الرئيسيةبحث

أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ

أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ

أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ
المؤلف: مهيار الديلمي



أين تريد يا مثيرَ الظُّعنِ
 
أوطنٌ من رامة ٍبوطن
حبسا ولو زادك من مضمضة ٍ
 
بينَ الغرارِ خائفا والوسنِ
لعلَّها أن تشتفى بائحة ً
 
بالعبراتِ أعينٌ من أعينِ
كم كبدٍ كريمة ٍ في برة ٍ
 
خزمتها ومهجة ٍ في رسنِ
ومن دمٍ تخوضه بلا دمٍ
 
على ثنايا البين أيدي البدنِ
قد ضمنَ البارحُ عنهم فوفى
 
ما ساءني إذ مرَّ غيرَ أيمنِ
وما ظننتُ الطيرَ وهي بهمُ
 
على مواقيت الردى تدلُّني
ونفحة من الهوى تلفُّنا
 
يومَ الوداع غصنا بغصنِ
يا قاتلَ اللهُ العذيبَموقفا
 
على ثبوت قدمى أزلَّني
وسرَّ حيّا بالغضا إن سرَهم
 
ذلُّ وقوفي بعدهم في الدِّمنِ
فقيَّلوا ظلالَ كلّ روضة ٍ
 
وهجَّروا بي للجوى والحزنِ
وما عليهمولتذكارهمُ
 
عفوُ الصَّبا وصفوا ماء المُزنِ
لو أسأروا من جسدي بقيّة ً
 
بذكرِ آثارهمُ تنهضُني
لقد أساءوا الملك لما ملكوا
 
قلبي فهلاَّ أحسنوا في بدني
طاللتُ منرامة َ أشرافَاللوى
 
لنظرة ٍ لعلّها تصدقني
فما رفعتُوالمنى شعشعة
 
إلا على ليتى أولو أنني
يا زمنيبالخيف بل يا جيرتي
 
فيه وأين جيرتي وزمني
ليت الذي كان وطار شعثا
 
به الفراقُ بيننا لم يكن
أوليت ما باعد من أحبّتي
 
من الكرام إخوتي قرّبني
من حاملٌ عنِّي تمطَّتْ تحته
 
وافية ُ الذَّرع رحيبُ العطنِ
طاوية ٌ ما أبصرت وسمعتْ
 
فالأرضُ بين عينها والأذنِ
ترى المراحَ والنجاءَ ماسرت
 
شخصينِ بين عجبها والذَّقنِ
تعطى الطريقَ عفوها وجهدها
 
حتى تعود مضغة ً ولا تني
لا تتقى الأرض بساقٍ منتقى ً
 
ولا تشكَّى لذراعٍ يفنِ
بزلاءُ عامين فإن أثرتها
 
فثورة ُ الغرِّ وقمصاتُ الثَّنى
كأنما راكبها تهفو به
 
طائرة ً أمُّ فراخِ الوُكنِ
قل للعميدووصلتَ غانما
 
شكوى حنينٍ وحديثَ شجنِ
علَّ الذي استرهنتنى بحبّه
 
ثمّ نأى عنى أن يفكَّني
ملكتني بالودِّ فوهبتنى
 
للشوق ألا قبل أن تملكني
أعجبُ من لينى وأنتَ معرضٌ
 
عني ولو قلبك لي لم ألنِ
كم الجفاء لاأجازيكم به
 
والصدُّ والوجدُ بكم يعطفني
وكم تبيتون طروحَ الشكّ في
 
ودّكمُ ورجمِ سوءِ الظِّنن
دعوى هوى ً كأننا لم نفترق
 
وغفلة ٌ كأنما لم ترني
هبِ النوى مدَّت لنا أقرانها
 
فما لأيدينا وفتلِ القرنِ
وحكم الزمانُ بافتراقنا
 
فما لنا نعينُ صرفَ الزمنِ
أشكو إليك مهجة ً علوقة ً
 
تودَّ لو تودى ولمَّا تخنِ
وكبدا متى أسمها سلوة ً
 
عنك تنزَّ ناشزا وتزبنِ
وعادة من الوفاء خيرُها
 
