أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ
أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ المؤلف: الشريف الرضي |
أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ
بريق بالطويلع اذ ترائى
ألَمّ بِنَا كَنَبضِ العِرْقِ وَهناً
فَلَمّا جَازَنَا مَلأَ السّمَاءَ
كأن وميضه ايدي قيون
تُعِيدُ عَلى قَواضِبِهَا جلاءَ
طربت إليه حتى قال صحبي
لأمرٍ هَاجَ مِنكَ البَرْقُ داءَ
وَلمْ يَكُ قَبلَها يَقتَادُ طَرْفي
وَلا يَمضِي بلُبّي حَيْثُ شَاءَ
خليلي اطلقا رسني فاني
اشدكما على عزم مضاء
أبَتْ لي صَبْوَتي إلاّ التِفَاتاً
إلى الدّمَنِ البَوَائِدِ وانثِنَاءَ
فان تريا إذا ما سرت شخصي
امامكما فلي قلب وراء
وَرُبّتَ سَاعَة ٍ حَبّسْتُ فيهَا
مطايا القوم امنعها النجاء
على طلل كتوشيع اليماني
امح فخاً لط البيد القواء
قفاز لا تهاج الطير فيها
وَلا غَادٍ يَرُوعُ بِهَا الظّبَاءَ
فَيا لي مِنْهُ يُصْبيني أنِيقاً
بسَاكِنِهِ، وَيُبكِيني خَلاءَ
انادي الركب دونكم ثراه
لعل به لذي داء دواء
تَسَاقَيْنَا التذَكّرَ، فَانثَنَينَا
كَأنّا قَدْ تَساقَيْنَا الطّلاءَ
وَعُجنَا العِيسَ تُوسِعُنا حَنِيناً
تُغَنّينَا، وَنُوسِعُها بُكَاءَ
الى كم ذا التردد في التصابي
وفجر الشيب عندي قد اضاءَ
فَيا مُبدي العُيُوبِ سَقَى سَواداً
يكون على مقابحها غطاءَ
شبابي ان تكن احسنت يوما
فقد ظلم المشيب وقد اساءَ
وَيا مُعطي النّعيمِ بِلا حِسابٍ
أتَاني مَنْ يُقَتّرُ لي العَطَاءَ
متاعٌ اسلفتناه الليالي
وَأعجَلَنا، فأسْرَعْنا الأدَاءَ
تسخطنا القضاءَ ولو عقلنا
فَما يُغني تَسَخُّطُنا القَضاءَ
سامضي للتي لا عيب فيها
وان لم استفد الا عناءَ
واطلب غاية ان طوحت بي
اصابت بي الحمام أو العلاءَ
انا ابن السابقين الى المعالي
اذا الامد البعيد ثنى البطاءَ
اذا ركبوا تضايقت الفيافي
وعطل بعض جمعهم الفضاءَ
نماني من أبات الضيم نام
افاض علي تلك الكبرياءَ
شَأوْنَا النّاسَ أخلاقاً لِداناً
وايمانا رطابا واعتلاءَ
ونحن النازلون بكل ثغر
نريق على جوانبه الدماءَ
ونحن الخائضون بكل هول
اذا دب الجبان به الضراءَ
ونحن اللابسون لكل مجد
اذا شئنا ادراعا وارتداءَ
أقَمنَا بالتّجارِبِ كُلَّ أمْرٍ
أبَى إلاّ اعوِجَاجاً والتِواءَ
نَجُرّ إلى العُداة ِ سُلافَ جَيشٍ
كعَرْضِ اللّيلِ يَتّبِعُ اللّوَاءَ
نُطيلُ بهِ صَدى الجُرْدِ المَذاكي
إلى أنْ نُورِدَ الأسَلَ الظِّمَاءَ
إذا عَجْمُ العِدا أدْمَى وأصْمَى
وَطَيّرَ عَن قَضيبِهِمُ اللّحَاءَ
عجاج ترجع الارواح عنه
فَلا هُوجاً يُجِيزُ وَلا رُخَاءَ
شواهق من جبال النقع ترمي
بها ابدا غدوا أو مساءَ
وغرٍ آكل بالغيب لحمي
وان لاكله داءً عياءَ
يسيء القول اما غبت عنه
ويحسن لي التجمل واللقاءَ
عَبَأتُ لَهُ وَسَوْفَ يَعُبّ فيها
مِنَ الضّرّاءِ آنِيَة ً مِلاءَ
وَمنّا كلُّ أغلَبَ مُستَحِينٌ
إنَ أنتَ لَدَدْتَهُ بالذّلّ قَاءَ
إذا مَا ضِيمَ نَمّرَ صَفْحَتَيْهِ
وقام على براثنه اباءَ
وَإنْ نُودي بهِ، وَالحِلمُ يَهفُو
صَغَا كرماً إلى الدّاعي، وفَاءَ
وَنَأبَى أنْ يَنالَ النّصْفَ مِنّا
وَأنْ نُعطي مُقارِعَنَا السّوَاءَ
وَلَوْ كانَ العِداءُ يَسُوغُ فِينَا
لما سمنا الورى الا العداءَ