الرئيسيةبحث

الاعتقاد لابن أبي يعلى

الاعتقاد
  ► فهرس :إسلام ☰  
بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر، أخبرنا الشيخ الأجل أبو سعيد عبد الجبار بن يحيى بن علي بن هلال الأعرابي قراءة عليه وأنا أسمع، وذلك في يوم الجمعة ثالث عشر من شوال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة للهجرة: قثنا [1] القاضي الأجل أبو الحسين محمد بن محمد بن الفرّاء قال:

خطبة المؤلف

الحمد لله حتى يرضى، ولا إله إلا الله العلي الأعلى، والحمد لله أهل الحمد ومولاه ومنتهى الحمد ومبتداه، والحمد لله الذي أخرجنا بعد العدم إلى الوجود في خير الأمم، واختار لنا دليلًا إليه من خلقه أكرمهم عليه، ومن رسله أشرفهم لديه، وجعله أول السابقين منزلة وأحسن النبيين رسالة، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، صلاة تخصهم وتعمهم أجمعين.

سبب تأليف الكتاب

أما بعد، أعاذنا الله وإياك من التكلف لما لا نحسن، والادعاء لما لا نتقن، وجنبنا وإياك البدع والكذب، فإنهما شرّ ما احتقب، وأخبث ما اكتسب؛ فإنك سألت عن مذهبي وعقدي، وما أدين به لربي عز وجل، لتتبعه فتفوز به من البدع والأهواء المضلة، وتستوجب من الله عز وجل المنازل العلية، فأجبتك إلى ما سألت عنه، مؤملًا من الله جزيل الثواب، وراهبًا إليه من سوء العذاب، ومعتمدًا عليه في القول بالتأييد للصواب.

الإيمان بالله وتوحيده

فأول ما نبدأ بذكره من ذلك ذكر ما افترض الله تعالى على عباده، وبعث به رسوله صلى الله عليه، وأنزل فيه كتابه، وهو الإيمان بالله عز وجل، ومعناه التصديق بما قال به وأمر به وافترضه ونهى عنه من كل ما جاءت به الرسل من عنده، ونزلت فيه الكتب، وبذلك أرسل المرسلين، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مَن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إله إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. [2]

حقيقة الإيمان

والتصديق بذلك: قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان؛ يزيده كثرة العمل والقول بالإحسان، وينقصه العصيان. ويستثنى في الإيمان، ولا يكون الاستثناء شكا، إنما هي سنة ماضية عند العلماء. فإذا سئل الرجل: أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن (أرجو). [3] ويقول آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.

الإسلام والإيمان

والإيمان والإسلام اسمان لمعنيين، فالإسلام في الشرع عبارة عن الشهادتين مع التصديق بالقلب؛ والإيمان عبارة عن جميع الطاعات.

القرآن كلام الله غير مخلوق

والقرآن كلام الله منزل غير مخلوق، كيف قرئ، وكيف كتب، وحيث يُتلى في أي موضع كان، والكتابة هي المكتوب، والقراءة هي المقروء، والتلاوة هي المتلو، وكلام الله قديم غير مخلوق على كل الحالات وفي كل الجهات فهو كلام الله غير مخلوق ولا محدث ولا مفعول، ولا جسم، ولا جوهر، ولا عرض. بل هو صفة من صفات ذاته. وهو شيء يخالف جميع الحوادث.

صفة الكلام

لم يزل ولا يزال متكلمًا. ولا يجوز مفارقته بالعدم لذاته. وأنه يُسْمَع تارة من الله عز وجل، وتارة من التالي فالذي يسمعه من الله سبحانه من يتولى خطابه بنفسه لا واسطة ولا ترجمان: كنبينا محمد عليه السلام ليلة المعراج لما كلمه. وموسى على جبل الطور. فكذلك سبيل من يتولى خطابه بنفسه من ملائكته، ومن عدا ذلك فإنما يسمع كلام الله القديم على الحقيقة من التالي. وهو حرف مفهوم، وصوت مسموع.

