعته فيقال: إنه لم ير على ظهر فرس قط أشجع ولا أثبت منه، وكان حسن اللعب بالكرة، وكان ربما ضربها ثم يسوق وراءها ويأخذها من الهوى بيده، ثم يرميها إلى آخر الميدان، ولم ير جوكانة يعلو على رأسه، ولا يرى الجوكان في يده، لأن الكم ساتر لها، ولكنه استهانة بلعب الكرة، وكان شجاعا صبورا في الحرب، يضرب المثل به في ذلك، وكان يقول: قد تعرضت للشهادة غير مرة فلم يتفق لي ذلك، ولو كان فيّ خير ولي عند الله قيمة لرزقنيها، والأعمال بالنية.

وقال له يوما قطب الدين النيسابوري: بالله يا مولانا السلطان لا تخاطر بنفسك، فإنك لو قتلت قتل جميع من معك، وأخذت البلاد، وفسد حال المسلمين.

فقال له: اسكت يا قطب الدين فإن قولك إساءة أدب على الله، ومن هو محمود؟ من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي غير الذي لا إله إلا هو؟ ومن هو محمود؟

قال: فبكى من كان حاضرا، رحمه الله.

وقد أسر بنفسه في بعض الغزوات بعض ملوك الإفرنج، فاستشار الأمراء فيه هل يقتله أو يأخذ ما يبذل له من المال؟

وكان قد بذل له في فداء نفسه مالا كثيرا، فاختلفوا عليه ثم حسن في رأيه إطلاقه وأخذ الفداء منه، فبعث إلى بلده من خلاصته من يأتيه بما افتدى به نفسه، فجاء به سريعا فأطلقه نور الدين، فحين وصل إلى بلاده مات ذلك الملك ببلده، فأعجب ذلك نور الدين وأصحابه، وبنى من ذلك المال المارستان الذي بدمشق، وليس له في البلاد نظير، ومن شرطه أنه على الفقراء والمساكين، وإذا لم يوجد بعض الأدوية التي يعز وجودها إلا فيه فلا يمنع منه الأغنياء، ومن جاء إليه فلا يمنع من شرابه، ولهذا جاء إليه نور الدين وشرب من شرابه، رحمه الله.

قلت: ويقول بعض الناس: إنه لم تخمد منه النار منذ بني إلى زماننا هذا، فالله أعلم.

وقد بنى الخانات الكثيرة في الطرقات والأبراج، ورتب الخفراء في الأماكن المخوفة، وجعل فيها الحمام الهوادي التي تطلعه على الأخبار في أسرع مدة، وبنى الربط والخانقات، وكان يجمع الفقهاء عنده والمشايخ والصوفية ويكرمهم ويعظمهم، وكان يحب الصالحين، وقد نال بعض الأمراء مرة عنده من بعض الفقهاء، وهو قطب الدين النيسابوري، فقال له نور الدين: ويحك إن كان ما تقول حقا فله من الحسنات الكثيرة الماحية لذلك ما ليس عندك مما يكفر عنه سيئات ما ذكرت إن كنت صادقا، على أني والله لا أصدقك، وإن عدت ذكرته أو أحدا غيره عندي بسوء لأوذينك.

فكف عنه ولم يذكره بعد ذلك.

وقد ابتنى بدمشق دارا لاستماع الحديث وإسماعه.

قال ابن الأثير: وهو أول من بنى دار حديث، وقد كان مهيبا وقورا شديد الهيبة في قلوب الأمراء، لا يتجاسر أحد أن يجلس بين يديه إلا بإذنه، ولم يكن أحد من الأمراء يجلس بلا إذن سوى الأمير نجم الدين أيوب، وأما أسد الدين شيركوه ومجد الدين بن الداية نائب حلب، وغيرهما من الأكابر فكانوا يقفون بين يديه، ومع هذا كان إذا دخل أحد من الفقهاء أو الفقراء قام له ومشى خطوات وأجلسه معه على سجادته في وقار وسكون، وإذا أعطى أحدا منهم شيئا مستكثرا يقول: هؤلاء جند الله وبدعائهم ننصر على الأعداء، ولهم في بيت المال حق أضعاف ما أعطيهم، فإذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا.

وقد سمع عليه جزء حديث وفيه «فخرج رسول الله ﷺ متقلدا السيف» فجعل يتعجب من تغيير عادات الناس لما ثبت عنه عليه السلام، وكيف يربط الأجناد والأمراء على أوساطهم ولا يفعلون كما فعل رسول الله ﷺ، ثم أمر الجند بأن لا يحملوا السيوف إلا متقلديها، ثم خرج هو في اليوم الثاني إلى الموكب وهو متقلد السيف، وجميع الجيش كذلك، يريد بذلك الاقتداء برسول الله ﷺ، فرحمه الله.

وقص عليه وزيره موفق الدين خالد بن محمد بن نصر القيسراني الشاعر أنه رأى في منامه كأنه يغسل ثياب الملك نور الدين، فأمره بأن يكتب مناشير بوضع المكوس والضرائب عن البلاد، وقال له: هذا تأويل رؤياك.

وكتب إلى الناس ليكون منهم في حل مما كان أخذ منهم، ويقول لهم: إنما صرف ذلك في قتال أعدائكم من الكفرة والذب عن بلادكم ونسائكم وأولادكم.

وكتب بذلك إلى سائر ممالكه وبلدان سلطانه، وأمر الوعاظ أن يستحلوا له من التجار، وكان يقول في سجوده: اللهم ارحم المكاس العشار الظالم محمود الكلب.

وقيل: إن برهان الدين البلخي أنكر على الملك نور الدين في استعانته في حروب الكفار بأموال المكوس، وقال له مرة: كيف تنصرون وفي عساكركم الخمور والطبول والزمور؟

ويقال: إن سبب وضعه المكوس عن البلاد أن الواعظ أبا عثمان المنتخب بن أبي محمد الواسطي - وكان من الصالحين الكبار، وكان هذا الرجل ليس له شيء ولا يقبل من أحد شيئا، إنما كانت له جبة يلبسها إذا خرج إلى مجلس وعظه، وكان يجتمع في مجلس وعظه الألوف من الناس - أنشد نور الدين أبياتا تتضمن ما هو متلبس في ملكه، وفيها تخويف وتحذير شديد له:

مثل وقوفك أيها المغرور ** يوم القيامة والسماء تمور

إن قيل نور الدين رحت مسلما ** فاحذر بأن تبقى وما لك نور

أنهيت عن شرب الخمور وأنت في ** كأس المظالم طائش مخمور

عطلت كاسات المدام تعففا ** وعليك كاسات الحرام تدور

ماذا تقول إذا نقلت إلى البلى ** فردا وجاءك منكر ونكير

ماذا تقول إذا وقفت بموقف ** فردا ذليلا والحساب عسير

وتعلقت فيك الخصوم وأنت في ** يوم الحساب مسلسل مجرور

وتفرقت عنك الجنود وأنت في ** ضيق القبور موسد مقبور

ووددت أنك ما وليت ولاية ** يوما ولا قال الأنام أمير

وبقيت بعد العز رهن حفيرة ** في عالم الموتى وأنت حقير

وحشرت عريانا حزينا باكيا ** قلقا وما لك في الأنام مجير

أرضيت أن تحيا وقلبك دارس ** عافى الخراب وجسمك المعمور

أرضيت أن يحظى سواك بقربه ** أبدا وأنت معذب مهجور

مهد لنفسك حجة تنجو بها ** يوم المعاد ويوم تبدو العور

فلما سمع نور الدين هذه الأبيات بكى بكاء شديدا، وأمر بوضع المكوس والضرائب في سائر البلاد.

