الرئيسيةبحث

أيقظني للبرقِ وهو نائمُ

أيقظني للبرقِ وهو نائمُ

أيقظني للبرقِ وهو نائمُ
المؤلف: مهيار الديلمي



أيقظني للبرقِ وهو نائمُ
 
جهالة ً والعربيُّ حازمُ
لو هاج من دائك ما هيَّج لي
 
علمتَ أني للبروق شائمُ
حدَّثني عن الغضا وأهلهِ
 
فانكشفَ السِّترُ ونمَّ الكاتمُ
للبارقاتِ مطرٌ وهذه
 
مزنتها دموعيَ السواجمُ
في كلِّ ذات صبوة ٍ من عبرتي
 
ما يشكرُ الراعي ويرضى السائمُ
رعاية ً وإنه من شيمتي
 
عهدٌ حصينٌ وحفاظٌ دائمُ
سلا المحبّون وعندي زفرة ٌ
 
عسراءُ لا تنقضها العزائمُ
كم خطرٍ دونك يا ذات اللَّمى
 
خيضت له الفجاجُ والمخارمُ
وقفة ٍ ترمقني مرتابة ً
 
فيها ظبا قومكِ واللهاذمُ
أساند الدوحَ فتمتارُ الجوى
 
من نزواتِ صدري الحمائمُ
وباللوى من نظرة ٍ ضائعة ٍ
 
لم تغرميها والزعيمُ غارمُ
إنّ الظباءَ بالغضا ضياغمٌ
 
والأجمُ الكناسُ والصرائمُ
أصدّ عن سلعْ بقلبٍ كلّما
 
أطيرَ خوفا عاد وهو حائمُ
كما يطيعُ اليأسُ ثم يلتوي
 
طماعة ً مع الشميم الرائمُ
كم أنفقُ العمرَ على رعي المنى
 
وهي خبيثاتُ الثرى هشائمُ
وحاجتي إلى الزمان صاحبٌ
 
مساعدٌ وقدرٌ مسالمُ
أكلُّ من كاشرني بوجههِ
 
بشراً فوجهُ قلبهِ مجاهمُ
ما أغضبَ الناسَ عليّ هل سوى
 
أني بدنياهم خبير عالمُ
عندي الغنى عنها على خصاصة ٍ
 
وعندهم حظوظها الجسائمُ
والفضلُ والعفَّة ُ عنهم قسمة
 
أعطيتها كما أراد القاسمُ
وليسَ كلُّ شفة ٍ مبلولة ً
 
وإن سختْ بمائها الغمائمُ
لله في طرقِ المعالي فتية ٌ
 
رفيقهم على الزمان حاكمُ
تعرَّفوا ريحَ الهجيرِ فغدتْ
 
نسيمَ أنفاسهمُ السمائمُ
يضيقُ رحبُ الأرضِ في ازدحامهم
 
فأرضهم تحت السُّرى العزائمُ
صوَّح كلُّ نابتٍ في عامهم
 
حتى الجمامُ السودُ واللهازمُ
تحملهم منتقياتٌ سوقها
 
تحلُّ منها للرُّبى المحارمُ
تزقو بأصواتِ الحصا أخفافُها
 
كما تحصّ الوبرَ الجوالمُ
كأنما الأرضُ لها مهارقٌ
 
يملي السّرى وتكتبُ المناسمُ
مثل السهام فوقها بصائرٌ
 
مبيضَّة ٌ وأوجهٌ سواهمُ
إذا استغاثت تحتها تعريسة
 
تقاصرت ليلاتها التمائمُ
كأنما الليلُ سوادُ لمَّة ٍ
 
سلَّ من الصبحِ عليه صارمُ
قل للذي يحصب ظهري ريبة ً
 
زدْ سفها إني امرؤ محالمُ
لا تطمس الشمسَ يدٌ مُدَّتْ ولا
 
يغمزُ في الصَّعدة ِ نابٌ عاجمُ
قد كان أبدى لك دهري صفحتي
 
شيئا وبانت منى المراجمُ
فمن لك اليومَ ونصري حاضرٌ
 
وحظِّي الغائبُ عني قادمُ
والقمرُ الآفلُ قدْ أعيدَ لي
 
بدرا وأنفُ الظلمات راغمُ
ردَّ الندى إلى الثرى ورجعتْ
 
فملأتَ غمودها الصوارمُ
لكلّ شاكٍ غدرة ً من دهره
 
عند بني عبد الرحيمراحمُ
الأنجمُ الزُّهرُ فمنها ثاقبٌ
 
مستسلفُ النورِ ومنها ناجمُ
والعترة ُ البيضاءُ لم يعلقْ بها
 
من دنس الهجنة عرقٌ واصمُ
استبقوا الجودَ فكلٌّ دافعٌ
 
عن ضيفهِ أخاهُ أو مزاحمُ
وانتصفَ الفضلُ بهم مذ جعلت
 
منه إلى حكمهم المظالمُ
قل لأبي سعدٍ على ما جرَّهُ ال
 
شوقُ عليّ والفراقُ الغاشمُ
قد كنتُ أرضى أمسِ من أمنيّتي
 
بأن يقال عادَ وهو سالمُ
فاليومَ يا طيرة َ قلبي فرحاً
 
بأن يقالَ سالمٌ وغانمُ
قد قلَّدوا منه زمامَ أمرهم
 
أغلبَ لا تخضعه العظائمُ
إن الكفاة لم يكن عميدهم
 
في دائهم إلا الطبيبُ الحاسمُ
ألقابُ قوم نافراتٌ شمسٌ
 
تنبو وألقابكمُ مياسمُ
