أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ
أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ المؤلف: بشار بن برد |
أقْوى وعُطِّلَ مِنْ فُرَّاطَة َ الثَّمَدُ
فالربع منك ومن رياك فالسند
فالهضب أوحش ممن كان يسكنه
هضب الوراق فما جادت له الجمد
فمَنْ عهِدْتُ بِهِ الأُلاَّفَ تسْكُنُهُ
فالْعرْجُ تلاَقى الْقاعُ والْعُقَدُ
فافوا المنازل من نجدٍ وساكنه
فما دريتُ لأنى طية ٍ عمدوا
لكن جرت سنح بيني وبينهم
والأشأمان غراب البين والصرد
صاحا بسيرهم حتى استحث بهم
وبَالْخليطِ مِن الْجِيرانِ فانْجردُوا
وخلَّفُوا لَك آثاراً مُدعْثرة ً
مِمَّا يُلبَّدُ مِنْها فهْو مُلْتبِدُ
إلا العراص وإلا الهدب من دمنٍ
عَلى هدامِلِهَا الأَهْدامُ والنَّجدُ
ومن مباءة ربعانٍ ومن عطنٍ
يدب بينهم القردان والقرد
وملعبٍ لجوار ينتقدن به
وكُلِّ مُنْتَزَة ٍ للَّهْوِ مُنْتَقَدُ
بانوا بهن وفي الأحداج غانية
فِي جِيدِها ومتالِي ليتِها غَيَدُ
عَبْلٌ مُسَوَّرُها وعْثٌ مُؤزَّرُها
مِثل الْمهاة ِ رَدَاحٌ نَبْتُه رَوَدُ
هيْفاءُ لفَّاءُ جِرْدَحْلٌ مُخلْخلُها
تحيي وتقتل من شاءت بما تعد
فَمَا يَفُوزُ الَّذِي أحْيَتْ بِمَنْفَعَة ٍ
وَلا لِمَنْ قَتَلَتْ عَقْلٌ ولاَ قَوَدُ
تخدي بها أصلاً بزل مخيسة ٌ
مثل القصور عليها البدن الخرد
حتَّى اغْتَمَسْنَ ضُحًى فِي آلِ قَرْقَرَة ٍ
سَقْياً لَهُنَّ وَلِلصَّمْدِ الَّذِي صَمَدُوا
فعدهما ولأمر ما يزحزحهم
عند الهواهي وأهواء بهم بدد
وقُلْ لِمُرْتَفِقٍ فِي بَيْتٍ مَمْلَكَة ٍ
قولاً تبرأ منه الغي والفند
ما ذا ترى يا ولي العهد في رجلٍ
بقلبه من دواعي شوقه كمد
أقام في بلدٍ حتى بكى ضجراً
مِنْ بَعْضِهَا وَبَكَتْ مِنْ بَعْضِهِ بَلَدُ
إذَا أتَاهُ غَداً أوْ بَعْدَهُ ثَقَلٌ
تغدو إليه به الأنباء والبردُ
وقُرِّبَتْ لِمَسِيرٍ مِنْكَ يَوْمَئِذٍ
مَرَاكِبٌ مِنْكَ لَمْ تُولَدْ وَلاَ تَلِدُ
تغلي بهن طريقٌ ما به أثرٌ
في مستوى ما به حزنٌ ولا جدد
لا في السماء ولا في الأرض مسلكها
ولا تقوم ولا تمشي ولا تخدُ
وَلا يَذُقْنَ أكَالاً مَا بَقِينَ وَلاَ
يَشْرَبْنَ مَاءً وَهُنَّ الشُّرَّعُ الْوُرُدُ
جُونٌ مُجَلَّلَة ٌ قُعْسٌ مُجَرْشَعَة ٌ
مَا بَاتَ يُرْمِضُهَا أيْنٌ وَلا خَضَدُ
تُلْوَى الأَزْمَّة ُ فِي أذْنَابِهَا وَبِهَا
فِي السَّيْرِ يُعْدَلُ إِنْ جَارَتْ فَتَقْتَصِدْ
