ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ
ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ المؤلف: مهيار الديلمي |
ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ
رداءُ الهوى مثلي على الشيبِ شاملهْ
أخو عزمة ٍ أو صبوة ٍ عربيّة ٍ
أحامسه شكوى الجوى وأغازلهْ
معي أين مالت بي من الأرض حاجة ٌ
أعطِّفه حتى كأنّي مفاصلهْ
أضنّ به ما ضنّ جفني بمقلتي
فلا أنا مهديه ولا أنا باذلهْ
خليليَّ هل من نظرة ٍ ترجعانها
إلى روح نجدٍ هل تخضَّر ذابلهْ
وهل رشأ بالبانتين عهدته
على ما افترقنا ليته وأياطله
رمى يومَ سلعٍ والقلوبُ حوائدٌ
فما رام حتى أثبتَ السهمَ نابلهْ
هربتُ بلبّي أتّقي سحرَ لفظهِ
ولم أدر أنّ السحرَ عيناه بابلهْ
رأى مهجتي مرعى ً وعينيَ مشرباً
فلم يغنه ماءُ النّخيل وباقلهْ
أساهر ليلا بالغضا كلّما انقضت
أواخره كرّتْ عليَّ أوائلهْ
كأنّ الدجى برد تعاقد هدبه
برضوى يمادي عمره ويطاولهْ
رفعت لحاظي والظلامُ يصدُّها
لحيٍّ بسلمى أين زالت زوائلهْ
كأنّ خلاطَ البين بين حمولهم
لواعجُ قلبي بعدهم وبلابلهْ
وخلفَ سجوف الرقمِ بيض أكنَّة ٍ
تكنّفه من جنب سلمى طلائلهْ
حمته الرماحُ والحصانة أن ترى
مصاونه أو أن ترام مباذلهْ
وأغيد أعياه سوارٌ يغصّه
بخضبِ يديه أو حقابٌ يجاولهْ
حفظتُ الذي استودعتُ من سرّحبّه
وهاجرته بغيا وقلبي مواصلهْ
فما زال طرفي في الهوى وسفاهه
بحلمِ فمي حتى علا الحقَّ باطلهْ
عذيريَ من دنياي فيما ترومه
على عفّتي من بذلتي وتحاولهْ
تكلّفني أطماعها تركَ شيمتي
لشيمتها والطبعُ يتعبُ ناقلهْ
كفى شربتيْ يومى رواحُ حلوبة ٍ
عليّ وشاءُ الحيّ دثر وجاملهْ
أرى المرء لا يضويه ما ردّ وجههُ
مصونا ولا يعييه ما هو باذلهْ
وما الحرصُ إلا فضلة ٌ لو نبذتها
لما فاتك الزادُ الذي أنت آكلهْ
ومن غالب الأيامَ كان صريعة ً
لجانب قرنٍ لا يضعضع كاهلهْ
يصيب الفتى بالرأى ما شاء حظَّه
وما جرت الأقدارُ وهي تنازلهْ
يداوى بصيرا كلَّ داءٍ يصيبه
ويعمى عن الداء الذي هو قاتلهْ
فما لي وفي الأحرار بعدُ بقيّة ٌ
تصافح كفّي كفَّ من لا أشاكلهْ
إذا ما ابن عبد الله صحَّ وفاؤه
كفاني الطلابَ ودُّه لي ونائلهْ
فما غام خطبٌ وجهُ أحمدَ شمسهُ
ولا جفَّ عامٌ كفُّ أحمدَ وابلهْ
كريمٌ جرى والبحر شوطا إلى الندى
فعاد بفضل السبق والبحرُ ساحلهْ
يُصدَّقُ ما قال الرواة فأسرفوا
عن الكرماء بعضُ ما هو فاعلهْ
لعاذله حقٌّ على من يزوره
لكثرة ِ ما يغريه بالجود عاذلهْ
كأنّ الندى دينٌ له كلّما انقضت
فرائضه عنه تلتها نوافلهْ
يلوم على إنفاقه كثر ماله
فمن لك أن تبقى عليه قلائلهْ
ترى مجده الشفَّافَ من تحت بشره
إذا الخير دلّتنا عليه دلائلهْ
كأنّ قناعَ الشمس فوق جبينه
ومنكبَ رضوى ما تضمّ سرابلهْ
مديدُ نجادِ السيف إن هو لم يُطلْ
إذا قام قيدَ الرمح وهو يعادلهْ
