إلياذة الجزائر المؤلف: مفدي زكريا |
جزائر يا مطـلع المعجزات | و يا حجـة الله في الكـائنات |
و يا بسمة الرّب في أرضـه | و يا وجهه الضاحك القسـمات |
و يا لوحـة في سجلّ الخـلود | تموج بها الصور الحالمات |
و يا قـصة بثّ فيها الوجود | معـاني السـموّ بروع الحياة |
و يا صفحة خطّ فـيها البـقا | بنار و نور جـهـاد الأبـاة |
و يا للـبطولات تغزو الـدنا | و تمنحـها القيـم الخـالدات |
و أسطورة ردّدتـها الـقرون | فهـاجت بأعـماقنا الذكريات |
و يا تربـة تاه فـيها الجلال | فتـاهت بهـا القمم الشامخات |
و ألقى النهايـة فـيها الجمال | فهـمنا بأسـرارها الفاتـنات |
و أهوى على قدميها الزمـان | فأهـوى على قدميـها الطغاة |
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
جزائـر يا بدعـة الـفاطـر | و يـا روعة الصانع القادر |
و يا بـابل السحر من وحيها | تـلقّب هـاروت بالساحر |
و يا جـنة غار منـها الجنان | و أشغـله الغـيب بالحاضر |
و يا لـجة يستـحمّ الجمــا | ل و يسبح في موجها الكافر |
ويا ومضة الحب في خاطري | و إشراقـة الوحي للشـاعر |
و يا ثورة حـار فيها الزمان | و في شعبـها الهادىء الثائر |
و يا وحدة صهـرتها الخطو | ب فقامت على دمـها الفائر |
و يا همـة ساد فيـها الحجى | فلـم تـك تقنـع بالـظاهر |
و يا مثـلا لصفـاء الضمير | يجـل عن المـثل السائـر |
سـلام على مهرجان الخلود | سـلام على عيـدك العاشر |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشعر نرتله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
جزائـر يـا لحـكايـة حـبي | و يا من حمـلت السـلام لـقلبي |
و يا من سكبـت الجمال بروحي | و يا من أشعـت الضياء بـدربي |
فلـولا جمـالك ما صحّ ديـني | و ما أن عـرفت الـطريق لربي |
و لـولا الـعقيدة تغـمر قـلبي | لمـا كـنت أومـن إلاّ بـشعـبي |
و إذا ذكـرتـك شـعّ كـيـاني | و أمـا سـمعـت نـداك ألـبي |
و مهـما بعـدت و مـهما قربت | غرامـك فـوق ظـنوني ولـبيّ |
فـفي كـل درب لـنا لـحمـة | مـقدسـة من وشـاج و صـلب |
و في كـلّ حي لـنا صـبـوة | مرنـحة مـن غـوايـات صـب |
و في كـل شـبر لـنا قـصة | مجـنـحة مـن سـلام و حـرب |
تـنبـأت فيـها بـإلـيـاذتي | فـآمن بـي وبـها الـمـتـنـبي |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
جـزائر أنـت عروس الـدنا | و مـنك استـمدّ الصباح السنا |
و أنت الـجنان الـذي وعدوا | و إن شـغـلونا بـطيب المنى |
و أنت الـحنان و أنت الـسما | ح ، و أنت الطماح و أنت الهنا |
و أنت الـسمو و أنت الضميــ | ــر الصريح الـذي لـم يخن عهدنا |
و مـنك اسـتمد الـبناة الـبقــ | ـــــاء فكـان الخلود أساس البنا |
و ألهـمت إنـسان هـذا الـزمـــان | فـكان بـأخلاقـنا مـومـنا |
و علّـمـت آدم حـب ّ أخيـــــه | عـساه يـسير عـلى هـدينا |
صنـعت الـبطولات من صلب شـعب | سـخي الدمـاء فرعتِ الـدّنا |
و عبّـدت درب النجاح لشعب | ذبـيح فلـم ينـصهر مـثلـنا |
و مـن لم يوحـد شتـات الصفــوف | يـعجـل بـه حـمقه للـفنا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