الصفات الثابتة لله تعالى

ثم الإيمان بأنَّ الله جل ذكره واحد لا يشبهه شيء. ولا نشبه صفاته، ولا نكيفه، ولا يُكيف صفاته وهم، وأن ما وقع في الوهم فالله وراء ذلك.

وأنه حي بحياة. عالم بعلم. قادر بقدرة. سميع بسمع. بصير ببصر. متكلم بكلام. مريد بإرادة. آمر بأمر. ناهي [4] بنهي.

ونقرّ بأنه خلق آدم بيده لقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [5] وقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. [6] وأن له يمينًا بقوله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[7] وأن له وجها بقوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [8] وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [9] وأن له قدمًا بقول النبي ﷺ: «حتى يضع الرب فيها قدمه» يعني: جهنم. رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي وغيرهم.

وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا بقول رسول الله صلى الله عليه: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر» [10] وهذا لفظ البخاري. وقد روى حديث النزول أحمد ومالك والبخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي وأبو داود وابن خزيمة والدارقطني وأئمة المسلمين.

وأنه يضحك إلى عبده المؤمن بقول رسول الله ﷺ: «يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة: يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل. ثم يتوب الله على القاتل، فيقاتل في سبيل الله، فيستشهد» رواه البخاري وغيره. [11]

ونقر بأن لله نفسًا لا كالنفوس بقوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [12] وقوله: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}. [13] وروى البخاري بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي (بي)، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي». [14]

ونقر بأن الله على العرش استوى؛ كذلك نطق به القرآن في سبع سور: في الأعراف ويونس والرعد وطه والفرقان وتنزيل السجدة والحديد.

ونقر «بأن الرحمن خلق آدم على صورته». [15] رواه أحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهما.

وروي: "على صورة الرحمن". رواه الدارقطني وأبو بكر النجاد وأبو عبد الله بن بطة وغيرهم. [16]

ونقرّ بأن لله إصبعًا. روى عبد الله قال: "جاء حبر من أحبار اليهود إلى رسول الله ﷺ فقال له: إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع ثم يهزهن. ثم يقول: أنا الملك. أنا الملك" قال: فلقد رأيت رسول الله ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه تعجبًا مما قال، وتصديقًا له، ثم قال رسول الله ﷺ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [17] أخرجه هبة الله الطبري والبخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي، ولفظه: أخبرني المبارك بن عبد الجبار الصيرفي في حلقة والدي رحمه الله بجامع المنصور بإسناده عن عبد الله قال: «جاء يهودي إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك. قال فضحك رسول الله صلى الله عليه حتى بدت نواجذه وقال: {وَمَا قَدَرُوا الله حَق قَدْرِهِ}. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وفي لفظ آخر قال: "فضحك النبي صلى الله عليه تعجبا وتصديقًا". [18]

وروى البخاري في صحيحه بإسناده في تفسير سورة (ن) عن أبي سعيد قال سمعت النبي صلى الله عليه يقول: «يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقًا واحدًا». [19]

وروى البخاري بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة». [20]

وروى البخاري بإسناده عن عبد الله قال: «ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه فقال: «إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور. وأشار بيده إلى عينه. وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية». [21]

تشبيه الله بخلقه كفر

فإن اعتقد معتقد في هذه الصفات ونظائرها مما وردت به الآثار الصحيحة التشبيه في الجسم والنوع والشكل والطول فهو كافر.

تعطيل الصفات مذهب الجهمية

وإن تأولها على مقتضى اللغة وعلى المجاز فهو جهمي.

منهج أهل السنة في الأسماء والصفات

وإن أمرها كما جاءت، من غير تأويل ولا تفسير ولا تجسيم ولا تشبيه، كما فعلت الصحابة والتابعون، فهو الواجب عليه.

الإيمان بالقدر

ويجب الإيمان بالقدر: خيره وشره، وحلوه ومره، وقليله وكثيره، وظاهره وباطنه ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيئه، وأوله وآخره من الله؛ قضى قضاءه على عباده، وقدر قدره عليهم، لا أحد يعدو منهم مشيئة الله عزّ وجل، ولا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقعون فيما قدر عليهم لا محالة، وهو عدل من ربنا عز وجل فأراد الطاعة، وشاءها، ورضيها، وأحبها، وأمر بها. ولم يأمر بالمعصية، ولا أحبها ولا رضيها، بل قضى بها، وقدّرها، وشاءها، وأرادها. والمقتول يموت بأجله.

