إن أحبابنا وهم سادة الحيّ
إن أحبابنا وهم سادة الحيّ المؤلف: عبد الغني النابلسي |
لمعت نارهم وقد عسعس
الليل وملّ الحادي وتاه الدليل
فتأملها وفكري من البين
عليل ولحظ عيني كليل
وفؤادي هو الفؤاد المعنى
وغرامي ذاك الغرام الدخيل
ثم قابلتها وقلت لصحبي
هذه النار نار ليلى فميلوا
فرموا نحوها لحاظا صحيحا
ت فعادت خواسئا وهي حول
ثم مالوا إلى الملام وقالوا
خلب ما رأيت أم تخييل
فتجنبتهم وملت إليها
والهوى مركبي وشوقي الزميل
ومعي صاحب أتى يقتفي الآ
ثاروا الحب شرطه التطفيل
وهي تعلو ونحن ندنو إلى أن
حجزت بينها طلول حلول
فدنونا من الطلول فحالت
زفرات من دونها وغليل
قلت من بالديار قالوا جريح
وأسير مكبل وقتيل
ما الذي جيت تبتغي قلت ضيف
جاء يبغي القرى فأين النزول
فأشارت بالرحب دونك فاعقر
ها فما عندنا لضيف رحيل
من أتانا ألقى عصا السير عنه
قلت من لي بها وأين السبيل
فحططنا إلى منازل قوم
صرعتهم قبل المذاق الشمول
درس الوجد منهمو كل رسم
فهو رسم والقوم فيه حلول
منهمو من عفا ولم يبق للشك
وى ولا للدموع منه مقيل
ليس إلا الأنفاس تخبر عنه
وهو منها مبرّأ معزول
ومن القوم من يشير إلى وج
د تبقى عليه منه القليل
ولكل رأيت منهم مقاما
شرحه في الكتاب مما يطول
قلت أهل الهوى سلام عليكم
لي فؤاد بحبكم مشغول
وجفون دق قرحتها من الدم
ع حثيثا إلى لقاكم سيول
لم يزل حادث من الشوق يحدو
ني إليكم والحادثات تحول
واعتذاري ذنب فهل عند من يع
لم عذري في ترك عذري قبول
جئت كي أصطلي فهل لي إلى نا
ركو هذه الغداة سبيل
فأجابت شواهد الحال عنهم
كل حدّ من دونها مفلول
لا تروقنك الرياض الأنيقا
ت فمن دونها ربا ودخول
كم أناها قوم على غرّة من
ها وراموا أمراً فعزّ الوصول
وقفوا شاخصين حتى إذا ما
لاح للوصل غرّة وحجول
وبدت راية الوفا بيد الوج
د ونادى أهل الحقائق جولوا
أين من كان يدعينا فهذا ال
يوم فيه صبغ الدعاوى يحول
حملوا حملة الفحول ولا يص
دع يوم اللقاء إلا الفحول
بذلوا أنفسا سخت حين شحت
بوصال واستصغر المبذول
ثم غابوا من بعدما اقتحموها
بين أمواجها وجاءت سيول
قذفتهم إلى الرسوم فكلّ
دمه في طلولها مطلول
نارنا هذه تضيء لمن يس
ري بليل لكنها لا تنيل
منتهى الحظ ما تزود منه ال
خط والمدركون ذاك قليل
جاءها من عرفت يبغي اقتباسا
وله البسط والمنى والسول
فتعالت عن المثال وعزّت
عن دنوّ إليه وهو رسول
فوقفنا كما عهدت حيارى
كل عزم من دونها مخذول
ندفع الوقت بالرجاء وناهي
كم بقلب غذاؤه التعليل
كلما ذاق كأس يأس مرير
جاء كأس من الرجا معسول
فإذا سولت له النفس أمرا
حيد عنه وقيل صبر جميل
هذه حالنا وما وصل العل
م إليه وكل حال تحول