الرئيسيةبحث

أما لو لم تعاقره العقار

أما لو لم تعاقره العقار

أما لو لم تعاقره العقار
المؤلف: الشريف الرضي



أما لو لم تعاقره العقار
 
عقار الشوق مازجه الوقار
وقفنا نغصب الأجفان ماءً
 
لَهُ مِنْ نَارِ أضْلُعِنَا انْتِصَارُ
فَكَمْ مِنْ نَشْوَة ٍ للشّوْقِ تَهفُو
 
بِصَبْرٍ مَسّهُ مِنْهَا خُمَارُ
سقى دور السحاب صدى ربوع
 
بما يظمى اليهن المزار
وجاذبها فضول المحل عنها
 
بِأيْمانٍ مِنَ الخِصْبِ القِطَارُ
ليالي يوقظ التذكار شوقي
 
وَهَجْعَة ُ سَلْوَتي فِيهَا غِرَارُ
ألا إنّ الزّمَانَ قَضَى عَلَيْنَا
 
باحداث لنا فيها اعتبار
اذا ما الخطب ضللنا دجاه
 
انارت من تحاربنا منار
نَصُدّ عَنِ الحَيَا، وَالجَوُّ مَاءٌ
 
وَنَسْتَلِمُ الثّرَى، وَالأرْضُ نَارُ
سَرَيْنَا في ضَمِيرِ البِيدِ حَتّى
 
تَرَكْنَاهَا، وَنَحْنُ لَهَا شِعَارُ
أيَا للمَجْدِ مِنْ قَوْمٍ لِئَامٍ
 
ألاَ حُرٌّ عَلى عِرْضٍ يَغَارُ
فاشجعهم اذا فزعوا جبان
 
واذكاهم اذا نطقوا حمار
لَبُونُكُمُ تَدُرّ لأبْعَدِيكُمْ
 
وَعِنْدِي الذِّينُ مِنهَا وَالنّفَارُ
لغيري ضوء ناركم وعندي
 
دواخنها السواطع والاوار
وَجُرْدٍ قَدْ لَبِسْنَ ثيَابَ لَيْلٍ
 
ضوامر في اياطلها اقورار
بركب ترعد الظلماء منهم
 
فَيَستُرُهَا مِنَ الجَزَعِ النّهَارُ
يهلل نسج ثوب من عجاج
 
تَشُفّ وَرَاءَ طُرّتِهِ الشّفَارُ
سَتَرْنَ الجَوّ بالقَسطَالِ حَتّى
 
كَأنّ البَدْرَ أضْمَرَهُ السِّرَارُ
ويوم سلطت فيه العوالي
 
على الارواح واخترم الذمار
نعانق فيه ابكار المنايا
 
وهن لغير انفسنا ظوار
وَقَدْ حَجَزَ العَجاجُ، فَلا نجَاءٌ
 
وقد ضاق المجلل فلا قرار
وَمِلْنَا بِالجِيَادِ عَلى وَجَاهَا
 
وَقَدْ دَميَ الشّكَائِمُ وَالعِذَارُ
وَقَدْ وَسَمَتْ حَوَافِرُهَا كؤوساً
 
ومن علق الدماء لها عقار
واجرى الضرب في الاحشاء غدراً
 
تبرض مائها الاسل الحرار
ضربن لنا النسور رواق ظل
 
تَلُوذُ بِحَقْوَة ِ القُبّ المِهَارُ
تحل الهام فيه بالمواضي
 
وفي الاعناق حبل ردى مغار
تخوض ترائكا منها لجينا
 
وتصدر وهي من علق نضار
بِضَرْبٍ يَنْثُرُ الشّفَرَاتِ، حتّى
 
لها في كل جانحة غرار
بكل فتى يزل العار عنه
 
إذا مَا هَزّ ضَبْعَيْهِ الفَخَارُ
حُسَامٌ لا يَضِبّ عَلَيْهِ غِمْدٌ
 
وليث لا يطل عليه زار
تَألّفُ حَدَّ صَارِمِهِ المَنَايَا
 
وَفيهَا عَنْ حُشَاشَتِهِ ازْوِرَارُ
يُجَرِّدُ مِعْصَماً مِنْ صَدْرِ رُمْحٍ
 
وَيَرْجِعُ، وَالفُؤادُ لَهُ سِوَارُ
وَسُمْرِ الخَطّ تَعْثُرُ بِالهَوَادِي
 
فيجذبها الى المهج العثار
وكم من طعنة في رحب صدر
 
يجوز بها الى القلب الصدار
فَلَوْلا أنّهَا فَهَقَتْ نَجِيعاً
 
تخرقها لوسعتها الغبار
وقد جثم الردى في كل سهم
 
لَهُ في كُلّ حَيزُومٍ مَطَارُ
اذا اختارت بنو قيس نزالي
 
رجعت وللردى فيها الخيار
برمح طرفه يزداد لحظاً
 
إذا مَا غَضّ مِنْهُ دَمٌ مُمَارُ
صَمُوتٌ بَينَ أطْرَافِ العَوَالي
 
وَفي طَعْنِ القُلُوبِ لَهُ خُوَارُ
اذا سالت عواليه بحتف
 
فليس لها سوى قبلب قرار
يصد حسامهم عن ماء قلبي
 
واعلم ان غربيه حرار
وَيَنكُصُ رُمحُهُمْ في الطّعنِ حتّى
 
كأن كعوبه عني قصار
عقاب النصر تحتهم مهيض
 
وَنَسْرُ المَوْتِ فَوْقَهُمُ مُطَارُ
لَقَدْ أضْحَكْتُ عَنّي آلَ فِهرٍ
 
بارماح بكت فيها نزار
هُمُ شُهبٌ، إذا اتّقَدُوا لحَرْبٍ
 
فخِرْصَانُ الرّمَاحِ لهَا شِرَارُ
اذا وقفت قناهم عن طعان
 
فليس لها سوى الموت انتظار
إذا اطّرَدَتْ أكُفُّهُمُ بِجُودٍ
 
اسرت مائها السحب الغزار
بهِمْ ألِفَ الضّرَائِبَ حَدُّ سَيفي
 
وشجعني على الطلب الخطار