إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا
إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا المؤلف: مهيار الديلمي |
إذا صاحَ وفدُ السحبِ بالريح أو حدا
و راح بها ملأى ثقالا أو اغتدى
فكان وما باراه من عبراتنا
نصيبَ محلًّ بالجنابِ تأبدا
و ما كنتُ لولاه ولو تربت يدي
لأحملَ في تربٍ لماطرهِ يدا
خليليَّ هذي دارُ لمياء فاحبسا
معي واعجبا إن لم تميلا فتسعدا
نعاتب فيها الدهرَ لا كيف عتبهُ
و أخلاقهُ إخلاقُ ما كان جددا
سلاها سقاها ما يعيد زمانها
و عيشا بها ما كان أحلى وأرغدا
عهدنا لديك الليلَ يقطعُ أبيضا
فلمْ صار فيك الفجرُ يطلعُ أسودا
فأين الظباء العامراتك بالظبي
ثنى ً وفرادي غافلاتٍ وشردا
و ليلُ اختلاط لو تغاضى صباحهُ
لما مازت الأيدي القناعَ من الردا
أبعدَ جلاءِ العينِ فيك من القذى
أرى أثرا أني تلفتُّ مرمدا
لعمرُ الجوى في رفقتي بك إنه
يخامر قرحانَ الحشا ما تعودا
و قلتُ صدى قالوا الفراتُ الذي ترى
و هيهات غيرَ الماء ما نقع الصدى
مضى الناسُ ممن كان يعتده الفتى
و ما أكثرَ الباقين إن هو عددا
و كان بكائي أنني لا أرى الأخَ ال
ودودَ فمن لي أن أرى المتوددا
أمنعطفٌ قلبُ الزمان بعاطشٍ
يرى الأرضَ بحرا لا يرى فيه موردا
تحمل شرقيا مع الركب شوقهُ
و قد غار شوقُ العاشقين وأنجدا
له بين أثناء الجبالِ وأهلها
مزارٌ حبيبٌ دونه طرقٌ عدا
و ما بيَ إلا أن أرى البدرَ ناطقا
و ثهلانَ شخصا جالسا متوسدا
و ليثَ الشرى تحت السرادق ملبدا
و بحرَ الندى فوق الأسرة مزدا
و أن أدرك العلياءَ شخصا مصورا
هناك وألقى العزَّ جسما محددا
و من بلغتهُ الأوحدَ الكافيَ المنى
تغزلَ مكفيا وفاخرَ أوحدا
لذاك اشتياقي ليس أن جازني له
على البعد إحسانٌ ولا فاتني ندى
مواهبهُ سارت لحالي كثيفة ً
و شعريَ مطلوبا وذكري مشيدا
فمن نعمة ٍ خضراءَ تسبق نعمة ً
له ويدٍ بيضاءَ لاحقة ٍ يدا
فتى لم أجد لي غيره فأقول ما
أعتم عطاءً من فلانٍ وأجودا
أنالَ وفي الأيام لينٌ وأيبستْ
فلم ينتقص ذاك النوالَ المعودا
إذا بلغَ الزوارُ بابك ألقيتْ
رحالُ ذليلٍ عزَّ أو حائرٍ هدى
و قلَّ من الآرابِ قلٌّ ضممتهُ
و قد جاز في الآفاق نهبا مطردا
تغلقُ أبوابُ الملوكِ أمامهُ
و يرعى لديها الجهلُ وهي لقى ً سدى
تدافعه آدابها وأكفها
مدافعة َ السرح البعيرَ المعبدا
كما شاءها كانت ببعدك دولة ٌ
جفوتَ فقد صارت كما شاءها العدا
فموكبها بعد السكينة نافرٌ
و مركبها صعبٌ وكان ممهدا
عدا الدهرُ فيها إذ نأيت بصرفه
و كان احتشاما منك يمشي مقيدا
فإن يك ضرت هجرة ٌ بعثَ أحمدٍ
فقد حطَّ هجرُ الريّ رتبة َ أحمدا
تعزلَ عنها والمقاليدُ عنده
و وازرها والكدُّ فيمن تقلدا
أيخشى ابن إبراهيمَ فوتَ وزارة ٍ
و قد حازها سقفَ السماء وأبعدا
و لما بدت للعين وقضاءَ جهمة ً
و كانت تريك البدرَ والظبيَ أجيدا
معنسة أفنيت عمرَ شبابها
فلم يبقَ إلا الشيبُ فيها أو الردى
نهضتَ على الإحسان فيها ولم تقم
و عيشك إلا وهي تزعجُ مقعدا
تزوجتها أيامَ تنكحُ لذة ً
و سرحتَ إذ كان النكاحُ تمردا
و خلفتها قاعا يغرُّ سرابها
يديْ حافرٍ لم يسقَ منها سوى الكدا
قليلِ اطلاعٍ في العواقب لو درى
مشقة َ ما في منصدرٍ ما توردا
تلبسها جهلا بأنك لم تكن
لتنزعها لو كنتَ تنزعُ سؤددا
تحدثني عنك الأماني حكاية ً
بما أنا لاقٍ منك كالصوتِ والصدى
و كم زائرٍ منا حملتَ اقتراحه
مضى ساحبا رجلا وآب مقودا
و مثليَ لو دوني أتاك بنفسه
ذنابي وولي عنك رأسا مسودا
عسى عزمة ٌ أوتْ فمثلتَ كاتبا
يقرطس أحيانا فأمثلُ منشدا
و قائلة ٍ هل يدركُ الحطُّ قاعداً
فقلتُ لها هل يقطعُ السيفُ مغمدا
سيلقى بها الكافي عهودا وثيقة ً
لقد زادها الإسلامُ حقا وأكدا
رضيتُ وإن جدّ الجدوبُ تعففا
و عيشا مع الوجه المصون مبددا
و ميلا بنفسي عن لقاء معاشرٍ
أحتهم صخرا وأعصرُ جلمدا
أرادوا ببخلٍ أن يذموا فيعرفوا
خمولا كما أعطيتَ أنت لتحمدا
أعالج نفسا منهمُ مقشعرة ً
و أنفا إذا شموا المذلة َ أصيدا
هو المنقذى من شرك قومي وباعثي
على الرشد أن أصفى هواي محمدا
و تارك بيتِ النار يبكي شرارهُ
عليَّ دماً أن صار بيتيَ مسجدا
عليك بها وصالة ً رحمَ الندى
إذا اشتمل الشعرُ العقوقَ أو ارتدى
هجرنا لها اللفظَ المقلقلَ قربهُ
إلى السمع والمعنى العوانَ المرددا
يخالُ بها الراوي إذا قام منشدا
بما ملك اٌطراب قام مغردا
لكم آلَ إبراهيم نهدي مدائحا
و ذما إلى أعدائكم وتهددا
إذا عزَّ ملكٌ أن يدوم لمالكٍ
و طال على ذي نعمة أن يخلدا
فلا تعدمَ الدنيا الوساعُ مدبرا
يقوم بها منكم ولا الناسُ سيدا