باب الجيم
باب الجيم والألف
جابان أبو ميمون
د جابان أبو ميمون. روى عنه ابنه ميمون أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ غير مرة، حتى بلغ عشراً، يقول: "أيما رجل تزوج امرأة وهو ينوي أن لا يعطيها صداقها، لقي الله عز وجل زانياً". كذا روى عن أبيه إن كان محفوظاً.
جابر بن الأزرق
د ع جابر بن الأزرق الغاضري. عداده في أهل حمص، روى عنه أبو راشد الحبراني قال: أتيت رسول الله ﷺ على راحلة ومتاع، فلم أزل أسايره إلى جانبه حتى بلغنا، فنزل إلى قبة من أدم فدخلها، فقام على بابه أكثر من ثلاثين رجلاً معهم السياط فدنوت، فإذا رجل يدفعني فقلت: لئن دفعتني لأدفعنك، ولئن ضرتني لأضربنك، فقال: يا شر الرجال، فقلت: أنت والله شر مني، قال: كيف? قلت: جئت من أقطار اليمن لكي أسمع من رسول الله ﷺ فأعي، ثم أرجع فأحدث من ورائي، ثم أنت تمنعني? قال: نعم، والله لأنا شر منك، ثم ركب النبي ﷺ فتعلقه الناس من عند العقبة من منى حتى كثروا عليه يسألونه، فلا يكاد أحد يصل إليه من كثرتهم، فجاء رجل مقصر شعره، فقال: صل عليه يا رسول الله، فقال: "صلى الله على المحلقين"، ثم قال: صل علي، فقال: صلى الله على المحلقين"، فقالهن ثلاث مرات، ثم انطلق فحلق رأسه، فلا أرى إلا رجلاً محلوقاً.
قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جابر بن أسامة
ب د ع جابر بن أسامة الجهني. يعد في الحجازيين.
روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود الأصبهاني بإسناده إلى القاضي أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أخبرنا عبد الله بن موسى، عن معاذ بن عبد الله، عن جابر بن أسامة الجهني أنه قال: لقيت رسول الله ﷺ بالسوق في أصحابه فسألتهم: أين تريديون? نخط لقومك مسجداً، فرجعت فإذا قومي قيام، فقلت: ما لكم? فقالوا: خط لنا رسول الله مسجداً، وغرز لنا في القبلة خشبة، فأقامها فيها.
أخرجه الثلاثة.
قال ابن ماكولا: أبو سعاد هو جابر بن أسامة، ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
الحزامي: بالحاء المهملة المكسورة وبالزاي، وخبيب: بالخاء المعجمة المضمومة وبالباءين الموحدتين، بينهما ياء مثناة من تحتها.
جابر بن حابس
ب د جابر بن حابس اليمامي. مجهول، وفي إسناد حديثه نظر، روى حديثه حصين بن حبيب عن أبيه قال: حدثنا جابر بن حابس أن النبي ﷺ قال: "من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار".
أخرجه ابن منده وأبو عمر.
جابر بن خالد
ب د ع س جابر بن خالد بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري. ونسبه أبو نعيم وأبو موسى هكذا وقالا الأشهلي، ولا يقال هذا مطلقاً في الأنصار إلا لبني عبد الأشهل، رهط سعد بن معاذ، ومثل هذا يقال فيه: من بني دينار، ثم من بني عبد الأشهل ليزول اللبس.
قال عروة ومحمد بن إسحاق وموسى بن عقبة: إنه شهد بدراً وأحداً، وقال ابن عقبة: لا عقب له.
وقد استدركه أبو موسى على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده وقال عن ابن إسحاق: فيمن شهد بدراً: جابر بن عبد الأشهل من بني دينار بن النجار، ثم من بني مسعود بن عبد الأشهل، وقد ذكروه جميعهم: مسعود بن عبد الأشهل، وأما ابن الكلبي فإنه جعل مسعود بن كعب بن عبد الأشهل فيكون ابن عم الضحاك والنعمان وقطبة بني عبد عمرو بن مسعود، وهم بدريون أيضاً.
أخرجه بالنسب الأول أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، وأخرجه ابن منده؛ إلا أنه جعل أباه عبداً عوض خالد، والله أعلم.
جابر بن أبي سبرة
ب د ع جابر بن أبي سبرة الأسدي روى طارق بن عبد العزيز، عن ابن عجلان، عن أبي جعفر موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن أبي سبرة، عن النبي ﷺ أنه ذكر الجهاد؛ فقال: "عن الشيطان جلس لابن آدم بأطرقه، فجلس له على سبيل الإسلام فقال: تسلم وتدع دينك ودين آبائك! فعصاه فأسلم، ثم أتاه من قبل الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك ومولدك وتضيع مالك! فعصاه فهاجر، ثم أتاه من قبل الجهاد فقال: تجاهد فيهراق دمك، وتنكح زوجتك، ويقسم مالك، وتضيع عيالك! فعصاه فجاهد، قال رسول الله ﷺ: فحق على الله عز وجل من فعل ذلك، فخر عن دابته فمات، فقد وقع أجره على الله، وإن لسعته دابة فمات فقد وقع أجره على الله وإن قتل قعصاً فحق على أن يدخله الجنة".
هذا الحديث تفرد فيه طارق بذكر جابر، ورواه ابن فضيل وغيره، عن أبي جعفر، عن سالم، عن سبرة بن أبي فاكه؛ هذا قول ابن منده وأبي نعيم. وقال أبو عمر: جابر بن أبي سبرة، أسدي كوفي، روى عنه سالم بن أبي الجعد أحاديث، منها حديث في الجهاد.
جابر بن سفيان
ب جابر بن سفيان الأنصاري الزرقي، من بني زريق بن عامر بن زريق عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ينسب أبو سفيان إلى معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح؛ لأنه حالفه وتبناه بمكة؛ قاله ابن إسحاق، وقدم جابر وجنادة مع أبيهما من أرض الحبشة في السفينتين، وهلكا في خلافة عمر، وأخوهما لأمهما شرحبيل ابن حسنة، تزوج سفيان أمهم بمكة.
أخرجه أبو عمر.
جابر بن سليم
ب د ع جابر بن سليم ويقال: سليم بن جابر، والأول أصح. أبو جري التميمي الهجيمي، من بلهجيم بن عمرو بن تميم.
قال البخاري: أصح شيء عندنا في اسم أبي جري: جابر بن سليم.
وقال أبو أحمد العسكري: سليم بن جابر أصح، والله أعلم، سكن البصرة.
روى عنه ابن سيرين، وأبو تميمة الهجيمي.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب الدقاق بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، حدثنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، حدثنا أبو جري الهجيمي، قال: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به، قال: "لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، ولا تسبل الإزار؛ فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبه الله تبارك وتعالى، وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه؛ فإن أجره لك ووباله على من قاله".
رواه حماد وعبد الوارث عن الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، ورواه يونس بن عبيد، عن عبيدة بن جابر، عن أبي تميمة، عن جابر بن سليم.
أخرجه الثلاثة.
جابر بن سمرة
ب د ع جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة العامري ثم السوائي.
وقيل: جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب، وقد اختلف في كنيته؛ فقيل: أبو خالد، وقيل: أبو عبد الله، وهو حليف بني زهرة، وهو ابن أخت سعد بن أبي وقاص، أمه خالدة بنت أبي وقاص، سكن الكوفة وابتنى بها داراً، وتوفي في أيام بشر بن مروان على الكوفة، وصلى عليه عمرو بن حريث المخزومي، وقيل: توفي سنة ست وستين أيام المختار.
روى عن النبي ﷺ أحاديث كثيرة، روى عنه الشعبي، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وتميم بن طرفة الطائي، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو خالد الوالبي، وسماك بن حرب، وحصين بن عبد الرحمن وأبو بكر بن أبي موسى، وغيرهم.
أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي ﷺ قال: "إن بمكة حجراً كان يسلم علي ليالي بعثت".
وروى عنه عبد الملك بن عمير أن النبي ﷺ قال: "إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله".
ولما توفي جابر خلف من الذكور أربعة بنين: خالد، وأبو ثور مسلم، وأبو جعفر، وجبير، فالعقب منهم لمسلم، وخالد.
أخرجه الثلاثة.
جابر بن شيبان
جابر بن شيبان بن عجلان بن عتاب بن مالك الثقفي. شهد بيعة الرضوا؛ قاله المدائني في كتاب: أخبار ثقيف.
ذكره ابن الدباغ
جابر بن صخر بن أمية
د ع جابر بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، شهد العقبة، ولم يشهد بدراً، وشهد أحداً.
أخرجه أبو موسى.