أفي رؤيـة الله فـكرك حـائر | و تـذهل عن وجهه في الجزائر؟ |
سـل البـحر و الزورق المستها | م ، كـأن مـجاديفه قـلب شاعر |
و سـل قبـة الحـور نـم بها | مـنار عـلى حـورها يـتآمـر |
سـل الـورد يـحمل أنـفاسها | لحيدر مـثل الحـظوظ الـبواكر |
و أبـيار تـزهو بـقديـسـها | رفائـيل يخـفى انـسلال الجآذر |
تـبـاركـه أمّ إفـريـقـيـا | على صلوات الـعذارى السواحر |
و يحـتار بـلكور في أمـرها | فتـضحك منـه الـعيون الفواتر |
و في القصبة امتد ليل السهارى | و نهـر المجـرة نـشوان ساهر |
و في سـاحة الشـهداء تـعالى | مـآذن تجلـو عـيون الـبصائر |
و في كـل ّ حيّ غـوالي المنى | و في كلّ بيت : نشـيد الـجزائر |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نـرتله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
سل الأطلس الفرد عن جرجرا | تعـالى يشـدّ السـمـا بالثرى |
فيـختـال كـبرا تـنافـسه | تكجـدا فلا يـرجع القـهقرى |
تلـوّن وجـه الـسمـاء بـه | فأصـبـح أزرقـها أخـضرا |
و تجثو الثلوج على قدميــه ، خـشـوعـا فـتسـخـر منه الذرى | {{{2}}} |
هـو الأطـلس الأزلـي الذي | قضى العمر يصنع أسد الشرى |
و تسمـو بـأوراس أمـجاده | فتصدع في الكون هذا الـورى |
فيـا مـن تـردّد فـي وحـدة | بمغربـنا و ادّعـى ، و امترى |
أما وحّـد أطلـسنا الـمغـربي | مـعاقـلنـا بـوثيق العرى ؟.. |
أمـا طـوّقـتـنا سـلاسـلـه | فطوّق تاريـخنا الأعـصرا ؟؟ |
و كم فـوقـه انتـظمت قـمـم | فهـل كـان يـعقد مؤتمرا ؟؟ |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و في باب واديـك أعمـق ذكرى | أعـيش بأحـلامها الـزرق دهـرا |
بها ذاب قلـبي كذوب الـرصـا | ص ، فأوقد قلبي ، و شعبي جـمرا |
و ثـورة قلـبي كـثورة شعبي | همـا ألهـماني فأبـدعت شـعـرا |
إذا الـقلب لم ينـتفـض للـجمـــال ، و لم يبل في الحب حلوا و مـرا | {{{2}}} |
فلا تـثـقنّ بـه في النضـــــال ، و لا تعتـمد في المـهمات صـخرا | {{{2}}} |
و لا يكـتم السـرّ إلاّ الـمشو | ق ، و من لـم يهم ليس يكتم سـرا |
و حـرب القلـوب كحرب الشعو | ب و من صدق الوعد أحرز نصرا |
و علـّمني الحـبُّ حبََّ الـفدا | فـكنت بـحبيّ و شـعبي بـرّا |
و يشـهـد لي فـيـه وادي قـريــشِ سـلـوا قـلبـه فـهو مني أدرى | {{{2}}} |
و دـيري* الـذي كنت أتلو به | صلاتي - مع الليل - سراّ و جهرا |
شغلنا الورى ،وملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
عرجـنا ننـافح بايـنام* ضحى | كأنا اغتصبنا لهـامان صـرحا |
نسـائل أشـجاره الفـارعــا | ت ، حديث النجوم فتبدع سحرا |
و يلـتف سـاق بسـاق فنصبو | فيـغمرنا ملـتقى الفـكر نصحا |
كأن عـمالـق بايـنام جـمـع | ببـاريس يـبني لفييتنام صلحا |
كـأن الإلـه الـجميل تـجـلى | فأغـرق بايـنام حسـنا و أوحى |
يتـيه بـه النـجم* بيـن النـجـــوم دلالا فـيطلع في اللـيل صبحا | {{{2}}} |
تمـوج مـع الشـمس أسراره | و سر الهـوى ماثـلا ليس يمحى |