الإيمان بعذاب القبر

ثم الإيمان بعذاب القبر، وبمنكر ونكير. قال الله تعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [22] قال أصحاب التفسير: عذاب القبر. [23] وقال النبي ﷺ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كيف بك وملكا القبر فتانان أسودان أزرقان أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف يطئان في أشعارهما ويحفران بأنيابهما بيدهما مرزبة لو ضرب بها الثقلين لماتوا" قال عمر رضي الله عنه على أي حالة أنا يومئذ قال: "على حالتك اليوم" قال: إذن أكفيكهما يا رسول الله. [24]

وروى البخاري بإسناده عن أم خالد قالت [25]: «سمعت النبي ﷺ يتعوذ من عذاب القبر» [26] وقال النبي صلى الله عليه: «لو نجا أحد من ضمة القبر (أو ضغطة القبر) لنجا سعد بن معاذ». [27]

ثم من بعد ذلك الإيمان بالصيحة للنشور، بصوت إسرافيل للقيام من القبور، فتلزم القلب أنك ميت ومضغوط في القبر، ومساءل في قبرك ومبعوث من بعد الموت، فريضة لازمة. من أنكر ذلك فهو كافر.

الإيمان بالبعث والصراط

ثم الإيمان بالبعث والصراط. وشعار المؤمنين يومئذٍ: سلّم سلّم. والصراط جاء في الحديث أنه "أحدّ من السيف وأدق من الشعر". [28]

الإيمان بالميزان

ثم الإيمان بالموازين، كما قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [29].

وقال عبد الله بن مسعود: "يؤتى بالناس إلى الميزان فيتجادلون عنده أشد الجدال". [30]

وقال النبي ﷺ: «الميزان بيد الرحمن يخفضه ويرفعه». [31]

الحوض

ثم الإيمان بالحوض والشفاعة، وقال النبي ﷺ: «إن لي حوضًا ما بين أيلة وعدن -يريد أن قدره ما بين أيلة وعدن- أباريقه عدد نجوم السماء». [32] وقال أنس بن مالك: "من كذّب بالحوض لم يشرب منه".

الحساب

ثم الإيمان بالمساءلة. إن الله تعالى (جَلَّ) ذِكْرُه يَسْأل العباد عن كل قليل وكثير في المواقف وعن كل ما اجترموا.

الجنة والنار

ثم الإيمان بأن الله خلق الجنة والنار قبل أن يخلق الخلق. ونعيم الجنة لا يزول أبدًا والحور العين لا يمتن. وعذاب النار فدائم بدوامها، وأهلها فيها مخلدون خالدون، من خرج من الدنيا غير معتقد للتوحيد ولا متمسك بالسنة.

الشفاعة

فأما المسيئون الموحدون فإنهم يخرجون منها بالشفاعة. وقال النبي ﷺ: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» [33] وأطفال المشركين في النار. [34]

نبوة محمد ﷺ

ثم الإيمان بأن محمدًا نبينا ﷺ، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين ورسول رب العالمين، بعثه إلينا، وإلى الخلق أجمعين، وهو سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، فآدم ومن دونه تحت لوائه الشاهد لكل نبي، والشاهد على كل أمة، أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء بالإيمان، والبشارة به، ووصفهِ، وتبيانهِ في كتبهم مع ما اختصه الله به من قبل النبوة وبعدها من الآيات المعجزات الباهرات.

