الا من يمطر السنة الجمادا
الا من يمطر السنة الجمادا المؤلف: الشريف الرضي |
الا من يمطر السنة الجمادا
وَمَنْ للجَمْعِ يُطْلِعُهُ النِّجَادَا
وَمَنْ للخَيْلِ يُقْبِلُهنّ شُعْثاً
وَيَرْكَبُهُنّ شُقْراً، أوْ وِرَادَا
غَداة َ الرّوْعِ يُنْعِلْهَا الهَوَادِي
من الاعداء واللمم الجعادا
مجلجة كأن بها اواماً
إلى وقع الصوارم أو جوادا
يسامحها القياد إلى المعالي
و عند الضيم يمطلها القيادا
وَمَنْ للحَربِ يَنضَحُ ذِفْرَيَيْهَا
وَيَعْرُكُهَا جِلاداً أوْ طِرَادَا
يبدل من دم الاعداء فيها
لِصَارِمِهِ الحَمَائِلَ وَالعِمَادَا
هوى قمر اللانام وكان اوفى
عَلى قَمَرِ التّمَامِ عُلًى وَزَادَا
فَقُلْ للقَلبِ: لُبَّكَ وَالتّعَزّي
و ثقل للعين جفنك والرقادا
مَصَائِبُ لا أُنَادِي الصّبرَ فِيهَا
و لا أدعى اليه ولا انادي
اللعينين قد قذيا بكاء
ام الجنبين قد قلقا وسادا
كَأنّ الوَسْمَ شَعشَعَ فيهِ قَيْنٌ
بجذوته علطت به الفوادا
مِنَ القَوْمِ الأولى ملأُوا اللّيَالي
إلى أصْبَارِهَا كَرَماً وَآدَا
وَرَسّوا في فَوَاغِرِ كُلّ خَطْبٍ
صدور البيض والزرق الحدادا
اذا صاب الحيا ببلاد ضيم
جَلَوْا عَنهنّ، وَانتَجَعُوا بلادَا
هُمُ الجَبَلُ المُطِلُّ على الأعادي
إذا رَجَمَ الزّمَانُ بهِ، وَرَادَا
لهم حسب اذا نقبت عنه
تضرم جمرة وورى زنادا
لهُمْ أنْفٌ يَذُبّ الضّيمَ عَنهُم
ورأي يفرج الكرب الشدادا
و ايمان اذا مطرت عطاء
حسبت الناس كلهم جوادا
تَرَى رَأيَ الفَتَى فيهِمْ مُطَاعاً
و قول المرء منهم مستعادا
و قد بلغوا من العلياء اقصى
ذوائبها وما بلغوا المرادا
مُصَابُكَ لمْ يَدَعْ قَلْباً ضَنِيناً
بلغته ولا عينا جمادا
كَأنّ النّاسَ بَعْدَكَ في ظَلامٍ
أوِ الأيّامَ أُلْبِسَتِ الحِدادَا
وَكُنْتُ أفَدْتُ خِلّتَهُ، وَلكِنْ
افادني الزمان وما افادا
فَإنْ لَمْ أبْكِهِ قُرْبَى تَلاقَتْ
مَغارِسُهَا بَكَيْتُ لَهُ وَدَادَا
يعز علي ان اطويه صفحاً
وَأذْهَبَ عَنْهُ نَأياً أوْ بعَادَا
تعز ابا عليٍ انَّ خطباً
على العلاة يبلغ ما ارادا
وَضَعْضَعَ كُلَّ مَنْ حَمَلَ العَوَالي
و ارجل كل من ركب الجيادا
يعرى ظهر اكثرنا عديداً
و يهجم بيت اطولنا عمادا
كَذاكَ الدّهرُ إنْ أبْقَى قَليلاً
أحَالَ عَلى بَقِيّتِهِ، وَعَادَا
وَبَيْنَا المَرْءُ يَجْنِيهِ ثِمَاراً
إلى ان عاد يخرطه قتادا
و اقرب ما ترى فيه انتقاصاً
إذا مَا قيلَ قَدْ كملَ ازْدِيَادَا
و نعلم ان سيوجرنا مراراً
باية ان يلمظنا شهادا
وَمَا تُجْدِي الدّمُوعُ عَلى فَقِيدٍ
و لو غسلت من العين السوادا
و كنت مقلداً منها حساماً
عَلى الأعْداءِ داهِيَة ً نَآدَى
فَنافَسَكَ الرّدَى في مَضْرِبَيْهِ
فَبَزّ النّصْلَ، وَاختَلَعَ النِّجَادَا
فناد اليوم غير ابي شجاع
و صم ابا شجاع ان ينادى
حدى غير الغمام اليه كوما
تعز على المقاد أن تقادا
نزائع من رياح الغور شبت
على القلل البوارق والرعادا
مخضن بهن مخض الوطب حتى
اذا جلجلن اطلقن المزادا
تَلامَحَتِ البُرُوقُ بِجَانِبَيها
كَأنّ لهَا انْحِلالاً وَانْعِقَادَا
كَأنّ بهِنّ رَاعي مُرْزِمَاتٍ
ابس فحرك الخور الجلادا
فيا للناس اوقره تراباً
و استسقي لاعظمه العهادا
وَمَا السُّقْيَا لِتَبْلُغَهُ، وَلَكِنْ
وَجَدْتُ لهَا عَلى قَلْبي بُرَادَا