سلمة: بكسر اللام، ولم يعرفه موسى بن عقبة ولا الواقدي فيمن شهد العقبة وأحداً، والذي ذكره ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير، ورواية سلمة، ورواية عبد الملك بن هشام، عن زياد بن عبد الله البكائي: كلهم عن ابن إسحاق أن جبار بن صخر بن أمية بن خنساء شهد العقبة وبدراً، ولم يذكر أيضاً جابراً، والله أعلم.
جابر بن صخر
د ع جابر بن صخر.
روى مسدد عن عمر بن علي المقدمي، عن محمد بن إسحاق، عن أبي سعد مولى بني خطمة قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله ﷺ صلى به وبجابر بن صخر وأقامهما خلفه. ذكره ابن منده، وقال: وقد رواه محمد بن أبي بكر المقدمي، وعاصم بن عمر جميعاً، عن عمر بن علي، عن ابن إسحاق، عن أبي سعد، عن جابر أن رسول الله ﷺ صلى به وبجبار بن صخر فأقامهما وقال: جابر وهم.
وقال أبو نعيم: جابر بن صخر له ذكر أن النبي ﷺ صلى به وهم وهم، ذكره بعض الواهمي عن عمر بن علي. عن ابن إسحاق، عن أبي سعد، عن جابر: أن النبي ﷺ صلى به وبجابر. ورواه محمد بن أبي بكر المقدمي، عن عاصم بن عمر عن عمر بن علي، عن محمد بن إسحاق عن أبي سعد الخطمي، وهو شرحبيل بن سعد، فقال: جبار.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: ليس على ابن منده في هذا مأخذ؛ لأن الذي ذكره أبو نعيم قد ذكره ابن منده جميعه، والعجب أنه يرد عليه بكلامه لا غير.
جابر بن أبي صعصعة
ب س جابر بن أبي صعصعة. أخو قيس بن أبي صعصعة، من بني مازن بن النجار، وهم أربعة إخوة: قيس، والحارث، وجابر، وأبو كلاب، قتل جابر يوم مؤتة. أخرجه أبو عمر هكذا.
وقال أبو موسى: جابر بن أبي صعصعة، واسمه: عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، قتل يوم مؤتة شهيداً. ذكره ابن شاهين.
جابر بن طارق
ب د ع جابر بن طارق بن عوف، وقيل: جابر بن عوف بن طارق الأحمسي أبو حكيم، وهو من بني أحمس بن الغوث بن أنمار، بطن من بجيلة، نزل الكوفة، وله صحبة.
قال ابن سعد: وممن نزل الكوفة: جابر بن طارق أبو حكيم.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه قال: "دخلت على النبي ﷺ في بيته وعنده من هذا الدباء، فقلت: ما هذا? فقالوا: "القرع نكثر به طعامنا".
ورواه حفص بن غياث، ومحمد بن بشر، وعلي بن مسهر، وشريك، وأبو أسامة، وغيرهم، عن إسماعيل، عن حكيم نحوه.
وروي أيضاً أن أعرابياً مدح النبي ﷺ حتى أزبد شدقه، فقال رسول الله ﷺ: "عليكم بقلة الكلام ولا يستهوينكم الشيطان؛ فإن تشقيق الكلام من شقائق الشيطان".
أخرجه الثلاثة.
جابر بن ظالم
ب جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي ثم البحتري؛ ذكره الطبري فيمن وفد على النبي ﷺ من طيء قال: فكتب له رسول الله ﷺ كتاباً فهو عندهم، وبحتر هذا الذي نسب إليه هو البطن الذي منه أبو عبادة البحتري الشاعر.
أخرجه أبو عمر.
عنين: بضم العين المهملة وبالنون المفتوحة وبعدها ياء تحتها نقطتان ثم نون ثانية، وجدي: بضم الجيم وبالدال، وتدول: بفتح التاء فوقها نقطتان وضم الدال المهملة وبعد الواو لام، وثعل: بضم الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وآخر لام.
جابر بن عبد الله الراسبي
ب د ع جابر بن عبد الله الراسبي. له صحبة، روى عنه أبو شداد، قال صالح بن محمد جزرة: إنه الراسبي نزل البصرة، قال أبو نعيم: ولا أراه إلا جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي.
روى أبو شداد عن جابر بن عبد الله الراسبي عن النبي ﷺ أنه قال: "من عفا عن قاتله، وأدى حقنا، وقرأ دبر كل صلاة: "قل هو الله أحد" عشر مرات دخل من أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين ما شاء"، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أو واحدة من هؤلاء? قال: "أو واحدة من هؤلاء". قال ابن منده: هذا حديث غريب إن كان محفوظاً.
قلت: أخرجه الثلاثة، وقول أبي نعيم، لا أراه إلا جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي، فجابر بن عبد الله بن رئاب، وجابر بن عبد الله بن عمر، وكلاهما أنصاريان سلميان، فأيهما أراد? ومع هذا فكلاهما سكن المدينة، ليس فيهما من سكن البصرة، والله أعلم.
جابر بن عبد الله بن رئاب
ب د ع جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله ﷺ وهو من أول من أسلم من الأنصار قبل العقبة الأولى.
قال محمد بن إسحاق، فيما أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه قالوا: لما لقيهم رسول الله ﷺ، يعني النفر من الأنصار، قال: "ممن أنتم" وذكر الحديث وكانوا ستة نفر منهم من بني النجار: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث بن رفاعة، وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي بن زيد، وجابر بن عبد الله بن رئاب، فأسلموا، فلما قدموا المدينة ذكروا لهم رسول الله ﷺ الحديث، روى الوازع بن نافع، عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله بن رئاب عن النبي ﷺ قال: "مر بي جبريل وأنا أصلي، فضحك إلي وتبسمت إليه". أسند عن النبي ﷺ غير حديث، روى عنه ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
جابر بن عبد الله بن حرام
ب د ع جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، يجتمع هو والذي قبله في غنم بن كعب، وكلاهما أنصاريان سلميان، وقيل في نسبه غير هذا، وهذا أشهرها، وأمه: نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم، تجتمع هي وأبوه في حرام، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي، وقال بعضهم: شهد بدراً، وقيل: لم يشهدها، وكذلك غزوة أحد.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خيثمة، أخبرنا روح، أخبرنا زكريا، حدثنا أبو الزبير، أنه سمع جابراً يقول: غزوت مع رسول الله ﷺ سبع عشرة غزوة، قال جابر: لم أشهد بدراً ولا أحداً؛ منعني أبي، فلما قتل يوم أحد، لم أتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة قط.
وقال الكلبي: شهد جابر أحداً وقيل: شهد مع النبي ثمان عشرة غزوة، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعمي في آخر عمره، وكان يحفى شاربه، وكان يخضب بالصفرة، وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة.
وقد أورد ابن منده في اسمه أن رسول الله ﷺ حضر الموسم وخرج نفر من الأنصار، منهم أسعد بن زرارة، وجابر بن عبد الله السلمي، وقطبة بن عامر؛ وذكرهم، قال: فأتاهم رسول الله ﷺ ودعاهم إلى الإسلام، وذكر الحديث، فظن أن جابر بن عبد الله السلمي هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام، وليس كذلك، وإنما هو جابر بن عبد الله بن رئاب، وقد تقدم ذكره قبل هذه الترجمة، وقد كان جابر هذا أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه، فيكون في أول الأمر رأساً فيها.. هذا بعيد؛ على أن النقل الصحيح من الأئمة أنه جابر بن عبد الله بن رئاب. والله أعلم.
وكان من المكثرين في الحديث، الحافظين للسنن، روى عنه محمد بن علي بن الحسين، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القاري، إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أبو علي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، أخبرنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي، أخبرنا أبو ربيعة، أخبرنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله، ﷺ، يقول: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ"، فقيل لجابر: إن البراء يقول: اهتز السرير، فقال جابر: كان بين هذين الحيين: الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "اهتز عرش الرحمن".
قلت: وجابر أيضاً من الخزرج، حمله دينه على قول الحق والإنكار على من كتمه.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي، وأبو جعفر أحمد بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا بشر بن السري، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: "استغفر لي رسول الله ﷺ ليلة البعير خمساً وعشرين مرة" يعني بقوله: "ليلة البعير" أنه باع من رسول الله ﷺ بعيراً، واشترط ظهره إلى المدينة، وكان في غزوة لهم.
وتوفي جابر سنة أربع وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين، وصلى عليه أبان بن عثمان، وكان أمير المدينة، وكان عمر جابر أربعاً وتسعين سنة.
أخرجه الثلاثة.
جابر أبو عبد الرحمن
ب د ع جابر أبو عبد الرحمن، وهو: جابر بن عبيد العبدي، روى عنه ابنه عبد الرحمن وقيل: اسم ابنه عبد الله، قال محمد بن سعد: كان في وفد عبد القيس، سكن البصرة، وقيل: سكن البحرين.
