قصيدة
أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني للأخطل
أعاذلَ ما عليكِ بأنْ تريني أُباكِرُ قَهْوَة ً فيها احْمرارُ
تَضَمّنَها نُفوسُ الشَّرْبِ، حتى يرُوحوا في جُفونِهمِ انْكسارُ
تواعدَها التجارُ إلى أناها فأطْلَعَها على العَربِ التّجارُ
فأعْطَيْنا الغلاءَ بها، وكانَتْ نأبّى ، أوْ يكونَ لها يَسارُ
أعاذلَ توشكينَ بأن تريني صريعاً، لا أزورُ ولا أُزارُ
إذا خفَقَتْ عليَّ، فألبَسَتْني بلامِعِ آلها، البيدُ القِفارُ
لعَمْرُ أبي لئِنْ قوْمٌ أضاعوا لِنعْمَ أخو الحِفاظِ لنا جِدارُ
حمانا حينَ أعورْنا وخفنا وأطعمَ، حين يتبعُ القتارُ
وأوقد نار مكرمة ٍ ومجدٍ ولم توقدْ مع الجشميّ نارُ
وأطعمَ أشهرَ الشهباء حتى تصوحَ في منابتهِ الحسارُ
فإذا درَّت بكفكَ، فاحتلبها ولا تكُ درة ٌ فيها غرارُ
وأمسِكْ عنكَ بالطّرفينِ، حتى تَبَيّنَ أيْنَ يَصْرِفُكَ المَغارُ
فإنَّ عواقِبَ الأيّامِ تُخْشى دوائرها وتنتقلُ الديارُ
وقدج علمَ النساءُ إذا التقينا وهنَّ وراءنا، أنا تغارُ
تربعنا الجزيرة ، بعد قيسٍ فأضحتْ وهي من قيسٍ قفار
يُزَجُّونَ الحميرَ بأرْضِ نَجْدٍ وما لهمُ من الأمرِ الخيارُ
رأوا ثغراً تحيطُ به المنايا وأكْبَدَ ما يُغيّرُهُ الغِيارُ
تُسامي مارِدونَ بهِ الثّرَيّا وأيدي الناسِ دونهمُ قصارُ
وأولادُ الصريح مسوّماتٌ علَيْها الأُسْدُ غُضْفاً والنِّمارُ
شوازبُ كالقنا، قد كانَ فيها من الغاراتِ والغزو اقورارُ
ذوابلُ كلّ سلهبة ٍ خنوفٍ وأجْرَدَ ما يُثَبّطُهُ الخَبارُ
فأتْرَزَ لحْمَهُ التَّعْداءُ، حتى بدتْ منهُ الجناجنُ والفقارُ
وقَدْ قَلِقَتْ قلائدُ كلّ غَوْجٍ يُطِفْنَ بهِ، كما قَلِقَ السِّوارُ
تَراهُ كأنّهُ سِرْحانُ طَلٍّ زهاهُ يومَ رائحة ٍ قطارُ
وأبْقى الحَرْبُ واللَّزَباتُ مِنْها صلادمَ، ما تخوَّنها المهارُ
ألمْ تَرَني أجَرْتُ بَني فُقَيْمٍ بحَيْثُ غَلا عَلى مُضَرَ الجِوارُ
بعاجِنَة ِ الرَّحوبِ فلَمْ يسيروا وسُيّرَ غيرُهُمْ عَنْها فساروا