أمبلغي ما أطلب الغزل
أمبلغي ما أطلب الغزل المؤلف: الشريف الرضي |
أمبلغي ما أطلب الغزل
أم لا فتنجدني القنا الذبل
وَالسّيْفُ أوْلى أنْ أعُوذَ بِهِ
مِمّا تَجُرّ الأعْيُنُ النُّجُلُ
وَأنَا الذي نَفَرَ الزّمَانُ بِهِ
واستأنست بركابه السبل
أسرِي عَلى غَرَرٍ، وَتَصْحَبُني
دون الرجال الأينق الذلل
لا المال يجذبني إليه ولا
يعتاقها الحوذان والنفل
عَجِلٌ بي الشد الحثيث إلى
ـغايَاتِ خَرّاجٌ بيَ المَهَلُ
في غلمة تركوا قعودهم
نزعوا وراء الليل وانحفلوا
وإذا المزاد حمى صلاصله
قنعوا بما تقضي لنا المقل
ومقوم الأذنين تحسبه
طوداً أناف بصدره جبل
متطاول يوفي مغردة
عنقا تضاءَل خلفها الكفل
أجهدته والكر يعصره
والماء من عطيفه ينهمل
ونجيبة نهض الزمان بها
مِنْ بَعْدِ مَا قَعَدَتْ بهَا العُقُلُ
صدعت عرانين الربى ونجت
هَوَجاً، وَيُنجِدُ وَخدَها الرّمَلُ
طلبت أمير المؤمنين ولا
أيْنٌ أطَافَ بِهَا وَلا مَهَلُ
حيث العلى لا يستراب بها
وَالجُودُ لا يَلوِي بِهِ البَخَلُ
وَالطّائِعُ المَرْجُوُّ إنْ حُمِدَتْ
أيدي الرّجَالِ وَقَلّ مَن يَسَلُ
مَلِكٌ إذا حُصِرَ السّمَاطُ بهِ
كَثُرَ العِثَارُ، وَطَبّقَ الزّلَلُ
جَلَتِ الأئِمّة ُ عَنْ مَنَاقِبِهِ
وَاستَوْدَعَتْهُ نُورَها الرُّسُلُ
وَإذا العُيُوبُ مَشَتْ إلَيْهِ بَدَا
وَجْهٌ تَخاوَصُ دُونَهُ المُقَلُ
فاللحظ محتبس ومنطلق
والقول منقطع ومتصل
طَرِبٌ إلى النَّعْمَاءِ عَاهَدَهَا
أن لا يمر بسمعه عذل
يَلقَى الخُطُوبَ، وَوَجْهُهُ طَلِقٌ
ويخوضهن وقلبه جذل
تخفى بشاشته حميته
كَالسّمّ مَوّهَ طَعمَهُ العَسَلُ
مِنْ مَعشَرٍ كَانَتْ سُيُوفُهُمُ
حَلْياً لمَنْ ضرَبوا، وَمَن عَطِلُوا
بالفخر يكسون الذي سلبوا
والذكر يحييون الذي قتلوا
أنْتَ الجَوَادُ، إذا غَلا أمَلٌ
والمستجار إذا طغى وجل
وَمُطاعِنٍ بَعَثَتْ يَداكَ لَهُ
طَعْناً يَذُلّ لوَقْعِهِ البَطَلُ
وعلمت أن السيل يدفعه
لما أطل العارض الهطل
لله رمحك يوم تورده
والماء لا صرد ولا علل
خطل المناكب لا يميل به
عوج ومن نعت القنا الخطل
وَمُطاعِنَينِ، إذا هُمَا اعتَرَضَا
يتطاعنان وللقنا زجل
نزل الهصور على فريسته
وَمَضَى يُدَحرِجُ نَجوَهُ الجُعَلُ
شيخان هذا فارس بطل
أبداً وهذا عاجز مذل
فإذا الزمان أراد قودهما
حزن الجواد وأصحب الوعل