وكتب إليه الشيخ عمر الملا من الموصل - وكان قد أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفصلوا بها أمرا حتى يعلموا الملا به، فما أمرهم به من شيء امتثلوه، وكان من الصالحين الزاهدين، وكان نور الدين يستقرض منه في كل رمضان ما يفطر عليه، وكان يرسل إليه بفتيت ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان - فكتب إليه الشيخ عمر بن الملا هذا: إن المفسدين قد كثروا، ويحتاج إلى سياسة ومثل هذا لا يجيء إلا بقتل وصلب وضرب، وإذا أخذ إنسان في البرية من يجيء يشهد له؟

فكتب إليه الملك نور الدين على ظهر كتابه: إن الله خلق الخلق وشرع لهم شريعة وهو أعلم بما يصلحهم، ولو علم أن في الشريعة زيادة في المصلحة لشرعها لنا، فلا حاجة بنا إلى الزيادة على ما شرعه الله تعالى، فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته، وهذا من الجرأة على الله وعلى ما شرعه، والعقول المظلمة لا تهتدي، والله سبحانه يهدينا وإياك إلى صراط مستقيم.

فلما وصل الكتاب إلى الشيخ عمر الملا جمع الناس بالموصل وقرأ عليهم الكتاب، وجعل يقول: انظروا إلى كتاب الزاهد إلى الملك، وكتاب الملك إلى الزاهد.

وجاء إليه أخو الشيخ أبي البيان يستعديه على رجل أنه سبه ورماه بأنه يرائي وأنه وأنه، وجعل يبالغ في الشكاية عليه.

فقال له السلطان: أليس الله تعالى يقول: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاما} [الفرقان: 63] .

وقال: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] .

فسكت الشيخ ولم يحر جوابا.

وقد كان نور الدين يعتقده ويعتقد أخاه أبا البيان، وأتاه زائرا مرات، ووقف عليه وقفا.

وقال الفقيه أبو الفتح الأشري معيد النظامية ببغداد، وكان قد جمع سيرة مختصرة لنور الدين، قال: وكان نور الدين محافظا على الصلوات في أوقاتها، في جماعة بتمام شروطها والقيام بها بأركانها، والطمأنينة في ركوعها وسجودها، وكان كثير الصلاة بالليل، كثير الابتهال في الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل في أموره كلها.

قال: وبلغنا عن جماعة من الصوفية ممن يعتمد على قولهم أنهم دخلوا بلاد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعهم يقولون: إن القسيم ابن القسيم - يعنون نور الدين - له مع الله سر، فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعو فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا.

قال: فهذا كلام الكفار في حقه.

وحكى الشيخ أبو شامة: أن نور الدين وقف بستان الميدان سوى الغيضة التي تليه نصفه على تطييب جامع دمشق، والنصف الآخر يقسم عشرة أجزاء جزآن على تطييب المدرسة التي أنشأها للحنيفة، والثمانية أجزاء الأخرى على تطييب المساجد التسعة، وهي مسجد الصالحين بجبل قيسون وجامع القلعة، ومسجد عطية، ومسجد ابن لبيد بالعسقار، ومسجد الرماحين المعلق، ومسجد العباس بالصالحية، ومسجد دار البطيخ المعلق، والمسجد الذي جدده نور الدين جوار بيعة اليهود، لكل من هذه المساجد جزء من إحدى عشر جزء من النصف.

ومناقبه ومآثره كثيرة جدا، وقد ذكرنا نبذة من ذلك يستدل بها على ما وراءها.

وقد ذكر الشيخ شهاب الدين في أول (الروضتين) كثيرا من محاسنه، وذكر ما مدح به من القصائد، وذكر أنه لما فتح أسد الدين الديار المصرية ثم مات، ثم تولى صلاح الدين هم بعزله عنها، واستنابة غيره فيها غير مرة، ولكن يعوقه عن ذلك ويصده قتال الفرنج، واقتراب أجله، فلما كان في هذه السنة - وهي سنة تسع وستين وخمسمائة - وهي آخر مدته، أضمر على الدخول إلى الديار المصرية وصمم عليه، وأرسل إلى عساكر بلاد الموصل وغيرها ليكونوا ببلاد الشام حفظا لها من الفرنج في غيبته ويركب هو في جمهور الجيش إلى مصر، وقد خاف منه الملك صلاح الدين خوفا شديدا.

فلما كان يوم عيد الفطر من هذه السنة ركب إلى الميدان الأخضر القبلي، وصلى فيه صلاة عيد الفطر، وكان ذلك نهار الأحد، ورمى القبق في الميدان الأخضر الشمالي، والقدر يقول له: هذا آخر أعيادك.

ومد في ذلك اليوم سماطا حافلا، وأمر بانتهابه، وطهر ولده الملك الصالح إسماعيل في هذا اليوم، وزينت له البلد، وضربت البشائر للعيد والختان، ثم ركب في يوم الاثنين وأكب على العادة ثم لعب بالكرة في ذلك اليوم، فحصل له غيظ من بعض الأمراء - ولم يكن ذلك من سجيته - فبادر إلى القلعة وهو كذلك في غاية الغضب، وانزعج ودخل في حيز سوء المزاج، واشتغل بنفسه وأوجاعه، وتنكرت عليه جميع حواسه وطباعه، واحتبس أسبوعا عن الناس، والناس في شغل عنه بما هم فيه من اللعب والانشراح في الزينة التي نصبوها لأجل طهور ولده، فهذا يجود بروحه، وهذا يجود بموجوده، سرورا بذلك، فانعكست تلك الأفراح بالأتراح، ونسخ الجد ذلك المزاح، وحصلت للملك خوانيق في حلقه منعته من النطق، وهذا شأن أوجاع الحلق، وكان قد أشير عليه بالفصد فلم يقبل، وبالمبادرة إلى المعالجة فلم يفعل، وكان أمر الله قدرا مقدورا.

فلما كان يوم الأربعاء الحادي عشر من شوال من هذه السنة قبض إلى رحمة الله تعالى عن ثمان وخمسين سنة، مكث منها في الملك ثمان وعشرين سنة رحمه الله، وصلي عليه بجامع القلعة بدمشق، ثم حول إلى تربته التي أنشأها للحنفية بين باب الخواصين، وباب الخيميين على الدرب، وقبره بها يزار، ويحلق بشباكه ويطيب ويتبرك به كل مار، فيقول: قبر نور الدين الشهيد، لما حصل له في حلقه من الخوانيق، وكذا كان يقال لابنه الشهيد ويلقب بالقسيم، وكانت الفرنج تقول له: القسيم ابن القسيم.

وقد رثاه الشعراء بمراث كثيرة قد أوردها أبو شامة، وما أحسن ما قاله العماد:

عجبت من الموت لما أتى ** إلى ملك في سجايا ملك

وكيف ثوى الفلك المستد ** ير في الأرض وسط فلك

وقال حسان الشاعر الملقب بالعرقلة في مدرسة نور الدين لما دفن بها، رحمه الله تعالى:

ومدرسة ستدرس كل شيء ** وتبقى في حمى علم ونسك

تضوع ذكرها شرقا وغربا ** بنور الدين محمود بن زنكي

يقول وقوله حق وصدق ** بغير كناية وبغير شك

دمشق في المدائن بيت ملكي ** وهذي في المدارس بنت ملكي

صفة نور الدين رحمه الله تعالى

كان طويل القامة أسمر اللون حلو العينين واسع الجبين، حسن الصورة، تركي الشكل، ليس له لحية إلا في حنكه، مهيبا متواضعا عليه جلالة ونور، يعظم الإسلام وقواعد الدين، ويعظم الشرع.