من كل مقربة ٍ للسير منقزة ٍ
خوفاً تجمع منها الجؤجؤ الأجد
من سبعة ٍ فإذا أنشأت تحسبها
وفاكها كملاً في كفك العدد
السَّمْرُ وَالنَّجْرُ وَالنَّجَّارُ يَقْرَعُهَا
وَالفْقَرُ وَالْقِيرُ والأَلْواحُ وَالْعَمَدُ
فَقَدْ وَفَتْ وَلَهَا فِي وَفْقِهَا عَلَمٌ
مِثْلُ السَّحَابَة ِ فِي أقْرَابِهَا زَبَدُ
فِي نُشْرَة ٍ بَعْدَ حَظِّي طِيبَ جَادِيَة ٍ
جاءت تهادي بهم من بعد ما هجدوا
فَثَوَّرَتْ بَقَراً مَا مِثْلُهُمْ بَقَرٌ
إنْ قُمْتَ قَامُوا وَإِنْ قُلْت اقْعُدُوا قَعَدُوا
فَبَاتَ عَرْشُكَ فَوْقَ الْمَاء يَحْمِلُهُ
بَحْرٌ تَلاَطَمَ فِيهُ الْمَوْجُ وَالزَّبَدُ
وَالرِّيحُ مُرْسَلَة ٌ وَالْماءُ مُنْصَلِتٌ
وَأنْتَ مُرْتَفِقٌ وَالسَّيْرُ مُنْجَرِدُ
إِلَى أبِيكَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِنَا
نَفْدٌ إِلَيْهِ وَفَتْحٌ مَا بِهِ نَفَدُ
وَاللّه أصْلَحَ بِالْمَهْدِيِّ فَاسِدَنَا
سرنا إليه وكان الناس قد فسدوا
داوى صدروهم من بعدما نغلت
كما يداوى بدهن العرة العند
حتى استصحوا وحتى قيل قد رجعوا
مما دعتهم إليه العادة العند
ولم يدع أحداً طغى وبغى
إلا تناولهم بالكف فاحتصدوا
بل لم يكن لجموع المشركين بهِ
وَلاَ يُشَيِّعُه جَوْلٌ وَلاَ بَدَدُ
سَدَّ الثُّغُورَ بَخَيْلِ اللّه مُلْجَمَة ً
وفي الخيول وفي فرسانها سدد
ثم انثنيت ولم تنزل به أوداً
إلا عدلت فلا جورٌ ولا أود
هذا ليمنك والإنسان مفتخر
وَالْفَخْرُ فِيهِ وَفِي أيَّامِهِ كَبَدُ
إِذَا القَبَائِلُ في بُلْدَانِهَا افَتخرَتْ
وكلهم في مقام الجد محتشدُ
إن الفخار إلى من قد بنى لكمو
مجداً تقاصر عن أركانه أحد
بِبَطْنِ مَكَّة آثارٌ لأَوَّلِكُمْ
مِمَّا بَنَى لِمَعَدٍّ جَدُّهُ أُدَدُ
الله كان وما كانت فكونها
وَمَا بهَا غَيْرُكُمْ مِنْ أهْلِهَا سَنَد
إلاَّ الدَّيَارَ الَّتِي مِنْ حوْلِها وُتِدت
لو كان يخبر عن جيرانه الوتد
تبْلى الدَّيَارُ وَيَبْلى مَن يَحِلُّ بِها
ودوركم ومغاني دوركم جدد
وَبَيْتُ خالِك حُجْرٍ في ذُرَى يَمَنٍ
بيت تكامل فيه العز والنضد
وَبَيْتُ عَمْرو وَمَبْنَى بَيْتِ ذِي يَزَن
وَذِي الكِلاَعِ وَمَنْ دَانَتْ لهُ الْجَنَدُ
وَتُبَّعٌ وَسَرَابِيلُ الحدِيدِ لَهُ
أزْمَانَ يُنْسَجُ فِي أزْمَانِهِ الزَّرَدُ
فَافْخَرْ هُنَاكَ بِأقْوَامٍ ذَوِي كَرَمٍ