روى علي بن المديني، عن الحارث بن مرة الحنفي، عن نفيس، عن عبد الرحمن بن جابر العبدي، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله ﷺ من عبد القيس ولست منهم؛ إنما كنت مع أبي، فنهاهم رسول الله ﷺ عن الشرب في الأوعية: الدباء والحنتم والنقير والمزفت. كذا رواه ابن منده من طريق علي بن المديني، ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن الحارث بن مرة، عن نفيس، فقال: عبد الله بن جابر، مثله أخبرنا به أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد.
أخرجه الثلاثة.
جابر بن عتيك
ب د ع جابر بن عتيك وقيل: جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، من بني معاوية؛ قاله ابن إسحاق، ونسبه الكلبي مثله؛ إلا أنه أسقط الحارث الأول وزيداً.
شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ يكنى أبا عبد الله، وقال ابن منده: كنيته أبو الربيع، قال أبو نعيم: وهو وهم، فإنها كنية عبد الله بن ثابت الظفري، وكانت معه راية بني معاوية عام الفتح، وهو أخو الحارث بن عتيك.
روى عنه ابناه: عبد الله وأبو سفيان، وعتيك بن الحارث بن عتيك.
أخبرنا فتيان بن أحمد بن محمد المعروف بابن سمنية الجوهري بإسناده عن القعنبي، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث بن عتيك، وهو جد عبد الله أبو أمه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله ﷺ جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غلب فصاح به رسول الله ﷺ فلم يجبه، فاسترجع وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع، فصاح النسوة وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله ﷺ: "دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية"، قالوا: وما الوجوب يا رسول الله? قال: "إذا مات"، فقالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن يكون شهيداً؛ فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله ﷺ: "إن الله سبحانه قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة? قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ: "الشهداء سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد".
وتوفي جابر سنة إحدى وستين، وعمره إحدى وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
بجمع مضمومة الجيم: هي المرأة تموت وفي بطنها ولد، وقيل: هي البكر، والأول أصح، وقاله الكسائي بجيم مكسورة.
جابر بن عمير
ب د ع جابر بن عمير الأنصاري. له صحبة، عداده في أهل المدينة.
روى عنه عطاء بن أبي رباح. أخبرنا محمد بن عمر المديني كتابة، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا القاضي أبو أحمد، وحبيب بن الحسن، ومحمد بن حبيش، قالوا: حدثنا خلف بن عمرو العكبري، أخبرنا المعافى بن سليمان، أخبرنا موسى بن أعين، عن أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد، عن عبد الرحيم الزهري، عن عطاء أنه رأى جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرتميان، فمل أحدهما فجلس، فقال له صاحبه: كسلت? قال: نعم، قال أحدهما للآخر: أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: "كل شيء ليس من ذكر الله، عز وجل، فهو لعب؛ إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعلم الرجل السباحة".
أخرجه الثلاثة.
جابر بن عوف
س جابر بن عوف أبو أوس الثقفي.
ذكره أبو عثمان سعيد بن يعقوب السراج القراشي في الأفراد؛ كتبه عنه ابن مندويه.
روى حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أوس بن أبي أوس، عن أبيه واسمه جابر أن النبي ﷺ صلى ومسح على قدميه. ورواه هشيم عن يعلى مثله، ورواه شريك عن يعلى، ولم يذكر بين يعلى وأوس أحداً.
أخرجه أبو موسى.
جابر بن عياش
ع جابر بن عياس. قال أبو نعيم: لا يعرف له حديث. أخرجه أبو نعيم كذا مختصراً.
جابر بن ماجد الصدفي
ب د ع جابر بن ماجد الصدفي. وفد على النبي ﷺ وشهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس، وفي حديثه اختلاف. روى الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده عن رسول الله ﷺ أنه قال: "سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً ويؤمر بعده القحطاني، فوالذي نفسي بيده ما هو بدونه". كذا قال الأوزاعي عن قيس بن جابر، ورواه ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس، عن جابر، عن أبيه عن جده؛ فعلى رواية الأوزاعي يكون الصحابي ماجداً. أخرجه الثلاثة.
جابر بن النعمان
ب جابر بن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد بن مري بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي البلوي السوادي، من بني سواد، له صحبة، وهو حليف الأنصار، وهو من رهط كعب بن عجرة، وهو الذي عمر كثيراً فقال: "الطويل"
تهدلت العـينـان بـعـد طـلالةوبعد رضاً فأحسب الشخص راكبا
وأبعد ما أنكرت كي أستـبـينـهفأعرفه وأنكر الـمـتـقـاربـا
أخرجه أبو عمر.
جابر بن ياسر
د ع جابر بن ياسر بن عويص بن فدك بن ذي إيوان بن عمرو بن قيس بن سلمة بن شراحيل بن الحارث بن معاوية بن مرتع بن قتبان بن مصبح بن وائل بن رعين الرعيني القتباني، شهد فتح مصر. له ذكر في الصحابة، قال أبو سعيد بن يونس: وممن شهد فتح مصر ممن له إدراك، جابر بن ياسر بن عويص القتباني، جد عياش وجابر ابني عباس بن جابر، لا يعرف له حديث، قاله ابن منده وأبو نعيم إلا أنهما لم يذكرا نسبه بعد عويص، وساق نسبه كما ذكرناه ابن ماكولا وقال: وأما العويص بعين مهملة بعدها واو، وآخره صاد مهملة فهو جد جابر، وذكره وقال: كذلك هو بخط الصوري مقيد، وفي غيره مثله سواء؛ إلا أنه قال: شرحبيل عوض شراحيل.
عياش بن عباس: فالأول بالياء تحتها نقطتان والشين المعجمة، وقتبان: بالقاف والتاء فوقها نقطتان وبالباء الموحدة.
جاحل أبو مسلم الصدفي
د ع جاحل أبو مسلم الصدفي. روى عنه ابنه مسلم أن رسول الله ﷺ قال: "إن أحصاهم لهذا القرآن من أمتي منافقوهم" أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره بعض الناس، يعني ابن منده، في جملة الصحابة قال: وعندي ليس له صحبة، ولم يذكره أحد من المتقدمين ولا المتأخرين.
جاورد بن المعلى
ب د ع جارود بن المعلى، وقيل: ابن العلاء، وقيل: جارود بن عمرو بن المعلى العبدي، من عبد القيس يكنى، أبا المنذر، وقيل: أبا غياث، وقيل: أبا عتاب، وأخشى أن يكون أحدهما تصحيفاً، وقيل: اسمه بشر، وقد تقدم ذكره، وقيل: هو الجارود بن المعلى بن العلاء، وقيل: الجارود بن عمرو بن العلاء، وقيل: الجارود بن المعلى بن عمرو بن حنش بن يعلى، قاله ابن إسحاق، وقال الكلبي: الجارود واسمه بشر بن حنش بن المعلى، وهو الحارث، بن يزيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي، وأمه دريمكة بنت رويم من بني شيبان، وإنما لقب الجارود؛ لأنه أغار في الجاهلية على بكر بن وائل، فأصابهم وجردهم.
وفد على رسول الله ﷺ سنة عشر في وفد عبد القيس، فأسلم، وكان نصرانياً، ففرح النبي ﷺ بإسلامه، فأكرمه وقربه، وروى عنه من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن التابعين: أبو مسلم الجذمي، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وزيد بن علي أبو القموص، وابن سيرين.
أخبرنا منصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري الفقيه بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا هدبة، عن أبان، عن قتادة، عن يزيد بن الشخير، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود أن النبي ﷺ قال: "ضالة المسلم حرق النار"، ولما أسلم الجارود قال: "الطويل"
شهدت بأن الله حق وسـامـحـتبنات فؤادي بالشهادة والنـهـض
فأبلغ رسول الله عـنـي رسـالةبأني حنيف حيث كنت من الأرض
وسكن البصرة، وقتل بأرض فارس، وقيل: إنه قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرن، وقيل: إن عثمان بن أبي العاص بعث الجارود في بعث إلى ساحل فارس، فقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود، وكان سيد عبد القيس. أخرجه الثلاثة.
غياث: بالغين المعجمة، والياء تحتها نقطتان، والثاء المثلثة.
الجارود بن المنذر
د الجارود بن المنذر، روى عنه الحس وابن سيرين، قاله ابن منده جعله ترجمة ثانية هذا والذي قبله، وقال محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب الوحدان: هما اثنان، وفرق بينهما، روى حديثه ابن مسهر، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن الجارود قال: "أتيت رسول الله ﷺ فقلت: إني على دين؛ فإن تركت ديني، ودخلت في دينك لا يعذبني الله يوم القيامة? قال: "نعم". أخرجه ابن منده وحده.
قلت: جعله ابن منده غير الذي قبله، وهما واحد، ولا شك أن بعض الرواة رأى كنيته أبو المنذر فظنها ابن، والله أعلم.
