أهفو لعلويَّ الرياح إذا جرتْ
أهفو لعلويَّ الرياح إذا جرتْ المؤلف: مهيار الديلمي |
أهفو لعلويَّ الرياح إذا جرتْ
و أظنُّ رامة َ كلَّ دارٍ أقفرتْ
و يشوقني روضُ الحمى متنفسا
يصفُ الترائبَ والبروقَ إذا جرتْ
متعللاتٍ بعدَ طارفة ِ النوى َ
أو أبرأت داءَ الجوى أو عللتْ
يا دينَ قلبٍ من ليالي حاجرٍ
مكرتْ به فقضتْ عليهِ وانقضتْ
و مضاجعٍ بالعنفِ بات يعدها
غنما وأصبح وده لو لم يبتْ
و مليحة ٍ لو أنصفتْ عينُ المها
في الحسن ما ثنتِ الصليفَ ولا رنتْ
بيضاءَ من كللِ الخدور وربما
ذكرتِ بداوة ُ قومها فتسهمتْ
أخذتْ وأعطتْ من ضياء الشمس ما اح
تكمت فجمعتِ الجمالَ ووفرتْ
و كأنما وليتْ خطائطَ وجهها
يدها فجاءتْ في الكمدِ كما اشتهتْ
ملكت على باناتِ جوًّ أمرها
فلها الإمارة ُ ما استقامتْ وانثنتْ
فإذا أرادتْ بالقضيبِ مساءة ً
و تنقمتْ جرما عليه تأودتْ
سنحتْ لنا دون الغدير فما سقى َ
صفوُ الغدير وعذبهُ منْ أعطشتْ
و رمتْ فلولا أنها ثعلية ٌ
قلنا رأت ثعلاً رمى فتعلمتْ
غدرتْ فلولا أنها نذرتْ دمي
لم تعرفِ النذر الذي فيه وفتْ
و على النقا والعيسُ تحفرُ في النقا
أخفافها من ثقلِ ما قد حملتْ
حلفتْ على قتلي فلما أن رأت
بذمايَ باقية َ الرماقِ تأولتْ
أبشر فانك في الحياة ِ مخلدٌ
يا من رأى يومَ القليبِ ولم يمتْ
و تشرفت لتشبَّ جمرة َ صدرهِ
بنتُ الأراكِ وهل تشبُّ وما انطفتْ
ورقاء ذكرها الحداة ُ هوى لها
طارت ألائفها به فتذكرتْ
هتفتْ على خضراءَ كيف ترنمتْ
من فوقها مالت بها فترنحتْ
لو كان ينجو من علاقاتِ الهوى
شيءٌ لضعفٍ أو لمرحمة ٍ نجتْ
و لقد طربتُ كما حزنتُ لصوتها
فشككتُ هل غنت بشجوٍ أو بكتْ
قف يا أخا الملهوف وقفة َ مرسلٍ
حمل الأمانة َ هضبة ً أو أديتْ
و اجهر بصوتك التي لو خاطبتْ
في السرّ أو عالَ القنانِ لأسمعتْ
و قل التحية َ والسلامَ وحاجة ً
من بعدِ أن خابت وإن هي أنجحتْ
يا أختَ سعدٍ فيم بات معذبا
قلبي عليك كأنما عيني جنتْ
ردى الفؤادَ عليَّ فهو وديعة ٌ
مضمونة ٌ مغرومة ٌ إن ضيعتْ
إن كان ظنكِ بالخيانة ِ والقلي
أن يشمتَ اللاحي عليك فقد شمتْ
و عمية ِ الأوضاحِ خرساءِ الصدى
عشيتْ على ضوءِ الصباحِ وأظلمتْ
مردتْ على عين الدليلِ ورأيهِ
فتخالهُ فيها أضلَّ بما خرتْ
تتغايرُ البوغاءُ شميمهِ
فيها وينكرُ صوتهُ والملتفتْ
مركوبة ٍ جوبُ المهاري جوها
غررُ المقامرِ فيه أخستْ أو زكتْ
و إذا الركابُ استيأستْ في جهلها
كيف النجاءُ توكلتْ واستسلمتْ
داوستها أبغى العلاءَ بهمة ٍ
لو شاورت أمَّ الشقيق لما سمتْ
تفلى على الكرماء تنفضُ منهمُ
طرقَ المطالبِ أسهلتْ أو أحزنتْ
و وراءها لولا المطامعُ منهمُ
قرباءُ لو قنعتْ بهم ما أبعدتْ
نبهْ بني عبد الرحيم ولا تبلْ
معهم عيونَ الدهر كيف استيقظتْ
و استفتهم في المجدِ تسألْ أنفسا
لقنتْ على جهل الورى وتفهمتْ
خبثَ الترابُ وما عليه وماؤها
شرفٌ فطابت وحدها وتطهرتْ
فكأن زاكي عرقها لم يسقَ من
ماءِ الزمانِ وفي ثراه ما نبتْ
قومٌ إذا حدرَ التناكرُ لثمهمْ
و جلا الصفاحُ أكفهم فتحسرتْ
كفرتْ وجوههم البدورَ وآمنتْ
لأكفهم أيدي السحابِ فكفرتْ
شفعوا العلاء تليده بطريفه
فتقدمت علياؤهم وتأخرتْ
ولدتهم الأرضُ التي قد أجمعتْ
في الأكثرين فأكيستْ وتنجبتْ
جاءت بهم وهي الولودُ كأنهم
غرباءُ جاءوا في العقامِ أو القلتْ
متواردين على العلاء كأنهم
