اشفعي لي صريم عند الكنود
اشفعي لي صريم عند الكنود المؤلف: بشار بن برد |
تَيَّمَتْه عَجْزَاءُ مَهْضُومَة ُ الْكَشْحِ
تغول الحجى بعينٍ وجيد
ولها مضحكٌ كغر الأقاحي
وَحَدِيثٌ كَالْوَشْي وَشْي الْبرودِ
فَرَأتْنِي حَرَّانَ مشْتَعِبَ الْقَلْبِ
بئيساً من حبها في قيود
مَا أصَلِّي إِلاَّ وَعِنْدِي رَقِيبٌ
قَائِمٌ بِالْحَصَى يَعدُّ سجودي
فرمت بي خلف الستور لأفوا
هِ الْمَنَايَا مَنْ بَيْنِ حمْرٍ وَسودِ
ثم قالت: نلقاك بعد ليالٍ
وَاللَّيَالِي يُبْلِين كلَّ جَدِيدِ
عِنْدَهَا الصَّبْر عَنْ لِقَائِي، وَعِنْدِي
زفَرَاتٌ يَأكلْنَ قَلْبَ الْجَلِيدِ
أيُّها السَّاقِيانِ صُبَّا شرابِي
واسقياني من ريق صفراء رود
مِنْ بنِي مالِكِ بْنِ وهْبان كالشَّا
دِنِ جَلَّى فِي مِجْسَدِ وعُقُودِ
إن في ريقها شفاءً لما بي
وسعوطاً للمحصب المورود
ولقد قلت حين لج بي الحبُّ و
ـبحْتُ خاشِعاً كالْوحِيدِ:
كيف لي أن أنام حتى أرى وجهـ
فِي النَّوْم يابْنة الْمحْمُودِ
إنَّ دائِي طغى وإِنَّ شِفائِي
غُبْرَة ٌ مِنْ رُضابِ فِيكِ الْبَرُودِ
بِحياتِي مُنِّى عَلَيَّ بِنوْم
أوْ عِدِينِي رضِيتُ بِالْموعُودِ
قَرِّبِينِي إِنَّ الكرامة والْقُرْ
ب مكان الودود عند الودود
ما أبالي من ضن عني بنيل
إِنْ قضى اللّه مِنْكِ لِي يوْم جُود
إِنَّ منْ قدْ أصبْتِ مِنْ شرف الْحيِّ
مصيخٌ إليك خوف الوعيد
يعريه الوسواس منك فيضحي
كالْغرِيبِ الْمُكِبِّ بيْن الْقُعُودِ
وإذا ما خلا لبرد مقيل
حضرتْهُ الْمُنَى حُضُور الْوُقُودِ
فله زفرة ٌ إليك وشوقٌ
حال بين الهوي وبين الهجود
يَابْنَة َ الْمَالِكِيِّ قَدْ وَقَعَ الأَمْرُ
فأوفي لعاشقٍ بالعهود
لا تَكُونِي لِذَا وَذَاكِ فَإنِّي
لَسْتُ عِنْدَ الذَّوَّاقِ بِالْمَوْجُودِ
وَجَوَارٍ حُورِ الْمَدَامِعِ لَذَّا
تِ الأَمَانِي كَالنَّظْمِ نَظْمِ الْفَرِيدِ
صُمْتُ عَنْهُنَّ كَيْ تَصومِي عِنِ الْقَوْ
م وَقَدْ حِينَ مصْغِيَات الْخُدُود
وسألت العشاق عنا فقالوا:
زر حبيباً وبت على تسهيد
للمحبين راحة ٌ في التلاقي
واشتياقٌ يبريهما في الصدود
فادْنُ مِمَّنْ تُحِبُّ غيْر ملُوم
ليْس فِي الحُبِّ راحة ٌ مِنْ بَعِيدِ
قد جوناك يا عبيد وأني
بِكعابٍ مُحْفُوفة ٍ بِالأُسُودِ؟
رهْطُها شُهَّدٌ وجِيرانُها سُهْـ
د إلينا وقلبها من حديد