فلما مات نور الدين في شوال من هذه السنة بويع من بعده بالملك لولده الصالح إسماعيل، وكان صغيرا، وجعل أتابكه الأمير شمس الدين بن مقدم، فاختلف الأمراء وحادت الآراء وظهرت الشرور، وكثرت الخمور، وقد كانت لا توجد في زمنه ولا أحد يجسر أن يتعاطى شيئا منها، ولا من الفواحش، وانتشرت الفواحش وظهرت حتى أن ابن أخيه سيف الدين غازي بن مودود صاحب الموصل لما تحقق موته - وكان محصورا منه - نادى مناديه بالبلد بالمسامحة باللعب واللهو والشراب والمسكر والطرب، ومع المنادي دف وقدح ومزمار الشيطان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد كان ابن أخيه هذا وغيره من الملوك والأمراء الذين له حكم عليهم، لا يستطيع أحد منهم أن يفعل شيئا من المناكر والفواحش، فلما مات مرح أمرهم وعاثوا في الأرض فسادا وتحقق قول الشاعر:

ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر ** ولا تسقني سرا وقد أمكن الجهر

وطمعت الأعداء من كل جانب في المسلمين، وعزم الفرنج على قصد دمشق وانتزاعها من أيدي المسلمين، فبرز إليهم ابن مقدم الأتابك فواقعهم عند بانياس فضعف عن مقاومتهم، فهادنهم مدة، ودفع إليهم أموالا جزيلة عجلها لهم، ولولا أنه خوفهم بقدوم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب لما هادنوه.

ولما بلغ ذلك صلاح الدين كتب إلى الأمراء وخاصة ابن مقدم يلومهم على ما صنعوا من المهادنة ودفع الأموال إلى الفرنج، وهم أقل وأذل، وأخبرهم أنه على عزم قصد البلاد الشامية ليحفظها من الفرنج، فردوا إليه كتابا فيه غلظة، وكلام فيه بشاعة، فلم يلتفت إليهم ومن شدة خوفهم منه كتبوا إلى سيف الدين غازي صاحب الموصل ليملكوه عليهم ليدفع عنهم كيد الملك الناصر صلاح الدين صاحب مصر، فلم يفعل لأنه خاف أن يكون مكيدة منهم له، وذلك أنه كان قد هرب منه الطواشي سعد الدولة مستكين الذي كان قد جعله الملك نور الدين عينا عليه، وحافظا له من تعاطي ما لا يليق من الفواحش والخمر واللعب واللهو.

فلما مات نور الدين ونادى في الموصل تلك المناداة القبيحة خاف منه الطواشي المذكور أن يمسكه فهرب منه سرا، فلما تحقق غازي موت عمه بعث في إثر هذا الخادم ففاته فاستحوذ على حواصله، ودخل الطواشي حلب ثم سار إلى دمشق فاتفق مع الأمراء على أن يأخذوا ابن نور الدين الملك الصالح إسماعيل إلى حلب فيربيه هنالك مكان ربي والده، وتكون دمشق مسلمة إلى الأتابك شمس الدولة بن مقدم، والقلعة إلى الطواشي جمال الدين ريحان.

فلما سار الملك الصالح من دمشق خرج معه الكبراء والأمراء من دمشق إلى حلب، وذلك في الثالث والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة، وحين وصلوا حلب جلس الصبي على سرير ملكها واحتاطوا على بني الداية شمس الدين بن الداية أخو مجد الدين الذي كان رضيع نور الدين، وإخوته الثلاثة، وقد كان شمس الدين علي بن الداية يظن أن ابن نور الدين يسلم إليه فيربيه، لأنه أحق الناس بذلك، فخيبوا ظنه وسجنوه وإخوته في الجب.

فكتب الملك صلاح الدين إلى الأمراء يلومهم على ما فعلوا على ما فعلوا من نقل الولد من دمشق إلى حلب، ومن حبسهم بني الداية وهم من خيار الأمراء ورؤس الكبراء، ولم لا يسلموا الولد إلى مجد الدين بن الداية الذي هو أحظى عند نور الدين وعند الناس منهم.

فكتبوا إليه يسيئون الأدب عليه، وكل ذلك يزيده حنقا عليهم، ويحرضه على القدوم إليهم، ولكنه في الوقت في شغل شاغل لما دهمه ببلاد مصر من الأمر الهائل، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في أول السنة الآتية.

من الأعيان والمشاهير:

الحسن بن الحسن ابن أحمد بن محمد العطار

أبو العلاء الهمداني الحافظ، سمع الكثير ورحل إلى بلدان كثيرة، اجتمع بالمشايخ وقدم بغداد وحصل الكتب الكثيرة، واشتغل بعلم القراءات واللغة، حتى صار أوحد زمانه في علمي الكتاب والسنة، وصنف الكتب الكثيرة المفيدة، وكان على طريقة حسنة سخيا عابدا زاهدا صحيح الاعتقاد حسن السمت، له ببلده المكانة والقبول التام، وكانت وفاته ليلة الخميس الحادي عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة، وقد جاوز الثمانين بأربعة أشهر وأيام.

قال ابن الجوزي: وقد بلغني أنه رئي في المنام أنه في مدينة جميع جدرانها كتب وحوله كتب لا تعد ولا تحصى، وهو مشتغل بمطالعتها، فقيل له: ما هذا؟

فقال: سألت الله أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطاني.

وفيها توفي:

الأهوازي

خازن كتب مشهد أبي حنيفة ببغداد، توفي فجأة في ربيع الأول من هذه السنة.

محمود بن زنكي بن آقسنقر

السلطان الملك العادل نور الدين، صاحب بلاد الشام وغيرها من البلدان الكثيرة الواسعة، كان مجاهدا في الفرنج، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، محبا للعلماء والفقراء والصالحين، مبغضا للظلم، صحيح الاعتقاد، مؤثرا لأفعال الخير، لا يجسر أحد أن يظلم أحدا في زمانه، وكان قد قمع المناكر وأهلها، ورفع العلم والشرع، وكان مدمنا لقيام الليل يصوم كثيرا، ويمنع نفسه عن الشهوات، وكان يحب التيسير على المسلمين، ويرسل البر إلى العلماء والفقراء والمساكين والأيتام والأرامل، وليست الدنيا عنده بشيء رحمه الله وبل ثراه بالرحمة والرضوان.

قال ابن الجوزي: استرجع نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى من أيدي الكفار نيفا وخمسين مدينة، وقد كان يكاتبني وأكاتبه.

قال: ولما حضرته الوفاة أخذ العهد على الأمراء من بعده لولده - يعني الصالح إسماعيل - وجدد العهد مع صاحب طرابلس أن لا يغير على الشام في المدة التي كان ماده فيها، وذلك أنه كان قد أسره في بعض غزواته وأسر معه جماعة من أهل دولته، فافتدى نفسه منه بثلاثمائة ألف دينار وخمسمائة حصان وخمسمائة وردية ومثلها برانس، أي: لبوس، وقنطوريات وخمسمائة أسير من المسلمين، وعاهده أن لا يغير على بلاد المسلمين لمدة سبعة سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، وأخذ منه رهائن على ذلك مائة من أولاده وأولاد أكابر الفرنج وبطارقتهم، فإن نكث أراق دماءهم، وكان قد عزم على فتح بيت المقدس شرفه الله، فوافته المنية في شوال من هذه السنة، والأعمال بالنيات، فحصل له أجر ما نوى، وكانت ولايته ثمان وعشرين سنة وأشهرا، وقد تقدم ذلك.

وهذا مقتضى ما ذكره ابن الجوزي ومعناه.

الخضر بن نصر علي بن نصر الأربلي الفقيه الشافعي

أول من درس بإربل في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وكان فاضلا دينا، انتفع به الناس، وكان قد اشتغل على الكيا الهراسي وغيره ببغداد، وقدم دمشق فأرخه ابن عساكر في هذه السنة، وترجمه ابن خلكان في (الوفيات)، وقال: قبره يزار، وقد زرته غير مرة، ورأيت الناس ينتابون قبره ويتبركون به.

وهذا الذي قاله ابن خلكان مما ينكره أهل العلم عليه وعلى أمثاله ممن يعظم القبور.

وفيها: هلك ملك الفرنج مرِّي لعنه الله، وأظنه ملك عسقلان ونحوها من البلاد، وقد كان قارب أن يملك الديار المصرية لولا فضل الله ورحمته بعباده المؤمنين.