ضربوا له ميقاتَ يومٍ لم يفتْ
راضوا الأمورَ فتيهم كمسنهم
سومَ الكعوبِ تلاحقتْ فتنظمتْ
شرعوا إلى ثغرِ الخطوب ذوابلا
لولا صنيعة ُ نفسها ما فضلتْ
جوفاً ترى الصمَّ الصعابَ وراءها
في الحرب تقفو ما حذتْ أو مثلتْ
كتبوا على شهب الطروس لنا كما
طعنوا على الخيل الورادِ أو الكمتْ
و الجالسُ القوالُ منهم آخذٌ
منها بأنفاس الشجاع المنصلتْ
خذ من حديثهمُ حديثَ قديمهم
و اعجب لأطراف العلا كيف التقتْ
و اسأل زعيم الدين عما خلفه
من مجدهم فهو الشهادة والثبتْ
قمرٌ هو المرآة عن أحسابهم
مهما رأت مما يقابلها حكتْ
أدى فروضهمُ وسنَّ نوافلا
في المجد تممت الفروضَ وكملتْ
فضحَ السوابقَ مالكٌ أشواطه
جاري الرياحَ فحلَّ عنه وقيدتْ
و تقرطت أيامه بيتيمة ٍ
منه صفتْ للناظرين وأشرقتْ
لم يدرِ جهدُ الغائصين وكيدهم
من أيّ أصداف البحار استخرجتْ
قد جولوا فيها الظنونَ وأكثروا
بالخوض لما استغربتْ واستعظمتْ
قالوا من البحر المحيطِ تصعدتْ
لا بل من الفلكِ المحيطِ تنزلتْ
بيضاء ملء يد المنى ملمومة
ملكَ المنى وحوى الغنى من أعطيتْ
يا جامعَ الحسناتِ بعد شذوذها
مزقاً وموجدها أوانَ تعذرتْ
و مقطر الأقران عن صهواتِ ما
ربطتْ من الرأي الأصيل وضمرتْ
كم واثقٍ منهم بعصمة ِ رأيه
و حسابهِ من هفوة ٍ أو من غلتْ
ضايقته حتى أقرَّ بعجزه
لما وضعتَ لد يدك على النكتْ
و منطقٍ ظنَّ البلاغة َ آية ً
نصبتْ له علما وشخصا صورتْ
قال الكثيرَ موسعا لهواتهِ
عجبا فلما قلتَ واحدة ً سكتْ
حسب الفصاحة َ في التشادقِ وحده
ما كلُّ ما وصف الأسودُ به الهرتْ
و أرى الوزارة َ مذ حملتَ لواءها
نصرت على فشل الولاة وظفرتْ
ساندت فيها ما عليك صلاحهُ
و فسادهُ إن أصلحتْ أو أفسدتْ
ثنى أخوك أخاك فيها مسهما
و بعثتَ ثالثها الذي بك عززتْ
أنتم فوارسها المذاود دونها
إن حوربت وملوكها إن سولمتْ
و ظهوركم لصدورها مخلوقة ٌ
مظلومة ٌ إن ضويقت أو زوحمتْ
نصبتْ لكم وتمهدتْ فمتى طرا
من غيركم طارٍ نبتْ واستوحشتْ
هي ملككم فمتى استعيرت منكمُ
لتجملٍ وأردتموها استرجعتْ
أبناء نسبتها وأبعلُ عذرها
و إذا عدتكم أعزبت وتأيمتْ
تفدى أبا الحسنِ الترابَ وطئته
قممٌ هوت من تحتِ رجلك إذ علت
و محدثٍ بك في الوساوس نفسه
نفسٌ لعمرك ضلة ٌ ما سولتْ
لو ثاقلوك به وألقي يذبلٌ
معه لكانت قسمة ً ما عدلتْ
أغنيتني بك عن سواك فلم أبلْ
فتحت أناملُ معشرٍ أو أقفلتْ
و سقيتُ أعذبَ شربتيك فما أرى
بأسا ببارقة ٍ همتْ أو أخلبتْ
و صفوتَ لي بالودّ والصهباءُ لم
تشبِ العقولَ بطعمها حتى صفتْ
أنكرتُ ودَّ أخي وعهدَ أحبتي
و كريمُ عهدك طينة ٌ ما أخلقتْ
فمتى طلبتُ من الزمان سواك أو
شرواك فاشهدْ أنَّ ذاك من العنتْ
و لترضينك ما سمعتَ نواهضٌ
بالشكر لم تخفِ اللغوبَ ولا ونتْ
يقضين ما أسلفن من ايدي غنى ً
وسعتْ حقوقَ المقرضين وأفضلتْ
يغنى بها العرض الفقيرُ وإن رأت
عرضا غنيا زيدته وأثلتْ
ريحانة ما استشفت أرواحها
و سلافة تصحى إذا ما أسكرتْ
تقضي على الألباب أين خلاصها
من شوبها ما استحظيت أو ألغيتْ
ضجتْ منابرها بدعوتها لكم
فلو ادعت بكم النبوة َ صدقتْ
إن صاحبتْ يوما اليكم عاطلا
حلته أو تفلَ النواحي عطرتْ
و المهرجان وكلّ يومٍ عاكم
في لطفه مما كستْ أو زخرفتْ
فتملها وتمله متلوة ً
و مقابلاً ما كرّ أو ما أنشدتْ
حتى ترى الأجداثَ تنفضُ أهلها
و الشمسَ في خضرائها قد كورتْ