الرئيسيةبحث

أصول السنة واعتقاد الدين

أصول السنة واعتقاد الدين
  ► عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة برواية ابن أبي حاتم ☰  


بسم الله الرحمن الرحيم


أخبرنا الشيخ الجليل الزاهد الثقة أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم قال: أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، قالا: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد البرذعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (أسعده الله ورضي عنه) قال:


سألت أبي وأبا زرعة رضي الله عنهما عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا ويمنًا، فكان من مذهبهم:

إن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته.

والقدر خيره وشره من الله عز وجل.

وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي [رضي الله عنهم - وهم الخلفاء الراشدون المهديون.

وأن العشرة الذين سماهم رسول الله ﷺ وشهد لهم بالجنة على ما شهد له وقوله الحق.

والترحم على جميع أصحاب محمد ﷺ، والكف عما شجر بينهم.]

والله على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه على لسان رسوله ﷺ، بلا كيف؛ أحاط بكل شيء علما. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

والله تبارك وتعالى يُرى في الآخرة، ويراه أهل الجنة بأبصارهم.

[ويسمعون] كلامه كيف شاء وكما شاء.

والجنة حق، والنار حق، وهما مخلوقتان لا يفنيان أبدًا؛ فالجنة ثواب لأوليائه، والنار عقاب لأهل معصيته، إلا من رحم.

والصراط حق. والميزان الذي له كفتان يوزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها حق.

والحوض المكرم به نبينا ﷺ حق.

والشفاعة حق. وأن ناسًا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق.

وعذاب القبر حق. ومنكر ونكير حق.

والكرام الكاتبون حق.

والبعث بعد الموت حق.

وأهل الكبائر في مشيئة الله عز وجل، لا نكَّفر أهل القبلة بذنوبهم، ونكل سرائرهم إلى الله عز وجل.

ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان.

ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة.

ونسمع ونطيع لمن ولاه الله أمرنا ولا ننزع يدًا من طاعة.

ونتبع السنة والجماعة ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة.

وأن الجهاد ماضٍ منذ بعث الله عز وجل نبيه ﷺ إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين، لايبطله شيء؛ والحج كذلك.

ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين.

والناس مؤمنون في أحكامهم ومواريثهم، ولا يُدرى ما هم عند الله عز وجل. فمن قال إنه مؤمن حقًا فهو مبتدع، ومن قال هو مؤمن عند الله فهو من الكاذبين، ومن قال إني مؤمن بالله فهو مصيب.

والمرجئة مبتدعة ضُلال.

والقدرية مبتدعة ضلال، ومن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما يكون قبل أن يكون فهو كافر.

وأن الجهمية كفار.

وأن الرافضة رفضوا الإسلام.

والخوارج مُرّاق.

ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله [العظيم] كفرًا ينقل من الملة،

ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.

ومن شك في كلام الله [عز وجل] فوقف شاكًا فيه يقول "لا أدري مخلوق أو غير مخلوق" فهو جهمي.

ومن وقف في القرآن جاهلا عُلِّمَ وبُدِّع ولم يُكفَّر.

ومن قال "لفظي بالقرآن مخلو" أو "القرآن بلفظي مخلوق" فهو جهمي.

قال أبو محمد: وسمعت أبي رضي الله عنه يقول: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر. وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية، يريدون إبطال الآثار. وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبَّهة. وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة مجبرة. وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية. وعلامة الرافضة تسمية أهل السنة ناصبة، [1] [وظل هذا أمر عصبات معصيات]. ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد، ويستحيل أن يجمعه هذه الأسامي.

حدثنا أبو محمد قال: وسمعت أبي وأبا زرعة يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، ويغلطان رأيهما أشد تغليط، وينكران وضع الكتب بالرأي بغير آثار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام، وعن النظر في كتب المتكلمين، ويقولان: لا يُفلح صاحب كلام أبدًا.

[آخر الاعتقاد]

هامش

  1. أو "نابتة"