أشَوْقاً وَمَا زَالَتْ لَهُنّ قِبَابُ
أشَوْقاً وَمَا زَالَتْ لَهُنّ قِبَابُ المؤلف: الشريف الرضي |
أشَوْقاً، وَمَا زَالَتْ لَهُنّ قِبَابُ
وذكر تصاب والمشيب نقاب
وغير التصابي للكبير تعلة
وغير الغواني للبياض صحاب
وما كل ايام المشيب مريرة
ولا كل ايام الشباب عذاب
أُؤّملُ مَا لا يَبلُغُ العُمْرُ بَعضَهُ
كأن الذي بعد المشيب شباب
وطعم لبازي الشيب لا بد مهجتي
اسف على راسي وطار غراب
لِدَاتُكَ إمّا شِبْتَ واتّبَعُوا الرّدَى
جميعاً واما ان رديت وشابوا
بُكَاءٌ على الدّنْيا وَلَيسَ غَضارَة ً
وماض من الدنيا وليس مآب
اذا شئت قلبت الرمان وصافحت
لِحاظي أُمُوراً، كُلّهُنّ عُجابُ
ضَلالاً لقَلْبي ما يُجنّ مِنَ الهَوَى
ومن عجب الايام كيف يصاب
يُعَذَّلُ أحيَاناً، وَيُعذَرُ مِثْلَها
ويستحسن البادي به ويعاب
وان افظ المالكين خريدة
وان اضن الباذلين كعاب
ولما ابى الاظعان الا فراقنا
وَللبَيْنِ وَعْدٌ لَيْسَ فيهِ كِذابُ
رجعت ودمعي جازع من تجلدي
يَرُومُ نُزُولاً للجَوَى فَيَهَابُ
وَأثقَلُ مَحمُولٍ عَلى العَينِ دَمعُها
إذا بَانَ أحْبَابٌ وَعَزّ إيَابُ
فمن كان هذا الوجد يعمر قلبه
فقلبي من داء الغرام خراب
وَمَنْ لَعِبَتْ بِيضُ الثّغُورِ بعَقْلِهِ
فعندي احر الباردين رضاب
يَعِفّ عَنِ الفَحشاءِ ذَيْلي، كأنّما
عَلَيْهِ نِطَاقٌ دُونَها وَحِجَابُ
اذا لم انل من بلدة ما اريده
فَمَا سَرّني أنّ البِلادَ رِحَابُ
وَهَلْ نافعي أنْ يَكثُرَ الماءُ في الدُّنَا
ولما يجرني ان ظمئت شراب
وَلي سَاعَة ٌ في كُلّ أرْضٍ، كأنّمَا
عَلى الجَوّ مِنها وَالعُيُونِ ضَبَابُ
بَعيدَة ُ أُولَى النّفْعِ مِنْ أُخْرَيَاتِهِ
وللطعن فيها جيئة وذهاب
وما بين خيلي والمطالب حاجز
وَلا دُونَ عَزْمي للظّلامِ حِجَابُ
جياد الى غزو القبائل تمتطي
وَأرْضٌ إلى نَيْلِ العَلاءِ تُجَابُ
وابلج وطاء على خد ليله
كما فارق للنصل المضي قراب
يَعَافُ طَعاماً مَا جَنَاهُ حُسَامُهُ
وخير من الطعم الذليل تراب
وَخُذْ ما صَفا في كُلّ دَهرٍ، فإنّما
ظَلامُ اللّيَالي، وَالرّمَاحَ جَنَابُ
وَمَا يَبْلُغُ الأعْداءُ مِنّي بِفَتْكَة ٍ
ودوني فناء للأمير وباب
تَسَاقَطُ أطْرَافُ الأسِنّة ِ دُونَهُ
وَتَنْبُو، وَلَوْ أنّ النّجُومَ حِرَابُ
لَبِستُ بهِ ثَوْباً مِنَ العِزّ، يُتّقَى
طِعَانٌ مِنَ البَلْوَى بهِ، وَضِرَابُ
دَعَوْتُ، فَلَبّاني، وَلوْ كنتُ داعِياً
سِوَاهُ مَضَى قَوْلٌ وَعَيَّ جَوَابُ
وان الطعايا من يمين محمد
لأمْطَرُ مِنْ قَطْرٍ مَرَاهُ سَحَابُ
لحَاظٌ كَمَا شَقّ العَجاجَ مُهَنّدٌ
ووجه كما جلى الظلام شهاب
بلا شافع يعطي الذي انت طالب
وَبَعْضُ مَوَاعِيدِ الرّجَالِ سَرَابُ
