أيها العمال المؤلف: أحمد شوقي |
أَيُّهـا العُمّـالُ أَفنـوا ال * * * عُمـرَ كَـدّاً وَاِكتِسابـا
وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَـولا * * * سَعيُكُـم أَمسَـت يَبابـا
إِنَّ لـي نُصحـاً إِلَيكُـم * * * إِن أَذِنـتُـم وَعِـتـابـا
في زَمـانٍ غَبِـيَ النـا * * * صِـحُ فيـهِ أَو تَغابـى
أَينَ أَنتُـم مِـن جُـدودٍ * * * خَلَّـدوا هَـذا التُـرابـا
قَلَّـدوهُ الأَثَـرَ الـمُـع * * * جِـزَ وَالفَـنَّ العُجـابـا
وَكَسَـوهُ أَبَــدَ الــدَه * * * رِ مِـنَ الفَخـرِ ثِيـابـا
أَتقَنـوا الصَنعَـةَ حَتّـى * * * أَخَذوا الخُلـدَ اِغتِصابـا
إِنَّ لِلمُتـقِـنِ عِـنــدَ * * * اللَـهِ وَالنـاسِ ثَـوابـا
أَتقِنـوا يُحبِبكُـمُ الــلَ * * * هُ وَيَرفَعـكُـم جَنـابـا
أَرَضيتُم أَن تُرى مِـص * * * رُ مِـنَ الفَـنِّ خَـرابـا
بَعدَ مـا كانَـت سَمـاءً * * * لِلصِنـاعـاتِ وَغـابـا
أَيُّها الجَمـعُ لَقَـد صِـر * * * تَ مِـنَ المَجلِـسِ قابـا
فَكُـنِ الحُـرَّ اِختِـيـاراً * * * وَكُـنِ الحُـرَّ اِنتِخـابـا
إِنَّ لِـلـقَـومِ لَعَـيـنـاً * * * لَيـسَ تَألـوكَ اِرتِقـابـا
فَتَـوَقَّـع أَن يَـقـولـوا * * * مَن عَـنِ العُمّـالِ نابـا
لَيـسَ بِالأَمـرِ جَديـراً * * * كُلُّ مَـن أَلقـى خِطابـا
أَو سَخا بِالمـالِ أَو قَـد * * * دَمَ جـاهـاً وَاِنتِسـابـا
أَو رَأى أُمِّـيَّـةً فَــاخـ * * * تَل بالجَهـلَ اِختِلابـا
فَتَخَيَّر كُـلَّ مَـن شَـب * * * بَ عَلى الصِدقِ وَشابـا
وَاِذكُرِ الأَنصـارَ بِـالأَم * * * سِ وَلا تَنـسَ الصِحابـا
أَيُّهـا الغـادونَ كَالنَـح * * * لِ اِرتِـيـاداً وَطِـلابـا
في بُكورِ الطَيـرِ لِلـرِز * * * قِ مَجيـئـاً وَذَهـابــا
اِطلُبـوا الحَـقَّ بِرِفـقٍ * * * وَاِجعَلوا الواجِـبَ دابـا
وَاِستَقيمـوا يَفتَـحِ الـلَ * * * هُ لَكُـم بـابـاً فَبـابـا
اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا ال * * * لَهَ أَو تُرضـوا الكِتابـا
إِنَّهـا رِجـسٌ فَطوبـى * * * لِاِمـرِئٍ كَـفَّ وَتـابـا
تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُـر * * * عِش مِنَ الصُنّـاعِ خابـا
إِنَّما العاقِـلُ مَـن يَـج * * * عَـلُ لِلدَهـرِ حِسـابـا
فَاِذكُـروا يَـومَ مَشيـبٍ ** * * فيـهِ تَبكـونَ الشَبـابـا
إِنَّ لِـلـسِـنِّ لَـهَـمّـاً * * * حيـنَ تَعلـو وَعَـذابـا
فَاِجعَلـوا مِـن مالِـكُـم * * * لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابـا
وَاِذكُروا في الصَحَّةِ الدا * * * ءَ إِذا مـا السُقـمُ نابـا
وَاِجمَعـوا المـالَ لِيَـومٍ * * * فيـهِ تَلقَـونَ اِغتِصابـا
قَد دَعاكُـم ذَنـبَ الهَـي * * * ئَــةِ داعٍ فَـأَصـابـا
هِيَ طـاووسٌ وَهَـل أَح * * * سَـنُـهُ إِلّا الـذُنـابـى