إذا عمّ صحراءَ الغميرِ جدوبها
إذا عمّ صحراءَ الغميرِ جدوبها المؤلف: مهيار الديلمي |
إذا عمّ صحراءَ الغميرِ جدوبها
كفى دارَ هندٍ أنَّ جفني يصوبها
وقفتُ بها والطرفُ مما توحشتْ
طريدُ رباها والفؤادُ جذبيها
و قد درستْ إلا نشايا عواصفٌ
من الريح لم يفطنْ لهنّ هبوبها
خليليَّ هذي دار أنسى وربما
يبينُ بمشهودِ الأمور غيوبها
قفا نتطوعْ للوفاء بوقفة ٍ
لعلّ المجازي بالوفاء يثيبها
فلا دارَ إلا أدمعٌ ووكيفها
و لا هندَ إلا أضلعٌ ووجيبها
و عيرتماني زفرة ً خفَّ وقدها
ملياً وعيناً أمس جفتْ غروبها
فإن تك نفسي أمس في سلوة ٍ جنتْ
فقد رجع اليومَ الهوى يستتيبها
و إن يفنِ يومُ البين جمة َ أدمعي
فعند جفوني للديار نصيبها
تكلفني هندٌ إذا التحتُ ظامئا
أمانيَّ لم تنهزْ لريًّ ذنوبها
و أطلبُ أقصى ودها أن أنالهُ
غلاباً وقد أعي الرجالَ غلوبها
بمنعطف الجزعين لمياءُ لو دعتْ
بمدينَ رهباناً صبتْ وصليبها
إذا نهض الجاراتُ أبطأَ دعصها
بنهضتها حتى يخَّ قضيبها
تبسمُ عن بيضٍ صوداعَ في الدجى
رقاقٍ ثناياها عذابٍ غروبها
إذا عادتِ المسواكَ كان تحية ً
كأنّ الذي مسّ المساويكَ طيبها
و كم دون هندٍ رضتُ من ظهرِ ليلة ٍ
أشدَّ من الأخطارِ فيها ركوبها
فنادمتها والخوفَ تروي عظامها ال
مدامُ ويروي بالبكاء شريبها
إذا شربتْ كأسا سقتني بمثلها
من الدمع حتى غاض دمعي وكوبها
حمى اللهُ بالوادي وجوها كواسيا
إذا أوجهٌ لم يكسَ حسنا سليبها
بواديَ ودَّ الحاضرون لو أنها
مواقعُ ما ألقتْ عليه طنوبها
إذا وصفَ الحسنَ البياضُ تطلعتْ
سواهمُ يفدي بالبياض شحوبها
و لله نفسٌ من نهاها عذولها
و من صونها يوم العذيبِ رقيبها
لكلَّ محبًّ يومَ يظفرُ ريبة ٌ
فسلْ خلواتي هل رأت ما يريبها
إذا اختلطت لذاتُ حبًّ بعارهِ
فأنعمها عندي الذي لا أصيبها
و ساء الغواني اليومَ إخلاقُ لمتى
فهل كان مما سرهنّ فشيبها
سواءٌ عليها كَثُّها ونسيلها
و ناصلها من عفتي وخضيبها
و تعجبُ أن حصتْ قوادمُ مفرقي
و أكثر أفعالِ الزمانِ عجيبها
و من لم تغيره الليالي بعدهِ
طوالَ سنيها غيرته خطوبها
إذا سلَّ سيفُ الدهر والمرءُ حاسرٌ
فأهون ما يلقي الرؤسَ مشيبها
يعدد أقوامٌ ذنوبَ زمانهم
فمن لي بأيامٍ تعدُّ ذنوبها
يقولون دارِ الناسَ ترطبْ أكفهم
و منْ ذا يداري صخرة ً ويذيبها
و ما أطمعتني أوجهٌ بابتسامها
فيؤيسني مما لديها قطوبها
و في الأرض أوراقُ الغنى لو جذبتها
لرفَّ على أيدي النوال رطيبها
إذا إبلي أمستْ تماطلُ رعيها
فهل ينفعني من بلادٍ خصيبها
عذيريَ من باغٍ يودّ لنفسهِ
نزاهة َ أخلاقي ويمسي يعيبها
