وبه نستعين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
س1 ما هي المسائل الأربع التي يجب على كل إنسان أن يتعلمها؟
ج: الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ﷺ ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية: العمل بهذا العلم.
الثالثة: الدعوة إليه.
الرابعة: الصبر على الذي فيه
س2 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَبْرِ}.
س3 ما الذي قاله الشافعي في هذه السورة؟
ج: قال: "لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم".
س4 هل القول والعمل قبل العلم أو العلم قبلهما؟
ج: العلم قبلهما بدليل قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. قاله البخاري رحمه الله.
س5 ما المسائل الثلاثة التي يجب تعلمها والعمل بها؟
ج: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملًا، بل أرسل إلينا رسولًا، فمن أطاعه دخل الجنّة، ومن عصاه دخل النار.
س6 وما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}.
الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد، لا ملكٌ مقربٌ، ولا نبيٌ مرسلٌ.
س7 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَهِ أَحَدًا}.
الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحّد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.
س8 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْه} الآية.
س9 ما الحنيفية ملة إبراهيم؟
ج: أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها.
س10 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ}.
س11 ما معنى يعبدون؟
ج: يوحدوني، وآمرهم وأنهاهم.
س12 ما هو أعظم شيءٍ أمر الله به؟
ج: التوحيد.
س13 ما هو التوحيد؟
ج: هو إفراد الله بالعبادة وإثبات اتصافه بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله ﷺ، وتنزيهه عن النقائص والعيوب، ومشابهة المخلوقات.
س14 ما هو أعظم شيءٍ نهى الله عنه؟
ج: الشرك.
س15 ما هو الشرك؟
ج: دعوة غير الله معه. وأن تجعل لله ندًّا في العبادة وهو خلقك.
س16 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}، وقوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادا}.
س17 ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها وتحقيق العمل بها والدعوة إليها؟
ج: معرفة العبد ربّه ودينه ونبيه محمد ﷺ.
س18 من ربك؟
ج: ربي الله الذي ربّاني وربّى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
س19 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وكل من سوى الله عالَم، وأنا واحدٌ من ذلك العالم.
س20 بِمَ عرفت ربك؟
ج: عرفته بآياته ومخلوقاته، الليل والنهار والشمس والقمر، والسموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما.
س21 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَيْلُ وَالنَهَارُ وَالشَمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَيْلَ النَهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
س22 ما هو الرب؟
ج: الرب هو السيد المالك الموجد من العدم إلى الوجود، وهو المستحق للعبادة.
س23 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشًا وَالسَمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. فالخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة.
س24 ما هي العبادة؟
ج: العبادة هي غاية الخضوع والتذلل، وغاية الحبّ والتعلّق لمن فُعِل له ذلك. وبعبارةٍ أخرى هي اسمٌ جامع لكل ما يحبّه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة.
س25 كم أنواع العبادة التي أمر الله بها؟
ج: كثيرة، منها: الإسلام، والإيمان، والإحسان، والدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها، كلها مخصوصة بالله تعالى.
س26 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَهِ أَحَدًا}. وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلّا تَعْبُدُوا إِلّا إِيَّاهُ}.
س27 ماحكم من صرف منها شيئا لغير الله؟
ج: من صرف منها شيئا لغير الله تعالى فهو مشركٌ كافرٌ.
س28 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.
س29 ما الدليل على أن الدعاء عبادة؟
ج: قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. وقوله عليه الصلاة والسلام: "الدعاء مخ العبادة". وفي رواية: "الدعاء هو العبادة".
س30 ما الدليل على أن الخوف عبادة؟
ج: قوله تعالى: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
س31 ما الدليل على أن الرجاء عبادة؟
ج: قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
س32 ما الدليل على أن التوكل عبادة؟
ج: قوله تعالى: {وَعَلَى اللَهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
س33 ما الدليل على أن الرغبة والرهبة والخشوع عبادات؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
س34 ما الدليل على أن الخشية عبادة؟
ج: قوله تعالى: {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ}
س35 ما الدليل على أن الإنابة عبادة؟
ج: قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}. الآية
س36 ما الدليل على أن الاستعانة عبادة؟
ج: قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. وفي الحديث: "إذا استعنت فاستعن بالله".
س37 ما الدليل على أن الاستعاذة عبادة؟
ج: قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَاسِ، مَلِكِ النَاسِ إِلَهِ النَاسِ}.
