ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها
ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها المؤلف: حسان بن ثابت |
ألمْ تَذَرِ العَينُ تَسْهَادَها،
وَجَرْيَ الدموعِ، وإنْفَادَهَا
تَذَكَّرُ شَعْثَاءَ، بعدَ الكرَى،
وملقى عراصٍ، وأوتادها
إذا لجبٌ منْ سحابِ الربي
عِ مرّ بساحتها جادها
وَقَامَتْ تُرَائِيكَ مُغْدَوْدِناً،
إذا ما تنوءُ بهِ آدها
ووجهاً كوجهِ الغزالِ الربي
بِ يقرو تلاعاً وأسنادها
فَأوّبَهُ اللَّيْلُ شَطْرَ العِضَاه،
يخافُ جهاماً وصرادها
فإمّا هَلَكتُ فَلا تَنْكِحي
خذولَ العشيرة ِ، حسادها
يرى مدحة ً شتمَ أعراضها،
سفاهاً، ويبغضُ منْ سادها
وإنْ عاتبوهُ على مرة ٍ،
ونابتْ مبيتة ٌ زادها
ومثلي أطاقَ، ولكنني
أُكلِّفُ نَفْسي الّذي آدَهَا
سأوتي العشيرة َ ما حاولتْ
إليّ، وأكذبُ إيعادها
وأحملُ إنْ مغرمٌ نابها،
وأضربُ بالسيفِ من كادها
ويثربُ تعلمُ أنا بها
أسودٌ تنفضُ ألبادها
نَهُزُّ القَنا في صُدُورِ الكُما
ة ِ، حتى نكسرَ أعوادها
إذا ما انتشوا وتصابى الحلو
مُ، واجتلبَ النّاسُ أحْشادَها
وقالَ الحَوَاصِنُ للصَّالحيـ
نَ: عادَ لهُ الشرُّ منْ عادها
جَعَلْنَا النّعيمَ وِقَاءَ البُؤوسِ،
وكنا لدى الجهدِ أعمادها