إّذا قصرتْ عني خطاه أدبَّ لي
عقاربَ كيدٍ غيرُ جلدي نسيبها
و من أملي في سيد الوزراء لي
مطاعمُ يغني عن سواها كسوبها
إذا ما حمى مؤيدُ الملكِ حوزة ً
من الصمَّ يقدرْ عليها طلوبها
عليَّ ضوافٍ من سوالفِ طولهِ
يجررُ أذيالَ السحاب سحوبها
و عذراءَ عندي من نداهُ وثيبٍ
إذا جليتْ زانَ العقودَ تريبها
عوارفُ تأتي هذه إثرَ هذه
كما رافدتْ أعلى القناة ِ كعوبها
إذا عددَ المجدُ انبرينَ فوائتا
عقودَ البنانِ أن يعدَّ حسيبها
حلفتُ بمستنَّ البطاحِ وما حوتْ
أسابيعها من منسكٍ وحصيبها
و بالبدنِ مهداة ً تقادُ رقابها
موقفة ً أو واجباتٍ جنوبها
لقام إلى الدنيا فقام بأمرها
على فترة جلدُ الحصا وصليبها
و غيرانُ لا يرضيه إصلاحُ جسمه
بدارٍ إذا كان الفسادُ يشوبها
وقاها من الأطماع حتى لو أنه
جرى الدمُ فوق الأرض ما شمَّ ذيبها
و مدّ عليها حامياً يدَ مشبلٍ
له عصبة ٌ بعدَ النذير وثوبها
يدٌ كلُّ ريح تمتري ماءَ مزنها
فما ضرها ألاَّ تهبَّ جنوبها
أرى شبههُ الأيامَ عادتْ بصيرة ً
و مذنبها قد جاءَ وهو منيبها
و ذلتِ فأعطاها يدَ الصفح ماجدٌ
إذا سيلَ تراكُ الذحولِ وهوبها
لكَ اللهُ راعي دولة ٍ ريعَ سرحها
و راح أمام الطاردين عزيبها
طوتْ حسنها والماءُ تحت شفاهها
غراثاً وأدنى الأرض منها عشيبها
إذا ما تراغت تقتضي نصرَ ربها
فليس سوى أصدائها ما يجيبها
و قد غلب الطالينَ عرُّ جلودها
و فاتت أكفَّ الملحمينَ نقوبها
لها كلّ يوم ناشدٌ غير واحدٍ
تقفيَّ المنى َ آثارها فيخيبها
و مطلعٌ يقلي طريقَ خلاصها
فيمعي عليه سهلها وحزيبها
نفضتَ وفاضَ الرأي حتى انتقدتها
و ما كلُّ آراءِ الرجالِ مصيبها
محملة ً من ثقلِ منكَ أوسقاً
ينوء بها مركوبها وجنيبها
فعطفاً عليها الآنَ تصفُ حياضها
و تقبلْ مراعيها وتدملْ ندوبها
فما رأمتْ أبواءها عند مالكٍ
سواك ولا حنتْ لغيرك نيبها
تسربل بأثوابِ الوزارة إنها
لك انتصحتْ أردانها وجيوبها
و قد طالما منيتها الوصلَ معرضاً
و باعدتها من حيث أنتَ قريبها
و منَ يك مولاها الغريبَ وجارها
فأنت أخوها دنية ً ونسيبها
بلطفك في التدبير شابَ غلامها
على السيرة المثلى َ وشبَّ ربيبها
و قد ضامها قبلُ الولاة ُ وقصرتْ
قبائلها عن نصرها وشعوبها
فداك وقد كانوا فداءك منهمُ
جبانُ يدِ التدبير فينا غريبها
رمى بك في صدر الأمور ولم يخفْ
فلولَ ينوبِ الليثِ من يستنيبها
حملتَ له الأثقالَ والأرضُ تحته
و راعيته لما علته جنوبها
و آخرُ أرخى للنعيم عنانهُ
أخو الهزلِ ممراحُ العشايا لعوبها
تزحرفتِ الدنيا فصبا لها
مقارضة ً يخشى غداً ما ينوبها
