إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ
إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ المؤلف: الشريف الرضي |
إنْ كَانَ ذاكَ الطّوْدُ خَـ
ـرَّ، فَبَعدَما استَعلى طَوِيلا
مُوفٍ عَلى القُلَلِ الذّوَا
ب في العلى عرضاً وطولا
قَرْمٌ يُسَدِّدُ لَحْظَهُ
فَتَرَى القُرُومَ لَهُ مُثُولا
ويُرى عزيزاً حيث
ـلَّ، وَلا يَرَى إلاّ ذَليلا
كَاللّيثِ، إلاّ أنّهُ
مَ تَعُودُ باللّيّانِ حُولا
وعلا على الأقران لا
مثلاً يعد ولا عديلا
من معشر ركبوا العلا
وَأبَوْا عَنِ الكَرَمِ النّزُولا
غرّ إذا نسبوا لنـ
كِ على العُلى جِيلاً، فجيلا
كرموا فروعاً بعد ما
طابُوا، وَقد عُجموا أُصُولا
نسب غدا روَّاده
يستنجبون لنا الفحولا
يا نَاظِرَ الدّينِ الّذِي
رَجَعَ الزّمَانُ بِهِ كَلِيلا
يا صَارِمَ المَجْدِ الّذِي
مُلِئَتْ مَضَارِبُهُ فُلُولا
يا كوكب الأحساب أعجـ
ـجَلَكَ الدُّجَى عنّا أُفُولا
يا غارب النّعم العظام
مِ غَدَوْتَ مَعموراً جَزِيلا
يا مصعب العلياء قادتـ
ـك العّدا نقضاً ذلولا
لهفي على ماضٍ قضى
ألاّ تَرَى مِنْهُ بَدِيلا
وزوال ملك لم يكن
يَوْماً يُقَدَّرُ أنْ يَزُولا
ومنازل سطر الزّمانُ
على معالمها الحؤولا
مِنْ بَعْدِ مَا كَانَتْ عَلى الأ
يّامِ مَرْبَأة ً زَلُولا
والأسد ترتكز القنا
فيها وترتبط الخيولا
من يسبغ النّعمَ الجسام
ويصطفي المجد الجزيلا
مَنْ يُنْتِجُ الآمَالَ يَوْ
تعود الليَّان حولا
من يورد السمر الطوال
ويطعمُ البيض النصولا
من يزجر الدّهر الغشوم
ويكشف الخطب الجليلا
وتراهُ يمنع دوننا
وَادي النّوَائِبِ أنْ يَسيلا
هَذا، وَكَمْ حَرْبٍ تَبُـ
سدَ سطوتُها الغليلا
صماء تخرس آلها
إلاّ قِرَاعاً، أوْ صَهِيلا
وَالخَيْلُ عَابِسَة ٌ تَجُـ
من العجاج بها ذيولا
أجتَابُ عَارِضَهَا، وَقَدْ
رَحَلَ المَنُونُ بِهِ هَمُولا
كالثّائر الضرغام أن
لَبِسَ الوَغى دَقّ الرّعيلا
صانعت يوم فراقه
قَلْباً، قَدِ اعتَنَقَ الغَلِيلا
ظعن الغنى عنّي وحوَّ
ـوَّلَ رَحْلَهُ إلاّ قَلِيلا
إنْ عَادَ يَوْماً عَادَ وَجْـ
ـهُ الدّهْرِ مُقْتَبِلاً جَمِيلا
ولئن مضى طوع المنون
مُؤمِّماً تِلْكَ السّبِيلا
فلقد تخلف مجده
عِبْأً عَلى الدّنْيَا ثَقِيلا
وَاستَذْرَتِ الأيّامُ مِنْ
نَفَحَاتِهِ ظِلاًّ ظَلِيلا