وما رأتْ عينُ العلا لنفسها
 
فيما يسدِّي المجدُ أو يلاحمُ
كخلعٍ رحتَ بها مكتسيا
 
عزّاً وتُكسى اللِّبدَ الضراغمُ
خاطوا السحابَ حلَّة ً فضمِّنتْ
 
جسمك فلتفخر بمن تجاسمُ
بيضاء أو صبيغة وشَّى لها
 
زهرَ النجومِ راقشٌ وراقمُ
ظاهرة الفخرِ ومن باطنها
 
أخرى وخير المنحِ التوائمُ
وتوَّجوك عمَّة ً وإنما
 
تيجانُ أمثالكم العمائمُ
وختَّموا ملساء لم يخدشْ بها
 
سنٌّ على إثر العطايا نادمُ
وسائل الغرّة ِ وافٍ ردفهُ
 
أدِّبَ أن يشفقَ منه الحازمُ
أحوى إذا قام إليه ماسحٌ
 
قام إلى وجه الوجيه لاطمُ
بنيَّة لا يدَّري صفاتها
 
يومَ الرِّهان من لغوبٍ هادمُ
منطلقٌ بأربع قوائمٍ
 
كأنهنّ خفة ً قوادمُ
مع الرياح لم يكن من قبلها
 
تهزأ بالأجنحة القوائمُ
يمرح في مقوده ذئبُ الغضا
 
وتوعد الوحشَ به القشاعمُ
ويتّقى ما تتَّقى برسغهِ
 
وهي على بطونها الأراقمُ
أركبته بدراً وقد حُطَّت لك ال
 
جوزاءُ فهي العذر والشكائمُ
نظائمٌ من النّضار عقنهُ
 
بهرا بما أثقلهن الناظمُ
ورحبة الصدر على ضيقٍ به
 
مفصحة وقومها أعاجمُ
لمياء تعطيك فماً أشدقَ لا
 
يغبُّه الدهرَ لسانٌ لائمُ
يحمدُ منه ما تذمُّ أبدا
 
بمثله الشِّفاهُ والمباسمُ
تزهى بصفرٍ من بني الروم لها
 
آباؤها الأحابشُ الأداهمُ
لها من الشمس وشاحٌ تحته
 
جيدٌ أغمُّ والبنانُ فاحمُ
افتضَّها الحلى ففي أحشائها
 
أجنَّة ٌ لم تحوهم مشائمُ
ليس لهم ما بقيتْ وما بقوا
 
عما أدرَّت من رضاعٍ فاطمُ
تمضي حدودَ القتلِ والطقع يدٌ
 
فيهم وليست لهمُ جرائمُ
لا ينطقون لغة ً وكلُّهم
 
بين الأنام رسلٌ تراجمُ
إمرتها دستك تستخدمها
 
يدٌ لها صرفُ الزمانُ خادمُ
دؤيُّكم جفونُ أسيافكمُ
 
وكتبكم لملككم دعائمُ
وكنتمُ متى عصت قبيلة ٌ
 
وأخذتْ بالكظم الخصائمُ
أطرتم منها إلى أعدائكم
 
أجدادلا أو كارها الجماجمُ
قم بمساعيك فنل أمثالها
 
إن المساعي للعلا سلالمُ
يفديك مشمولٌ بظلِّ غيره
 
يسعى سواه وهو كاسٍ طاعمُ
نامَ على هذي الصفاة ِ غفلة ً
 
وأنت من نبذ الحصة ِ قائمُ
عاقدَ في حبّ الهوينا عجزه
 
أن لا يبالي مايقولُ اللائمُ
إذا نضا سرباله كلَّمهُ
 
من حسدٍ في كلِّ عضوٍ كالمُ
بكم بنى عبد الرحيميامنت
 
إلى المنى وطيرها أشائمُ
زوّجتُ آمالي من أيمانكم
 
فولدتْ بطونها العقائمُ
بعاُ رجائي بكمُ موسَّعٌ
 
وغصنُ عيشي في ذراكم ناعمُ
أسمن قومٌ ملأتْ عرينهم
 
مثلَ الحصون الإبلُ السوائمُ
وعندكم جذيمُ مالٍ أبدا
 
تعرفهُ الحقوقُ والمغارمُ
تلتزمون كرما ما تدّعي
 
فيه العدا ويستحلُّ الظالمُ
إنكمُ من معشرٍ عندهم
 
فيما استفادَ ربُّهم مساهمُ
وقد لبستم فاخلعوا إن الندى ال
 
عادلَ أن تقسَّمَ المغانمُ
بنتم بها فبيِّنواواصفها
 
بمثلها فهكذا المكارمُ
خصُّوا بها تكرمة ً من لم يزل
 
تُهدى لكم بناته الكرائمُ
معربة ً بمدحكم فيها رضى
 
قومٍ وفي قومٍ لها سخائمُ
متى تكن سلولُ أو باهلة
 
آباءَ شعرٍ فأبوها دارمُ
سوائرٌ مع النجوم ترتمي
 
بها نجودُ الأرض والتهائمُ
 
أسورة ً لو أنّها معاصمُ
تدويهمُ غيظا وتشفيهم بما
 
تفصح فهي المسُّ والتمائمُ
يحبى بها يقظانُ منكم حاضرٌ
 
وغائبٌ عن البلاد حالمُ
ضاجعكم طيفي بها فأوِّلتْ
 
صادقة ً وقد يُغرّ النائمُ
يشهدُ لي مفتاحها وختمها
 
بأنني للشعراءِ خاتمُ