مولده و نشاته
ولد الشيخ– رحمه الله – في الثاني عشر من شهر ذو الحجة عام 1330 هجرية ، ونشأ نشأة دينية في آسرة جمعت بين الاهتمام بالتجارة والزراعة وعلوم الدين إذ حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ، واكب على طلب العلم منذ الصغر ، وفى عام 1346 هجرية وقبل أن يبلغ السادسة عشرة من عمره اصيب بمرض في عينيه فضعف بصره وظل يصارع ذلك المرض حتى افقده بصره كله قبل أن يتم العشرين من عمره ، لكن فقده للبصر من يقلل من عزيمته وانكبابه على طلب العلم ، وكان أكثر من افد منهم من العلماء على حد قوله رحمة الله هو الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ الذي لازمه قرابة العشر سنين مابين عام 1347 وحتى عام 1357 هجرية والذي كان مفتيا للديار السعودية آنذاك ... وفى السابعة والعشرين من عمره عين ابن باز قاضيا في منظمة الخرج – جنوب الرياض – التي من يقتصر عمله فيها على الاهتمام بالقضاء وشئون المحكمة ، بل اهتم فيها بشئون العامة من تعليم وزراعة وصحة ، فيراسل المسؤلين في كل ما من شأنه إصلاح المنطقة ، حتى كان وجوده بالخرج كوجود الأب حول أبنائه وفى وسطهم يعنى بكل ما يهمهم ، ولم تزل آثاره الإصلاحية باقية في الخرج حتى اليوم ...وهكذا كان سماحة الشيخ – رحمه الله – في كل مكان تطأه قدماه مصدر خير وبركة واصلاح لكل ما حوله ومن حوله
ابن باز ... والجامعة
وفى عام 1371 هجرية انتقل الشيخ ابن باز إلى مرحلة جديدة في حياته وهى التدريس الجامعي إذا أفشت في ذلك العام معاهد وكليات كانت تواه لجامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية حاليا ، حيث انتقل الشيخ إلى التدريس في المعهد العلمي ، ثن كلية الشريعة منذ إنشائها في عام 1373 هجرية ، حيث اشتغل بتدريس علوم الفقه والتوحيد والحديث ،وفى عام 1381 هجرية عين ابن باز نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وبقى في موقعه حتى عام 1390 هجرية حيث عين رئيسا للجامعة خلفا للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ز إذ ترك أب باز – كعادته – آثاره الحميدة في الجامعة والتي ظلت تبراسا يقتدي به العاملون من بعده ، فكان يتفقد القاعات ويتابع الدروس ويصحح مالا يأتلف مع أفكاره الوثيقة ، ويحاور المدرسين في شئونهم وشئون التعليم ويشجعهم على المزيد من الجهد
ابن باز مفتياً ومحدثاً
وفى الرابع عشر من شهر شوال عام 1395 هجرية اصد الملك خالد بن عبد العزيز – رحمه الله – أمرا ملكياً بتعيين الشيخ ابن باز رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بمرتبة وزير ، وفى شهر محرم من عام 1414 هجرية وبمقترح من الشيخ ابن باز صدر أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإنشاء وزارة للشئون الإسلامية والدعة والإرشاد والأوقاف ، ويتضمن الأمر الملكي تعيين ابن باز في منصب المفتى العام للملكة العربية السعودية ورئيساً لهيئة كبار العلماء التي كانت رئاستها دورية بين أعضائها من الكبار سنا – ورئيساً لادارة البحوث العلية والإفتاء بمرتبة وزير – حيث ظل يشغل هذا الموقع ألي أن لقى ربه .
وقد عرف ابن كمحدث وعلم من إعلام الاسلام في هذا الزمان فقد برز محمد جع في علوم الحديث بعد أن قرا كتب السنة ووعاها وتخصص إلى جانب معرفة فقهها في التمييز بين صحيحها وضعيفها حتى أصبحت أحكامه على الأحاديث من حيث الصحة والضعف مرجعاً للمستفيدين وباتت فتاواه ومحاضراته ودروسه المكتوبة والحية وعبر برنامجه الشهير " نور على الدرب " الذي تبثه إذاعة القران الكريم من المملكة العربية السعودية معينا لا ينضب للباحثين عن الهداية والراغبين في الاستزادة من علوم الشرع والدين في أنحاء المعمورة مما عزز من مكانة ابن باز كمحدث ، كما اقر ابن باز – رحمه الله – مهجاً لم يكن معروفاً في عالمنا الإسلامي في عصرنا هذا وهو الإفتاء بالاستناد إلي القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية عد أن كان معظم المفتيين يعتمدون في فتاواهم على ما ذكره علماء المذاهب الإسلامية في السؤال موضوع الفتوى . وقد بلغ من اهتمامه وعنايته بالحديث النبوي أن تبرع بقيمة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام – والتي قاربها في عام 1982 ميلادية – لدار الحديث الخيرية ، دعما لطلاب الحديث النبوي ورعاية لهم .
قالوا عن ابن باز
ثروة علمية
" سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عالم جليل أدى رسالته في خدمة دينية وأمنية على الوجه الأكمل ، وقضى حياته في خدمة الحق والفضائل وترك ثروة علمية هائلة تتمثل في الفتاوى العديدة السديدة والمؤلفات الجليلة ، والله نسأل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلحقنا به "
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر
الشيخ الطيب
" كان الشيخ كبيرا ...جداً...كبيراً بعلمه ، وكان كبيراً جداً بتواضعه ، وكان الشيخ كريماً جداً .. وكان كريماً بماله ، كريماً بنفسه ، وكان الشيخ طيباً .. وكان يقضى كل لحظة من لحظات الصحو معلماً أو متعلماً أو عايداً ...يحمل هموم الملمين في كل مكان حتى ليكاد ينبؤء بها جسده الضئيل لا يقوم إلا ما يعتقد انه الحسن ولا يرجو رضاها أحد سوى الله "
معالي الشاعر والسفير الدكتور " غازي القصيبى "
عالم المرحلة
" لقد ترك ابن باز رحمه الله بصمات واضحة في العصر الحاضر ، وهو يدون شك عالم المرحلة ، ونحن بحاجة إلى علماء من أمثاله ، قسم المراجع للشعوب والأمم التي توجههم إلى طريق الحق والكتاب والسنة وتدعوهم إلى عدم التفريط بالمنهج الإسلامي "
الشيخ / احمد ياسين والزعيم الروحي لحركة حماس
لا يرغب ولا يرهب
" كان الشيخ ابن باز – رحمه الله – ركناً صادقاً في النصح واداء المشروة لاهلها ، ولا يرغب ولا يرهب هادفاً ألذ ود حياض الاسلام ، وكانت نصائحه نابعة من قلب عامر بالتقوى والتمسك بالقران الكريم والسنة المطهرة واعماله المشكورة في رفع راية الأيمان وخدمة الصالح العام ."
الشيخ/ كفتا رو مفتى سورية
يدعو لمن أغضبه
" كان الشيخ ابن باز رحمه الله عفيفاً ، نظيف اليد واللسان ولم يكن لعاناً أو سباباً معيناً للشيطان على من خلفه ، كان منتهى غضبه وقليلاً ماكان يغضب ، أن يدعو لمن أغضبه أو خالفه بالهداية والصلاح "
وطويت صفحة من التاريخ
" لقد طويت بموت الوالد الإمام، والشيخ الزاهد الورع – ابن باز – صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي