أظبية الوحش لولا ظبية الأنس المؤلف: المتنبي |
أظَبْيةَ الوَحشِ لولا ظَبيةُ الأَنَسِ | لمَّا غَدَوتُ بجَدٍّ فِي الهَوَى تَعِسِ |
ولا سَقَيتُ الثَرى والمُزنُ مخلِفةٌ | دَمعاً يُنشِّفُهُ من لَوعَةِ نفَسي |
ولا وقَفَت بجسمٍ مُسيَ ثالثةٍ | ذِي أرسُمٍ دُرُسٍ في الأرسُم الدُرُسِ |
صريعَ مقتلِها سأل دِمنتها | قتيلَ تكسيرِ ذاك الجَفنِ واللَعَسِ |
خريدةٌ لو رَأَتها الشمس ما طَلَعَت | ولو رآها قضِيبُ البانِ لم يَمِسِ |
ما ضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ على رَشَإٍ | ولا سَمِعتُ بدِيباجٍ على كُنُسِ |
إن ترمِنِي نَكَباتُ الدهرِ عن كثبٍ | ترمِ امرَأً غير رعديد ولا نَكِسِ |
يَفدي بَنيكَ عُبيدَ اللهِ حاسدُهم | بجبهة العَيرِ يُفدَى حافرُ الفَرَسِ |
أبا الغطارِفَةِ الحامين جارَهُمُ | وتاركي الليثِ كلباً غير مفترسِ |
من كل أبيضَ وضَّاحٍ عِمامتُهُ | كأنَّمَا اشتَمَلَت نُوراً على قَبَسِ |
دانٍ بعيدٍ محبٍ مبغضٍ بََهجٍ | أغرَّ حُلوٍ مُمرٍ لَيِّنٍ شرسِ |
ندٍ أبي غرٍٍ وافٍ أخي ثقةٍ | جَعدٍ سَرِيٍّ له نَدبٍ رَضٍ نَدُسِ |
لو كان فيضُ يديهِ ماء غادية | عزّ القطافي الفَيافِي مَوضِعَ اليَبَسِ |
أكارمٌ حَسَدَ الأرضَ السماء بهم | وقصَّرَت كلُّ مصرٍ عن طَرابُلُسِ |
أي الملوكِ وهم قَصدي أُحَاذِرُهُ | وأَيُّ قرنٍ وهم سيفي وهم تُرُسي |