الرئيسيةبحث

أمنزل ذات الخال حييت منزلا

أمنزل ذات الخال حييت منزلا

أمنزل ذات الخال حييت منزلا
المؤلف: ابن نباتة المصري



أمنزل ذات الخال حييت منزلا
 
وان كان قلبي فيك بالوجد مبتلى
لك الله قلباً لا يزال مقيداً
 
بشجوٍ ودمعاً لا يزال مسلسلا
يعبر عن سر الهوى وأضيعه
 
فيا لك دمعاً معرباً راح مهملا
كفى حزناً أن لا أراقب لمحة
 
ولا أنظر اللذات الا تخيّلا
ولا أستزير الطيف خوف فراقه
 
لما ذقت من طعم التفرق أولا
وأقسم لو جاد الخيال بزورة ٍ
 
لصادف باب الجفن بالفتح مقفلا
وأغيد قد أضنى العواذل أمره
 
فقل في أسى أضنى محباً وعذّلا
غرير رنت أجفانه ووصفنه
 
فراح كلانا في الورى متغزلا
اذا شئت أن أشدو بأوصاف ثغره
 
بدأت ببسم الله في النظم أولا
حذار عوادي القتل من سيف طرفه
 
فما كسر الاجفان الا ليقتلا
بليت به ساجي اللحاظ كليلها
 
وما زال تعذيب الكليلة أطولا
اذا ما بدا أو ماس أو صان أورنا
 
فما البدر والخطيّ والليث والطلا
وقالوا أتحكيه الغزالة في الضحى
 
فقلت ولا لحظ الغزالة في الفلا
فلا تنكرا منه حلاوة لحظه
 
فذاك أراه بالنعاس معسلا
ولا تعجبا من ردفه وثباته
 
فلولا وشاحا عطفه لتهيلا
غدا البدر أن يحكي سناه وانما
 
رأى مللا من خلقه فتنقلا
وماثل ريق النحل لذة ريقه
 
فقال اللمى ما أخجل المتنحلا
تبارك من جلى صحائف أوجهٍ
 
وأوضح آيات الثغور ورتلا
و شيد للملك المؤيد رتبة
 
من المجد تملي المادح المتوسلا
مليك رقى قبل الصبا كاهل العلى
 
فكيف وقد أبصرته متكهلا
كريم الثنا نال الكواكب قاعداً
 
وجاوزغايات العلى متمهلا
تخاف الغوادي من نداه كسادها
 
وما نفحت كفاه الا لتفعلا
يقولون أعدى باليمين يساره
 
فجادت فمن أعدى الذي جاد أولا
و من في المعالي قد تقدم ورده
 
أجل انها عادات آبائه الاولى
ملوك اذا قام الزمان لمفخر
 
غدا بليالي ملكهم متجملا
كرام ثووا ثم استقل حديثهم
 
فأحزن في عرض البلاد وأسهلا
أناملهم تحت الثرى ربع مائه
 
وأقدامهم يكفيه أن يتزلزلا
رقوا ما رقوا من سؤدد ثم قوضوا
 
فزاد على ما أنهجوه من العلا
هنيئاً لدست الملك بدراً وغرة
 
اذا انهلّ في يوم الندى وتهللا
دع الغيث سار البرق والطود راسياً
 
ويممه ان راع الزمان وأمحلا
لراحة اسماعيل أصدق موعداً
 
وساحته الفتحاء أمنع مقفلا
هنالك تلقى أنعماً تترك الثرى
 
يراد وعزماً يترك الماء يصطلى
و أصيد من نسل الملوك اذا انتدى
 
رأيت معماً في السيادة مخولا
أخا كرم تبغي العواذل عطفه
 
فتلقاه أندى ما يكون معذلا
دنا رفده قيد الوريد وانما
 
ترفع حتى خاطب النجم أسفلا
فداه كرام العالمين فإنه
 
أبرهم مالاً وأشرف موئلا
اذا فاخر الانداد جاء فخاره
 
بهذا الثنا يستوقف المتأملا
و بالعلم وضاح الهدى متألقاً
 
وبالحلم فيّاح الجنا متهدلا
و بالمنطق الأزكى أسد محرراً
 
وبالسؤدد الأجلى أغرَّ محجّلا
و بالزهد موصول القيام كأنما
 
يغازل طرفاً من دجى الليل أكحلا