لو خلد الله قوماً للعلى خلدوا
وهل ترى عجماً في الناس أو عرباً
إلاَّ لِخالِك فِيهِمْ نِعْمَة ٌ وَيَد
فإنْ جزوْك بِشُكْرٍ فالْوَفاءُ بِهِ
وَإنْ جُحِدْت فعادٌ قَبْلهُمْ جحَدُوا
فكَيفَ ذَاكَ وَمِنْ أنَّى يَسُوغُ لَهُمْ
وكلهم لك يابن الخير معتبد
وأنت يا سيد الإسلام سيدهم
وَكُل دِينٍ لَهُ مِنْ أَهْلِه سَنَدُ
إنْ فَاخَرُوكَ بِمَجْدٍ كُنْتَ أَمْجَدَهُمْ
وَمَا ظَلَمْتَ وَأَنْتَ الْمَاجِدُ النَّجُدُ
أوْ صَالَحُوكَ فَصُلْحٌ مَا رَعَوْكَ بِهِ
أَوْ حَارَبُوكَ فَفِي سِرْبَالِكَ الأَسَدُ
مَا اللَّيْثُ مُفْتَرِشاً في الغيلِ كَلْكَلَهُ
على مناكبه من فوقه لبدُ
يَحْمِي الشُّبُولَ وَيَحْمِي غِيلَ لبْوَتِهِ
وَقَدْ تَحَرَّقَ فِي حيْزُومِهِ الْحَرَدُ
يَوْماً بِأجْرَأَ لاَ وَاللّهِ مِنْكَ إِذَا
أَنْبَاءُ حَرْبٍ عَلَى نِيرَانِهَا احْتَرَدُوا
تحت العجاجة إذ فيها جماجمهم
مثل القرود عليها البيض تتقد
في كل معتركٍ ضنكٍ يضيقُ به
صَدْرُ الْكَمِيِّ إِذَا مَا عَمَّهُ الرَّمَدُ
وَالْجُرْدُ مِثلُ عَجُوزِ النَّارِ قَدْ بَرَدَتْ
شوهاء شهباءُ مزورٌّ بها الكتد
لَمْ يَبْقَ فِي فَمِهَا شَيْءٌ تَلوك بِهِ
إلا اللسانُ وإلا الدردر الدرد
باتت تمخض لما أن رأت عدداً
من السلاح على قومٍ لهم عدد
وَالْمَشْرَفِيَّة ُ قدْ فُلَّتْ مَضَارِبُهَا
عن الكماة وأطراف القنا قصد
لَوْ مَا تَخَيَّرَنَا مَهْدِيُّ أمَّتِهِ
عَمَّا يَرَى وَكُمَاة ُ الْحَرْبِ تَطَّرِدُ
أي الثلاثة فيها أنت إذ غدروا
بِذِمَّة ِ اللّه وَالْعَهْدِ الَّذِي عَهِدُوا
أَفَارِسٌ بَطَلٌ فِيها توَقَّدُهَا
بمن تحارب حتى يعظم الوقد
أم عارضٌ بردٌ بالماء يخمدها
حَتَّى يُنَشْنِشَهَا شُؤْبُوبُهُ الْبَرَدُ
أم رحمة ٌ نزلت من ربه لهمو
مَا قدْ تدارَكَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَهِدُوا
يُحْيِي الْبِلاد بِها مِنْ بَعْدِ مَوْتتِها
ويخرج النور منها والثرى ثأد
يا ليت شعري ومر القيظ مختلفٌ
على شرِيجيْنِ مَلْفُوظٌ وَمُزْدَرَد
ما بال موسى ومن يدعى لبيعته
كأنه قفص في ثوبه صرد
لا يُظْهِرُ الدَّهْرَ مَا فِي فصْلِ بَيْعَتِهِ
إِلَى الْمَجَالِسِ إِلاَّ وَهْوَ يَرْتَعِدُ
ومن يدبُّ إلى أمرٍ بداهية
ربداء تذرب عن أدوائها المعد
بَنِي أبِي جَعْفَرٍ يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ
على غواربها العيدية ُ الأجد