البداية والنهاية - الجزء الثاني عشر
406: الشيخ أبو حامد الإسفرايني - أبو أحمد الفرضي - الشريف الرضي - باديس بن منصور الحميري - 407: أحمد بن يوسف بن دوست - الوزير فخر الملك - 408: شباشي أبو نصر - 409: رجاء بن عيسى بن محمد - عبد الله بن محمد بن أبي علان - علي بن نصر - عبد الغني بن سعيد - محمد بن أمير المؤمنين - محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد - 410 - 411: صفة مقتل الحاكم بن المعز الفاطمي لعنه الله - 412: أبو سعد الماليني - الحسن بن الحسين ابن محمد بن الحسين بن رامين القاضي - الحسن بن منصور بن غالب - الحسين بن عمرو - محمد بن عمر أبو بكر العنبري الشاعر - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد - أبو عبد الرحمن السلمي - أبو علي الحسن بن علي الدقاق النيسابوري - صريع الدلال الشاعر - 413: ابن البواب الكاتب - علي بن عيسى ابن سليمان بن محمد بن أبان - محمد بن أحمد بن محمد بن منصور - ابن النعمان شيخ الإمامية الروافض - 414: الحسن بن الفضل بن سهلان - الحسن بن محمد بن عبد الله - علي بن عبد الله بن جهضم - القاسم بن جعفر بن عبد الواحد - محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار - محمد بن أحمد أبو جعفر النسفي - هلال بن محمد ابن جعفر بن سعدان - 415: أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن - أحمد بن محمد بن أحمد ابن القاسم بن إسماعيل - عبيد الله بن عبد الله ابن الحسين أبو القاسم الخفاف - عمر بن عبد الله بن عمر أبو حفص الدلال - محمد بن الحسن أبو الحسن الأقساسي العلوي - 416: سابور بن أزدشير - عثمان النيسابوري - محمد بن الحسن بن صالحان - الملك شرف الدولة - التهامي الشاعر - 417: أحمد بن محمد بن عبد الله - جعفر بن أبان أبو مسلم الختلي - عمر بن أحمد بن عبدويه - علي بن أحمد بن عمر بن حفص - صاعد بن الحسن ابن عيسى الربعي البغدادي - القفال المروزي - 418: أحمد بن محمد بن عبد الله - الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم المغربي الوزير - محمد بن الحسن بن إبراهيم - أبو القاسم اللالكائي - ابن طباطبا الشريف - أبو إسحاق وهو الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني - القدوري صاحب الكتاب المشهور في مذهب أبي حنيفة - 419: حمزة بن إبراهيم بن عبد الله - محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد - مبارك الأنماطي - أبو الفوارس بن بهاء الدولة - أبو محمد بن الساد وزير كاليجار - أبو عبد الله المتكلم - ابن غلبون الشاعر - 420: الحسن بن أبي القين - علي بن عيسى بن الفرج بن صالح - أسد الدولة أبو علي صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي - 421: أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو الحسن الواعظ - الحسين بن محمد الخليع - الملك الكبير العادل محمود بن سبكتكين - 422: خلافة القائم بالله - الحسن بن جعفر أبو علي بن ماكولا - عبد الوهاب بن علي ابن نصر بن أحمد بن الحسن بن هارون بن مالك بن طوق - 423: روح بن محمد بن أحمد - علي بن محمد بن الحسن - محمد بن الطيب ابن سعد بن موسى أبو بكر الصباغ - علي بن هلال الكاتب المشهور - 424: أحمد بن الحسين بن أحمد - 425: أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد - أبو علي البندنبجي - عبد الوهاب بن عبد العزيز - غريب بن محمد - 426: أحمد بن كليب الشاعر - الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران البزاز - الحسن بن عثمان ابن أحمد بن الحسين بن سورة - 427: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعالبي - 428: القدوري أحمد بن محمد - الحسن بن شهاب ابن الحسن بن علي - لطف الله أحمد بن عيسى - محمد بن أحمد ابن علي بن موسى بن عبد المطلب - محمد بن الحسن ابن أحمد بن علي أبو الحسن الأهوازي - مهيار الديلمي الشاعر - هبة الله بن الحسن أبو الحسين المعروف بالحاجب - أبو علي بن سينا - 429: الثعالبي صاحب يتيمة الدهر - الأستاذ أبو منصور - 430: الحافظ أبو نعيم الأصبهاني - الحسن بن حفص أبو الفتوح العلوي أمير مكة - الحسين بن محمد بن الحسن ابن علي بن عبد الله المؤدب - عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن بشر بن مهران - محمد بن الحسين بن خلف ابن الفراء - محمد بن عبد الله أبو بكر الدينوري الزاهد - الفضل بن منصور أبو الرضى - هبة الله بن علي بن جعفر - أبو زيد الدبوسي - الحوفي صاحب إعراب القرآن - 431: إسماعيل بن أحمد - بشرى الفاتني - محمد بن علي ابن أحمد بن يعقوب بن مروان - 432: محمد بن الحسين ابن الفضل بن العباس، أبو يعلى البصري الصوفي - 433: بهرام بن منافيه - محمد بن جعفر بن الحسين - مسعود الملك بن الملك محمود - 434: أبو زر الهروي - محمد بن الحسين ابن محمد بن جعفر - 435: الحسين بن عثمان ابن سهل بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي - عبد الله بن أبي الفتح - الملك جلال الدولة - 436: الحسين بن علي ابن محمد بن جعفر، أبو عبد الله الصيمري - عبد الوهاب بن منصور - الشريف المرتضى علي بن الحسين - محمد بن أحمد ابن شعيب بن عبد الله بن الفضل - أبو الحسين البصري المعتزلي - 437: فارس بن محمد بن عتاز - خديجة بنت موسى - أحمد بن يوسف السليكي المنازي - 438: الشيخ أبو محمد الجويني إمام الشافعية - 439: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد - عبد الواحد بن محمد ابن يحيى بن أيوب - محمد بن الحسن بن علي ابن عبد الرحيم أبو سعد الوزير - محمد بن أحمد بن موسى أبو عبد الله الواعظ الشيرازي - المظفر بن الحسين ابن عمر بن برهان - محمد بن علي بن إبراهيم - الشيخ أبو علي السنجي - 440: الحسن بن عيسى بن المقتدر - هبة الله بن عمر بن أحمد بن عثمان - علي بن الحسن ابن محمد بن المنتاب أبو محمد القاسم - محمد بن جعفر بن أبي الفرج - محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن غيلان - الملك أبو كاليجار - 441: أحمد بن محمد بن منصور أبو الحسن المعروف بالعتيقي - علي بن الحسن أبو القاسم العلوي - عبد الوهاب بن القاضي الماوردي - الحافظ أبو عبد الله الصوري - 442: علي بن عمر بن الحسن أبو الحسن الحربي المعروف بالقزويني - عمر بن ثابت الثمانيني - قرواش بن مقلد - مودود بن مسعود - 443: محمد بن محمد بن أحمد أبو الحسن الشاعر البصروي - 444: الحسن بن علي ابن محمد بن علي بن أحمد بن وهب بن شنبل بن قرة بن واقد - علي بن الحسين ابن محمد، أبو الحسن المعروف بالشاشي البغدادي - القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد بن أحمد، أبو جعفر السمناني القاضي - 445: أحمد بن عمر بن روح - إسماعيل بن علي ابن الحسين بن محمد بن زنجويه - عمر بن الشيخ أبي طالب المكي - محمد بن أحمد ابن عثمان