الأمم المتحدة المؤلف: خالد الفرج |
| ||
يا مجلسَ الأمْنِ بل يا هيئةَ الأمَمِ | لماذا التلاعب بالألفاظ والكلمِ | |
هل العدالة سلب المرء موطنه | والأمن؟ هل هو في التقتيل والنقمِ | |
ويا أطالس هل في أطاليسكم | حرية البغي أو حرية الحرمِ | |
يا آل هتلر في الطغى وأخوته | زدتم عليه بحكم الغاصب الحكمِ | |
ما الفرق بين ترومان وعصبته | وبين هتلر غير الاسم والسيمِ | |
ويا دموعاً من التمساح يذرفها | في شاطئ المنش هزءاً طرف مبتسمِ | |
ما وعد بلفور إلا بدء سلسلة | من المظالم في التاريخ كالظلمِ | |
مضت خمسون عاماً وهو يؤكلكم | كالأم تحضن طفلاً غير منفطمِ | |
حتى ترعرع واشتدت سواعده | ودرّبوه على إصماء كل رمي | |
فأعلن الإنكليز بالأمس عزمهم | على الجلاء وأبدوا طيش منهزمِ | |
للكلِّ يبدون وجهاً من وجوهِهُمُ | كأوجه صففت بالهند في صنمِ | |
يا يهود اعملوا ما شئتم عبثاً | فلن يصدقكم إلا أصم عمي | |
من اليهود؟ فلولاكم وجيشكم | لما استطاعوا بأن يمشوا على قدمِ | |
فَلِمَ هدمتم على الثوار دورهم | وَلِمَ تركتم ذوي الإرهاب في حرمِ | |
حشرتم في فلسطين الصغيرة | ما ضاقت به سائر البلدان والأممِ | |
إن اليهود وإن قلوا وإن وهنوا | كالصبغ في الماء أو كالسم في الدسمِ | |
لِمَ استجبتم لدعواهم وأذنكم | عن الهنود بأرض الكاب في صممِ | |
يا قوم من لم يدافع عن مواطنه | فإنه مثل ما فيها من النعمِ | |
ما في الصياح ولا الإضراب منفعة | وليس ينفع إلا بطش منتقمِ | |
فالعدل والحق والإنصاف يوجدها | من يحسن الفصل بين السيف والقلمِ | |
ومن يرجى لدى الأعداء مرحمة | يجدْ لديهم حنان الذئب للبهمِ | |
لا يرحمون دموع الحق هامية | إلا اذا استبدلت قطراتها بدمِ | |
لليوم ما بعده إمّا إلى سعة | من الحياة وإمّا الموت والعدمِ | |
إن اليهود ملايين تضيق بهم | ربى فلسطين من سهل ومن أكمِ | |
العلم يعضدهم والمال يخدمهم | فلربما اقتسمونا شر مقتسمِ | |
يا قوم ساعتنا العظمى لقد أزفت | وليس غير امتشاق الصارم الخدمِ | |
فكونوا وحدة منكم مؤيدة | بكل مقتدر بالله معتصم ! |