مَا بَالُ غَفْلَتِكُمْ عمَّنْ يَدِبُّ لكُمْ
ببيعة ٍ لم يجزها الواحد الصمد
لله دركمو من أهل مملكة ٍ
مَا إِنْ لَهَا عَنْكُمُو فِي الأَرضِ مُلْتَحَدُ
حتى أتتكم تهادى وهي صافية ٌ
عَفْواً يُصَفِّقُ فِيها الرَّاعدُ الْغَرِدُ
كلوا الخلافة واحشوا عين حاسدكم
قَيْحاً يُفَقِّئُهُ العُوَّارُ وَالرَّمَدُ
كَمْ حاسد لكُمُ يَرْجوا خِلافَتَكُمْ
قد كان يفقأ منه المقلة الحسد
أذكى عليكم عيوناً غير غافلة
إِذَا تغفَّلتِ الأَحْراسُ وَالرَّصَدُ
وَفِيم ذاك وَلاَ فِي الْعِيرِ عِدَّتُهُ
وَلاَ النَّفِيرِ وَلاَ إِنْ مَاتَ يُفْتَقَدُ
أمسى وأصبح والآمال معرضة ٌ
كالدرهم الزيف منها حين ينتقد
إِنِّي بَرِيءٌ إِلَيْكُمْ مِنْ وِلاَيَتِهِ
كما تبرأ من قناصه الفرد
والله يبرأ ممن لا يحبكمو
يوم القيامة إذ لا ينفع الحفدُ
وَقَدْ أقُولُ عَلَى هذَا لقَائِمكُمْ
قَوْلاً يُسَاعِدُهُ التَّوْفِيقُ والرَّشَدُ:
إن كنت ملتمساً يوماً لها رجلاً
يكفي رجالك إن غابوا وإن شهدوا
فاسْمعْ وُقِيت حِمام الْمَوْتِ منْ رَجْلٍ
ما في مشورته أفنٌ ولا نكدُ
تدعو إلى ابنك موسى وهو محتنكٌ
في سنه وبه ما أنعم الجند
فإنَّهُ ولدٌ بَرٌّ بِوَالِدِهِ
وَالبَرُّ يُخْلقُ مِنْهُ الطُّرْفُ وَ التلُدُ
يا خيزران سقاك الوابل الرغدُ
ما غبتَ عنها بأرض لا تحل بها
إِلاَّ دَعَاكَ إِلَيْهَا الْقَلْبُ وَالْكَبِدُ
وإن موسى وموسى أيما ملكٍ
عليه بعد عمود الدين يعتمد
شَرِيكُ رَوحِكَ يَأَوِي مِنْكَ فِي جَسَدٍ
ما دام يرزقُ منه الروح والجسد
قَدْ كَانَ لَوْلاَكَ يَا مَهْدِيَّ أمَّتِهِ
بالحمد أجمع والمعروف ينفردُ
فَاعْقِدْ لَهُ يَا أمِيرَ المؤْمِنينَ وَلاَ
تنظر به أمداً قد طال ذا الأمدُ
واجعل بعينك فيه الآن قرتها
فقدْ يقرُّ بِعَيْنِ الوالِدِ الْوَلدُ
وَاعْضُدُ أخاهُ بِهِ لاتتْرُكنَّهُمَا
كسَاعِدٍ مُفْرَدٍ ليْسَتْ لهُ عضُدُ
فقدْ سِمعْت بِمُوسَى حِين أَفْظعهُ
وَعِيدٌ فِرْعوْن لوْ يَأتِي بِمَا يَعِدُ
حتى استمد بهارون فآزره
فمِنْ هُناك أَتاهُ النَّصْرُ وَالمددُ
فاعْقِدْ لهُ يَا أمَيرَ المُؤْمِنِينَ وَلا
تنظر بذاك غداً لا يغررنك غد
إن الليالي والأيام فاجعة ٌ
وَالمَرْءُ يَفْنَى ولا يَبْقَى لهُ الأَبَدُ
هذا مقالي لكم والله يرشدكم
ويعلم الله ربي الواحدُ الصمد
أن قد نصحتُ لكم بالجود من جدتي
وهل تجود يدٌ إلا بما تجد؟