و كان فتى أيامهِ وابنَ لينها
و أنت أبوها المتقي ومهيبها
و قاسٍ كأنَّ الجمرَ فلذة ُ كبده
يرى بالدماءِ نحلة ً يستذيبها
مخوفُ نواحي الخلقِ عجمٌ طباعهُ
إذا عولجت مرُّ اللحاظِ مريبها
إذا همَّ في أمرٍ بعاجلِ فتكة ٍ
على غرارٍ لم يلتفتْ ما عقيبها
و ذو لوثة ٍ مناهُ سلطانُ رأيه
منى ً غرهُ محداجها وكذوبها
و لم يك ذا خيرٍ فشاورَ شرهُ
و ما الشرُّ إلا أرضُ تيهٍ يجوبها
يواثب من ظهرْ الوزارة ريضاً
زلوقاً وقد أعيا الرجالَ ركوبها
و مدّ بكفَّ العنفِ فضلَ عنانها
فعادتْ له أفعى حداداً نيوبها
رمى الناس عن قوسٍ وأعجبُ منْ رمى
يدٌ أرسلتْ سهما فعادَ يصيبها
توقَّ خطاً لم تدرِ أين عثارها
فكم قدمٍ تسعى إلى ما يعيبها
و لا تحسبنْ كلَّ السحابِ مطيرة ً
فحاصبها من حيث يرجى صبيبها
و كم أصرمتْ تحت العصائب لقحة ٌ
و درتْ لغير العاصبين حلوبها
أبى اللهُ أن يشقي بك اللهُ أمة ً
أردتَ بها سقما وأنت طبيبها
تطأطأْ لمنْ قمتَ نالك جالسا
فما كلُّ أولادِ الظنونِ نجيبها
فقد دانت الدنيا لربَّ محاسنٍ
محاسنُ قومٍ آخرين عيوبها
فيا ناظماً عقدَ الكلام تمله
و يا ناشر النعماءِ حياكَ طيبها
إذا الأنفس اختصتْ بحبَّ فضيلة ٍ
سموتَ بنفسٍ كلُّ فضلٍ حبيبها
توافقَ فيك الناسُ حباً وأمطرتْ
بشكرك سحبُ القولِ حتى خلوبها
ملكتَ مكانَ الودّ من كلّ مهجة ٍ
كأنك لطفاً في النفوس قلوبها
إذا الشمس لم تطلعْ علينا وأمرنا
بكفك معقودٌ فدامَ مغيبها
أنا العبدُ أعطتك الكرامة ُ رقهُ
و جاءت به عفوا اليك ضروبها
رفعتَ بأوصافي طريفاً وتالداً
كواكبَ لي عمَّ البلادَ ثقوبها
و ميزتني حتى ملكتُ بوحدتي
نواصيَ هذا القولِ يضفو سبيبها
و كم أملٍ أسلفتُ نفسي ودعوة ٍ
قنطتُ لها واللهُ فيك مجيبها
تنفسُ نفساً ملءُ صدري كروبها
و للدهر في حالي جروحٌ وإنه
بلحظك إن لاحظتَ يوسي رغيبها
و مهما تعرْ من نعمة ٍ فجزاؤها
على الله ثمَّ الشعرُ عن يثيبها
بكلّ شرودٍ يقطعُ الريحَ شوطها
و يسري أمامَ الغاسقات دبوبها
تزمُّ ليَ الأصواتُ يومَ بلاغها
إذا ما علا أعوادَ شعرٍ خطيبها
يروقكَ منها جزلها وحميسها
إذا راقَ من أبياتِ أخرى نسيبها
ترى الناسَ خلفي يلقطونَ بديدها
و يعجبهم من غير كدًّ غصوبها
جواهرُ لي تصديفها من بحورها
صحاحاً وللعادي المغيرِ ثقوبها
يمرُّ بها لا بائعا يستحلها
بملكٍ ولا مستوهبا يستطيبها
بقيتَ لها مستخدما حبراتها
و منتقداً ما حرها وجليبها
موسعة ً أيامُ ملككَ معوزاً
على الحادثاتِ أن يضيقَ رحيبها
و أعداكَ من شمسِ النهار خلوها
و إشراقها لكن عداك غروبها