إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْفَرَقُوا
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْفَرَقُوا المؤلف: الحطيئة |
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فانْفَرَقُوا
و ذاك منهم على ذي حاجة ٍ خرقُ
لم يطلعوك على ما في نفوسهمُ
و لم يكن لكَ في أَيْمانِهم عَلَقُ
شَكَو قليلاً بأمْرٍ ثمَّ سَرَّحَهُمْ
جذبُ القرينةو الأهواءُ فانصفقوا
كانوا بلَيْلِ عَصَاهُمْ وهْيَ واحِدَة ٌ
فأصبحوا وعصاهم غدوة ً شققُ
بَعْدَ المُدَمَّنِ مِنْهُمْ والحُلُولِ لهم
و سامِرُ الحَيِّ يُدْعَى وَسْطَهُمْ خِرَقُ
و الدّهر ليس بمأمونٍ تخالجهُ
على الأحبّة والأهواءُ تنصفقُ
خافوا الجَنَان وفَرُّوا مِنْ مُسَوَّمَة ٍ
يلوى بأعناقها الكتّانُ والأبقُ
فأصْبَحَ الحَيُّ يُحْدَى بين ذي أُرُلٍ
وبين أسْفَلَ وادي دَوْمَة ِ الحِزَقُ
مُنَكِّبِينَ أُفاقاً عن أَيَامِنِهِم
وعَنْ شمائلِهِم ذو الغِينَة ِ القَرِقُ
تبعتهمْ بصري حتى تضمنهُم
من الجُمَادِ ووادي الغابة ِ البُرَقُ
و في الظعائِنِ لَوْ أَلْمَمْتَ بَهْكَنَة ٌ
بالزَّعْفَرَانِ لَعُوبٌ جَيْبُها شَرِقُ
لا تَطْعَمُ الزَّادَ إلا أَنْ تُهَبَّ له
كما يصادى عليه الطاعم السَّنِقُ
و لا تأرّى لما في القدر ترصدهُ
و لاتقوم بأعلى الفجر تنتطقُ
ثمّ انصرفتُ بمجذامٍ عذافرة ٍ
سنّ الربيع بها ترعيّة ً أنقُ
في عازبٍ نام ليلُ السَّاريات بهِ
مِنَ الأوائلِ وانحلَّت به النُّطُقُ
لم يؤذها الصَّيف طوفُ الحالبينَ بها
و لم تغطّ عليها الجلَّة ُ الفنقُ
يسري القرادُ عليها ثمّ تزلقهُ
منها مَغَابِنُ مُسْوَدٌّ بها العَرَقُ
تخدي على يسراتْ في فقارتها
كأنهنَّ صقوبُ العرعرِ السُّحقُ
قريتها لويني جذبي خزامتها
كادت من الرَّحْلِ والأنْسَاعِ تَنْزَلِقُ
لَوْلاَ الجَدِيلُ وأنْسَاعٌ مُظاهَرَة ٌ
و الضَّرْبُ بالسَّوْطِ حتّى بَلَّهَا العَلَقُ
أَلْقَتْ قَتُوديَ بالمَوْمَاة ِ وانْزَهَقَتْ
كَأَنَّها قَارِبٌ أَقْرَابُهُ لَهِقُ
يطيرُ مروُ ليّان عن مناسِهما
كما تطايَرُ عِنْدَ الجَهْبَذِ الوَرَقُ