قليل رقاد العين إلا تعلَّة ً
لماما كأنّ الليلَ بالنوم كاحلهْ
إذا عجَّ ظهرٌ مثقلٌ فهو عامدٌ
لأثقلَ ما حمَّلتهُ فهو حاملهْ
فإن نزل الخطبُ الغريبُ تطلَّعتْ
له من خصاصاتِ الذكاءِ شواكلهْ
حمى الملكَ والذؤبانُ وفوضى تنوشه
تخاتله عن سرجه وتعاسلهْ
ولبَّى وقد ناداه يا ناصرَ العلا
على فترة ٍ فيها أخو المرء خاذلهْ
رمى خللَ الآفاق منه بسدّة ٍ
إذا وزنتْ بالدهر شالت مثاقلهْ
فيوماه عنه يومُ قرنٍ يحاولهْ
فيرديه أو خصمٌ ألدُّ يجادلهْ
إذا الدولة استذرت بأيام عزِّها
فما هي إلا رايهُ ومناصلهْ
ولم يك كالمدلي بحرمة ِ غيرهِ
ولا من أنالته العلاءَ وسائلهْ
غريبا على النعماء والخفضِ وجههُ
وناطقة بالعجز عنه مخايلهْ
ولكنَّه البدرُ الذي ما خبت له ال
كواكبُ حتى بيَّضَ الأفقَ كاملهْ
هو الراكب الدهماءَ تمشي بظهرها
على جددٍ لا يحسد الركبَ راجلهْ
عريض النياط لا يثور ترابه
بخفٍّ ولا تحفي المطايا جنادلهْ
أمين الظما لا تعرف العيسُ خمسهُ
ببلٍّ إذا ثارت عليه قساطلهْ
لزاجر أعجازِ السوابق فوقه
سياطٌ من النسل الذي هو ناسلهْ
تراه بحضنيه يحاركُ ظلَّه
يقاومه طورا وطورا يمايلهْ
وتحسبه يهوي ليفضي بسرّه
إلى جالسٍ ما إن يزال يزاملهْ
أمينٌ بسرّي أو مؤدٍّ تحيَّتي
ومن يحمل السرّ الذي أنا حاملهْ
لعلَّ الذي حمِّلتُ من شوق أحمدٍ
يخف بأن تشكى إليه دواخلهْ
عهدتُ فؤادي أصمعا لا يخونني
وصدري متينا لا ترثُّ حبائلهْ
فما بال قلبي يستكين لهذه
وجأشيَ قد جالت عليَّ جوائلهْ
وأولى الهوى إن يستخفَّكَ ثقلهُ
هوى ً لم يجرَّب قبله ما يماثلهْ
وقبلكمُ ما خفتُ أن تسترقَّني
مياهٌ عن الماء الذي أنا ناهلهْ
ولا أنّ ربعاً بالصليقِ تشوقني
على بغضها أو طانهُ ومنازلهْ
ولكن أبى الفضلُ المفرّع منكمُ
على الناس إلا ان يخيّلَ خائلهْ
جزى الله يوما ضمَّ شملي إليكمُ
صلاحا وأعطاه الذي هو سائلهْ
فما كنتمُ إلا سحابا رجوته
لبلِّ فمى فعمَّمتني هواطلهْ
ويا طيبَ ما استعجلتُ كتبَ ودادكم
لو أنّي ببعدٍ لم يرعني آجلهْ
بلغتُ بكم غيظَ الزمان وفيكم
وأكثرُ ممّا نلت ما أنا آملهْ
فهل أنتَ يابن الخير راعٍ على النوى
أخاً لك لم تشغله عنك شواغلهْ
نعم عهدك العقد الذي لا تحلّه
يدُ الغدرِ والحبلُ الذي لا تساحلهْ
وأنك قد أحرزتَ منّى مهنَّدا
يروق وإن رثَّتْ عليه حمائلهْ
وعذراءَ من سرّ الفصاحة بيتُها
طويل العمادِ متعبٌ من يطاولهْ
لها نسبٌ في الشعر كالفجر في الدُّجى
متى تظلم الأنسابُ ترفعْ مشاعلهْ
أبوها شريفُ الفكرِ والفخرُ كلُّه
إصابتُها صهرا كأنتَ تباعلهْ
أتاك بها النيروزُ منى هديّة ً
فلله ماأرسلتُ أو من أراسلهْ
إذا برزتْ في زيّ فارس قومها
فحليتها تيجانه وأكاللهْ
فعش يُعجز الأقوامَ ما أنت فاعلٌ
كما يعجز الأقوال ما أنا قائلهْ
وأفضل ما ملِّكته صفو خاطري
وها أنا مهديهِ فهل أنت قابلهْ