بن الفرج الأزهر - محمد بن أبي تمام الزينبي - 446: الحسين بن جعفر بن محمد ابن داود أبو عبد الله السلماسي - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله الأصبهاني - 447: الحسن بن علي ابن جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن أبي دلف العجلي - علي بن المحسن بن علي ابن محمد بن أبي الفهم أبو القاسم التنوخي - 448: علي بن أحمد بن علي بن سلك - محمد بن عبد الواحد بن محمد الصباغ - هلال بن المحسن - 449: أحمد بن عبد الله بن سليمان ابن محمد بن سليمان - الأستاذ أبو عثمان الصابوني - 450: الحسن بن محمد أبو عبد الله الوني - أبو الطيب الطبري الفقيه شيخ الشافعية - القاضي الماوردي صاحب الحاوي الكبير - رئيس الرؤساء أبو القاسم بن المسلمة - منصور بن الحسين أبو الفوارس الأسدي - 451: فصل كتابة السلطان طغرلبك كتابا إلى قريش بن بدران بإعادة الخليفة لوطنه - مقتل البساسيري على يدي السلطان طغرلبك - ترجمة أرسلان أبو الحارس البساسيري التركي - الحسن بن الفضل أبو علي الشرمقاني المؤدب المقري الحافظ للقرآن والقراءات - علي بن محمود بن إبراهيم بن ماجره - محمد بن علي ابن الفتح بن محمد بن علي بن أبي طالب الحربي - الوني الفرضي - 452: أبو منصور الجيلي - الحسن بن محمد ابن أبي الفضل أبو محمد الفسوي - محمد بن عبيد الله ابن أحمد بن محمد بن عمروس - قطر الندى - 453: أحمد بن مروان أبو نصر الكردي - 454: ثمال بن صالح - الحسن بن علي بن محمد أبو محمد الجوهري - الحسين بن أبي يزيد أبو على الدباغ - سعد بن محمد بن منصور أبو المحاسن الجرجاني - 455: دخول الملك طغرلبك على بنت الخليفة - زهير بن علي بن الحسن بن حزام - سعيد بن مروان صاحب آمد - الملك أبو طالب - 456: ابن حزم الظاهري - عبد الواحد بن علي بن برهان - 457 - 458: الحافظ الكبير أبو بكر البيهقي - الحسن بن غالب ابن علي بن غالب بن منصور بن صعلوك - القاضي أبو يعلي بن الفرا الحنبلي - ابن سيده - 459: محمد بن إسماعيل بن محمد أبو علي الطرسوسي - 460: عبد الملك بن محمد بن يوسف بن منصور - أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي - 461: الفوراني - 462: الحسن بن علي ابن محمد أبو الجوائز الواسطي - محمد بن أحمد بن سهل - 463: أحمد بن علي ابن ثابت بن أحمد بن مهدي - حسان بن سعيد ابن حسان بن محمد بن أحمد - أمين بن محمد بن الحسن بن حمزة - محمد بن وشاح بن عبد الله - الشيخ الأجل أبو عمر عبد البر النمري - ابن زيدون الشاعر أحمد بن عبد الله - كريمة بنت أحمد ابن محمد بن أبي حاتم المروزية - 464: زكريا بن محمد بن حيده - محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله - محمد بن أحمد بن شاره - 465: وفاة السلطان ألب أرسلان وملك ولده ملكشاه - السلطان ألب أرسلان - أبو القاسم القشيري - ابن صربعر - محمد بن علي ابن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله - 466: غرق بغداد - أحمد بن محمد بن الحسن السمناني - عبد العزيز بن أحمد بن علي - الماوردية - 467: موت الخليفة القائم بأمر الله - خلافة المقتدي بأمر الله - الداوودي راوي (صحيح البخاري) - أبو الحسن علي بن الحسن ابن علي بن أبي الطيب الباخَرزي - 468: محمد بن علي ابن أحمد بن عيسى بن موسى - محمد بن القاسم ابن حبيب بن عبدوس - محمد بن محمد بن عبد الله أبو الحسين البيضاوي الشافعي - محمد بن نصر بن صالح - مسعود بن المحسن - الواحدي المفسر - ناصر بن محمد ابن علي أبو منصور التركي الصافري - يوسف بن محمد بن الحسن - 469: اسفهدوست بن محمد بن الحسن أبو منصور الديلمي - طاهر بن أحمد بن بابشاذ - عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن عمر بن أحمد - حيان بن خلف - أبو نصر السجزي الوابلي - محمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله الأنماطي - 470: أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب - أحمد بن محمد ابن أحمد بن عبد الله أبو الحسن ابن النقور البزاز - أحمد بن عبد الملك - عبد الله بن الحسن بن علي أبو القاسم بن أبي محمد الحلالي - عبد الرحمن بن منده - عبد الملك بن محمد ابن عبد العزيز بن محمد بن المظفر بن علي أبو القاسم الهمداني - الشريف أبو جعفر الحنبلي - محمد بن محمد بن عبد الله أبو الحسن البيضاوي - 471: سعد بن علي ابن محمد بن علي بن الحسين أبو القاسم الزنجاني - سليم بن الجوزي - عبد الله بن شمعون - 472: عبد الملك بن الحسن بن أحمد بن حيرون - محمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين بن عبد العزيز بن مهران العكبري - هياج بن عبد الله - 473: أحمد بن محمد بن عمر ابن محمد بن إسماعيل - الصليحي المتغلب على اليمن - محمد بن الحسين ابن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبلي - يوسف بن الحسن ابن محمد بن الحسن - 474: داود بن السلطان بن ملك شاه - القاضي أبو الوليد الباجي - أبو الأغر دبيس بن علي بن مزيد - عبد الله بن أحمد بن رضوان - 475: عبد الوهاب بن محمد ابن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده - ابن ماكولا الأمير أبو نصر على بن الوزير أبي القاسم هبة الله - 476: الشيخ أبو إسحاق الشيرازي إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي - طاهر بن الحسين ابن أحمد بن عبد الله القواس - محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو طاهر الأنباري الخطيب - محمد بن أحمد بن الحسين بن جرادة - 477: أحمد بن محمد بن دوبست - ابن الصباغ - مسعود بن ناصر ابن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل - 478: أحمد بن محمد بن الحسن ابن محمد بن إبراهيم بن أبي أيوب - الحسن بن علي أبو عبد الله المردوسي - أبو سعد المتولي - إمام الحرمين عبد الملك بن الشيخ أبي محمد - محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد - أبو عبد الله الدامغاني القاضي - محمد بن علي بن المطلب أبو سعد الأديب - محمد بن طاهر العباسي - منصور بن دبيس - هبة الله بن أحمد بن السيبي - 479: الأمير جعبر بن سابق القشيري - الأمير جنفل قتلغ - علي بن فضال المشاجعي - علي بن أحمد التستري - يحيى بن إسماعيل الحسيني - 480: إسماعيل ابن إبراهيم ابن موسى بن سعيد، أبو القاسم النيسابوري - طاهر بن الحسين البندنيجي - محمد بن أمير المؤمنين المقتدي - محمد بن محمد بن زيد ابن علي بن موسى - محمد بن هلال بن الحسن أبو الحسن الصابي - هبة الله بن علي ابن محمد بن أحمد بن المجلي أبو نصر - أبو بكر بن عمر أمير الملثمين - فاطمة بنت علي المؤدبة الكاتبة - 481: أحمد بن السلطان ملكشاه - عبد الله بن محمد ابن علي بن محمد - 482: عبد الصمد بن أحمد بن علي المعروف بطاهر النيسابوري الحافظ - علي بن أبي يعلى أبو القاسم الدبوسي - عاصم بن الحسن ابن محمد