س38 ما الدليل على أن الاستغاثة عبادة؟
ج: قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}.
س39 ما الدليل على أن الذبح عبادة؟
ج: قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام: "لعن الله من ذبح لغير الله".
س40 ما الدليل على أن النذر عبادة؟
ج: قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}.
س41 ما الأصل الثاني؟
ج: معرفة دين الإسلام بالأدلّة.
س42 وما هو دين الإسلام؟
ج: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة؛ والبراءة من الشرك وأهله.
س43 كم مراتب دين الإسلام؟
ج: مراتبه ثلاثة: "الإسلام، والإيمان، والإحسان" وكل مرتبة لها أركان.
س44 كم أركان الإسلام؟
ج: خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ بيت الله الحرام.
س45 ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله؟
ج: قوله تعالى: {شَهِدَ اللَهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
س46 ما معنى لا إله إلا الله؟
ج: معناه لا معبود بحق إلا الله وحده.
س47 ما المقصود بلا إله؟
ج: المقصود نفي جميع ما يعبد من دون الله.
س48 ما المقصود بـ(إلا الله)؟
ج: المقصود إثبات العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنّه ليس له شريك في ملكه.
س49 ما تفسيرها الذي يوضحها؟
ج: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلّا نَعْبُدَ إِلّا اللَهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
س50 ما دليل شهادة أن محمدًا رسول الله؟
ج: قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}. وقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
س51 ما معنى شهادة أن محمدًا رسول الله؟
ج: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا نعبد الله إلا بما شرّع عليه الصلاة والسلام.
س52 ما دليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد؟
ج: قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللَهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَلاةَ وَيُؤْتُوا الزَكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.
س53 وما دليل الصيام؟
ج: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
س54 ما دليل الحجّ؟
ج: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.
س55 ما المرتبة الثانية من مراتب دين الإسلام؟
ج: هي الإيمان.
س56 كم شعب الإيمان؟
ج: هي بضعٌ وسبعون شعبةٍ، أعلاها قول: "لا إله إلا الله"، وأدناها: "إماطة الأذى عن الطريق"، والحياء شعبةٌ من الإيمان.
س57 كم أركان الإيمان؟
ج: ستة: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".
س58 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَبِيِّينَ} الآية.
س59 ما دليل القدر؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
س60 ما المرتبة الثالثة من مراتب الإسلام؟
ج: هي الإحسان، وله ركنٌ واحدٌ.
س61 ما هو الإحسان؟
ج: هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك.
س62 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّ اللَهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}. وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَمِيعُ الْعَلِيمُ}. وقوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}.
س63 ما الدليل من السنة على مراتب الدين الثلاثة؟
ج: حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - قال: "بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منّا أحد، فجلس إلى النبي ﷺ، وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال: "أن تشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلًا". قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه. قال: أخبرني عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشرّه". قال: أخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك". قال: أخبرني عن الساعة؟ قال:: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل". قال أخبرني عن أماراتها؟ قال: "أن تلد الأمة ربّتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان". قال: فمضى. فلبثنا قليلًا. فقال: "يا عمر، أتدرون من السائل؟". قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا جبريل أتاكم ليعلّمكم أمر دينكم". رواه مسلم في صحيحه.
س64 ما هو الأصل الثالث؟
ج: معرفة نبينا محمد ﷺ، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
س65 كم عمر النبي ﷺ ؟
ج: ثلاث وستون سنة، منها أربعون قبل النبوّة، وثلاث وعشرون نبيا رسولًا، نبئَ بـ {اقْرَأْ}، وأرسل بـ {الْمُدَّثِّرُ}، وبلده مكّة.
س66 بأي شيءٍ بعثه الله؟
ج: بعثه الله بالنذارة عن الشرك، وبالدعوة إلى التوحيد.
س67 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}.
س68 ما معنى {قُمْ فَأَنْذِرْ}؟
ج: معناه أنذر عن الشرك وادع إلى التوحيد.
س69 ما معنى {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}؟
ج: معناه عظّم ربّك بالتوحيد، وطهّر أعمالك عن الشرك.
س70 ما معنى {وَالرُجْزَ فَاهْجُرْ}؟
ج: معناه: اهجر الأصنام. وهجرها: تركها وأهلها، والبراءة منها وأهلها.
س71 كم أخذ على هذا ﷺ ؟
ج: أخذ على هذا عشر سنين، وبعدها عُرج به إلى السماء وفرضت عليه ﷺ الصلوات الخمس ليلتئذٍ، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة المنورة.