لمخبري وشرُّها لبدني
تُعلِقني في حبلِ من أضاعني
 
علْقَتها في حبل من يحفظني
فكيف ترضى والعلا دينُك أن
 
أهواك في المجدِ ولا تسعدني
ذاك وقد قبلتَ من سريرتي
 
في الودِّ خيرَ ما ترى في العلنِ
وأنك استظهرتَ منّى بيدٍ
 
لم تؤتَ من ضعفٍ ولا من وهنِ
قلتُ لدهريوهو قد نيَّبَ لي
 
رُقى العميد دون أن تنهشني
أروع بعتُالناسَ والدنيا به
 
فما صفقتُ في يمين الغبنِ
وملتُ في الراجح من ميزانه
 
على الورى إذ قلتُ للفضلِزنِ
وكنتُ باللُّمعة ِ من تجريبهِ
 
على يقين المستمرِّ المدمنِ
فاجتمعتْ معي على توحيده
 
شتَّى القلوبِ وفروقُ الألسنِ
وإن جفا بوصله فقد وفى
 
بماله وفاءَ عدلٍ محسنِ
وقام والأيامُ ينتشلني
 
فكان لي حصداءَ أمَّ الجننِ
وطالعَ الخلَّة َ حتى سدَّها
 
وافٍ من الجود بما لم يضمنِ
محكِّمٌ في ماله أمرَ الندى
 
بما قضى من معوزٍ أو ممكنِ
مكارمٌ محسوبة ٌ أرقبها
 
وفاجئاتٌ بغتة ً تبدهني
لم يلتحمْ بعذرة ٍ معروفها
 
ولا أتت مكدودة ً بالمننِ
غريبة ٌ حازَ بها فرضَ الندى
 
سبقاً إلى أنفاله والسُّننِ
ولم يكن كمبرقينَ غرِّرتْ
 
منهمرجالٌ ببناتِ الدِّمنِ
أرسلته سجلا إلى غدرانهم
 
فأيبسوا وفاضَ حتى بلَّنى
تشبُّ نيرانهمُ لا للقِرى
 
بل شرَهاً إلى انتشاقِ الدَّخنِ
لا ينزلُ الضيفُ وإن تموَّلوا
 
بمتمرٍ منهم ولا بملبنِ
لهم من الأعراب كلُّ ما ادّعوا
 
غيرَ الوفاء والندى واللَّسنِ
لا شرفٌ في مضرٍ يجذبهم
 
إلى العلا ولا نهى ً في اليمنِ
لا رقة ُ البدوِ جنتْ إخلافهم
 
لمدحي ولا حلومُ المدُنِ
أهنتُ في أبياتهمُ كرائما
 
لو أُنكحتْ أكفاءها لم تهُنِ
تقلّدوا منها عقودَ حمدهم
 
وهيعلى أجيادهم تذمُّني
إذا استضيمتْ صاح بي ذليلُها
 
ألم تكن يا أبتي تعزّني
أذلتني في أنفس مغمورة ٍ
 
وأوجهٍ مسنٍ وأيدٍ خشُنِ
فمن لها منّى وإن عقَّت أباً
 
بناتهُ فالحقُّ أن تعقَّني
إلا فتاة ً بينهنَّ حظيتْ
 
عند العميدبالأريب الفطنِ
صرنا إلى ضنكٍ وصارت وحدها
 
إلى مراحٍ ما اشتهتْ وددنِ
وولدتْ من جوده أياديا
 
شرطَ المنى وقُرّة ً للأعينِ
في كلِّ يومٍ قادمٍ يصبحني
 
به بشيرُ الخير أو يغبقُني
ما ضرَّني منهم أصمُّ لحزٌ
 
وأنت من كسورهم تجبرني
كنتَ إليهم سلَّما فقعدوا
 
فهدموا المجد وقمتَ تبتني
فمن رأى قبلَ صداي شفة ً
 
جفَّ القليبُ فارتوت بالشَّطنِ
فغمرتنا ولأعراضهمُ
 
ماساءها في فالقٍ ومدجنٍ
كلُّ مشيهٍ للوجوهِ فاضح
 
للذكر في شراده والعطنِ
وعندك المرصوع من حليِّهِ
 
والمصطفى من سرّه المكتمنِ
والسارياتُ بعلاك ما انتهتْ
 
بوعُ المهارى وقلوعُ السفنِ
لا تأتلي تحفرُ عن كنزٍ لها
 
تنفقُ منه عاجلا وتقتني