أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ
أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ المؤلف: مهيار الديلمي |
أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ
و أقتضيها معارا غيرَ مردودِ
رضا بليلي ما كان من خلقٍ
جعدٍ ونيلٍ كثيرِ المنّ معدودِ
من العزيزات أنساباً وأخبية ً
في صفوة ِ البيتِ حلتْ صفوة َ البيدِ
محبها قد قضى في كلَّ معركة ٍ
قصية ٍ عن بلاغِ الأنيقِ القودِ
تقلُّ من غيرِ ذلًّ عند أسرتها
بين القبابِ المنيعاتِ الأباديدِ
كم ليلة ٍ قد أرتني حشوها قمرا
وجوهها البيضُ في أبياتها السودِ
من كلَ هيفاءَ إلا الردفَ تحسبهُ
غصنا من البان معقودا بجملودِ
ما مستقيماتها للريح مائلة ٌ
لكن براهينُ عزًّ لي المواعيدُ
لثنَ العناقيدَ فوقَ الخمرِ واختلفت
شفاههنَّ على ماءِ العناقيدِ
و رحن يرمين بالألحاظ مقتنصاً
فما تصيدنَ إلا نفسَ الصيدِ
يا ليلَ لو كان داءَ تقتلين به
داويته كان داءً غيرَ مقصود
اليأسُ أروحُ لي والصبرُ أرفقُ بي
من نومِ ليلكِ عن هميّ وتسهيدي
ما ماء دجلة َ ممزوجا بغدركمُ
و إن شفى بارداً عندي بموردوِ
و لا صبا أرضكم هبت تروحني
وفاءَ وعدٍ لكم بالمطلِ مكدودِ
حسبي. سمحتُ بأخلاقي فما ظفرت
في الناس إلا بأخلاقٍ مناكيدِ
و صاحبٍ لينُ أيامي وشدتها
فرقٌ له بين تقريبي وتبعيدي
يمشي ابنَ دأية َ في ظلَّ الرجاءِ معي
و في النوائبِ يعدو عدوة َ السيدِ
و واسعِ الدار عالي النارِ يوهمني
خصبَ القرى بين مبثوثِ ومنضود
يهوى الأناشيدَ أن يكذبن سمعته
و لا يهشُّ لأعواضِِ الأناشيدِ
أغشاه غشيانَ مجلوبٍ يغرُّ بما
رأى وأصرف عنه صرفَ مطرودِ
يجودُ ملءَ يدي بالوعد يمطلهُ
و المطلُ من غير عسرٍ آفة ُ الجودِ
فدى الرجالُ وإنْ ضنوا وإن سمحوا
فتى ً يهونُ عليه كلُّ موجودِ
لا يحسب المالَ إلا ما أفاد به
ثناءَ محتسبٍ أو ذكرَ محمودِ
كم جربَ المدحُ أملاكا وجربه
فصبَّ ماءً وحتوا من جلاميدِ
أملسُ لا عرضه الوافي بمنتقصٍ
يوما ولا مالهُ الواقي بمعبودِ
من سائلٌ بالكرام السابقين مضوا
و خلفوا الذكرَ من إرثٍ وتخليدِ
هذا الحسينُ فخذ عيناً ودعْ خبراً
من الروايات عنهم والأسانيدِ
من ساكني الأرضِ قبلَ الماءِ من قدمٍ
و عامريها وما ذلت لتشييدِ
كم حاملٍ منهمُ فضلاً حمائلهُ
تحلُّ عن عاتق بالتاج معقودِ
لم يبرحوا أجبلَ الدنيا وأبحرها
أصلينْ من شاهقٍ منها وممدودِ
و حسنوا في الندى أخلاقَ حلمهمُ
إنَّ الندى في النهى كالماء في العودِ
يا آل عبد الرحيم اختار صحبتكم
تأنقي في اختياراتي وتجويدي
أحبكم وتحبوني وما لكمُ
فضلٌ وربَّ ودودٍ غيرُ مودودِ
قرابة ٌ بيننا في فارسٍ وصفتْ
عنيّ وعنكم طهاراتِ المواليدِ
لا زال مدحيَ ميراثا يقابلكم
عنيّ إذا الشعرُ في آذانكم نودي
بكلَّ حسناء لو أحفشتها برزتْ
للخاطبين بروزَ الغادة ِ الرودِ
من نسج فكري تردّ العارَ دونكمُ
ردّ السهام نبتْ عن نسج داودِ
ما أنبتتْ ليَ جراءُ الرجاء بكم
خصبا وما كرَّ دهرٌ عودة َ العيدِ
و ما تباحُ المدى مشحوذة ً أبدا
صبيحة ََ النحرِ من نحرٍ ومن جيدِ