جارية بن أصرم
د ع جارية بن أصرم الكلبي الأجداري، حي من كلب، وهو عامر بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، قال الكلبي: وإنما قيل له: الأجدار؛ لأنه كان جالساً إلى جنب جدار، فأقبل رجل يريد عامر بن عوف بن بكر، فسأل عنه، فقال له المسؤول: أي العامرين تريد، أعامر بن عوف بن بكر أم عامر الأجدار? فبقي عليه، وقيل: كان في عنقه جدرة فسمى بها وهو بطن كبير، منه جماعة من الفرسان، روى الشرقي بن القطامي الكلبي، عن زهير بن منظور الكلبي، عن جارية بن أصرم الأجداري قال: رأيت وداً في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل. وذكر الحديث.
قال أبو نعيم: لا تعرف له صحبة ولا رؤية، وذكره بعض الرواة في الصحابة وذكر أنه رأى وداً بدومة الجندل؛ هذا كلام أبي نعيم، وقد ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا في جارية بالجيم، فقال: جارية بن أصرم صحابي، يعد في البصريين. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جارية بن حميل
ب س جارية بن حميل بن نشبة بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع الأشجعي. أسلم وصحب النبي ﷺ. ذكره الطبري، قاله أبو عمر، وقال أبو موسى: ذكره الدارقطني وابن ماكولا عن ابن جرير، وقال هشام بن الكلبي: إنه شهد بدراً مع النبي ﷺ.
حميل: بضم الحاء المهملة وفتح الميم، وبصار: بكسر الباء الموحدة وبالصاد المهملة وآخره راء.
جارية بن زيد
ب جارية بن زيد، قال أبو عمر: ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي بن أبي طالب من الصحابة.
أخرجه أبو عمر.
جارية بن ظفر
ب د ع جارية بن ظفر اليمامي الحنفي أبو نمران. يعد في الكوفيين، حديثه عند ابنه نمران، ومولاه عقيل بن دينار، وروى عنه من الصحابة يزيد بن معبد. روى مروان بن معاوية عن دهتم بن قران، عن قيل بن دينار؛ مولى جارية بن ظفر، عن جارية أن داراً كانت بين أخوين فحظرا في وسطها حظاراً ثم هلكا، وترك كل واحد منهما عقباً، فادعى عقب كل واحد منهما أن الحظار له، فاختصما إلى رسول الله ﷺ فأرسل حذيفة بن اليمان ليقضي بينهما، فقضى أن الحضار لمن وجد معاقد القمط تليه، ثم رجع فأخبر النبي ﷺ، فقال: "أصبت أو أحسنت".
ورواه أبو بكر بن عياش، عن دهتم، عن نمران بن جارية، عن أبيه، وقد روى نمران عن أبيه أحاديث.
أخرجه الثلاثة.
جارية بن عبد المنذر
د ع جارية بن عبد المنذر بن زنبر؛ قاله ابن منده وقال ابن أبي داود: خارجة بن عبد المنذر؛ روى محمد بن إبراهيم الأسباطي، عن ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن جارية بن عبد المنذر أن رسول الله ﷺ قال: "يوم الجمعة سيد الأيام" وروى ابن أبي داود، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن ابن فضيل، فقال: خارجة بن عبد المنذر، ورواه بكر بن بكار عن عمرو بن ثابت بإسناده، عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: عن أبي لبابة بن عبد المنذر، وذكر الحديث.
قال أبو نعيم: وهو وهم، يعني ذكر جارية، وصوابه رفاعة بن عبد المنذر، والحديث مشهور بأبي لبابة بن عبد المنذر، واسم أبي لبابة: رفاعة، وقيل: بشير، ولم يقل أحد إن اسمه جارية، أو خارجة إلا ما رواه هذا الوهم عن ابن أبي داود.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جارية بن قدامة
ب د ع جارية بن قدامة التميمي السعدي، عم الأحنف بن قيس، وقيل: ابن هم الأحنف؛ قاله ابن منده وأبو نعيم؛ إلا أن أبا نعيم قال: وقيل ليس بعمه ولا ابن عمه أخي أبيه، وإنما سماه عمه توقيراً، وهذا الأصح؛ فإنهما لا يجتمعان إلا إلى كعب بن سعد بن زيد مناة، على ما نذكره؛ فإن أراد بقوله: ابن عمه أنهما من قبيلة واحدة، فربما يصح له ذلك، وهو: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن، ويقال: حصين بن رزاح وقيل: رياح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا أيوب وأبا يزيد، يعد في البصريين، روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة.
فمن حديثه ما أخبرنا به أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن هشام، يعني ابن عروة، أخبرني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له: جارية بن قدامة أن رجلاً قال: يا رسول الله؛ قل لي قولاً وأقلل لعلي أعقله. قال: "لا تغضب"، فأعاد عليه ذلك مراراً كل ذلك يقول: "لا تغضب". قال يحيى: قال هشام: "قلت: يا رسول الله" وهم يقولون: لم يدرك النبي ﷺ وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه حروبه، وهو الذي حصر عبد الله بن الحضرمي بالبصرة في دار ابن سنبل وحرقها عليه، وكان معاوية أرسله إلى البصرة ليأخذها له، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم، وكان زياد بالبصرة أميراً فكتب إلى علي، فأرسل علي إليه أعين بن ضبيعة المجاشعي، فقتل غيلة، فبعث علي بعده جارية بن قدامة فأحرق علي بن الحضرمي الدار التي سكنها.
أخرجه الثلاثة.
جارية بن مجمع
س جارية بن مجمع بن جارية، روى الطبراني، عن مطين، عن إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي، عن محمد بن فضيل، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ ستة من الأنصار: زيد بن ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وسعد بن عبادة، وأبي بن كعب، وكان جارية بن مجمع بن جارية قد قرأه إلا سورة أو سورتين. كذا قاله الطبراني.
ورواه إسحاق بن يوسف عن زكريا به، وقال: المجمع بن جارية.
وكذلك قاله إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، وهو الصحيح، وكان جارية بن عامر والد المجمع فيمن اتخذ مسجد الضرار، وكان المجمع يصلي لهم فيه، وهذا يقوي قول من يقول: إن المجمع كان الحافظ للقرآن.
أخرجه أبو موسى.
جاهمة بن العباس
ب د ع جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي أبو معاوية. أخبرنا عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الحربي، أخبرنا عمر بن شاهين، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج، أخبرنا علي بن عمرو الأنصاري، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن ركانة، عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال: "أتيت رسول الله ﷺ فسألته عن الغزو، فقال: "هل لك من أم"? قال: قلت: نعم، قال: "الزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها".
وقال أبو عمر: جاهمة السلمي، والد معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي، حجازي؛ وروى عنه حديث الجهاد نحو ما تقدم، وقد روى عن معاوية أنه قال: "أتيت النبي ﷺ". ويذكر عند اسمه، وقال ابن ماكولا: جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي، يقال له صحبة.
أخرجه الثلاثة.
باب الجيم مع الباء
جبار بن الحارث
د ع جبار بن الحارث كان اسمه جباراً فسماه النبي ﷺ عبد الجبار؛ ذكره ابن منده، وأبو نعيم بإسنادهما عن عبد الله بن طلاسة، عن أبيه طلاسة، عن عبد الجبار بن الحارث أنه أتى النبي ﷺ فقال له: "ما اسمك"? فقال: جبار بن الحارث، فقال: "بل أنت عبد الجبار".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جبار بن الحكم السلمي
جبار بن الحكم السلمي يقال له: الفرار؛ ذكره المدائني فيمن وفد من بني سليم على رسول الله ﷺ فأسلموا، وسألوا رسول الله ﷺ أن يدفع لواءهم إلى الفرار، فكره ذلك الاسم، فقال له الفرار: إنما سميت الفرار بأبيات قلتها وأولها: "الكامل"
وكتيبة لبسـتـهـا بـكـتـيبةحتى إذا التبست نفضت لها يدي
جبار بن سلمى
ب د ع جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وفد على النبي ﷺ فأسلم، ثم رجع إلى بلاد قومه بضرية، قاله محمد بن سعد، وكان ممن حضر مع عامر بن الطفيل بالمدينة لما أراد أن يغتال النبي ﷺ ثم أسلم بعد ذلك، وهو الذي قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، وكان يقول: "مما دعاني إلى الإسلام أني طعنت رجلاً منهم فسمعته يقول: فزت والله، قال: فقلت في نفسي: ما فاز? أليس قد قتلته? حتى سأله بعد ذلك عن قوله، فقالوا: الشهادة فقلت: فاز لعمر الله". لم يخرج البخاري جبار بن سلمى، ولا جبار بن صخر. أخرجه الثلاثة.
سلمى: بضم السين والإمالة.