خصائص القرآن

من ذلك كتابه المهيمن على كل كتاب، والمخبر عنها، والشاهد لها، والمصدق بها، لا يشبه الشعر ولا الرسائل، البائن على كل كلام، بزغ [35] الأسماع والأفهام، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي عجزت الإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، كتاب جمع فيه النظم، والإعجاز، والبسط والإيجاز، والفصاحة، والبلاغة، والتحذير، والزجر، والأمر، بكل طاعة، وتكرمة [36] وأدب، والنهي عن كل منكر، وسرف ومعصية، وفعل قبيح مذموم، والتعبد بكل فعل شريف مذكور من طهارة، وصلاة، وصيام، وزكاة، وحج وجهاد وصلة الأرحام، والبذل والعطاء، والصدق والوفاء، والخوف والرجاء، وما يكثر تعداده مما لا يحصى، مع محاجته ﷺ لقومه حين قالوا: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} [37] فأجابهم: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [38] من ربي.

ثم قال لهم: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [39] يعني أربعين سنة - إني يتيم فقير، لا أكتب، ولا أختلف إلى معلم ولا ساحر ولا كاهن ولا شاعر، أفلا تدّبرون ذلك وتعلمون أن هذه الآية لا يقدر عليها إلا الله.

قال: فإن لم تفعلوا فيما مضى، ولن يفعلوا فيما يستقبلون. فجعل هذه الآية في القرآن في حياته، وبعد وفاته، لا يقدر أحد أن يأتي بمثله، أو سورة منه، على نظمه وتأليفه وصدقه وصحة معانيه وكبر فوائده وعلومه؛ ومع عجز الخليقة عن إدارك فهمه وبلوغ نهاية علمه وإخباره ﷺ في زمن زبر الأولين والآخرين بقوله: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ} [40] وبقوله: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}، [41] فأخبر بذلك قبل كونه.

وقال تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا}. [42]

الإسراء والمعراج

وله صلى الله عليه الآية العظمى التي ظهرت له في الأرض والسماء، التي لم يشركه فيها بشر، ولم يبلغ الذي بلغه أحد من النُذُر، التي إذا تدبرها ذو فهم وعقل وبصيرة علم أن الله قد جمع له فيها شرف المنازل والرتب، ما فضله بها على الأولين والآخرين، وهو أنه ركب البراق، وأتى بيت المقدس من ليلته، ثم عرج به إلى السموات، فسلم على الملائكة والأنبياء، وصلى بهم، ودخل الجنة، ورأى النار، وافترض عليه في تلك الليلة الصلوات ورأى ربه، وأدناه، وقربه، وكلمه، وشرّفه، وشاهد الكرامات والدلالات، حتى دنا من ربه فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى. وأن الله وضع يده بين كتفيه فوجد بردها بين ثدييه فعلم علم الأولين والآخرين. وقال عز وجل: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}. [43] وهي رؤيا يقظة لا منام. ثم رجع في ليلته بجسده إلى مكة وأخبر في كتابه أنه يعطيه في الآخرة من الفضل والشرف أكثر مما أعطاه في الدنيا بقوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. [44]

وبما له في الآخرة المقام المحمود الذي لا يدانيه فيه أحد من الأولين والآخرين. فنقلت من تاريخ ابن أبي خيثمة أبي بكر أحمد في أخبار المكيين بإسناده عن مجاهد في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [45] قال: "يجلسه على العرش". [46] وروى أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة بإسنادهما عن مجاهد في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال "يقعده على العرش". وكذلك روى عبد الله بن أحمد بإسناده عن مجاهد. وقد روى إسحاق بن راهويه عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يجلسه معه على العرش. وقال ابن عمير: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وسئل عن حديث مجاهد: "يُقعد محمدًا على العرش" فقال: قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم هذا الخبر كما جاء. وقال ابن الحارث: "نعم يقعد محمدا على العرش". وقال عبد الله بن أحمد: "وأنا منكر على كل من رد هذا الحديث". وعن ابن عباس في قوله: {مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: "يقعده على العرش". روى هذه الأخبار شيخنا أبو بكر المروزي وصنف في ذلك كتابا كبيرًا. ورواه والدي رحمه الله عنه فيما أجازه لنا بإسناده عن ابن عمر عن النبي ﷺ في قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: "يجلسه معه على السرير". [47] وبإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله ﷺ عن المقام المحمود فقال: "وعدني ربي القعود على العرش". [48] وبإسناده عن ابن عمر، قال لي عمر بن الخطاب رحمة الله عليه: سألت النبي ﷺ عما يوعده ربه جل اسمه، فقال: "وعدني المقام المحمود وهو القعود على العرش". [49] وله الحوض الموعود في اليوم الموعود.

