الرئيسيةبحث

إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ

إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ

إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
المؤلف: محيي الدين بن عربي



إني رأيتُ وجوداً لا يقيدُهُ
 
نعتٌ ولا هو محدود فينحصرُ
في الحدِّ وهو الذي في الحدِّ يعرفه
 
وما له في الذي يدري به خبرُ
تنزهتْ ذاتُ منْ قدْ حارَ طالبُها
 
سبحانه جل أنْ تحظى به الفكر
أقامني مثلاً مثلاً ونزهني
 
عنْ كلِّ شيءٍ فلمْ يظفرْ بيَ النظرُ
هو الوجودُ الذي في كونه سندٌ
 
لخلقهِ ولهُ سمعٌ هوَ البصرُ
إني لعبد لمن كانت هويته
 
عيني وما أنا عينُ الحقِّ فاعتبروا
لو كنته لم أكن بالعجز متَّصفاً
 
عنْ كونِ ما تظهرُ الأسبابُ والقدرُ
ولم يكن حاكماً على تصرّفنا
 
سرٌّ يقال له في علمنا القدر
إني عُبيدٌ فقيرٌ في تقلبه
 
هذي نعوتي وأما اسمي هو البشر
ووالدي آدمُ والكحلُّ متصفٌ
 
بعجزِهِ للذي إليهِ يفتقرُ
فغايتي الفقرُ والتنزيهُ غايتهُ
 
عنْ غايتي والغني عني هوَ الوزرُ
أعطيته الوصفَ من ذاتي فلي شرفٌ
 
بهِ تنزلتِ الآياتُ والسورُ
لولايَ ما ظهرتْ في الصورِ نفختهُ
 
فالروحُ منْ نفسِ الرحمنِ فادكروا
هذا الذي قلتهُ الوحيُ يعضدنِ
 
فيه فقد جاءكم ما فيه معتبر
لوْ كنتُ ذا بصرٍ لكنتُ معتبراً
 
كذا يقولُ الإلهُ الحقُّ فافتكروا