إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما المؤلف: محيي الدين بن عربي |
إني إناءٌ ملآنُ ليسَ يشرٌ ما
فيه من اللبنِ الممزوجِ بالعسلِ
غير الذي بفنون العلم خصصنا
محمد خير مبعوثٍ من الرسلِ
أتى بإعجازِ قولٍ لا خفاءَ بهِ
أعجازُهُ انعطفتْ منهُ على الأولِ
حوى على كلِّ لفظ معجز ولذا
حوى على كلِّ علم جاء من مثل
أتى به الناطقُ المعصوم معجزة
إلى الذي كانَ في الدنيا من المللِ
فما يعارضه جنٌّ ولا بشر
بسورة ٍ مثله في غابر الدول
ولوْ يعارضهُ ما كانَ معجزة ً
فليس إعجازه يجري إلى أجَل
رأيتُ ربي في نومي فقلتُ لهُ:
ما صورة ُ الصرفِ في القرآن حينَ تلي
فقالَ لي اصدقْ فإنَّ الصدقَ معجزة ٌ
ولا تزوِّر أموراً إنْ أردت تلي
لكن كلامَك إنْ تفعله معجزة
فقلتُ يا ربِّ غفراً ليسَ ذلكَ لي
هذا دليلٌ بأنَّ القولَ قولكمُ
لا قوله وهو عندي أوضح السبل
أتى به روحه من فوق أرقعة
سبعٍ إلى قلبهِ والقلبُ في شغلِ
أتى على سبعة من أحرفٍ نزلت
ميسرُ الذكرِ يتلوهُ على عجلِ
إذا تكرّر فيه قصة ٌ ذكرت
تكونُ أقوى على الإعجازِ بالبدلِ
والكلُّ حقٌّ ولكنْ ليسَ يعرفهُ
إلا الذي بدليلِ العقلِ فيهِ بلي
هذا هوَ الحقُّ لا تضربْ لهُ مثلاً
فإنه من صفاتِ الحقِّ في الأزل
لا يحجبنكَ ما تتلوهُ منْ سورٍ
بأحرف وبأصواتٍ على مهل
فكله قوله إنْ كنتَ ذا نظر
فيه على حدِّ إنصاف بلا ملل
إنَّ الوجودَ إذا أبصرتهُ عجبٌ
فكله كلماتُ الله من قبلي
أنا محصله أنا مفصله
بنا تلاوتهُ فينا على وجلِ
قدْ أودعَ اللهُ فيه كلَّ مرتبة ٍ
تحوي على حزن تحوي على جذل
فيحزن القلب أحيانا ويفرحه
بما يقررهُ في كافرٍ وولي
منَ الصفاتِ التي جاءتْ مرتبة ً
على الحقائقِ في حافٍ ومنتعلِ
يعلو بهِ واحدٌ للهِ منزلهُ
وآخرُ نازلُ منهُ إلى السفلِ