تعظيم النبي ﷺ

وتوعد من رفع صوته على نبيه بذهاب عمله وبطلانه، فقال عز وجل: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [50] وأدبهم في محاورة نبيه ﷺ وخطابه، فقال: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [51] لا تقولوا: يا أحمد، يا محمد، يا أبا القاسم، أي قولوا: يا رسول الله، ويا نبي الله، كما قال عز وجل: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} [52] فأمرهم بتعظيمه ﷺ. كما عظمه وشرفه في خطابه على سائر أنبيائه، فقال: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [53]. وخاطب الأنبياء بأسمائهم: {يَا آدم} {يَا نُوح}، {يا إبراهيم}، {يا موسى}، {يا عيسى}. وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. [54] فأقام أمره ونهيه مقام القرآن ونهيه، وجمع له بين صفتين من صفاته، فقال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}. [55] ولم يُقسم لأحد بالرسالة إلا له، فقال: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [56]. وقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}. [57]

وقال في حق إبراهيم: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [58]. فأجابه إلى ذلك. وابتدأ به نبينا ﷺ من غير سؤال فقال: {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [59] وقال موسى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} [60] فأجابه الله إلى ذلك فقال: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}. [61] وقال لنبينا: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [62] وغفر ذنبه مع ستره وغفر ذنب غيره مع ظهوره. فقال: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ} [63] وقال في داود: {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} [64] وقال: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} إلى قوله {ثُمَّ أنابَ} [65] وقال: {وذا النّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغاضِبًا} إلى قوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [66] وقال لنبينا ﷺ {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر} [67] ولم يذكر ذلك الذنب. وقال: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [68] ولم يذكر الوزر.

الاعتقاد في الصحابة

ثم الإيمان بأن خير الخلق بعد رسول الله ﷺ وأعظمهم منزلة بعد النبيين والمرسلين وأحقهم بخلافة رسول الله ﷺ أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، ثم بعده على هذا الترتيب أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم على هذا النعت والصفة أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ونشهد للعشرة بالجنة وهم أصحاب (..) [69] النبي وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن جراح.

ثم الترحم على جميع أصحاب الرسول ﷺ، أولهم وآخرهم وذكر محاسنهم. ومعاوية خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين.

هجر أهل البدع

ويجب هجران أهل البدع والضلال كالمشبهة والمجسمة والأشعرية والمعتزلة والرافضة والمرجئة والقدرية والجهمية والخوارج والسالمية والكراميّة وبقية الفرق المذمومة.

خاتمة المؤلف

فهذا اعتقادي وما أدين به لربي. وهو الذي مضى عليه والدي رحمه الله. والحمد لله وصلى على محمد وعلى آله أجمعين.


(سماعات الكتاب)

[كتب على غلاف الكتاب ما يلي]

أخبرنا به جماعة وسمعوها إجازة عن ابن المحب (..) [70] خطه فوق، وكتب يوسف بن عبد الهادي.

وأخبرنا به عدة (..) [71] عن أحمد بن أبي طالب وعدة، عن عائشة بنت عبد الهادي عنه، وكتب يوسف بن عبد الهادي.

سمع بعضه من لفظي ولدي أبو (..) [72] عبد الله، وأخوه بدر الدين حسين، وابن بلبل بنت عبد الله ولدي علي. وصح ذلك يوم الأربعاء حادي عشر من شهر جمادى الآخر سنة سبع وتسعين وثمانمائة، (..) [73] وكتب يوسف بن عبد الهادي.