فكـم بات يبـكي به مـوجـع | و يسـفح دمـعا فيـغمر سـفحا |
و كـم من جريح الفؤاد اشتكى | فأثخن بايـنام في الصبـح جرحا |
و كم من صريع الغواني تداوى | بأنسـام باينـامذ فـازداد لفـحا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتلـه كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
سجا الليل في القصبة الرابضه | فأيـقـظ أسـرارها الـغامضه |
و بيـن الـدروب و بين الثنايا | عـفـاريت مـائجـة راكضه |
و مـلء سراديـبها الـكافـرا | تِ ، تصاغ قـراراتنا الرافضه |
فيـحتار بيـجار في أمـرهـا | و يـحسبـها مـوجة عـارضه |
فيفـجؤُ بيجارَ إصـرارُ شعب | و تـدمغـه الحـجة الـناهضه |
و يـأبى عـليّ رضـوخ الجنا | ن ، فتسـمو بـه روحه الفائضه |
كـأن اشتـباك الـسطوح جسو | ر ، بها امتـدت الثورة الفارضه |
كـأن المـضايق فـيها خلـيج | تمـور بـه السـفن الخـائضه |
و يلـتف جـار بـجار كـما | تعـانقت المـهج النـابـضـه |
فـكانت على خـط حـرب الخــلاص ، و أعـمارِ أعـدائـنا قابضه | {{{2}}} |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و بلـكور للمـجد شـقّ طريقه | و حـظّ مـعالـمها في السـويـقه |
و عجـل أقـدار يوم الخلاص | و كـان يـحـاسـبـها بالـدقيقه |
فأيـقن مـاسو و كـان تـغابى | و ما عـاد يـجـهل ماسو الحقيقه |
و عاجل سـالان صحو السـكـارى فـبـدد أحـلام مـايـو الـصفيـقه | {{{2}}} |
و سوستال بالرعب طار شعاعا | فغـصّ ، و ما اسـطاع يبلـع ريقه |
و رجّـت حواجـزهم بالـغلا | ةِ ، غـريق يـشـد بـذيـل غريقه |
تشـيعهم أدمـع الـعاشـقـا | ت ، و هيهات تجدي دموع العشيقه |
و يضـحك فـوروم ، من حيو | ان ، غـواه السـراب فضـلّ طريقه |
و مـن خائـرين كـأعجاز نخل | ضـمائـرهم في الـمـزاد رقـيقـه |
و حـسب الجـزائر أبطال بلكو | ر و القـصبة الحـاملـين الـوثيقه |
شغلنا الورى و ملكنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و حـمام ملـوان مـلّ المـجـونا | و أنـهى غـوايـتـه و الفـتونا |
و فضّـل خـوض الـحمام بـديلا | عـن المسـتحـِمات و العـائمينا |
و قـد عـاش دربـا لحـلو الأماني | فأصـبح دربـا يـلاقي المـنونا |
و كان كـمـين الضـبا و الـذئاب | فصـار لـصيد الذئاب كـمـينا |
و غـاصت بـه ثـورات الـهوى | فـفجـرت الـعـزم في الثائرينا |
و أعـلن توبـتـه في الجـبا ل | ، فكان الرصاص القصاص الضمينا |
و مـدّ اليـمين لـداعي الـفـدا | فأقـسـم أن لا يـخون الـيمـينا |
و شـمّر يـرفض دنيـا الملاهي | و ينـفـض عنـه غـبار السنينا |
و أضـفى الجـمال عـليه جلالا | و كـان الجـلال عـليـه ضـنينا |
هي الأرض...أرض الجزائر...مهما | غـوت و صبت ..أبـدا لن تـخونا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نـرتله كالصلاة |
}}
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و حمام ريغة بيـن الروابي | ترنح طوع الهوى و التصابي |
يصعّـد في الجـو أنـفاسه | عبيرا و أحشـاؤه في التهاب |
و تغـلي المواجد في صدره | تـطارحها نـزوات الشباب |
يحـاول كتـمان أسـراره | فتفـضحـه خائـنات الحُباب |