وبالبأس سل عنه الصوارم في الوغى
 
وكانت مواضي البيض أفصح مقولا
و ما هي الاهمة ملكية
 
قضى عزمها فرض العلى وتنفلآّ
يخص سجاياها الوفا وهو مسلم
 
وكان يهودياً يخصّ السموألا
و يغني عن الأمداح مشهور فضلها
 
وماالصبح محتاج الى الوصف والحلى
و ما الشمس في أفق السماء منيرة
 
تخال بها من ضحوة الغيظ أفكلا
بأوضح للأبصار من مجده الذي
 
توقد حتى لم تجد متوقلا
ثنى رجله فوق النجوم ولو علت
 
وطالت ثنى باعيه أعلى وأطولا
و ما روضة خاطت بها إبرة الحيا
 
من الودق ثوباً علق الوشي مسبلا
بأعبق من أوصافه الغرّ نفحة
 
وابرع من ألفاظه الزهر مجتلى
أوابد قد أعيي امرء القيس قبلنا
 
سنا نجمها الهادي فمات مضللا
له راحة ضمت يراعاً ومرهفاً
 
كأنهما زاداه بالمكث أنملا
يراعاً اذا مدته يمناه بالندى
 
رأيت عباب البحر قد مدَّ جدولا
وسيفاً كأن القين سوَّاه جذوة
 
فلو لم يعاهد بالطلا لتأكلا
مبيد لو أن المرء ضاعف درعه
 
ومثله في نفسه لتجدَّلا
يؤيد خديه يدٌ ضربت به
 
دراكا فما تحتاج كالبيض صيقلا
ألا ربَّ شأوٍ رامه فتسهلت
 
رباه وصعبٍ راضه فتذللا
وجيش كأن الجو قد مدّ أنجما
 
عليه ووجه الأرض أنبت دبلا
كأن عتاق الطير بين رماحه
 
بنودٌ تهاوى للطعان وتعتلى
اذا نبضت يوماً بواد قسيه
 
تلبس ثوب النقع بالنبل مجملا
رماه بعزمٍ فانجلى ليل خطبه
 
ولو رامه الصبح المنير لما انجلى
وذي ظمأة بادي الخمول توعّرت
 
عليه مساري الرزق حتى تحيلا
علا وارتوى لما دعاه كأنما
 
يشافه من حوض الغمامة منهلا
وبيداء مقفار اليه قطعتها
 
فلاقيتَ معلوماً وفارقت مجهلا
وقلت لخلي انزلاني فهذه
 
منازله ثمَّ أعقلا وتوكلا
هنالك عاهدت الرياض أنيقة
 
ترّف وجاورت الغمائم همَّلا
وقضيت في ظل النعيم ليالياً
 
لو انتقضت كانت كواكب تجتلى
ولا عيب في نعمائها غير أنها
 
تجود فتوهي الكاهل المتجملا
وإني اذا أجهدت مدحي فإنما
 
قصارايَ منها أن أقول فأخجلا
لبابك يا ابن الأكرمين بعثتها
 
أؤانس من مدح عن الغير جفلا
وأرسلتها غرّاء كالغصن يانعا
 
وزهر الربى ريّان والريح سلسلا
ممنعة المغزى تجرّ برأسه
 
جريراً وتلقي من جرى الكلب جرولا
شببت لها فكري وفاحت حروفها
 
كأني قد دخنت في الطرس مندلا
واعتقت رقي من خمول عهدته
 
فخرت ولا قلبي وللمعتق الولا
وأنت الذي أسعفتني فصنعتها
 
ولولا الحيا لم يصبح الترب مبتلا
فلو رامها الطائي من قبل لم يقل
 
لهان علينا أن نقول ونفعلا
وكم مثلها أهديتها طيّ مدرج
 
تكاد لفرط الشوق أن تتسللا
يفوه بها الراوي فيملأ لفظها
 
فم الخلّ درًّا أو فم الضد جندلا
جمعت بنعمى راحتيك فنونها
 
كما جمع السلك الجمانَ المفصّلا
ومثلك من حّلت أياديه حسنها
 
فزاد وثنى حظها فتكملا
بقيت لهذا الدهر تبسط إن أسا
 
يديك فما ينفك أن يتنصلا
ودمت لشأوِ المجد بالطول راقيا
 
وممن طلب المجد العليَّ تطولا
حلفت يميناً ليس مثلك في الورى
 
فما شرع الاسلام أن أتحللا