[وبآخره السماعات التالية]

  • سمعه جميعه من الشيخ الفقيه أبي سعيد بن الأعرابي، بقراءة الشيخ العالم الفقيه أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الحراني (..) [74] الشيخ الفقيه أبو الفتح نصر الله بن عبدالعزيز بن صالح بن عبدوس الحراني، وأبو محمد طلحة بن مظفر بن حاتم (..) [75] علي بن مكي بن علي الباجسرالي، وعبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي وهذا خطه، وذلك يوم الأحد السابع عشر من ذي الحجة في سنة ثلاث وستين وخمسمائة للهجرة. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
  • سمع جميع هذا الجزء وهو اعتقاد القاضي أبي الحسين بن الفراء على الشيخ الأجل أبي سعيد عبد الجبار بن يحيى بن هلال بن الأعرابي بقراءة الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي، صاحب هذه النسخة عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، وذلك في ثالث عشر من شوال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
هذا صحيح، وكتب عبد الجبار بن يحيى بن هلال بن الأعرابي في التاريخ المقدم. ولله الحمد، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
  • سمع جميع الاعتقاد وهو تأليف أبي الحسن محمد بن الفراء من لفظ شيخنا وسيدنا الإمام الأوحد العالم شمس الدين عز الإسلام أبي الفتح نصر الله ابن عبد العزيز بن صالح بن عبدوس نحو سماعه فيه من أبي سعيد بن الأعرابي الشيخ الأجل الفقيه أبو الخير سلامة بن صدقة بن الصولة، وولده صدقة وأبو طاهر إبراهيم بن شداد بن طفيل الشيزري، وكاتب الأسامي عبد المنعم بن علي بن نصر بن الصقال معارضًا بنسخة للشيخ المسموع منه، وذلك يوم الأربعاء حادي وعشرين من ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة للهجرة بمدرسة مسجد العمران حرسها الله تعالى.
سمعته من أبي محمد أحمد بن محمد بن أبي نصر الخرساني [76] وعبد الحق بن أحمد سعد، وكتبه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة بنابلس. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
  • سمع جميع هذا الجزء على شيخنا الإمام العالم شيخ الإسلام بهاء الدين أبي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي رضي الله عنه الجماعة الشيخ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن التركي، ومحمد بن كامل السلمي، وعز الدين أبو حفص عمر بن محمد بن الحاجب منصور الأمين، وأبو بكر بن عبدالخالق بن أبي بكر المؤذن، وأبو بكر محمد بن الحافظ أبي طاهر إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي بقراءة عبد الرحمن بن عمر بن بردان بن سحابة الحراني، وهذا خطه، في شوال سنة أربع عشرة وستمائة للهجرة بجامع دمشق. ولله الحمد والمنة، وصلواته على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قرأه عليّ سالم بن أبي الضوين البعلبكي وعبد الرحمن بن يوسف بن محمد البعلبكيون في رجب سنة أربع وعشرين وستمائة، وكتبه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي فسمعه محمود بن أبي الحسن مفرح وعبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي سعد.
قرأه أبو الحسن بن عبد الكريم بن محمود القاسم بن سهل وعبد الرحمن بن يوسف بن محمد ويوسف بن نصر بن سالم وكتبه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد في رجب سنة أربع وعشرين وستمائة ببعلبك. وصلى الله عليه وآله وسلم.

(ناسخ المخطوطة وتاريخ النسخ)

[جاء في آخر النسخة ما نصه]

فرغ من نسخه لنفسه عبد الرحمن بن إبراهيم أحمد المقدسي في ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة. والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما كثيرا وعلى آله الطاهرين.