أيخـفي هواه و في راحتيه | تموج المحاسن ملء الرّحاب؟ |
و يختال بين يديه اخضرارا | شواهق تزجي ركاب السحاب |
مـدامعه يُتـداوى بـهـا | كمـا يُتـداوى بحلو الرُّضاب |
و أنفاسـه تغمر الصّب دفئا | فينـسى حرارة يـوم الحساب |
و منها استمدّ المجاهد عزما | فـراغ الدُّنا بالعجيب العجاب |
و فجّـر ثورته مـن لظاها | و سار على هديـها في الغلاب |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
شريـعتنا كـجلال الشـريعة | كـمالاتها راسـخات ضـليعه |
كـأن الـذي شرع الصالـحا | ت ، أقام الدليل فأعلى الشريعه |
و عـمّر فيـها "بني صـالح" | فزكىّ الصـلاح جمال الطبيعه |
تطـلّ جواسـقها الضـارعـات شـواخـص تحـمد ربّ الصنيعه | {{{2}}} |
كـذوب النـجوم على قـدميـــها فيـبدع مـنها الـزمان ربيعه | {{{2}}} |
و تاه الصـنوبر كبرا و عجبا | على القمـم الشامخات الرفيعه |
و من تـك فيه الأصالة طبعا | تجبـه الجذوع الطوال مطيعه |
رو فـاخر بالأرز لبـنان وهما | و خلّـد فيه الأغـاني البديعه |
و لـولا تواضـع أطـلسـنا | لكانت جـزائـرنا في الطليعه |
إلا أن حـرمة مـا بـيـننا | و ما بـين لبنـان كانت شفيعه |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
تسـلّق إيعـكورن و اغز السها | و طـاول به سدرة المنتهى |
فيخـجل هـامان من صـرحه | و يعجز أن يبـلغ المشتهى |
و عـانق بـجايـة في نـخوة | يعانـق حـناياك سرّ البها |
و ناج بزغـواط سـرّ الظـبا | تناغك من حلق يتشي المها |
عجـائبها السـبع لا تـأتلـي | تتـيه فيحـتار فيها النهى |
و وادي الهوى و الهواء بسرتا | يزكي مسـيد الهوى خلفها |
تهـدهـده النـســمات كـأ | م تهدهد طوع الكرى طفلها |
و في جبل الوحش تاهت بلادي | شمـوخا فأحنى الزمان لها |
فلـو شاء ربك وصف الجنـا | ن ، ليغري الأنام بها شبها |
أضاع بـها ذو الحـجى رشده | و لـو لم يخـف ربـه ألها |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
أمانا ربـوع الندى و الحـسب | أمـانا تلمـسان مغـنى الأدب |
تمـاوج وهـران في أصـغريـك و فـاس ، فـأبدع فـيـك النسب | {{{2}}} |
و تـاه الـوريـط بـشــلاله | يـلقن زرياب مـعنى الطرب |
و أغـرى الـملوك بحب الملو | ك فأخلص في حبها كلّ صب |
و لـولا عـناصـر ملـيانـة | و عيـن النسور لكنت العجب |
تلـمسان أنت عـروس الـدنا | و حلم الليالي و سلوى المحب |
بحـسنك هـام أبـو مـديـن | و في معبـد الحب شاد القبب |
و أجـرى بـك الـروم ساقية | بها أسـكر الحسن بنت العنب |
و في مـشور المجد أذن موسى | و خـلّد زيـان مجـد العرب |
و نافـح فـردوسك ابن خميس | و يحي ابن خلدون فيك التهب |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نـرتله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و سبّــح لله مــا في السما | وات و الأرض مـلء شفائف شفا |
كأنـك تصـغي بـها للخـلـيـل و مـوسى الـكليم يـرتل صـحـفـا | {{{2}}} |
كـأنّ مشـارفـها الـحالمـا | ت الـضواحـك ألـف يغازل ألفا |
كـأن الـبليدة للـورود تفشي | حـديث الـغـرام فـيزداد لـهفا |