بن علي بن عاصم بن مهران - محمد بن أحمد بن حامد ابن عبيد - محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد بن إسماعيل الأصبهاني - 483: الوزير أبو نصر بن جهير - 484: عبد الرحمن بن أحمد أبو طاهر - محمد بن أحمد بن علي أبو نصر المروزي - محمد بن عبد الله بن الحسن أبو بكر الناصح الفقيه الحنفي المناظر المتكلم المعتزلي - أرتق بن ألب التركماني - 485: جعفر بن يحيى بن عبد الله أبو الفضل التميمي - نظام الملك الوزير الحسن بن علي بن إسحاق أبو علي - عبد الباقي بن محمد بن الحسين ابن داود بن ياقيا - مالك بن أحمد بن علي ابن إبراهيم، أبو عبد الله البانياسي الشامي - السلطان ملكشاه جلال الدين والدولة - باني التاجية ببغداد - هبة الله بن عبد الوارث - 486: جعفر بن المقتدي بالله من الخاتون بنت السلطان ملكشاه - سليمان بن إبراهيم ابن محمد بن سليمان - عبد الواحد بن أحمد بن المحسن - علي بن أحمد بن يوسف أبو الحسن الهكاري - علي بن محمد بن محمد أبو الحسن الخطيب الأنباري - أبو نصر علي بن هبة الله ابن ماكولا - 487: شيء من ترجمة المقتدي بأمر الله - خلافة المستظهر بأمر الله أبي العباس - اقسنقر الأتابك - أمير الجيوش بدر الجمالي - الخليفة المستنصر الفاطمي - محمد بن أبي هاشم أمير مكة - محمود بن السلطان ملكشاه - 488: أبو الفضل المعروف بابن الباقلاني - تتش أبو المظفر - رزق الله بن عبد الوهاب ابن عبد العزيز أبو محمد التميمي - أبو سيف القزويني عبد السلام بن محمد بن سيف بن بندار الشيخ - أبو شجاع الوزير محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم - القاضي أبو بكر الشاشي - أبو عبد الله الحميدي محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن حميد - هبة الله بن الشيخ أبي الوفا بن عقيل - 489: عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أخو أبي حكيم الخيري - عبد المحسن بن أحمد الشنجي - عبد الملك بن إبراهيم ابن أحمد أبو الفضل المعروف بالهمداني - محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور - أبو المظفر السمعاني منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد، أبو المظفر السمعاني الحافظ - 490: أحمد بن محمد بن الحسن ابن علي بن زكريا بن دينار - المعمر بن محمد ابن المعمر بن أحمد بن محمد - يحيى بن أحمد بن محمد البستي - 491: طراد بن محمد بن علي - المظفر أبو الفتح ابن رئيس الرؤساء أبو القاسم - 492: السلطان إبراهيم بن السلطان محمود - عبد الباقي بن يوسف ابن علي بن صالح - أبو القاسم ابن إمام الحرمين - 493: عبد الرزاق الغزنوي الصوفي - الوزير عميد الدولة بن جهير - ابن جزلة الطبيب - 494: أحمد بن محمد ابن عبد الواحد بن الصباح - عبد الله بن الحسن ابن أبي منصور أبو محمد الطبسي - عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد أبو محمد الرزاز السرخسي - عزيز بن عبد الملك منصور أبو المعالي الجيلي القاضي - محمد بن أحمد ابن عبد الباقي بن الحسن بن محمد بن طوق - محمد بن الحسن أبو عبد الله المرادي - محمد بن علي بن عبيد الله ابن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان - محمد بن منصور أبو سعد المستوفي شرف الملك الخوارزمي - محمد بن منصور القسري - نصر بن أحمد ابن عبد الله بن البطران الخطابي البزار القارئ - 495: أبو القاسم صاحب مصر - محمد بن هبة الله أبو نصر القاضي البندنيجي الضرير الفقيه الشافعي - 496: أحمد بن علي ابن عبد الله بن سوار - أبو المعالي أحد الصلحاء الزهاد - السيدة بنت القائم بأمر الله - 497: أزردشير بن منصور - إسماعيل بن محمد ابن أحمد بن عثمان - العلا بن أحمد بن وهب ابن الموصلايا - محمد بن أحمد بن عمر أبو عمر النهاوندي - 498: السلطان بركيارق بن ملكشاه - عيسى بن عبد الله القاسم أبو الوليد الغزنوي الأشعري - محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن سلفة الأصبهاني - أبو علي الخيالي الحسين بن محمد - محمد بن علي بن الحسن بن أبي الصقر - 499: أبو الفتح الحاكم - محمد بن أحمد ابن محمد بن علي بن عبد الرزاق - محمد بن عبيد الله بن الحسن ابن الحسين - مهارش بن مجلي - 500: قتل فخر الملك أبو المظفر - أحمد بن محمد بن المظفر - جعفر بن محمد ابن الحسين بن أحمد بن جعفر السراج - عبد الوهاب بن محمد ابن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الشيرازي الفارسي - محمد بن إبراهيم ابن عبيد الأسدي الشاعر - يوسف بن علي أبو القاسم الزنجاني الفقيه - 501: تميم بن المعز بن باديس - صدقة بن منصور ابن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي - 502: الحسن العلوي أبو هاشم ابن رئيس همدان - الحسن بن علي أبو الفوارس بن الخازن - الروياني صاحب البحر - يحيى بن علي ابن محمد بن الحسن بن بسطام - 503: أحمد بن علي ابن أحمد، أبو بكر العلوي - عمر بن عبد الكريم ابن سعدويه الفتيان الدهقاني - محمد ويعرف بأخي حماد - 504: إدريس بن حمزة أبو الحسن الشاشي الرملي العثماني - علي بن محمد ابن علي بن عماد الدين - 505: أبو حامد الغزالي محمد بن محمد بن محمد - 506: صاعد بن منصور ابن إسماعيل بن صاعد - محمد بن موسى بن عبد الله أبو عبد الله البلاساغوني التركي الحنفي - المعمر بن المعمر أبو سعد بن أبي عمار الواعظ - أبو علي المعري - نزهة أم ولد الخليفة المستظهر بالله - أبو سعد السمعاني - 507: إسماعيل بن الحافظ أبي بكر بن الحسين البيهقي - شجاع بن أبي شجاع فارس بن الحسين بن فارس أبو غالب الذهلي الحافظ - محمد بن أحمد ابن محمد بن أحمد - محمد بن طاهر ابن علي بن أحمد - أبو بكر الشاشي - المؤتمن بن أحمد ابن علي بن الحسين بن عبيد الله - 508 - 509: إسماعيل بن محمد ابن أحمد بن علي أبو عثمان الأصبهاني - منجب بن عبد الله المستظهري - عبد الله بن المبارك ابن موسى - يحيى بن تميم بن المعز بن باديس - 510: عقيل بن الإمام أبي الوفا - علي بن أحمد بن محمد ابن الرزاز - محمد بن منصور ابن محمد بن عبد الجبار - محمد بن أحمد بن طاهر ابن أحمد بن منصور الخازن - محمد بن علي بن محمد أبو بكر النسوي - محفوظ بن أحمد ابن الحسن - 511: القاضي المرتضى أبو محمد عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي بن القاسم الشهرزوري - محمد بن سعد ابن نبهان - أمير الحاج يمن بن عبد الله أبو الخير المستظهري - 512: وفاة الخليفة المستظهر بالله - خلافة المسترشد أمير المؤمنين - أرجوان الأرمنية - بكر بن محمد بن علي ابن الفضل أبو الفضل الأنصاري - الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الزينبي - يوسف بن أحمد أبو طاهر - أبو الفضل بن الخازن - 513: ابن عقيل علي بن عقيل بن محمد - أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني - المبارك بن علي ابن الحسين أبو