إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ المؤلف: محيي الدين بن عربي |
إذا كنتَ إنساناً فكنْ خير إنسانِ
فإنَّ بخيلَ القومِ ليسَ بمحسانِ
ولا تظهرن إنْ كنتَ تملك سترة ً
إل كلِّ ذي عينٍ بصورة ِ عربانِ
وحققْ إذا ما قلتَ قولاً ولا تكنْ
تخلطُ صدقَ القولِ منك ببهتانِ
ولا تسرعن إنْ جاءَ يسألُ سائلٌ
ولا تبذرِ السمراءَ في أرضِ عيمانِ
وكنْ ذا لسانٍ واحدٍ وهو عينهُ
ولا تك من قومٍ بفيهم لسانان
لسانٌ بخلقٍ وهوَ عضوٌ معينٌ
وليسَ يرى ذا العضوَ إلا لتبيانِ
ونطقٌ بحقِّ فهوَ بالصدقِ ناطقٌ
تقسم قرآناً بتقسيم فُرقان
فيبدو لذاك القسم من كلِّ وجهة ٍ
منَ العالمِ الأدنى إليكَ طريقانِ
طريقُ شكورٍ أو كفورٍ وما هما
فريقانِ بلْ همْ بالتقاسمِ فرقانِ
فإنْ كنتَ عندَ القسمِ بالأمرِ عالماً
فما ثمَّ فرقانٌ بوجهٍ ولا ثانِ
فما أنتَ بالتوحيدِ متحدٌ بهِ
فربحك خسرانٌ ونقصُك رجحاني
ولا تدخلنْ إنْ كنتَ طالبَ حكمة ٍ
حقيقة ٌ ما تبغيهِ كفهُ ميزانِ
قما وضعَ الميزانُ إلا بأرضهِ
هنا وبأرض الحشر والشانُ كالشان
وما هو مطلوبي فذلك خارجٌ
عنِ الحدِّ والتقسيمِ فيهِ ببرهانِ
فليس وجودُ الخلقِ إلا بجودِه
وجودُ الإله الحقّ ليس بميزان
يفيض الإله الحقّ عين عطائه
وتقبلهُ الأعيانُ منْ غيرِ نقصانِ
فما ثمَّ إلا كاملٌ في طريقهِ
من أصحابِ أفلاكٍ وأصحابِ أركان
بهذا قد أعطى كلُّ من كان خلقُه
كما قاله الرحمن في نصِّ قرآن