و تـهفو الـمدية شـوقا إلـيه | تـطارحه صـفوة الكـأس صرفا |
و يهـتز قصر البخاري هياما | و يصبو البـخاري فتـحجل جلفا |
أبـا لـغوطتين يـباهي الـشـــام و أغـواطـنا بالـشآم اسـتخـفا | {{{2}}} |
كـأن حـدائـقـه الـعابـقا | نـوافج مـسك تـضوعن عـرفا |
و في رحـب ِتلْـغَمْت تاه الغز | ال على الشمس يختال لطفا و ظرفا |
و يـحفـظ مـيزاب لوح الجلا | ل فيصبح ميزاب في اللـوح حرفا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشعر نرتله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
تقـدّس واديـك منـبع عزي | و مسقط رأسي و إلـهام حسّي |
و ربض أبي ...و مرابع أمي | و مغنى صباي و أحلام عرسي |
و فـخر الجزائر فيك تناهت | مكارم عرب و أمجـاد فـرس |
و أحـفاد أول مـن ركـزوا | سيـادة أرض الجـزائر أمس |
دمـاء ابـن رستم ملء الحنايا | صوارخ يلـهبن عـزّة نفسي |
و عـرق الأصالة طهّر طبعي | و نور الـهداية أذهب رجسي |
و كـرمت باسم المفاخر قومي | و شرفت باسم الجزائر جنسي |
إذا للـكريهة نادى الـمنادي | بذلت حيـاتي و ودّعت أنسي |
و إن للـسخاء استجاب كريم | ففي الـجود لقنت أروع درس |
و إن شيـدوا للـبقاء و الخلود | جعلت وفـائي دعـائـم أس |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
ألا مـا لهـذا الحساب و مالي ؟ | و صـحراؤنا نـبع هـذا الجمـال |
هـنا مهبـط الـوحي للـكائنا | ت ، حيال النخيل و بين الـرمـال |
و مـهد الـرسالات للـعالــميــن و نـور الـهدى و مـصب الكـمـال | {{{2}}} |
هـنا العـبقـريات و المعجزا | ت و صرح الشموخ وعرش الجلال |
تـبادلنا الـشمس إشـعـاعـها | و يلهـمـنا الصفـو نـور الـهلال |
و نـعدو فنـسبـق أحـلامـنا | و نـهـزأ مـن وثـبات الـغـزال |
و جـنبـنا الـغدر مـاء الغدير | و حـذرنا الـظل نـهـج الضـلال |
و عوّدنا الصدق راعي المواشي | و علـمنا الصّبـر صـبر الـجمال |
و أخـرجت الأرض أثـقالـها | فـطار بـها العـلم فـوق الخـيال |
تـوفّـر للـشـعـب أقـداره | و تـكفي الجـزائر ذل الـسـؤال |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
فـيا أيـها الناس هذي بلادي | و مـعبد حـبي و حلم فؤادي |
و إيـمان قلبي و خالص ديني | و مبـناه في ملتي و اعتقادي |
بـلادي أحـبـك فــوق الظنــون ، و أشدو بحبك في كل نادي | {{{2}}} |
عـشقت لأجـلك كـل جميل | و همت بحبك في كـل وادي |
و مـن هام فـيك أحبّ الجمـــال و إن لامه الغشم قال : بلادي ! | {{{2}}} |
لأجل بلادي عصرت الـنـجـوم و أترعت كأسي و صغت الشوادي | {{{2}}} |
و أرسلت شعري يسوق الخطى | بساح الفدا يوم نادى المـنادي |
و أوقفـت ركب الزمان طويلا | أسـائله : عن ثـمود و عاد |
و عن قصة المجد من عهد نوح | و هـل إرم هي ذات العماد ؟ |
فأقـسم هـذا الزمـان يـمينا | و قال : الجزائر.. دون عناد ! |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
وقـفـنا نحـيي بـها ألف عام | و نقـري زيري الـعظيم السلام |
فـقام بـولوغـين في عـيدنا | يـهـزّ الـدّنا و يـروع الأنـام |
