الرئيسيةبحث

أهدي إلى عالي المقام

أهدي إلى عالي المقام

أهدي إلى عالي المقام
المؤلف: جبران خليل جبران



أهدي إلى عالي المقام
 
بتأدب أزكى السلام
وأقول حمدا للأمير
 
وقل حمد عن مرامي
هي نعمة جمعت بها
 
شتى من النعم الجسام
طوقتني طوق الحمام
 
فليت للي سجع الحمام
ومنحتني شرفا أتيه
 
به على كل الأنام
حتى تصفحت السماء
 
وزهرها كلم أمامي
عجبا لذاك الدر في
 
تلك العقود من الكلام
ولورعة في مائة
 
متوهجا وهج الضرام
در بديع من جنى
 
بحر بفيض العلم طامي
الشرق أودع سره
 
فيه فعز على السوام
والغرب زاد بصوغه
 
حسنا على الحسن القدام
يا من حبا بفريده
 
لغة ترد لغير سام
لغة الفرنسيس الأولى
 
بلغوا بها حد التمام
ومن البلاغة والفصاحة
 
أنزلوها في السنام
حتى غدت بفنونها
 
في عزة فوق المرام
أربت مفاخرها بعدك
 
في مجيديها العظام
قاحمت فيها والسوابق
 
من بنيها في القحام
فإصبت جائزة المجلي
 
واللواحق في زحام
وضربت قبلا في مراميها
 
بمختلف السهام
فأصبت عن ثقة ولم
 
تك رمية من غير رام
تلك البراعة لم تتح
 
لك بالتواكل والجمام
لكن بكد فيه تحيي
 
الليل من قتل المنام
كم والمدامع في انهمال
 
والجوانح في احتدام
أخرجت روضا من نبات
 
العبقرية لا الرغام
أزهاره تسبي النهى
 
بين انفراد وانضمام
و وروده بعقائق
 
سال الفداء بها دوامي
يشتم في نسماته
 
وراده عبق الخزام
وكأن نرجسه بمر
 
أي منهم ناد ونام
او ذلك الخلق الخيالي
 
الحقيقي القوام
أو ذلك التوفيق في
 
قدر المقال على المقام
واللفظ تكسوه مباهج
 
من حلى قوس الغمام
والحس لطف يستشف
 
الغيب من حجب الظلام
في محكمات من قواف
 
بالنهى ذات احتكام
يرمي بهن الوحي عن
 
كثب إلى أقصى المرامي
هن الكوافي من طوى
 
هن الشوافي من أوام
هن الواخذ للرقى
 
حق الحلال من الحرام
في كل ما ضمنه
 
من حكمة أو من غرام
هم المير بقدره
 
وهيامه فوق الهيام
هم بأجنحة تراوده
 
المجرة وهو ظام
فله انطلاق النسر لا
 
يلوي بشيء وهو سامي
ناهيك بالغايات من
 
نبل وفضل واعتزام
يدعو إليها الليث إيقاظا
 
لقوام نيام
ولزأر ليث قد يكون
 
أحب وقعا من بغام
لله حيدر من فتى
 
أخلاقه فوق الملام
أعلى الإمارة باليراع
 
على الإمارة بالحسام
حر المشائل غير منان
 
وليس بذي انتقام
الخير كل مناه في
 
حرب الزمان وفي السلام
يا شارعا لغة القوب
 
إليه ألقت بالزمام
من لي بمقدرة على
 
إيفاء مالك في مامي
فأقوم بالعبء الذي
 
حملتني بعض القيام
شكرا لما أوليتني
 
من ذلك الفخر العظام
في مدحة بسمات أشرف
 
مادح ذات اتسام
أبياتها انتظمت أفانين
 
الحلى أي انتظام
تفتر كالنوار بين
 
مدامع الفجر السجام
في كل بيت روعة
 
تزدان بالفضل التؤام
تلك القصيدة رتبتي
 
يوم التباهي أو وسامي
ضمنت لي الذكرى يرددها
 
الرواة على الدوام
وجلت لعيني الخلود
 
إلي يرنو بابتسام
فلجعلن كتابها
 
حتى أحققه إمامي