هامش

  1. اختصار: "قال حدثنا".
  2. الأنبياء: 25
  3. كلمة غير واضحة، لعلها "أرجو".
  4. كذا في الأصل
  5. ص: 75
  6. المائدة: 64
  7. الزمر: 6
  8. القصص: 88
  9. الرحمن: 27
  10. متفق عليه
  11. متفق عليه
  12. آل عمران: 28
  13. طه: 41
  14. متفق عليه
  15. صحيح البخاري: كتاب الاستئذان
  16. ضعفه في تخريج كتاب السنة وفي الضعيفة: 1176 وقال في الصحيحة 811: منكر
  17. الزمر: 67
  18. متفق عليه
  19. متفق عليه
  20. متفق عليه
  21. متفق عليه
  22. طه: 124
  23. انظر تفسير الطبري (8/ 471) والدر المنثور (4/ 341).
  24. بنحوه في الاعتقاد للبيهقي: غريب بهذا الإسناد تفرد به مفضل. قال ابن حجر في المطالب العالية: رجاله ثقات مع إرساله. وينظر ضعيف الترغيب والترهيب 2080
  25. في المخطوط: عن أبي أم خالد قال..
  26. وبنحوه عن عائشة عند مسلم: كتاب المساجد
  27. أحمد: حديث عائشة (17/ 281) ح (24164). وينظر الصحيحة 1695
  28. ضعف سنده البيهقي في شعب الإيمان
  29. الأنبياء: 43
  30. قال في الدر المنثور/سورة الأنبياء: وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: يجاء بالناس يوم القيامة إلى الميزان فيتجادلون عنده أشد الجدال.
  31. في مجمع الزوائد/كتاب الإيمان: «الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين» قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وبهذا اللفظ في صحيح الجامع 6737
  32. متفق عليه لكن ذكرت صنعاء بدل عدن.
  33. صحيحا أبي داود والترمذي
  34. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} الإسراء الآية (15) (3/51): "فمن العلماء من ذهب إلى الوقوف فيهم - يعني أطفال المشركين - ومنهم من جزم لهم بالجنة لحديث سمرة بن حندب في صحيح البخاري، أنه عليه الصلاة والسلام قال في جملة ذلك المنام حين مر على ذلك الشيخ تحت الشجرة، وحوله ولدان، فقال له جبريل: هذا إبراهيم عليه السلام، وهؤلاء أولاد المسلمين، وأولاد المشركين. قالوا: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال: نعم. وأولاد المشركين. ومنهم من جزم لهم بالنار لقوله عليه السلام: "هم مع آبائهم". ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في العرصات، فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيه بسابق السعادة. ومن عصى دخل النار داخرًا، وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة. قال ابن كثير: "وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة".
  35. في هامش المخطوط: "صوابه: فزع". ومعني بزغ الأسماع: أي قرعها وشقَّها وفاجأها.
  36. في هامش المخطوط: "صوابه: مكرمة".
  37. يونس: 15
  38. يونس: 15
  39. يونس: 16
  40. الروم: 1-3
  41. القمر: 45
  42. هود: 49
  43. الإسراء: 60
  44. الضحى: 5
  45. الإسراء: 79
  46. قال في مختصر العلو للعلي الغفار ص20-21: "وخلاصة القول: إن قول مجاهد هذا - وإن صح عنه - لا يجوز أن يتخذ دينا وعقيدة ما دام أنه ليس له شاهد من الكتاب والسنة".
  47. الضعيفة 6465
  48. ضعفه محقق إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل. وقال محقق إبطال التأويلات (2/ 476): "أحمد بن حرب الأشعري - من ولد أبي موسى كما في تاريخ الخطيب - وابنه يوسف لم أجد لهما ترجمة، وعمر بن أحمد الرواي عن يوسف ترجمه الخطيب في تاريخه (11/ 243) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. "
  49. قال محقق إبطال التأويلات (2/ 476): "فيه يوسف الأشعري وعمر بن أحمد كما سبق في الحديثين الماضيين. وسيأتي حكم الإمام ابن صاعد عليه بالوضع. "
  50. الحجرات: 2
  51. النور 63
  52. الفتح: 9
  53. المائدة: 67
  54. الحشر: 7
  55. التوبة: 128
  56. يس: 1-4
  57. الحجر: 72
  58. الشعراء: 87
  59. التحريم: 8
  60. طه: 25
  61. طه: 36
  62. الشرح: 1
  63. طه: 121-122
  64. ص: 24-25
  65. ص: 34
  66. الأنبياء: 87-88
  67. الفتح: 2
  68. الشرح: 2-3
  69. كلمة غير واضحة
  70. كلمة غير واضحة
  71. كلمة غير واضحة
  72. كلمة غير واضحة
  73. كلمة غير واضحة
  74. كلمة غير واضحة
  75. كلمة غير واضحة
  76. لعله: الحوساني.