و سـيبوس فـاض فتـاه دلالا | يعانـق زيري المـليك الـهمـام |
بـولوغين إن صانها فيرموس | و حازت إكـوسيوم أقصى المرام |
و هب ّ الأمـازيغ من دوناطو | س تصول و تزجي الخميس الهمام |
فـأبناء مـازيغ قـادوا الـفدا | و خـاضوا المـعامع يوم الصدام |
و سـاقوا المقادير طوع خطاهم | و شـادوا البـناء و أقـروا النظام |
رعى الله عـشرا تنافس عشرا | و صـان ذمـاما تـراعي الذماما |
و بـورك يوليـوز في حالتيه | فـما الفـجـر إلا ولـيد الـظلام |
و جـلت بطولات أرض الجزا | ئر مهـد الأسـود و ربـع الكرام |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نـردده كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
دعـوا ماسـينيسا يـردد صدانا | ذروه يـخـلـد زكـيَّ دمـانـا |
و خـلوا سـفاكس يحكي لروما | مدى الدّهر كيف كسـبنا الـرهانا |
و كيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا | بـزامة لـم يرض فيها الـهوانا |
و كـم سـاومـوه فـثار إبـاء | و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا |
و ألـهمه الحـب نـيل المعالي | و قد كان -مثلي- يهوى الحـسانا |
و مـن صنعت روحه سوفينيزبا | جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا |
تـغذيه حبـا و فنـا و عـلمـا | و تنـبيـه ما قـد يكون و كـانا |
فـجاء يغـورطا على هـديـه | بحـكم الجـماهير يفـشي الأمانا |
و قـال :مـديـنة رومـا تبـا | ع ، لـمن يـشتريها !فهـزّ الكيانا |
و وحّـد سيـرتا بأعطاف كاف | و أولى الأمـازيغ عـزاّ و شـأنا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتلـه كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
صـمود الأمـازيـغ عبر القـرو | ن غـزا النيرات و راع النجوما |
فـكم أزعـجوا نائبـات الليـالي | و كـم دوخوا المـستبد الـظلوما |
سـلوا طبـرية يـذكر تبـيريـــــوس تيـكفرنـاس يوالي الهـجوما | {{{2}}} |
ثمـان سنـوات يصـارع رومـا | فـدق الـمسامير في نعش روما |
و أوحـى له الأطـلس الـوحدو | ي ، فوحـدنا فانطلـقنا رجـوما |
سلـوا بربـروس يجـيبكم فراكـســـن من جـرجرا كيف أجلى الغيوما | {{{2}}} |
و قالوا : أراديـون بالكاف أودى | هل الموت عيسى ؟ يداوي الكلوما |
و هـذا أغـوستنس بالاعـتـر | افات حير - عبر الزمان - الفهوما |
و أسـقف بونـة أصبـح قـد | يس قـرطاج مـذ بث فيها العلوما |
و كان أغـستـنس فـجر البـــــلاد و كـان بـها الفـيلسوف العظيما | {{{2}}} |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
أشـرشال !هلاّ تـذكرت يوبا ؟ | و من لقبوا عرشك القيصريه ؟ |
و من مصـروك فنافست روما ؟ | و شرفـت أقطارنا المـغربيه |
لـمـاذا يُلقـب يـوبا بـثان؟ | أما حقق السـبق في المدنيه ؟ |
و باهى بـشرشال جـنة عدن | و زان حـدائـقها السـندسيه |
أمـا كان أول من خطّ رسما | لوجه جـزيرتـنا الـعربـيه ؟ |
أما شـاد يوبا بشـرشال للعلم | أوّل جـامـعـة أثـريــه ؟ |
و هـذا أبـولوس كان طبيبا | يدين لـه العـلم بالـعبقـريه |
و أبـدع في قـصص الحيوا | ن ، فأثر في القـصص الأمويه |