فَتًى تَقْلَقُ الأعداءُ مِنْهُ، كَأنّهُ
لَظَى نَاجِرٍ، وَالخالِعُونَ ضَبَابُ
اذا شاء ناب القول عن فعلاته
وقام مقام العضب منه كتاب
يُعَظَّمُ أحيَاناً، وَلَيسَ تَجَبُّرٌ
وينظر غضبانا وليس سباب
بَغيضٌ إلى قَلبي سِوَاهُ، وَإن غَدَتْ
لَهُ نِعَمٌ تَتْرَى إليّ رِغَابُ
وَعِبْءٌ عَلى عَيْنيّ رُؤيَة ُ غَيْرِهِ
ولو كان لي فيه منى وطلاب
فَلا جودَ إلاّ أنْ تَمَلّ مَطَامِعٌ
ولا عفو الا ان يطول عقاب
فداؤك قوم انت عال عليهم
شِدادٌ عَلى بَذْلِ النّوَالِ صِعَابُ
إذا بَادَرُوا مَجداً بَرَزْتَ، وَبَلّدُوا
وَإنْ طالَعُوا عِزّاً شَهِدْتَ وَغابُوا
وَقاؤكَ مِنْ ذَمّ العِدى خُلفُ نائلٍ
يَدُرّ، وَلَمْ تُرْبَطْ عَلَيهِ عِصَابُ
وَما كلّ مَن يَعلُو كقَدرِكَ قَدْرُهُ
ولا كل سام في السماء عقاب
وَمَا المَلِكُ المَنْصُورُ إلاّ ضُبَارِمٌ
لَهُ منكَ ظُفرٌ في الزّمانِ وَنَابُ
بعزمك يمضي عزمه في عدوه
مضَاءَ طَرِيرٍ أيّدَتْهُ كِعَابُ
تلافيت اسراب الرعية بعد ما
توقد اضغان لها وضباب
ولما طغى باد واضرم ناره
عَلى الغَدْرِ، إنّ الغَادِرِينَ ذِئَابُ
بَعَثْتَ لَهُ حَتْفاً بغَيرِ طَليعَة ٍ
تخب به قب البطون عراب
نزائع يعجمن الشكيم وقد جرى
عَلى كُلّ فَيفَاءٍ دَمٌ وَلُعَابُ
خَواطِرُ بالأيدي لَوَاعِبُ بالخُطَى
وللطعن في لباتهن لعاب
وَلا أرْضَ إلاّ وَهْيَ تَحثُو تُرَابَهَا
عليه وترميه رباً وعقاب
فَوَلّى وَوَلّيْتَ الجِيَادَ طِلابَهُ
وسالت مروج بالقنا وشعاب
تغامس في بحر الحديد وخلفه
لماء المنايا زخرة وعباب
وقد كان ابدى توبة لو قبلتها
وَلَوْ نَفَعَ الجَاني عَلَيْكَ مَتَابُ
كاني بركب حابس هو منهم
اقاموا بارض والجذوع ركاب
عَوَارِيَ إلاّ مِنْ دَمٍ فَتَأتْ بهِ
مَعاصِمُ مِنْ أسرِ الرّدَى وَرِقَابُ
ولله عار في بنانك متنه
يشب ومن لون المداد خضاب
امين على سر وليس حفيظة
وماض على قرن وليس ذباب
وما مسه مجد بلى ان راحة
لها نسب في الماجدين قراب
وَإنّي لأرْجُو مِنْكَ حَالاً عَظِيمَة ً
وَأمْراً أُرَجّي عِنْدَهُ وَأهَابُ
لعل زماني ينثني لي بعطفة
وَتَرْضَى مُلِمّاتٌ عَليّ غِضَابُ
وما انا ممن يجعل الشعر سلماً
الى الامر ان اغنى غناه خطاب
وليس مديح ما قدرت فان يكن
مديح على رغمي فليس ثواب
أبَى لي عَليٌّ وَالنّبيُّ وَفَاطِمٌ
جُدوديَ أنْ يُلوِي بعِرْضِيَ عَابُ
فلا تغض عن يوم العدو وليله
وَثَمّ طُلُوعٌ بِالأذَى وَغِيَابُ
فَقَد يَحمِلُ الباغي عَلى المَوْتِ نفسَه
اذا صفرت مما اراد وطاب
وخذ ما صفا من كل دهر فانما
غَضَارَتُهُ غُنْمٌ لَنَا وَنِهَابُ
وعش طالعاً في العز كل ثنية
عَلَيْكَ خِيَامٌ للعُلَى وَقِبَابُ