أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ ؟ المؤلف: أبو فراس الحمداني |
أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ؟
و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ؟
إنا فجعنا بفتى " وائلٍ
لمَّـا فجعنا " بأبي وائلِ "
المشتري الحمدَ بأموالهِ،
والبائعِ النائلَ بالنائلِ
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُ الرّدَى
بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ، البَاسِلِ؟
السّيّد ابنِ السّيّدِ، المُرْتَجَى،
والعالمِ ابنِ العالمِ، الفاضلِ!
أقسمتُ: لو لمْ يحكهِ ذكرهُ
رجعنَ عنهُ بشبا ثاكلِ
كَأنّما دَمْعِي، مِنْ بَعْدِهِ
صوبُ سحابٍ واكفٍ، وابلِ
مَا أنَا أبْكِيهِ، وَلَكِنّمَا
تبكيهِ أطرافُ القنا الذابلِ
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً،
موكلاً بالحدثِ النازلِ
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَى وَالعُلا،
نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالبَاطِلِ
أرى المعالي، إذْ قضى نحبهُ،
تبكي بكاءَ الوالهِ، الثاكلِ
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُ الـ
ـهاطلُ، عندَ الزمنِ الماجلِ
لوْ كانَ يفدي معشرٌ هالكاً
فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْ نَاعِلِ
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْ رَاغِبٍ!
وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْ آمِلِ!
سقى ثرى، ضمَّ " أبا وائلٍ "،
صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ!
لا درَّ درُّ الدهرِ - ما بالهُ
حمّلَني مَا لَسْتُ بِالحَامِلِ؟
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَا حادثٌ،
كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِم الصّاقِلِ
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً، فاضِلاً،
والدهرُ لا يبقي على فاضلِ
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍ طمى
لكنهُ بحرٌ بلا ساحلِ
منْ كانَ أمسى قلبهُ خالياً
فَإنّني في شُغُلٍ شَاغِلِ