و كان الأفـارق في منتداهم | برومـا يخـصونه بالتـحيـة |
و كان أبـولوس قاضي روما | ليمـناه تـرفـع كـلّ قضـيه |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
أولئـك آبـاؤنا منـذ عـيسى | و كـان محـمد صـهرا لـعيـسى |
و لاح الصـباح فهز السكارى | و أجلى الندامى ، و رض الكـؤوسا |
و أيـقظ حلـم الليـالي الحبالى | و أسـرج في الكـائـنات الـشموسا |
و أهوى على البغي يذرو الجذو | ع ، و يـغرس في الجبروت النفوسا |
و حـذر آدم ظـلـم أخـيـه | و سوى الحـظوظ و أعلـى الرؤوسا |
رو أخـرج حـواء من رمـسها | فألهـمت الـروح هـذي الرمـوسا |
لئـن حـارب الـدين خـبث الــنفــوس ، فلم يـغمط الدين هذي النفوسا | {{{2}}} |
و لـم نـك نـنكـر آبـاءنـا | أكانـوا نصارى !!أكانوا مـجوسا !! |
و هـل كان بربر إلا شـقيقـا | لجـرهم ؟ هـلا نسـينا الـدروسا ؟ |
إذا عـرّب الـدين أصلابـنا | فـما زال أحـمد صهـرا لعيسى ! |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتله كالصـلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
وهِـبنا العروبـة جنسا و دينا | و إنـاّ بمـا قد وُهـبنا رضـينا |
إذا كـان هـذا يـوحّد صـفاّ | و يـجمع شمـلا رفـعنا الجبينا |
و إن كان يعرب يرضى الهوا | ن ، و يلبس عارا ...أسأنا لظنونا |
و قلنا : كـسيلة كـان مصيبا | و كـاهنة الـحيّ أعـلـم منّـا! |
رفأهـلا و سهـلا بأبـناء عمّ | نـزلتم جـزائرنـا فـاتحـينـا |
و مـرحى لعقـبة في أرضنا | ينيـر الحـجى و يشـيع الـيقينا |
و يعـلي الصوامع في القيروا | ن ، و يرفعـها للـدفاع حـصونا |
يبـث المراحل في كـلّ فـجّ | فـراعت أسـاليبـه الـعالمـينا |
و بادره السـمر تـبرا بـملح | و ما كان فـزّان عنـه ضـنيـنا |
و ما كان جـوهر إلاّ مـدينـا | لعقـبة ..يوم اسـتقـلّ السـفيـنا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و هـال ابـن رستم ألا نسود | و نـبني كـيـانا لنـا مـستـقلا |
فـقام بـتيهرت يـعلي الـلوا | ء ، و يرسي نظاما و ينـشر فضلا |
يـوجه حـكم الـبلاد الـشرا | ة ، بوحي الـشريعة حـقا و عدلا |
و يجـعل أمر الجماعة شورى | و حـق انتخـاب الإمـامة فـصلا |
فـلم يـك للتـبعـيات ذلـيلا | و لم يـك بالعـصبـيات يـبـلى |
فـدوّخ بـغـداد في أوجـها | فكانـت لتيـهـرت بغـداد ظـلا |
و فاض بها العلم يجلو العـقو | ل ، و يغـمر أرض الـجزائر نبلا |
و تـاه الـربيـع بـجناتـها | يـهـادي تـلمسـان وردا و فـلاّ |
فكـان ابـن حمّـاد من وحيها | كأوصـافـها عبـقريـا و فـحلا |
و أفـلح خـلد أمـجـادهـا | فـأفـلـح أفـلـح قـولا و فـعلا |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتلـه كالصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و إن تسـألوا عن بـني الأغلب | سـلوا الزاب عن جاره الأقرب |
و طـبنة هـل تـذكرين ابن الـحـســين التميمي و تاريخه القرطبي | {{{2}}} |
و عـند مسيـلة.. علـم الـيقـيــن ، بـمن حـققوا وحـدة المغرب | {{{2}}} |
يرى الفاطـميون شعر ابن هـا | رون كـما يخلق اللحن للمطرب |