س72 ما هي الهجرة؟
ج: هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، ومن بلد البدعة إلى بلد السنة.
س73 ما حكم الهجرة؟
ج: حكمها أنها فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، ومن بلد البدعة التي يدعو أهلها إليها إلى بلد السنة. وأنّها باقية إلى أن تطلع الشمس من مغربها.
س74 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِجَالِ وَالنِسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَهُ عَفُوًّا غَفُورًا}، وقوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}.
س75 ما سبب نزول هاتين الآيتين؟
ج: سبب نزول الآية الأولى: أن قوما من أهل مكة أسلموا وتخلّفوا عن الهجرة مع رسول الله ﷺ، وافتتن بعضهم وشهد مع المشركين حرب يوم بدر، فأبى الله قبول عذرهم، فجازاهم جهنم.
وسبب نزول الآية الثانية: أن قوما من المسلمين كانوا بمكة لم يهاجروا، فناداهم الله باسم الإيمان، وحضهم على الهجرة.
س76 ما الدليل على بقاء الهجرة في الحديث؟
ج: قوله ﷺ: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها".
س77 ما الذي أمر ﷺ به بعد أن استقر بالمدينة؟
ج: أمر ببقية شرائع الإسلام، من: الزكاة، والصوم، والحجّ، والأذان، والجهاد، وغير ذلك من شرائع الإسلام.
س78 كم أخذ على هذا ﷺ ؟
ج: أخذ على هذا عشر سنين. وتوفى صلاة الله وسلامه عليه ودينه باقٍ، وهذا دينه، لا خير إلا دلّ الأمة عليه، ولا شرّ إلا حذّرها منه.
س79 ما الخير الذي دل الأمة عليه؟ وما الشر الذي حذرها عنه؟
ج: الخير الذي دلّ الأمة عليه: التوحيد وجميع ما يحبّه الله ويرضاه.
والشرّ الذي حذّرها عنه: الشرك وجميع ما يكره الله ويأباه.
س80 هل بعثه الله لقبيلةٍ مخصوصةٍ أم لجميع الناس؟
ج: بعثه الله إلى كافة الناس، وافترض طاعته
على جميع الثقلين: الجن والإنس.
س81 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}. وقوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}.
س82 هل أكمل الله به الدين أم كمل بعده؟
ج: نعم، كمّل الله به الدين حتى لا يحتاج لشيءٍ من الدين بعده، صلوات الله وسلامه عليه.
س83 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا}.
س84 ما الدليل على موته عليه الصلاة والسلام؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}.
س85 هل يبعث الناس بعد موتهم أم لا؟
ج: نعم، يبعثون، لقوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا
عِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}، وقوله تعالى: {وَاللَهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا}.
س86 هل الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم بعد البعث، أم لا؟
ج: نعم، محاسبون ومجزيون بأعمالهم، بدليل قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}.
س87 ما حكم من كذّب بالبعث؟
ج: حكمه أنّه كافر، بدليل قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَهِ يَسِيرٌ}.
س88 بأي شيءٍ أرسل الله الرسل؟
ج: أرسلهم الله بالبشارة لمن وحّد الله بالجنّة، وبالنذارة لمن أشرك بالله بعذاب النار.
س89 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلّا كُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُسُلِ}.
س90 من أوّل الرسل؟
ج: نوح عليه السلام.
س91 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}.
س92 هل بقيت أمّة لم يبعث الله لها رسولًا يأمرهم بعبادة الله وحده واجتناب الطاغوت؟
ج: لم تبق أمّة إلا بُعث إليها رسولًا، بدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَهَ وَاجْتَنِبُوا الطَاغُوتَ}.
س93 ما هو الطاغوت؟
ج: هو ما تجاوز به العبد حدّه من معبودٍ أومتبوعٍ أو مطاعٍ.
س94 كم عدد الطواغيت؟
ج: كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبلس لعنه الله، ومن عُبِدَ وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.
وقد أمرنا الله أن نكفر بها، ونجتنبها، ونكون من المسلمين.
س95 ما الدليل على ذلك؟
ج: قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَهَ وَاجْتَنِبُوا الطَاغُوتَ}، وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلّا نَعْبُدَ إِلّا اللَهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
وهذا هو معنى لا إله إلا الله، وفي الحديث: "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"... والله أعلم.