جبار بن صخر
ب د ع جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان ويقال: خنيس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي، يكنى: أبا عبد الله، أمه سعاد بنت سلمة من ولد جشم بن الخزرج، شهد العقبة وبدراً وأحداً، والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ.
أخبرنا أبو ياسر هبة الله بن عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا حسين بن محمد، أخبرنا أبو أويس، عن شرحبيل عن جبار بن صخر الأنصاري، أحد بني سلمة قال: قال رسول الله ﷺ وهو بطريق: "من يسبقنا إلى الأثاية فيمدر حوضها ويفرط فيه فيملؤه حتى نأتيه"? قال: قال جبار: فقمت فقلت: أنا، قال: "اذهب"، فذهبت، وأتيت الأثاية فمدرت حوضها، وفرطت فيه فملأته، ثم غلبتني عيناي فنمت، فما انتبهت إلا برجل تنازعه راحلته إلى الماء فكفها عنه، وقال: يا صاحب الحوض، أورد حوضك، فإذا رسول الله، فقلت: نعم، فأورد راحلته ثم انصرف فأناخ، ثم قال: "اتبعني بالإداوة" فأتبعته بماء، فتوضأ فأحسن وضوءه وتوضأت معه، ثم قام يصلي، فقمت عن يساره فحولني عن يمينه، فصلينا ثم جاء الناس".
وقد تقدم ذكره في جابر بن صخر، وجبار أصح. أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: بعثه رسول الله عيناً له على المشركين مع جابر، وليس كذلك؛ إنما بعثهما ليستقيا الماء كما ذكرناه في الحديث، وهما أيضاً ذكرا ذلك في متن الحديث، فنقضا على أنفسهما ما قالا، والله أعلم.
جبارة بن زرارة
ب د ع جبارة، بزيادة هاء، هو ابن زرارة البلوي. له صحبة وليست له رواية، شهد فتح مصر، قال الدارقطني وابن ماكولا: هو جبارة بكسر الجيم. أخرجه الثلاثة.
جبر الأعرابي
ب س جبر الأعرابي المحاربي، ذكره ابن منده، حديثه في ترجمة جبر بن عتيك، وروى بإسناده عن الأسود بن هلال قال: "كان أعرابي يؤذن بالحيرة يقال له: جبر فقال: إن عثمان لا يموت حتى يلي هذه الأمة فقيل له: من أين تعلم? قال لأني صليت مع رسول الله ﷺ صلاة الفجر فلما سلم استقبلنا بوجهه وقال: "إن ناساً من أصحابي وزنوا الليلة فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فوزن".
وهذا الحديث غريب بهذا الإسناد. أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، وجعل له أبو موسى ترجمة منفردة عن ترجمة جبر بن عتيك فقال: جبر آخر غير منسوب، وروى له هذا الحديث، وقال في آخره: أورد هذا الحديث الحافظ أبو عبد الله في آخر ترجمة جبر بن عتيك، ولم يترجم له، وهو آخر بلا شك.
قلت: والحق فيه مع أبي موسى إن كان ابن منده ظن أن جبر بن عتيك هو الراوي لهذا الحديث، وإن كان نسي هو أو الناسخ أن يترجم له فلا، والله أعلم.
جبر بن أنس
ع س جبر بن أنس، بدري.
قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحضرمي قال في كتاب عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي، يعني صفين: وجبر بن أنس، بدري، من بني زريق، قال أبو موسى: ويقال: جزء بن أنس أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
جبر أبو عبد الله
جبر أبو عبد الله. روى الزهري عن عبد الله بن جبر عن أبيه قال: "قرأت خلف رسول الله ﷺ فلما انصرف قال: "يا جبر أسمع ربك ولا تسمعني". ذكره أبو أحمد العسكري.
جبر بن عبد الله
ب د ع جبر بن عبد الله القبطي. مولى أبي بصرة الغفاري وهو الذي أتى من عند المقوقس رسولاً ومعه مارية القبطية؛ قاله أبو سعيد بن يونس، وقال الأمير أبو نصر: وجبر بن عبد الله القبطي مولى بني غفار، رسول المقوقس بمارية إلى النبي ﷺ، قيل: هو مولى أبي بصرة، وقال ابن يونس وقوم من غفار يزعمون أنه منهم، ونسبوه منهم فقالوا: جبر بن أنس بن سعد بن عبد الله بن عبد ياليل بن حرام بن غفار، وذكر هانئ بن المنذر أنه توفي في سنة ثلاثة وستين.
أخرجه الثلاثة.
جبر بن عتيك
ب د ع جبر بن عتيك، وقيل: جابر، وقد تقدم في جابر وهو جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن مالك بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وقيل: جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية الأنصاري الأوسي العمري المعاوي وأمه: جميلة بنت زيد بن صيفي بن عمرو بن حبيب بن حارثة بن الحارث الأنصاري.
شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ وسكن المدينة إلى حين وفاته.
وقال ابن منده: هو أخو جابر بن عتيك، وليس بشيء، وإنما هو قيل فيه: جابر وجبر.
وروى ابن منده في آخر ترجمته الحديث الذي يرويه الأسود بن هلال: أنه كان بالحيرة رجل يؤذن اسمه جبر؛ تقدم في جبر الأعرابي.
وقال أبو عمر: روى وكيع وغيره، عن أبي عميس، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك عن أبيه، عن جده أن رسول الله ﷺ عاده في مرضه فقال قائل من أهله: إنا كنا لنرجو أن تكون وفاته شهادة في سبيل الله. الحديث.
وقد روي عن جبر أن المريض الذي عاده رسول الله ﷺ هو عبد الله بن ثابت، والله أعلم.
وتوفي سنة إحدى وستين، وعمره تسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
جبر الكندي
س جبر الكندي. ذكره أبو موسى مستدركاً على ابن منده فقال: عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من كندة يقال له: ابن جبر الكندي عن أبيه أنه كان في الوفد، أن النبي ﷺ صلى على السكون والسكاسك وقال: "أتاكم أهل اليمن؛ هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية".
جبل بن جوال
ب جبل بن جوال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشاعر الذبياني، ثم الثعلبي.
ذكره ابن إسحاق، أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن علي بن علي بإسناده عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: ثم استنزلوا، يعني بني قريظة، فحبسهم، وذكر الحديث في قتلهم، وقال: فقال جبل بن جوال الثعلبي كذا قال يونس: "الطويل"
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسهولكنه من يخذل اللـه يخـذل
قال: وبعض الناس يقول: حيي بن أخطب قالها، ونسبه هشام بن الكلبي مثل النسب الذي ذكرناه، وقال: كان يهودياً فأسلم، ورثى حيي بن أخطب، وقال الدارقطي وأبو نصر وذكراه فقالا: له صحبة، وهو جبل، آخر لام. أخرجه أبو عمر.
جبلة بن الأزرق الكندي
ب د ع جبلة، بزيادة هاء، هو جبلة بن الأزرق الكندي، من أهل حمص، روى عنه راشد بن سعد أن النبي ﷺ صلى إلى جدار كثير الأحجرة، فصلى إما الظهر وإما العصر، فلما جلس في الركعتين، لدغته عقرب، فغشي عليه، فرقاه الناس، فلما أفاق قال: إن الله عز وجل شفاني وليس برقيتكم.
أخرجه الثلاثة.
جبلة بن الأشعر الخزاعي
ب جبلة بن الأشعر الخزاعي الكعبي، اختلف في اسم أبيه، قال الواقدي: قتل مع كرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح؛ قاله أبو عمر، وقيل: إن الذي قتل: خنيس بن خالد الأشعر، وهو الصحيح.
الأشعر: بالشين المعجمة.
جبلة بن ثعلبة الأنصاري
ع س جبلة بن ثعلبة الأنصاري الحزرجي البياضي. شهد بدراً؛ ذكره عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، صفين: جبلة بن ثعلبة من بني بياضة أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقد أخرج أبو نعيم في الراء: رخيلة بن خالد بن ثعلبة بن خالد، وهو هذا أسقط أباه.
جبلة بن جنادة
س جبلة بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن الناقد بن تيم بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي الخزاعي؛ بايع النبي ﷺ.
أخرجه أبو موسى.
جبلة بن حارثة
ب د ع جبلة بن حارثة، أخو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، تقدم نسبه عند أسامة بن زيد، ويأتي في زيد، إن شاء الله تعالى، قدم على النبي ﷺ مع أبيه حارثة، والنبي بمكة، وكان أكبر سناً من زيد، فأقام حارثة عند ابنه زيد، ورجع جبلة، ثم عاد إلى النبي ﷺ فأسلم.
أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد وغيره، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبنرا أحمد بن حمدون بن رستم، أخبرنا الوليد بن عمرو بن السكين، أخبرنا عمر بن النضر، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن حارثة قال: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: أرسل معي أخي، فقال: "هاهو ذا بين يديك؛ إن ذهب فليس أمنعه"، فقال زيد: لا أختار عليك يا رسول الله أحداً قال: فوجدت قول أخي خيراً من قولي.
قال الدارقطني: ابن حارثة هو: جبلة بن حارثة، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وبعضهم يدخل بين أبي إسحاق وبين جبلة فروة بن نوفل، قال أبو إسحاق: قيل لجبلة بن حارثة: أنت أكبر أم زيد? قال: زيد خير مني وأنا ولدت قبله، وسأخبركم أن أمنا كانت من طيئ، فماتت، فبقينا في حجر جدنا لأمنا، وأتى عماي فقالا لجدنا: نحن أحق بابني أخينا، فقال: خذا جبلة ودعا زيداً، فأخذاني فانطلقا بي، وجاءت خيل من تهامة فأصابت زيداً، فترامت به الأمور حتى وقع إلى خديجة، فوهبته للنبي ﷺ.
وقد روى بعضهم فقال: جبلة نسيب لأسامة بن زيد، وروى عن جبلة بن ثابت أخي زيد، والصحيح: جبلة بن حارثة أخو زيد، وما سوى هذا فليس بصحيح.
أخرجه الثلاثة.
جبلة بن سعيد
س جبلة بن سعيد بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين. وفد إلى النبي ﷺ.
أخرجه أبو موسى.
جبلة بن شراحيل
د جبلة بن شراحيل. أخو حارثة بن شراحيل بن عبد العزى، ذكره ابن منده بترجمة مفردة، ورفع نسبه إلى عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، فعلى هذا يكون عم زيد بن حارثة، وذكر أن حارثة تزوج بامرأة من نبهان من طيء، فأولدها جبلة، وأسماء، وزيداً، وتوفيت أمهم، وبقوا في حجر جدهم. وذكر الحديث الذي تقدم في ترجمة جبلة بن حارثة.
قال أبو نعيم: وهم بعض الرواة فقدر أن جبلة عم لزيد، فجعل الترجمة لجبلة عم زيد، ومن نظر في القصة وتأملها علم وهمه؛ لأن في القصة أن حارثة تزوج إلى طيء امرأة من بني نبهان، فأولدها جبلة وأسماء وزيداً، فإذا ولد حارثة جبلة يكون أخا زيد، لا عمه.
قلت: والذي قاله أبو نعيم حق، والوهم فيه ظاهر.
أخرجه ابن منده.
جبلة بن عمرو الأنصاري
ب د ع جبلة بن عمرو الأنصاري، أخو أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: هو ساعدي، وقال: فيه نظر، يعد في أهل المدينة، روى عنه ثابت بن عبيد، وسليمان بن يسار.
وكان فيمن غزا إفريقية مع معاوية بن خديج سنة خمسين، وشهد صفين مع علي، وسكن مصر، وكان فاضلاً من فقهاء الصحابة، وروى خالد أبو عمران عن سليمان بن يسار: أنه سأل عن النفل في الغزو فقال: لم أر أحداً يعطيه غير ابن خديج؛ نفلنا في إفريقية الثلث بعد الخمس، ومعنا من أصحاب محمد ﷺ والمهاجرين غير واحد، منهم: جبلة بن عمرو الأنصاري.
قلت: قول أبي عمر إنه ساعدي وإنه أخو أبي مسعود لا يصح؛ فإن أبا مسعود هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، وخدارة وخدرة أخوان، ونسب ساعدة هو: ساعدة بن كعب بن الخزرج، فلا يجتمعان إلا في الخزرج؛ فكيف يكون أخاه! فقوله: ساعدي، وهم، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
جبلة بن أبي كرب
س جبلة بن أبي كرب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، وفد إلى النبي ﷺ وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء.
أخرجه أبو موسى.
جبلة بن مالك
ب س جبلة بن مالك بن جبلة بن صفارة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداري، من رهط تميم الداري، وفد إلى النبي ﷺ مع الداريين منصرفه من تبوك.
أخرجه أبو عمر.
جبلة
ب د ع جبلة، غير منسوب. له صحبة، روى محمد بن سيرين قال: كان بمصر من الأمصار رجل من الصحابة يقال له: جبلة؛ جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها؛ قال أيوب: وكان الحسن يكن أن يجمع بين امرأة رجل وابنته.
أخرجه الثلاثة.
جبلة
س جبلة. آخر، غير منسوب.
أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحارث في كتابه، أخبرنا أبو أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا الحسين بن أحمد، أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة، أخبرنا ابن الأصبهاني، أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن رجل قد سماه، عن عمه جبلة قال: "سأل رجل النبي ﷺ قال: ما أقول إذا أويت إلى فراشي? قال: "قل يا أيها الكافريون" فإنها براءة من الشرك" ورواه محمد بن الطفيل، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن جبلة بن حارثة، ولم يذكر بينهما أحداً؛ هكذا أخرجه أبو موسى؛ فإن صحت الرواية الثانية فيكون جبلة أخا زيد بن حارثة.
جبيب بن الحارث
ب د ع جبيب بن الحارث، له ذكر في حديث هشام بن عروة. عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إني رجل مقراف للذنوب، قال: فتب إلى الله يا جبيب"؛ قال: يا رسول الله، إني أتوب ثم أعود، قال: "فكلما أذنبت فتب"، قال: يا رسول الله، إذن تكثر ذنوبي، قال: "عفو الله أكثر من ذنوبك يا جبيب بن الحارث".
أخرجه الثلاثة.
جبيب: تصغير جب.
جبير بن إياس
ب د ع جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي الزرقي، شهد بدراً وأحداً؛ قاله ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والواقدي، وأبو معشر، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: هو جبر بن إياس، وهذا جبير هو ابن عم ذكوان بن عبد قيس بن خلدة.
خلدة: بسكون اللام وآخر هاء، ومخلد: بضم الميم وفتح الخاء وباللام المشددة. أخرجه الثلاثة.
جبير ابن بحينة
ب د ع جبير ابن بحينة، وهي أمه، واسمه أبيه: مالك القرشي من بني نوفل بن عبد مناف، له صحبة، قتل يوم اليمامة؛ هكذا قاله ابن منده وأبو نعيم، من بني نوفل بن عبد مناف، فمن يراه يظنه منهم نسباً، وإنما هو منهم بالحلف، وهو أزيد، وقال أبو عمر: هو حليف بني المطلب بن عبد مناف، وقد ذكره ابن منده وأبو نعيم في أخيه عبد الله ابن بحينة: أنه حليف بني المطلب بن عبد مناف، وهذا يصحح قول أبي عمر.
أخرجه الثلاثة: وإنما نسبناه إلى أمه؛ لأنه أشهر بالنسبة إليها منه إلى أبيه.
بحينة: بضم الباء الموحدة، وفتح الحاء المهملة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره نون.
جبير بن الحباب
د ع جبير بن الحباب بن المنذر، ذكره محمد بن عبد الله الحضرمي مطين في الصحابة، وقال: إنه في سير عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد صفين مع علي بن أبي طالب من الصحابة: جبير بن الحباب بن المنذر، لا يعرف له ذكر ولا رواية إلا هذه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جبير بن الحويرث
ب س جبير بن الحويرث بن نقيد بن عبد بن قصي بن كلاب. ذكره ابن شاهين وغيره، أدرك النبي ﷺ ورآه ولم يرو عنه شيئاً، وروى عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، عن النبي ﷺ: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". وروى عنه سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، وذكره عروة بن الزبير فسماه: جبيباً، وقتل أبوه الحويرث يوم فتح مكة؛ قتله علي، وهذا يدل على أن لابنه جبير صحبة أو رؤية.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وقال أبو عمر: في صحبته نظر.
جبير بن حية
س جبير بن حية الثقفي. قال أبو موسى: أورده علي بن سعيد العسكري في الأبواب، وتبعه أبو بكر بن أبي علي، ويحيى، وهو تابعي يروي عن الصحابة، وروى جرير بن حازم عن حميد الطويل، عن جبير بن حية الثقفي قال: كان النبي ﷺ إذا أراد أن يزوج بعض بناته، جاء فجلس إلى خدرها فقال: "إن فلاناً يذكر فلانة"؛ فإن تكلمت وعرضت لم يزوجها، وإن هي صمتت زوجها قال: هذا الحديث يرويه أبو قتادة، وابن عباس، وعائشة رضي الله عنهم.
أخرجه أبو موسى.