سعد المخرمي - 514: أحمد بن عبد الوهاب بن السني - عبد الرحيم بن عبد الكبير - عبد العزيز بن علي ابن حامد أبو حامد الدينوري - 515: ابن القطاع اللغوي أبو القاسم علي بن جعفر بن محمد - أبو القاسم شاهنشاه الأفضل بن أمير الجيوش بمصر - عبد الرزاق بن عبد الله ابن علي بن إسحاق الطوسي - خاتون السفريه - الطغرائي - 516: عبد الله بن أحمد ابن عمر بن أبي الأشعث - علي بن أحمد السميرمي - الحريري صاحب المقامات - البغوي المفسر - 517: أحمد بن محمد ابن علي بن صدقة التغلبي - 518: أحمد بن علي بن برهان - عبد الله بن محمد بن جعفر أبو علي الدامغاني - أحمد بن محمد ابن إبراهيم أبو الفضل الميداني - 519: آقسنقر البرشقي - بلال بن عبد الرحمن ابن شريح بن عمر - القاضي أبو سعد الهروي - 520: أحمد بن محمد بن محمد أبو الفتح الطوسي الغزالي أخو أبي حامد الغزالي - أحمد بن علي ابن محمد الوكيل - بهرام بن بهرام أبو شجاع البيع - صاعد بن سيار ابن محمد بن عبد الله بن إبراهيم أبو الأعلا الإسحاقي الهروي الحافظ - 521: محمد بن عبد الملك ابن إبراهيم بن أحمد، أبو الحسن بن أبي الفضل الهمذاني الفرضي - فاطمة بنت الحسين بن الحسن ابن فضلويه - أبو محمد عبد الله بن محمد ابن السيد البطليوسي - 522: الحسن بن علي بن صدقة - الحسين بن علي ابن أبي القاسم اللامتني - طغتكين الأتابك - 523: أسعد بن أبي نصر الميهني أبو الفتح - 524: قتل خليفة مصر - إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد - الحسين بن محمد ابن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد - محمد بن سعدون بن مرجا - 525: أحمد بن محمد بن عبد القاهر الصوفي - الحسن بن سليمان ابن عبد الله بن عبد الغني أبو علي الفقيه - حماد بن مسلم الرحبي الدباس - علي بن المستظهر بالله أخو الخليفة المسترشد - محمد بن أحمد ابن أبي الفضل الماهاني - محمود السلطان بن السلطان ملكشاه - هبة الله بن محمد ابن عبد الواحد بن العباس بن الحصين - 526: أحمد بن عبيد الله ابن محمد بن عبيد الله بن محمد - محمد بن محمد بن الحسين ابن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي - 527: أحمد بن سلامة ابن عبد الله بن مخلد بن إبراهيم - أسعد بن أبي نصر بن أبي الفضل - ابن الزاغوني الحنبلي - الحسن بن محمد ابن إبراهيم البورباري - علي بن يعلى ابن عوض - محمد بن أحمد ابن يحيى أبو عبد الله العثماني الديباجي - محمد بن محمد ابن الحسين بن محمد بن أحمد - أبو محمد عبد الجبار ابن أبي بكر محمد بن حمديس الأزدي الصقلي - 528: أحمد بن علي بن إبراهيم أبو الوفا الفيروزأبادي - أبو علي الفارقي الحسن بن إبراهيم بن مرهون أبو علي الفارقي - عبد الله بن محمد ابن أحمد بن الحسن - محمد بن أحمد ابن علي بن أبي بكر العطان - محمد بن عبد الواحد الشافعي أبو رشيد - أم خليفة المسترشد - 529: خلافة الراشد بالله أبي جعفر منصور بن المسترشد - أحمد بن محمد بن الحسين ابن عمرو - إسماعيل بن عبد الله ابن علي أبو القاسم الحاكم - دبيس بن صدقة - علي بن محمد النروجاني - 530: خلافة المقتفي لأمر الله - فائدة حسنة ينبغي التنبه لها - محمد بن حمويه ابن محمد بن حمويه - محمد بن عبد الله ابن أحمد بن حبيب أبو بكر العامري - محمد بن الفضل ابن أحمد بن محمد بن أبي العباس أبو عبد الله الصاعدي الفراوي - 531: أحمد بن محمد بن ثابت ابن الحسن أبو سعد الخجندي - هبة الله بن أحمد ابن عمر الحريري - 532: أحمد بن محمد أبو بكر بن أبي الفتح الدينوري الحنبلي - عبد المنعم بن عبد الكريم ابن هوازن - محمد بن عبد الملك ابن محمد بن عمر - الخليفة الراشد منصور بن المسترشد - أنوشروان بن خالد - 533: زاهر بن طاهر ابن محمد - يحيى بن يحيى بن علي ابن أفلح - 534: أحمد بن جعفر ابن الفرج أبو العباس الحربي - عبد السلام بن الفضل أبو القاسم الجيلي - 535: إسماعيل بن محمد ابن علي أبو القاسم الطلحي الأصبهاني - محمد بن عبد الباقي - يوسف بن أيوب ابن الحسن بن زهرة - 536: إسماعيل بن أحمد بن عمر ابن أبي الأشعث - يحيى بن علي ابن محمد بن علي - 537 - 538: عبد الوهاب بن المبارك ابن أحمد - علي بن طراد ابن محمد الزينبي - الزمخشري محمود ابن عمر بن محمد بن عمر - 539: إبراهيم بن محمد بن منصور ابن عمر أبو الوليد الكرخي - سعد بن محمد ابن عمر أبو منصور البزار - عمر بن إبراهيم ابن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين - 540: أحمد بن محمد ابن الحسين بن علي بن أحمد بن سليمان - علي بن أحمد ابن الحسين بن أحمد أبو الحسن اليزدي - موهوب بن أحمد ابن محمد بن الخضر - 541: زنكي بن آقسنقر أبو نور - سعد الخير محمد بن سهل بن سعد - شافع بن عبد الرشيد ابن القاسم - عبد الله بن علي ابن أحمد بن عبد الله - عباس شحنة الري - محمد بن طراد ابن محمد الزينبي أبو الحسن نقيب النقباء - وجيه بن طاهر ابن محمد بن محمد - 542: أسعد بن عبد الله ابن أحمد بن محمد - أبو محمد عبد الله بن محمد ابن خلف - نصر الله بن محمد ابن عبد القوي - هبة الله بن علي ابن محمد بن حمزة - 543: إبراهيم بن محمد ابن نهار بن محرز الغنوي الرقي - شاهان شاه بن أيوب - علي بن الحسين ابن محمد بن علي الزينبي - أبو الحجاج يوسف بن درباس - 544: أحمد بن نظام الملك أبو الحسن - أحمد بن محمد ابن الحسين الأرجاني - والقاضي عياض بن موسى السبتي - عيسى بن هبة الله ابن عيسى - غازي بن أقنسقر الملك سيف الدين - قطز الخادم - 545: الحسن بن ذي النون - عبد الملك بن عبد الوهاب الحنبلي القاضي بهاء الدين - عبد الملك بن أبي نصر بن عمر أبو المعالي الجبلي - الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي - 546: برهان الدين أبو الحسن بن علي البلخي - 547: المظفر بن أردشير أبو منصور العبادي - مسعود السلطان صاحب العراق وغيرها - يعقوب الخطاط الكاتب - 548 - 549: ملك السلطان نور الدين الشهيد بدمشق - الرئيس مؤيد الدولة علي بن الصوفي - عطاء الخادم - 550: فتح بعلبك بيد نور الدين الشهيد - محمد بن ناصر ابن محمد بن علي الحافظ - مجلي بن جميع أبو المعالي - 551: حصار بغداد - علي بن الحسين أبو الحسن الغزنوي الواعظ - محمود بن إسماعيل بن قادوس - الشيخ أبو البيان - عبد الغافر بن إسماعيل ابن عبد القادر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن سعيد - 552: أحمد بن محمد ابن عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل - أحمد بن بختيار ابن علي بن محمد - السلطان سنجر ابن الملك شاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق - محمد بن عبد اللطيف ابن محمد بن ثابت - محمد بن المبارك ابن محمد بن الخل أبو الحسن بن أبي البقاء - يحيى بن عيسى ابن إدريس أبو البركات الأنباري الواعظ - 553: عبد الأول بن عيسى