إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا
إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا المؤلف: مهيار الديلمي |
إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا
أثرها ربَّما وجدتْ طريقا
تنشّطْ سوقها واسرحْ طلالها
عساها أنْ ترى للخصبِ سوقا
وإنْ لمْ تمضي هرولة ً وجمزاً
فأمهلها الروائدَ والعنيقا
أجلها تطلبْ القصوى ودعها
سدى ً يرمي الغروبُ بها الشروقا
فإنَّ منَ المحالِولمْ تهدَّمْ
غواربهاتنجزُّكَ الحقوقا
أتعقلها وتقنعْ بالهوينا
تكونُ إذاً بذلَّتها خليقا
ولمْ يشفقْ على حسبٍ غلامٌ
يكونُ على ركائبهِ شفيقا
أخضْ أخفاقها الغمراتْ حتّى
ترى في الآلِ سابحها غريقا
سمائنٌ أوتعرِّقها الفيافي
فتتركها عظاماً أو عروقا
تلاقطَ جوهرَ الحصباءِ منها
مناسمُ منْ دمٍ يصفُ العقيقا
يصيبُ بهِ رميَّتهُ معانُ ال
يدينِ موفَّقٌ نصلاً وفوقا
يفضُّ على جنوبِ البيدِ منها
سهامُ النزعِ مفلتة ٌ مروقا
صبورٌ للهواجرِ والسوافي
يرى بجدوبهِ العيشَ الرقيقا
إذا عدمَ المياهَ على الركايا
كفاهُ أنْ يعدَّ لهُ البروقا
تورَّطها فإمّا نلتَ خيراً
فسعى ٌ وافقَ القدرَ المسوقا
وإمّا أنْ تخيبُ فلستُ فيها
بأوّلِ طالبِ حرمَ اللُّحوقا
أرى الأيّامُ تأخذُ ثمَّ تعطي
وتخرقُ ثمَّ تنتصحُ الخروقا
وتوقدْ نارها دقّاً لقومٍ
وفي قومٍ تضرِّمها حريقا
وكلُّ حلوبها عندي سواءٌ
مشوبا أو صريفاً أو مذيقا
مظالمَ لو رفعنَ إلى كريمٍ
لكانَ بسدِّ عورتها حقيقا
ولو نادتْ كمالِ الملكِ ألفتْ
على الأدواءِ حاسمها الرفيقا
وحطَّتْ فادحَ الأثقالِ منهُ
بذي جنبينِ يحملها مطيقا
غيورٌ لا ينامُ على اهتضامِ ال
كرامِ ولا الغرارِ ولا الخفوقا
تنقِّلهُ منَ العزماتِ شمٌّ
يدوسُ جبالها نيقاً فنيقا
إذا ركبَ الطريقَ إلى المعالي
فلا زادٌ يعدُّ ولا رفيقا
وحيدُ ترهفُ الاْحداثُ منهُ
على أعناقها نصلاً عتيقا
لبيبُ الرأيِ يكبرُ عنْ مشيرٍ
إذا ما الرأيُ شارفَ أنْ يموقا
إذا خفيتْ شواكلُ كلُّ أمرٍ
جليلِ الخطبِ أبصرها دقيقا
فلو روّي ليفرقَ بينَ ماءٍ
وماءٌ مثلهُ وجدَ الفروقا
نمتْ أمُّ الوزارة ِ منْ أخيهِ
ومنهُ البدرَ والغصنَ الرشيقا
هما الولدانِ منْ صلة ٍ وبرٍّ
إذا ولدتْ منَ النّاسِ العقوقا
منَ النفرِ الّذينَ إذا استغيثوا
رأيتَ بهمْ وساعَ الأرضِ ضيقا
كتائبَ ما رعتْ عيناكَ خرساً
مسوَّمة ً وألوية ً خفوقا
تخالُ بديهَ أمرهمُ رويَّاً
إذا اجتمعوا وواحدهمْ فريقا
رطابُ النطقِ بسّامو المجالي
إذا ما أيبسَ الفرقُ الحلوقا
لهمْ شرفٌ سرى منْ ظهرِ كسرى
مطاً فمطاً فما ضلَّ الطريقا
طوى أصلابهمْ أو جاءَ عبدُ ال
رّحيمِ فجاءَ متَّسقاً مسوقا
ترى الأبَ بالشهادة ِ في بنيهِ
قريباً وهو قدْ أمسى سحيقا
وما تسمو النفّوسُ ولا تزكّي
إذا لمْ تنظمْ الحسبَ العريقا
وبانتْ آية ٌ بأبي المعالي
فكانَ مصلِّيا فضلَ السَّبوقا
ربا معهُ الكمالُ فشقَّ منهُ
لهُ لقبٌ فصارَ لهُ شقيقا
خلائقَ تارة ً يشربنَ صابا
وأحياناً مشعشعة ً رحيقا
يثيرُ السخطُ منها والتغاضي
صواعقها ووابلها الدَّفوقا
ففي حالٍ تكونُ بها شريباً
وفي حالٍ تكونُ بها شريقا
ويسكركَ الّذي يصحيكَ منها
فما تنفكُّ سكراناً مفيقا
فداؤكَ كلُّ جهمِ الوجهِ أنَّي
لقي مرَّ الخلائقَ كيفَ ذيقا
تراهُ ناشطاً يأتي ويمضي
وقيدُ العجزُ يجعلهُ ربيقا
إذا عزلوهُ لمْ يحذرْ عدوّاً
وإنْ ولَّوهُ لمْ يحرزْ صديقا
يراكَ بمؤخرِ العينينِ غيظاً
وقدْ أفديتهُ جفناً وموقا
فلا مدّتْ لنعمتكَ اللّيالي
يدا طولي ولا ظفراً علوقا
وإنْ سنحتْ ميامنُ كلِّ يومٍ
صباحاً بالسعادة ِ أو طروقا
فغنّتكَ المطاربَ ثمَّ أبكتْ
ديارَ عداكَ نوحاً أو نعيقا
وجادكَ كسبُ جودكَ منْ ثنائي
مواقرَ ترجعُ الذاوي وريقا
إذا هي وبلتْ بسطتْ عريضاً
وإنْ هي أسبلتْ حفرتْ عميقا
فتلحمَ في ربوعكِ أو تسدِّي
خمائلَ تأسرِ الطرفِ الطليقا
تزوركَ شاكياتٍ كلَّ يومٍ
حشى ً حرّانَ أو قلباً مشوقا
على مسعاتها قامتْ مقاماً
مقرّاً منْ قبولكَ أو زليقا
وكمْ عثرتْ بذنبٍ كانَ سهواً
فكنتَ بأنْ تغمّدهُ حقيقا
وحرَّ بالخطيئة ِ صارَ عبداً
غفرتَ غلاطهُ فغدا طليقا