جبير مولى كبيرة
د ع جبير مولى كبير بنت سفيان. له ذكر فيمن أدرك النبي ﷺ. روى يحيى بن أبي ورقة بن سعيد عن أبيه قال: أخبرتني مولاتي كبيرة بنت سفيان، وكانت من المبايعات، قالت: قلت يا رسول الله، إني وأدت أربع بنات في الجاهلية قال: "أعتقي رقاباً"، قالت: فأعتقت أباك سعيداً، وابنه ميسرة، وجبيراً، وأم ميسرة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جبير بن مطعم
ب د ع جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، يكنى أبا محمد، وقيل: أبا عدي، أمه أم حبيب، وقيل: أم جمل بنت سعيد، من بني عامر بن لؤي، وقيل: أم جميل بنت شعبة بن عبد الله بن قيس من بني عامر بن لؤي، وأمها: أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس؛ قاله الزبير.
وكان من حلماء قريش وسادتهم، وكان يؤخذ عنه النسب لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وجاء إلى النبي ﷺ فكلمه في أسارى بدر، فقال: "لو كان الشيخ أبوك حياً فأتانا فيهم لشفعناه". وكان له عند رسول الله ﷺ يد، وهو أنه كان أجار رسول الله ﷺ لما قدم من الطائف، حين دعا ثقيفاً إلى الإسلام، وكان أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني المطلب، وإياه عنى أبو طالب بقوله: "الطويل"
أمطعم إن القوم ساموك خطةوإني متى أوكل فلست بوائل
وكانت وفاة المطعم قبل بدر بنحو سبعة أشهر، وكان إسلام ابنه جبير بعد الحديبية وقبل الفتح، وقيل: أسلم في الفتح.
وروي عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: "إن بمكة أربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو".
وروى عنه سليمان بن صرد، وعبد الرحمن بن أزهر، وابناه: نافع ومحمد ابنا جبير.
أخبرنا أبو محمد أرسلان بن بغان الصوفي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن أبي سعيد الميهني الصوفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبد اللهالحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، حدثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا عاصم بن علي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: "أتيت النبي ﷺ امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إن رجعت فلم أجدك? كأنها تعني الموت، قال: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر".
وتوفي جبير سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين.
أخرجه الثلاثة.
جبير بن النعمان
س جبير بن النعمان بن أمية. من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي، أبو خوات بن جبير، قال أبو موسى: ذكره أبو عثمان السراج. وروى بإسناده عن أبي بكر محمد بن يزيد، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن زيد بن أسلم، عن خوات بن جبير، عن أبيه قال: "خرجت مع النبي ﷺ في غزوة فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة حوالي، فرجعت إلى خبائي، فلبست حلة لي، ثم أتيتهن فجلست إليهن أتحدث معهن، فجاء النبي ﷺ فقال: "يا جبير، ما يجلسك هنا" قلت: يا رسول الله، بعير لي شرد. وذكر الحديث، قال أبو موسى: ورواه أحمد بن عصام، والجراح بن مخلد، عن وهب بن جرير، فقال: عن خوات، قال: "خرجت مع النبي ﷺ" ولم يقل عن أبيه، وهو الصحيح.
أخرجه أبو موسى.
جبير بن نفير
ب د ع جبير بن نفير أبو عبد الرحمن الحضرمي. أسلم في حياة النبي ﷺ وهو باليمن، ولم يره، وقدم المدينة، فأدرك أبا بكر، ثم انتقل إلى الشام فسكن حمص، وروى عن أبي بكر، وعمر، وأبي ذر، والمقداد، وأبي الدرداء وغيرهم. روى عنه ابنه، وخالد بن معدان، وغيرهما.
قال أبو عمر: جبير بن نفير، من كبار تابعي الشام، ولأبيه نفير صحبة، وقد ذكرناه في بابه.
روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: "أتانا رسول الله ﷺ باليمن فأسلمنا". روى عن النبي ﷺ أنه قال: "مثل الذين يغزون، ويأخذون الجعل يتقوون به على عدوهم، مثل أم موسى تأخذ أجرها وترضع ولدها".
أخرجه الثلاثة.
جبير بن نوفل
د ع جبير بن نوفل. غير منسوب، ذكره مطين في الصحابة، وفيه نظر، روى أبو بكر بن عياش، عن ليث عن عيسى، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نوفل، قال: قال رسول الله ﷺ "ما تقرب عبد إلى الله عز وجل بأفضل مما خرج منه"، يعني القرآن، ورواه بكر بن خنيس، عن ليث، عن زيد بن أركاة، عن أبي أمامة، ورواه الحارث، عن زيد، عن جبير بن نفير، عن النبي ﷺ مرسلاً، وهو الصواب.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الجيم والثاء والحاء المهملة
جثامة بن قيس
د جثامة بن قيس، له ذكر في حديث تقدم ذكره.
روى حبيب بن عبيد الرحبي، عن أبي بي بشر، عن جنامة بن قيس، وكان من أصحاب النبي ﷺ، عن عبد الله بن سفيان، عن النبي ﷺ قال: "من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من النار مقدار مائة عام".
أخرجه ابن منده.
جثامة بن مساحق
د ع جثامة بن مساحق بن الربيع بن قيس الكناني. له صحبة وكان رسول عمر إلى هرقل، قال: جلست على شيء ما أدري ما تحتي، فإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته نزلت عنه، فضحك، وقال لي: لم نزلت عن هذا الذي أكرمناك به? فقلت: إني سمعت رسول الله ﷺ ينهي عن مثل هذا".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الجحاف بن حكيم
الجحاف بن حكيم بن عاصم، بن سباع بن خزاعي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي الفاتك. قيل: هو القائل يصف خيله، ويذكر شهوده حنيناً وغيرها: "الوافر"
شهدن مع النبي مسوماتحنيناً وهي دامية الحوامي
وهي أكثر من هذا، وقيل: إنها للحريش، وقد ذكرناها هناك، وهذا الجحاف هو الذي أوقع ببني تغلب، فأكثر فيهم القتل، في حروب قيس وتغلب، فقال الأخطل: "الطويل"
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعةإلى الله منها المشتكى والمعول
وقد أتينا على القصيدة في الكامل في التاريخ.
البشر: موضع معروف كانت به وقعة.
جحدم والد حكيم
د ع جحدم والد حكيم. له صحبة، روى عنه ابنه حكيم أن النبي ﷺ قال: "من حلب شاته، ورقع قميصه، وخصف نعله، وآكل خادمه، وحمل من سوقه فقد برئ من الكبر".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جحدم بن فضالة
د ع جحدم بن فضالة. أتى النبي ﷺ وكتب له كتاباً. روى حديثه محمد بن عمرو بن بد الله بن جحدم الجهني، عن أبيه عمرو، عن أبيه عبد الله، عن أبيه جحدم أنه أتى النبي ﷺ فمسح رأسه، وقال: "بارك الله في جحدم". وكتب له كتاباً.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جحش الجهني
ع س جحش الجهني. روى عنه ابنه عبد الله، ذكره الحضرمي في المفاريد، حدث محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الله بن جحش الجهني، عن أبيه قال: "قلت" يا رسول الله، إن لي بادية أنزلها أصلي فيها، فمرني بليلة في هذا المسجد أصلي فيه، فقال النبي ﷺ: "انزل ليلة ثلاث وعشرين؛ فإن شئت فصل. وإن شئت فدع".
يروي هذا الحديث من غير وجه، عن عبد الله بن أنيس الجهني، عن النبي ﷺ، ومن حديثه أخرجه مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، ورواه الزهري، عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، وهو الصحيح.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
باب الجيم والدال
جدار الأسلمي
د ع جدار الأسلمي، أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى بن أبي عاصم، حدثنا عمر بن الخطاب، أخبرنا أبو معاذ الحكمي سعد بن عبد الحميد بن جعفر، أخبرنا أبو الفضل عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار رجل من أصحاب النبي ﷺ، قال: "غزونا مع النبي ﷺ فلقينا عدونا، فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إنكم قد أصبحتم بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي الرحال ما فيها، فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قدماً، ليس أحد يحمل في سبيل الله إلا ابتدرت إليه ثنتان من الحور العين، فإذا حمل استترنا منه، فإذا استشهد فإن أول قطرة تقع من دمه يكفر الله عنه كل ذنب، ثم تجيئان، فتجلسان عند رأسه وتمسحان الغبار عن وجهه، وتقولان له: مرحباً قد آن لك، ويقول: قد آن لكما".
ورواه يزيد بن شجرة، عن النبي ﷺ، ورواه منصور، عن مجاهد، عن يزيد من قوله ولم يرفعه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جدار: بكسر الجيم.