أمرِيدَ زَائِدَة ِ الأنَامِ أقِمْ
هَيهَاتَ مِنكَ الشّدُّ وَالعَجَلُ
أتُرِيدُ غَايَاتِ الفَخَارِ، وَمَا
لكَ نَاقَة ٌ فِيهِ، وَلا جَمَلُ؟
فانعق بضأنك عن أناطحه
ودع الغمير تلسه الأبل
يا قابض الأيام عن وجل
بيَمينِهِ عَنْ مَسّهَا شَلَلُ
يئل الذي أمنت روعته
والعصم في الأطواد لا يئل
لِوَلِيّكَ الدّنْيَا مُزَخْرَفَة ٌ
ولأم من عاديته الهبل
أن قال فيك عداك منقصة
قَالُوا: السّمَاءُ أدِيمُهَا نَغِلُ
احْذَرْ عَدُوّكَ أنْ تُقَرّبَهُ
مِنْ قَلبِكَ الخَدَعَاتُ وَالحِيَلُ
لا تُخْدَعَنّ عَلى رُقَاهُ، وَلَوْ
أرْضَاكَ مِنْهُ القَوْلُ وَالعَمَلُ
فَفُؤادُهُ حَنِقٌ عَلَيكَ، وَإنْ
طَاطَا، وَذَلَلَهُ لكَ الوَجَلُ
إنّ المُجَرَّدَ في هَوَاكَ فَتًى
لا اللوام يردعه ولا العذل
مثل الحسينم فبين أضلعه
قلب بغيرك ما له شغل
ذاكَ الحُسَامُ أطَلْتَ جَفوَتَهُ
وَلَقَلّ مَا ظَفِرَتْ بهِ الخِلَلُ
وَوَعَدْتَهُ وَعْداً تَعَلّقَهُ
والوعد ملوي به الأمل
فانهض به في النائبات تجد
عَضْباً تَسَاقَطُ دُونَهُ القُلَلُ
وأسلم أمير المؤمنين إذا
شَرَعَ الحِمَامُ وَصَمّمَ الأجَلُ
متقلداً بنجاد مملكة
في غمدها الأقدار والدول
وأنعم بيوم المهرجان ولا
نَعِمَ العُداة ُ بِهِ، وَلا عَقَلُوا
فلأنت نهاض إذا قعدوا
أبداً وصعّاد إذا نزلوا
يَوْمٌ تُجَدّدُهُ السّنُونَ، وَقَدْ
دَرَجَتْ عَلَيهِ الأعصُرُ الأُوَلُ
فالنّاسُ فيهِ مُعَلَّلٌ طَرِبٌ
يرجو الأوار وشارب ثمل
ما استجمعت فرق الهموم به
إلا وبدد جمعها الجذل
هُوَ خِطّة ٌ نَزَلَ الشّتَاءُ بِهَا
والصيف منطلق ومرحتل
وَأنَا الذي أهْوَى هَوَاكَ، وَلَوْ
ضربت عليَّ البيض والأسل
وَطِئتْ قَبَائِلُ غَالِبٍ عَقِبي
وتشرفت بمقامي الحلل
ومراغم يغدو على قنصي
فيحوزه ويداي محتبل
خضت الغمار فجاز جمتها
دوني وطبق ثوبي البلل
وَمُذَكّرِي رَحِماً مُعَنَّسَة ً
كالشمس أخلق ضؤها الطفل
رحم تعلق بالعبيد كما
عَلِقَ الحِبَاءَ النّازِحُ الطُّوَلُ
إثنان يقتطعان من فرصي
وأنا الذي أرخى واهتبل
غَرَضِي بِمَدْحكَ أنْ يُطَاوِعني
عوج بأيامي ويعتدل
وأقوم بين يديك مرتجلاً
لا ألعي يقطعني ولا الخطل
ولئن نما كل المديح إلى
فلتات قولي وانتمى الغزل
فالأرْضُ أُمُّ التُّرْبِ أجمَعِهِ
وَأبُو البَرِيّة ِ كُلِّهَا رَجُلُ