الآن أعربت الظنون
الآن أعربت الظنون المؤلف: الشريف الرضي |
الآن أعربت الظنون
وعلا على الشكِّ اليقين
وَارْتاحَتِ الآمَالُ في
أطْرَافِهَا جَذَلٌ وَلِينُ
في غمة كالليل شا
بَ لهَا الذّوَائبُ وَالقُرُونُ
واليوم بان لناظري
ماأثمرت تلك الغصون
وَتَمَطّتِ العُشَرَاءُ نَا
هضة وقد عُلم الجنين
ألآن لما امتد بي
طوبَى وَأصْحبَ لي القَرِينُ
وَعَضَضْتُ مِنْ نَابي عَلى
جِذْمٍ وَنَجّذَني الشّؤونُ
أُغْضِي عَلى خِدَعِ النّوَا
ـطّتَهَا جَبَانٌ، أوْ ظَنِينُ
وَعَلى أمِيرِ المُؤمِنِيـ
ـنَ لِمَوْئِلي جَبَلٌ حَصِينُ
إنْتَاشَني شِلْوَ النّوَا
زل والنوائب لي شجون
وسطا بأيامي فقد
جُعِلَتْ عَرَائِكُها تَلِينُ
وَأضَاءَ لي زَمَني، وَأ
يّامُ الفَتى بِيضٌ وَجُونُ
مُلكاً بَني العَبّاسِ، فالرّا
مقامكمُ غبين
ما فيكمُ إلاَّ الدّ
ـدُّ عَلى عَظَائِمِهَا مَرُونُ
حَتّى يَزُولَ فُحُولُهَا
منكم وقد دانوا ودينوا
عكفوا على العلياء ما
فيهم على مجدٍ ضنين
ينفون شائبها كما
عكفت على البيضِ القيون
لَهُمُ الجِيَادُ مُغِذّة ً
ينتابها الحرب الزبون
وقنيصها لهمُ قرى ً
وَظُهُورُها لَهُمُ حُصُونُ
مُعتَادَة ٌ شُرْبَ الدّمَا
ءِ، وَعندَها المَاءُ المَعِينُ
غضبي إذا لم يلق أعيـ
نها ضريب أو طعين
يا من له الرأي الزنيـ
ق ومن له الحلم الرزين
ومروح الإبل الطلا
حِ رَمتْ بهنّ نوًى شَطونُ
مِنْ بَعْدِ مَا خَشَعتْ غَوَا
ربها وقد قلق الوضين
لَكَ ذُرْوَة ُ البَيْتِ المُعَـ
والأباطح والحجون
أتُرى أمين الله إلاَّ
لاّ مَنْ لَهُ البَلَدُ الأمينُ
للَّهِ دَرُّكَ حَيْثُ لا
تَسْطُو الشّمالُ وَلا اليَمِينُ
وَالأمْرُ أمْرُكَ لا فَمٌ
يوحي ولا قول يبين
لما رأيتك في مقا
م يستطار به الركين
وَاليَوْمُ أبْلَجُ تَستَضِي
ء له ظهور أو بطون
ورأيت ليث الغاب معتر
ضاً له الدنيا عرين
أقدمت إقدام الذي
يدنو وشافعه مكين
فلذاك ما ارتعد الجنا
نُ حَياً وَلا عَرِقَ الجَبِينُ
وَسَمَتْ بِفَضْلِكَ غُرّة ٌ
تغضي لهيبتها الجفون
وَامْتَدّ مِنْ نُورِ النّبِـ
ـيّ عَلَيكَ عُنوَانٌ مُبِينُ
وجمال وجهك لي بنيل
جميع ما أرجو ضمين
فَأُفيضَتِ الخِلَعُ السّوَا
دُ عَليّ تَرْشُقُها العُيُونُ
شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ وَقَدْ
دَرَجَتْ بغُصّتِهِ القُرُونُ
وَخَرَجْتُ أسحَبُهَا وَلي
فوق العلى والنجم دون
جَذِلاً، وَللحُسّادِ مِنْ
أسفٍ زفير أو أنين
وحملت من نعماك ما
لا تحمل الأُجدُ الأمون
وَكَفَفْتَني عَنْ مَعْشَرٍ
خطط المنى فيهم حزون
من كلّ جهم الصفحـ
ـنِ كأنّ وَجنَتَهُ وَجِينُ
هَنّاكَ عِيدُكَ، سَعدُهُ
ما كان منه وما يكون
والعيد أن تبقى لك العليـ
اء والحسب المصون
عزٌّ بلا كدر من الدنيا
ـيَا، وَبَعضُ العِزّ هُونُ
وَأرَى العُلى جَدّاءَ، إ
أنها لكمُ لبون
حمداً لما تولي فإنّ الـ
ـدَ للنّعْمَاءِ دِينُ
وَبَقِيتَ طُولَ الدّهْرِ لا
يجتاحك الأجل الخؤون
وعليَّ منُّك ضافيا
وَعَلى أعَاديكَ المَنُونُ