ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ
ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ المؤلف: الشريف الرضي |
ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ
اودى الردى بقريعك المغوار
وترجلي عن كل اجردسابح
ميل الرقاب نواكس الابصار
وَدَعي الأعِنّة َ مِنْ أكُفّكِ إنّها
فقدت مصرفها ليوم مغار
وتجنبي جر القنا فلقد مضى
عَنهُنّ كَبْشُ الفَيْلَقِ الجَرّارِ
وَليَغْدُ كلُّ مُغَرِّضٍ مِنْ بَعدِه
مغرى بحل معاقد الاكوار
قطعَ الزّمانُ لسانَك العضْبَ الشَّبَا
وَهَدَى تخَمُّطَ فحلِك الهَدّارِ
واجتاح ذاك البحر يطفح موجه
وطوى غوارب ذلك التيار
اليَوْمَ صَرَّحَتِ النّوَائِبُ كَيْدَها
فينا وبان تحامل الاقدار
مُستَنْزِلُ الأسَدِ الهِزَبْرِ برُمْحِهِ
وَلّى، وَفَالِقُ هامَة ِ الجَبّارِ
وَتَعَطّلَتْ وَقَفَاتُ كُلّ كَرِيهَة ٍ
أبَداً، وَحُطّ رِوَاقُ كُلّ غُبَارِ
هيهات لا علق النجيع بعامل
يوماًولا علق السرى بعذار
يا تَغْلِبَ ابنَة َ وَائِلٍ! ما لي أرَى
نجميك قد افلا عن النظار
غَرَبا، فَذاكَ غُرُوبُهُ لمَنِيّة ٍ
عجلى وذاك غروبه لاسار
مَا لي رَأيْتُ فِنَاءَ دارِكِ عَاطِلاً
مِنْ كلّ أبلَجَ كالشّهابِ الوَارِي
متخبلي الاقطار الا من جوى
وَنَشيجِ كُلّ خَرِيدَة ٍ مِعْطَارِ
وحنين ملقاة الرجال مناخه
وصهيل واضعة السروج عوار
فُجعتْ سماؤكِ بالشموس وَحُوّلتْ
عَنْهَا وَعَنْكِ مَطالِعُ الأقْمَارِ
في كُلّ يَوْمٍ نَوْءُ مَجدٍ ساقِطٌ
منها ونجم مناقب متوار
عضت بنازلها المنون ولم تزل
تَقْرُو طَرِيقَ النّابِ بالأظفَارِ
يا طالاً بالثار اعجلك الردى
عن ان ينام على وجود الثار
يعتادج ذكرك ما تهزم مرجل
وَطَغى تَغَيُّضُ بُرْمَة ٍ أعْشَارِ
هجرت ركاب الركب بعدك قطعها
هَوْلَ الدُّجَى وَمَهَاوِلَ الأوْعَارِ
وَعَدِمْنَ كُلّ مَفازَة ٍ مَرْهُوبَة ٍ
وامن كل مخاطر عقار
فالان يجررن الازمة بدناً
بين المياه تفيض والانوار
اين القباب الحمر تفهق بالقرى
مَهْتُوكَة َ الأسْتَارِ للزُّوّارِ
اين الفناء تموج في جناته
بصَهِيلِ جُردٍ أوْ رُغَاءِ عِشارِ
اين القنا مركوزة تهفو بها
عذب البنود يطرن كل مطار
اين الجياد مللن من طول السرى
يَقذِفنَ بالمَهَرَاتِ وَالأمْهَارِ
مِن مَعشرٍ غُلْبِ الرّقابِ جَحاجحٍ
غلبوا على الاقدار والاخطار
من كلّ أرْوَعَ طاعنٍ أوْ ضَارِبٍ
أوْ وَاهِبٍ، أوْ خالعٍ، أوْ قَارِ
وَفَوَارِسٍ كالشُّهبِ تَطرَحُ ضَوءَها
يَوْمَ الوَغَى وَأُوَارِ حَرّ النّارِ
رَكِبُوا رِماحَهُمُ إلى أغرَاضِهِمْ
أمَمَ العُلَى، وَجَرَوْا بغَيرِ عِثَارِ
واستنزلوا ارزاقهم لسيوفهم
فَغَنُوا بِغَيرِ مَذَلّة ٍ وَصَغَارِ
كانوا هم الحي اللقاح وغيرهم
ضَرَعٌ عَلى حُكْمِ المَقاوِلِ جارِ
لا يَنبُذُونَ إلى الخَلائِفِ طاعَة ً
بِقَعَاقِعِ الإيعَادِ وَالإنْذَارِ
عقدوا لوائهم ببيض اكفهم
كبراًُ على العقاد والامار
وَاستَفظَعُوا خِلَعَ المُلُوكِ وَأيقَنوا
أنّ اللّبَاسَ لها ادّرَاعُ العَارِي
كَثُرَ النّصِيرُ لهمْ، فلَمّا جاءَهمْ
أمْرُ الرّدَى وَجِدُوا بِلا أنْصَارِ
هم اعجلوا داعي المنون تعرضاً
للطّعْنِ بَينَ ذَوَابِلٍ وَشِفَارِ
أوَلَيْسَ يَكْفِينَا تَسَلُّطُ بأسِها
حتى تسلطها على الاعمار
نزلوا بقارعة تشابه عندها
ذل العبيد وعزة الاحرار
سَدَّ البِلَى، وَأنارَ فَوْقَ جُسومهم
مِنْ كُلّ مُنْهَالِ النّقَا مَوّارِ
خرس قد اعتنقوا الصفيح وطالما
اعتنقوا الصفائح والدماء جوار
نُقِضَتْ مَرَائرُهمْ، وَكنّ أكفُّهم
مَبْلُولَة ً بالنّقْضِ وَالإمْرَارِ
صَارُوا قَرَاراً للمَنُونِ، وَإنّمَا
كانوا لسيل الذل غير قرار
كُنّا نَرَى أعيَانَهمْ مَمدُوحَة ً
فاليوم يمتدحون بالاثار
شرفاً بني حمدان ان نفوسكم
من خير عرق ضارب ونجار
انفت من الموت الذليل فاشعرت
جلداً على وقع القنا الخطار
بكرت عليك سحابة نفاخة
تُلْقي زَلازِلَهَا عَلى الأقْطَارِ
شَهّاقَة ٌ أسَفاً عَلَيْكَ بِرَعْدِها
طوراً وباكية بعذب قطار
وَسَقتكَ أوْعية ُ الدّموعِ فجاوَزَتْ
قَطَرَاتِ ذاكَ العَارِضِ المِدْرَارِ
وَإذا الصَّبَا حدَتِ النّسيمَ مَرِيضَة ً
تَفلِي جَميمَ الرّوْضِ وَالنّوّارِ
ممطورة الانفاس فاه بطيبها
سحريبين بها من الاسحار
فَجَرَتْ عَلى ذاكَ التّرَابِ سَليمة ً
مِنْ غَيرِ اضْرَارٍ لهَا بِجَوَارِ
تجرِي وَذاكَ القَبرُ غَيرُ مُرَوَّعٍ
مِنهَا، وَذاكَ التُّرْبُ غَيرُ مُثَارِ
اني ذكرتك خالياً فكأنما
أخَذَتْ عَليّ الأرْضُ بالأطْرَارِ
وَكَأنّمَا مالَتْ عَليّ بحَدّهَا
نزوات قانية الاديم عقار
لازال زائر قبره في عبرة
تنعى البقاء اليه واستعبار
والروض من حال عليه وعاطل
والمزن من غاد عليه وسار