و أبـدع حـتى تـنـبأ مثـلي | و لـم يتـقوّل ...و لـم أكذب |
عـلام يُـلقـب أنـدلـسـيـا | فـتى مغـربي ، أصيل الأب؟؟ |
فـكم حـسدونا عـلى مـجدنا | و جـاروا عـلى البلد الطيب ! |
و كـم بالـجزائر من معجزات | و إن جـحدوها و لـم تُكـتب ! |
و قالوا : الـرسالات مـن مـشرق الـشمس لـكن يـخالفهم مـذهبي | {{{2}}} |
و لـو أرسـل الله مـن مغرب | نبـيا...إذن كـذّبوا بـالـنبي!! |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
و في قـدس جـناتنا الناضرة | وجـوه إلى ربـها ناظـره |
تـمدّ الـمعـزّ لـدين الإلـه فيـصنـع جـوهـر و الـقاهـره! | {{{2}}} |
و يـستلهم الـنيل من أرضنا | صفانا ، و أخلاقنا الطـاهره |
ر
و يـجري رخـاء على هدينا | يـواكب أفـضالنا الزاخره |
و تُفـهم رمسـيس معنى انعتا | ق الشعوب ، جزائرنا الـثائره |
هو الـنيل خـلد عـشر قـرو | ن ، و باركنا الـسنة الـعاشرة |
و كـم شـابه النيـل بحر دما | نا ، تمور به المهج الفـائره!! |
و كـم ضارعـت في الـفدا كيلوبترا جمـيلات ثـورتـنا الهـادره ! | {{{2}}} |
و نحن الأمازيغ نرعى الذما | م ، و لا نجحد الفضل و الآصره |
و نكـبر مصـرَ و أحرارها | و مـن آزروا حـربنا الظافره ! |
شغلنا الورى و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
بـولوغـين يا من صنعت البقا | سنـحفظ عـهـدك و الـموثقا |
فيـريموس أم أنت من شادها ؟ | فحـيّرت الـغرب و الـمشرقا |
بنـيت الجـزائر فوق السـما | ك ، فكانت لـمعراجنا المرتقى |
غـرست بهـا ذوب أكـبادنـا | و مـن دمـنا غصنـها المورقا |
عـلا بالمـدية تـاج الـجـلا | ل ، فـأعلى بـمليانة المرفـقا |
و من هـدهد الصـدر بالتـوأميـن ، قـضى للـجزائـر أن تعشـقا | {{{2}}} |
دلال الـمدية أعـيا الـملـو | ك ، و كـم خاطبٍ ودّهـا أخفقا |
تنـازعـهـا الـروم و المـسلمـون ، و حـاول زيـان أن يـسـبـقا | {{{2}}} |
و كـاد ابن تـوجيـن و ابن مـريـن بـنـار الـمديـة أن يـحـرقا | {{{2}}} |
مـلائكـة الله ..هـل نقلوها ؟؟ | أجـل ..مـن رأى حسنها صدقا |
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا |
بشـعر نرتـله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |
أيـا ومضـة من جلال الشريعه | و يـا هـبة من هـبات الطبيعه |
أشـاع ابن يـوسف فيـك الصلا | ح ، و وشى الجمالُ رباك البديعه |
أزكـار أم أنت عـش العـقـا | ب ؟ أم الصقر منك استمد ضلوعه ؟ |
أم الـعاشق المـستهام المـعنى | بنبع العـناصر أجـرى دمـوعه ؟ |
أم الـحب رقّ لمـجنون ليلى ؟ | فرش بـعين النـسور صريـعه |
أشـادك بومـبي مقوقس روما ؟ | أم أن بـولوغين رب الصنيـعه ؟ |
فأغـرى بمـليانة الـطامعيـن | و ما كنت للـطامعـين وديـعه ! |
فـما ارتـاح فـيك بنو هنـدل | و ولـىّ ابـن عائشة بالـفجيعه |
جـرى مثـل واديك ناديك علما | فبـوأ أحـمد فيـك الـطلـيعه |
و أقـطع يعـقوب أحـمد أغما | ت ، و النبل في ابن مرين طيعه |
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا |
بشـعر نـرتله كالـصلاة |
تسابيحه من حنايا الجزائر |