أيها الطلعة التي أخذتنا
أيها الطلعة التي أخذتنا المؤلف: عبد الغني النابلسي |
أيها الطلعة التي أخذتنا
...
بسناها عنا وقد أعدمتنا
...
ثم لما معارج القرب فتنا
...
قبضة النور من قديم أرتنا
في جميع الشؤون قبضا وبسطا
قد ورثنا الكمال جدا فجدا
...
وبنا الشوق للأحبة جدا
...
إن من أسفرت هي الفرع حدا
...
وهي أصل لكل تبدى
بسطت فضلها على الكون بسطا
من رآها فعن سواها لقد عف
...
وبها جسمه غداة الهوى خف
...
فهو عنها بلطفه في الورى شف
...
وهي وتر قد أظهرت عدد الشفع
بعلم فجل حصرا وضبطا
هي روح قريرة العين شكلا
...
نحن صرنا لها شرابا وأكلا
...
سرها بالغذا لنا هو يكلا
...
سرها بالغذا لنا هو يكلا
...
ولدت شكلها فأنتج شكلا
بشريا أقام للعدل قسطا
نحن في الغيب لم نزل في يديها
...
ونراها إذ أظهرتنا عليها
...
كل قلب لها يشاق إليها
...
وهو عبد قد حررته لديها
بيديها وكم أفاض وأعطى
إنني للمنى لها مستحق
...
وفؤادي فيما ادعاه محق
...
أي عبد حواه سحق ومحق
...
حققته بحقها فهو حق
جاء بالحق ينظم الخلق سمطا
كل شيء له من الغيب سر
...
بتجليه للقلوب مسر
...
والذي يدرك الحقائق حر
...
لنقوش النفوس حقق والروح
أرته في اللوح شكلا ونقطا
أيها القلب في بيوت الهدى قر
...
وإلى الله من سواه به فر
...
حضرة الروح ليس يعرفها الغر
...
عالم منه آدم علم السر
وعلم الأشياء رسما وخطا
هي أضحى بها العليم جهولا
...
حين وافت تجر فينا الذيولا
...
وهي إن رمت منصفا أن تقولا
...
هي ناسوت أنسنا والهيولى
شمس سر العروس بكر وشمطا
سر أمر يعزى الجميع إليه
...
وقلوب الأنام طوع يديه
...
كلنا كالجفون من عينيه
...
طلسم حارت العقول عليه
كنز بحر قد شط في الدرك شطا
نحن قوم إلى مجاليه هدنا
...
ومعانيه ساعة ما فقدنا
...
نتملى به متى أردنا
...
إن شهدناه في الجمال شهدنا
لجميل غدا له الحسن مرطا
جل وجه به تجلى علينا
...
فقدنا بنوره ما لدينا
...
إن شهدناه بالجمال اكتفينا
...
أو نظرناه في الجلال رأينا
أسدا فاتكا من الأسد أسطى
طلعة للذي تريد أعانت
...
ولأهل السوى بجهل أهانت
...
ولها فوق كل شيء أبانت
...
تاج فضل له الجحاجح دانت
وإليه رأس المفاخر وطى
يا وحيد الوجود لا زال عنه
...
يظهر الكون ما له فيه كنه
...
والهدى والضلال قل من لدنه
...
كل شيء معناه والكل منه
وعليه مبناه ما اختل شرطا
جهله في القيود للعقل مسجن
...
وتجليه للأحبة مشجن
...
ليس في الأنس علمه لا ولا الجن
...
واحد الشخص وهو مختلف الجنس
يقينا من أنكر الحال أخطا
إن ترده فكن عن الكون زاهد
...
ولكم مات في هواه مجاهد
...
وإذا رمت أن ترى منه شاهد
...
فتفهم تعلم وجاهد تشاهد
يا مريدي ومن مزيدي تعطى
إن هذا النظام ألطف جسم
...
والذي قد سما بذات ورسم
...
حيث كنى فقال في حسن وسم
...
وأنا عاجز محمد اسمي
لأجل الأنام قد صرت سبطا
وأنا العبد للغني بقربي
...
من سليل الصديق فقت بشربي
...
واثقا بالنبي أفضل عرب
...
فعليه صلى وسلم ربي
مع صحب والآل من جل رهطا