ابن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق - نصر بن منصور ابن الحسين بن أحمد بن عبد الخالق العطار - يحيى بن سلامة ابن الحسين أبو الفضل الشافعي - 554: أحمد بن معالي ابن بركة الحربي - السلطان محمد بن محمود بن محمد بن ملكشاه - 555: خلافة المستنجد بالله أبو المظفر يوسف بن المقتفي - الفائز خليفة مصر الفاطمي - خسروشاه بن ملكشاه - ملكشاه بن السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه - قيماز بن عبد الله الأرجواني - الأمير مجاهد الدين نزار بن مامين الكردي - الشيخ عدي بن مسافر - عبد الواحد بن أحمد ابن محمد بن حمزة، أبو جعفر الثقفي - محمد بن يحيى ابن علي بن مسلم أبو عبد الله الزبيدي - 556: حمزة بن علي بن طلحة - 557: شجاع شيخ الحنفية - صدقة بن وزير الواعظ - زمرد خاتون - 558: السلطان الكبير أبو محمد عبد المؤمن بن علي - طلحة بن علي ابن طراد، أبو أحمد الزينبي - محمد بن عبد الكريم ابن إبراهيم، أبو عبد الله المعروف بابن الأنباري - 559: وقعة حارم - جمال الدين وزير صاحب الموصل - ابن الخازن الكاتب أحمد بن محمد - 560: عمر بن بهليقا - محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد - مرجان الخادم - ابن التلميذ الطبيب الحاذق الماهر - الوزير ابن هبيرة - 561: الحسن بن العباس ابن أبي الطيب بن رستم أبو عبد الله الأصبهاني - عبد العزيز بن الحسن ابن الحباب الأغلبي السعدي القاضي - الشيخ عبد القادر الجيلي - 562: فتح الإسكندرية على يدي أسد الدين شيركوه - برغش أمير الحاج سنين متعددة - أبو المعالي الكاتب محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون - الرشيد الصدفي - 563: جعفر بن عبد الواحد أبو البركات الثقفي - أبو سعد السمعاني عبد الكريم بن محمد بن منصور - عبد القاهر بن محمد ابن عبد الله أبو النجيب السهروردي - محمد بن عبد الحميد ابن أبي الحسين أبو الفتح الرازي - يوسف بن عبد الله ابن بندار الدمشقي - 564: صفة الخلعة التي لبسها صلاح الدين - ذكر قتل الطواشي - وقعة السودان - سعد الله بن نصر بن سعيد الدجاجي - شاور بن مجير الدين - شيركوه بن شادي - محمد بن عبد الله بن عبد الواحد - محمد الفارقي أبو عبد الله الواعظ - المعمر بن عبد الواحد ابن رجار أبو أحمد الأصبهاني - 565: الملك قطب الدين مودود بن زنكي - 566: خلافة المستضيء - طاهر بن محمد بن طاهر أبو زرعة المقدسي - يوسف القاضي أبو الحجاج بن الخلال - يوسف بن الخليفة المستنجد بالله بن المقتفي بن المستظهر - 567: موت العاضد آخر خلفاء العبيديين - عبد الله بن أحمد ابن أحمد بن أحمد أبو محمد بن الخشاب - محمد بن محمد بن محمد أبو المظفر الدوي - ناصر بن الجوني الصوفي - نصر الله بن عبد الله أبو الفتوح - 568: إيلدكز التركي الأتابكي - الأمير نجم الدين أبو الشكر أيوب بن شادي - الحسن بن صافي بن بزدن التركي - 569: مقتل عمارة بن أبي الحسن ابن زيدان الحكمي من قحطان - وعمارة اليمني الشاعر - ابن قسرول - فصل في وفاة الملك نور الدين محمود زنكي وذكر شيء من سيرته العادلة - صفة نور الدين رحمه الله تعالى - الحسن بن الحسن ابن أحمد بن محمد العطار - الأهوازي - محمود بن زنكي بن آقسنقر - الخضر بن نصر علي بن نصر الأربلي الفقيه الشافعي - 570: فصل بروز السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف - روح بن أحمد أبو طالب الحدثني - شملة التركماني - قيماز بن عبد الله - 571: الحافظ أبو القاسم ابن عساكر - 572: علي بن عساكر ابن المرحب بن العوام أبو الحسن البطائحي المقري - محمد بن عبد الله ابن القاسم أبو الفضل - الخطيب شمس الدين ابن الوزير أبو الضياء خطيب الديار المصرية - 573: صدقة بن الحسين أبو الفرج الحداد - محمد بن أسعد بن محمد أبو منصور العطار - محمود بن تتش شهاب الدين الحارمي - فاطمة بنت نصر العطار - 574: أسعد بن بلدرك الجبريلي - الحيص بيص - محمد بن نسيم أبو عبد الله الخياط - 575: ذكر تخريب حصن الأحزان وهو قريب من صفد - من كتاب كتبه القاضي الفاضل إلى بغداد في خراب هذا الحصن - وفاة المستضيء بأمر الله وشيء من ترجمته - إبراهيم بن علي أبو إسحاق الفقيه الشافعي - إسماعيل بن موهوب ابن محمد بن أحمد الخضر أبو محمد الجواليقي - المبارك بن علي بن الحسن أبو محمد ابن الطباخ البغدادي - خلافة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء - 576: وفاة السلطان توران شاه - الحافظ أبو طاهر السلفي - 577: وفاة الملك الصالح بن نور الدين الشهيد صاحب حلب وماجرى بعده من الأمور - الشيخ كمال الدين أبو البركات - 578: فصل في وفاة المنصور عز الدين - الشيخ أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد المعروف بابن الرفاعي - خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال - العلامة قطب الدين أبو المعالي - 579: فصل محاصرة السلطان للكرك - 580 - 581: الفقيه مهذب الدين عبد الله بن أسعد الموصلي - الأمير ناصر الدين محمد بن شيركوه - المحمودي بن محمد بن علي بن إسماعيل - الأمير سعد الدين مسعود - الست خاتون عصمت الدين - الحافظ الكبير أبو موسى المديني - السهيلي أبو القاسم - 582: أبو محمد عبد الله بن أبي الوحش - 583: فتح بيت المقدس في هذه السنة - أول جمعة أقيمت ببيت المقدس بعد فتحه - نكتة غريبة - الشيخ عبد المغيث بن زهير الحربي - علي بن خطاب بن خلف العابد الناسك - الأمير شمس الدين محمد بن عبد الملك بن مقدم - محمد بن عبيد الله ابن عبد الله سبط بن التعاويذي الشاعر - نصر بن فتيان بن مطر - أبو الحسن الدامغاني - 584: فصل في فتح صفد وحصن كوكب - الأمير الكبير سلالة الملوك والسلاطين - أبو محمد عبد الله بن علي ابن عبد الله بن سويد التكريتي - الحازمي الحافظ - 585: قصة عكا وما كان من أمرها - القاضي شرف الدين أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أبي عصرون - أحمد بن عبد الرحمن بن وهبان - الفقيه الأمير ضياء الدين عيسى الهكاري - المبارك بن المبارك الكرخي - 586: فصل اشتداد حصار الفرنج للمدينة - فصل إدارة الممالك من قبل القاضي الفاضل - فصل كتابة الفاضل كتابا إلى ملك الغرب - فصل وفيها حصل للناصر صلاح الدين سوء مزاج من كثرة ما يكابده من الأمور - ملك الألمان - محمد بن محمد بن عبد الله أبو حامد قاضي القضاة بالموصل - 587: فصل في كيفية أخذ العدو عكا من يدي السلطان - فصل فيما حدث بعد أخذ الفرنج عكا - الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب - الأمير حسام الدين محمد بن عمر بن لاشين - الأمير علم الدين سليمان بن حيدر الحلبي - الصفي بن الفائض - الطبيب الماهر أسعد بن المطران - الجيوشاتي الشيخ نجم الدين - 588: محمد بن محمد بن موسى - سيد الدين علي بن أحمد المشطوب - صاحب بلاد الروم عز الدين قلج أرسلان بن مسعود - نصر بن منصور النميري