إلى كَمِ الطَّرْفُ بالبَيْداءِ مَعقُودُ
إلى كَمِ الطَّرْفُ بالبَيْداءِ مَعقُودُ المؤلف: الشريف الرضي |
إلى كَمِ الطَّرْفُ بالبَيْداءِ مَعقُودُ
وكم تشكى سراي الضمر القود
تَعِلّة ٌ ليَ، بَعْدَ القُرْبِ، تَوْلِيَة ٌ
عَنِ المَقَامِ، وَبَعْدَ النّوْمِ تَسهيدُ
يا دار ذل لمن فارقت قعدته
والعز أولى بمن علقت يابيد
أرْمي بِأيْدي المَطَايَا كُلَّ مُشْتَبِهٍ
تنبو باخفاقها عنه الجلاميد
وكل ليل تظل النجم ظلمته
قلب الدليل به حيران مزؤود
وغلمة في ظهور العيس ارقهم
هَمٌّ شَعَاعٌ، وَآمَالٌ عَبَادِيدُ
مُلَثَّمِينَ بِمَا رَاخَتْ عَمَائِمهُمْ
وكلهم طرب للبين غريد
لا آخُذُ الطّعْنَ إلاّ عَنْ رِمَاحِهِمُ
إذا تَطاعَنَتِ الشُّمُّ المَنَاجِيدُ
وَرُبّ أمْرٍ بَعِيدِ الغَايِ قَرّبَني
منه السوابق والبذل المقاحيد
أُذَمّ مِنْ أجْلِ أشْعَارِي فَوَا عَجَبا!
نَجَايَ مِنْ ضِيقِها سَمرَاءُ قَيدُودُ
مالي بغير العلى في الارض مضطرب
وَلا لجَنْبي بِغَيرِ العِزّ تَمْهِيدُ
وَلا خَطَوْتُ إلى بَأسٍ وَلا كَرَمٍ
إلاّ وَمَوْضِعُ رِجْلي مِنْهُ مَوْجُودُ
ضَاعَ الشّبابُ، فقلْ لي أينَ أطلُبُهُ
وَازْوَرّ عَنْ نَظرِي البيضُ الرّعاديدُ
وَجَرّدَ الشَّيبُ في فَوْدَيّ أبيَضَهُ
يا لَيْتَهُ في سَوَادِ الشَّعْرِ مَغمُودُ
بيض وسود براسي لا يسلطها
عَلى الذّوَائِبِ إلاّ البِيضُ وَالسّودُ
يُؤمِّلُ النّاسُ أنْ يَبقَوا وَما عَلِمُوا
أنّ الفَتَى ليَدِ الأقْدارِ مَوْلُودُ
شُغِلْتُ بالهَمّ حَتّى مَا يُفَرّحُني
لولا الخليفة نور وز ولا عيد
وَإنْ طَغَى بَيْنَنَا نَأيٌ وَتَبْعِيدُ
مُحَسَّدُ المَجدِ مَغبُوطٌ مَناقِبُهُ
متيم القلب بالعلياء معمود
كريم ما ضم برداه وعمته
عفيف ما ضمنت منه المراقيد
مطهر القلب لا انهلت مدامعه
وجدا وما حقر الانفاس تصعيد
ما راق عينيه الا ما اقرهما
من المكارم لا عين ولا جيد
المورد الرمح ما نالت عوامله
وَالمُطْعِمُ العَضْبَ ما عَزّاهُ تَجرِيدُ
والقائد الخيل يمطو في اعنتها
مطو النعام اضلتها القراديد
في كُلّ يَوْمٍ لَهُ نُعْمَى يُجَدّدُها
تَملا يَدي، وَلقَوْلي فيهِ تجديدُ
وما اسر بمال لا اعز به
وَلا ألَذّ بِرَأيٍ فيهِ تَفْنِيدُ
لَيسَ السّرَاءُ بغَيرِ المَجدِ فائِدَة ً
وَمَا البَقَاءُ بِغَيرِ العِزّ مَحْمُودُ
جُرْحُ الحِمامِ وَلا جُرْحُ الأذى أبَداً
والموت عند طروق الضيم مورود
صارت اليك امير المؤمنين على
غراء احرزها اباؤك الصيد
مِنْ هاشِمٍ أنْتَ في صَمّاءَ شَاهِقَة ٍ
لهَا رِوَاقٌ بِبَاعِ المَجْدِ مَعمُودُ
نهاية العز ان تبقى له ابدا
وغاية الجود ان تبقى لك الجود
لاي حال يداري القلب غلثه
رَجَاءَ وِرْدٍ وَوِرْدي منكَ تَصرِيدُ
قد كنت عن عدد الايام في شغل
فاليوم عامي لوعد منك معدود
الام فيك واذني غير سامعة
فاللؤم مطرح والعذل مردود
يَرُومُ مُلكَكَ مَن لا رأيَ يُنجِدُهُ
ولا فخار ولا بأس ولا جود
وكيف يطلب شأواً منك ذو ظلع
باقي غبارك في عينيه موجود
يستفزه الخيل والاقدار تحصره
ويستطيل العوالي وهو رعديد
لا تحفلن بوعيد زل عن فمه
فَما يَضُرّ مِنَ المَغرُورِ تَوْعِيدُ
وَلا يُؤمَّلُ أنْ يَلْقَاكَ في عَدَدٍ
ان اصحر الليث اخفى شخصه السيد
ولو بسطت يمينا بالعراق اذا
نَالَتْهُ، وَهْوَ بَعِيدُ الدّارِ مَطْرُودُ
أُعِيذُ مَجدَكَ أنْ أبقَى عَلى طَمَعٍ
وان تكون عطاياي المواعيد
ما لي احب حبيباً لا اشاهده
ولا رجاي الى لقياه ممدود
وَأُتْعِبُ القلْبَ فيمَنْ لا وِصَالَ لَهُ
ياللرجال اقل الخرد الغيد
اكثرت شعري ولم اظفر بحاجته
فَسَقّني قَبْلَ أنْ تَفنَى الأغاريدُ
قد جاء عيد وعيد المرء لذته
وانت فيهم عظيم القدر محمود
عيش الفتى كله وقت يسر به
من الدنا وجميع العيش مفقود
فَاسْعَدْ بِهِ، وَبأيّامٍ طُرِفْنَ بهِ
إنّ العَزِيزَ عَلى العِلاّتِ مَسعُودُ
قَلِيلُ مَدْحِكَ في شِعْرِي يُزَيّنُهُ
حتى كأنّ مقالي فيك تغريد
كم خوض الناس في قولي وقائله
وَكَمْ غَلا بيَ إغْرَاقٌ وَتَجوِيدُ
اذم من اجل اشعاري فوا عجنا
تُذَمّ إنْ جَنَتِ الخَمرَ العَناقِيدُ
وما شكوت لان العز يقعدني
وانت سيفي ويوم الروع مشهود