جد بن قيس
ب د ع جد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. يكنى: أبا عبد الله هو ابن عم البراء بن معرور، روى عنه جابر وأبو هريرة، وكان ممن يظن فيه النفاق، وفيه نزل قوله تعالى: "ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا"، وذلك أن رسول الله ﷺ قال لهم في غزوة تبوك: "اغزوا الروم تنالوا بنات الأصفر"، فقال جد بن قيس: قد علمت الأنصار أني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي فنزلت: "ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني". الآية، وكان قد ساد في الجاهلية جميع بني سلمة فانتزع رسول الله ﷺ سؤدده، وجعل مكانه في النقابة عمرو بن الجموح، وحضر يوم الحديبية، فبايع الناس رسول الله ﷺ إلا الجد بن قيس، فإنه استتر تحت بطن ناقته.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: ولم يتخلف عن بيعة رسول الله ﷺ أحد، يعني في الحديبية، من المسلمين حضرها إلا الجد بن قيس أخو بني سلمة، قال جابر بن عبد الله: لكأني أنظر إليه لاصقاً بإبط ناقة رسول الله ﷺ قد صبا إليها، يستتر بها من الناس، وقيل: إنه تاب، وحسنت توبته، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه.
أخرجه الثلاثة.
جديع بن نذير
د ع جديع بن نذير المرادي الكعبي. من كعب بن عوف بن أنعم بن مراد، صحب رسول الله ﷺ وخدمه. قال ابن منده: سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى يذكره في كتاب التاريخ على ما ذكرت. قال أبو نعيم بعد ذكر اسمه: ذكره الحاكي، عن أبي سعيد بن يونس.
نذير: بضم النون، وفتح الذال المعجمة.
باب الجيم والذال المعجمة
جذرة بن سبرة
د ع جذرة بن سبرة العتقي. له صحبة، وشهد فتح مصر. ذكره أبو سعيد بن يونس؛ حكاه عنه ابن منده وأبو نعيم.
جذرة: بضم الجيم وسكون الذال وآخره راء.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الجذع الأنصاري
س الجذع الأنصاري ذكره ابن شاهين وأبو الفتح الأزدي إلا أن الأزدي ذكره بالخاء المعجمة، روى شريك بن أبي نمر قال: حدثني رجل من الأنصار يسمى ابن الجذع عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: "أكثر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا، ولم يقتر عليهم فيسألوا". أخرجه أبو موسى، وقال في الصحابة: ثعلبة بن زيد؛ يقال له الجذع، وابنه: ثابت بن الجذع الأنصاريان، فلا أدري هو هذا أم غيره? وهو في مواضع بالدال المهملة، وفي آخر بالذال المعجمة، قال: ولا أتحققه. أخرجه أبو موسى.
جذية
س جذية أورده ابن شاهين، وقال: هو رجل من الصحابة.
روى محمد بن إبراهيم بن زياد النيسابوري، عن المقدمي، عن سلم بن قتيبة، عن ذيال بن عبيد بن حنظلة بن حنيفة عن جذية قال: قال رسول الله ﷺ: "لا يتم بعد احتلام، ولا يتم على جارية إذا هي حاضت".
أخرجه أبو موسى وقال: هذا وهم وتصحيف، ولعله أراد عن جده، فصحفه بجذية، واسمه: حنظلة، رواه مطين عن المقدمي، عن سلم عن ذيال عن جده حنظلة، قال: قال رسول الله ﷺ، مثله.
أخرجه أبو موسى.
باب الجيم والراء
الجراح بن أبي الجراح
ب د ع الجراح بن أبي الجراح الأشجعي له صحبة، روى عنه عبد الله بن عتبة بن مسعود.
أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده إلى ابن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، أخبرنا أبو داود، أخبرنا هشام عن قتادة، عن خلاس، عن عبد الله بن عتبة قال: أتى عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة فمات عنها، ولم يدخل بها، ولم يفرض لها، فسئل عنها شهراً فلم يقل فيها شيئاً، ثم سألوه فقال: أقول فيها برأيي؛ فإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، وإن يكن صواباً فمن الله؛ لها صدقة إحدى نسائها، ولها الميراث، وعليها العدة، فقام رجل من أشجع، فقال: قضى فينا رسول الله ﷺ بذلك في بروع بنت واشق قال: "هلم شاهديك على هذا"، فشهد له أبو سنان والجراح، رجلان من أشجع.
أخرجه الثلاثة.
جراد أبو عبد الله
د ع جراد أبو عبد الله العقيلي، روى عنه ابنه عبد الله إن كان محفوظاً، روى يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جراد، عن أبيه، قال: بعث رسول الله ﷺ سرية فيها الأزد والأشعريون فغنموا وسلموا، فقال النبي ﷺ: "أتتك الأزد والأشعريون حسنة وجوههم، طيبة أفواههم، لا يغلون ولا يجبنون".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جراد بن عبس
د ع جراد بن عبس، ويقال: ابن عيسى، من أعراب البصرة.
روى عبد الرحمن بن جبلة، عن قرة بنت مزاحم، قالت: سمعنا من أم عيسى، عن أبيها الجراد بن عيسى، أو عبس، قال: "قلنا: يا رسول الله، إن لنا ركايا تنبع، فكيف لنا أن تعذب ركايانا?". وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً.
جرثوم بن ناشب
ب د ع جرثوم، وقيل: جرهم بن ناشب، وقيل: ابن ناشم، وقيل: ابن لاشر، وقيل: ابن عمرو، أبو ثعلبة الخشني، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه كثيراً، وهو منسوب إلى خشين، بطن من قضاعة.
شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وضرب له رسول الله ﷺ بسهمه يوم خيبر، وأرسله النبي ﷺ إلى قومه، فأسلموا، ونزل الشام، ومات أول إمرة معاوية، وقيل: مات أيام يزيد، وقيل: توفي سنة خمس وسبعين، أيام عبد الملك بن مروان، وهو مهشور بكنيته، ويذكر في الكنى أكثر من هذا، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
جرموز الهجيمي
د ع جرموز الهجيمي، من بلهجيم بن عمرو بن تميم، وقيل: القريعي، وهو بطن من تميم أيضاً، روى عنه أبو تميمة الهجيمي.
جرموز الهجيمي
د ع جرموز الهجيمي، من بلهجيم بن عمرو بن تميم، وقيل: القريعي، وهو بطن من تميم أيضاً، روى عنه أبو تميمة الهجيمي.
أخبرنا يحيى بن محمود الأصفهاني، فيما أذن لي، بإسناده إلى القاضي أبي بكر بن أبي عاصم، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا عبيد الله بن هوذة القريعي، عن جرموز الهجيمي، أنه قال: "يا رسول الله، أوصني، قال: "لا تكن لعاناً".
وروى عنه أيضاً ابنه الحارث بن جرموز.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جرو السدوسي
د ع جرو السدوسي. روى حديثه حفص بن المبارك، فقال: عن رجل من بني سدوس يقال له: جرو، قال: "أتينا النبي ﷺ بتمر من تمر اليمامة، فقال: "أي تمر هذا"? قلنا له: الجرام فقال: "اللهم بارك في الجرام".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو عمر بالجيم والزاي، ويرد ذكره، إن شاء الله تعالى.
جرو بن عمرو العذري
د ع جرو بن عمرو العذري. وقيل: جري، حديث قال: "أتيت النبي ﷺ وكتب لي كتاباً: "ليس عليهم أن يحشروا ولا يعشروا". أخرجه ابن منده وأبو نعيم بالراء، وأخرجه أبو عمر في ترجمة جزء بالزاي، ويرد ذكره، إن شاء الله تعالى.
قال عروة بن الزبير، في تسمية من استشهد يوم اليمامة، من الأنصار، من بني جحجبى: جرو بن مالك بن عامر بن حدير، وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم اليمامة، من الأنصار من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف: جرو بن مالك، وقال ابن ماكولا: حر، بالحاء المهملة والراء من بني جحجبى، شهد أحداً، وقال: قاله الطبري، وقال: وأنا أحسبه الأول وأنه جزء: بالجيم والزاي المهملة.
أخرجه ههنا أبو نعيم وأبو موسى.
قلت: جحجبى هو ابن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وقد أخرجه أبو عمر في: جزء، بالجيم والزاي.
جرول بن الأحنف
س جرول بن الأحنف الكندي. شامي، جد رجاء بن حيوة، روى رجاء بن حيوة عن أبيه، عن جده، واسمه جرول بن الأحنف الكندي، من أصحاب النبي ﷺ أن جارية من سبي حنين مرت بالنبي ﷺ وهي مجح، فقال النبي ﷺ: "لمن هذه"? فقالوا: لفلان؛ فقال: "أبطؤها"? فقيل: نعم، فقال: "كيف يصنع بولدها؛ يدعيه وليس له بولد، أم يستعبده وهو يغذو سمعه وبصره? لقد هممت أن ألعنه لعنه تدخل معه في قبره".
أخرجه أبو موسى.
المجح: الحامل التي قد دنا ولادها.
جؤول بن العباس
ب جرول بن العباس بن عامر بن ثابت، أو نابت، الأنصاري الأوسي، اختلف في ذلك ابن إسحاق وأبو معشر، فيما ذكر خليفة بن خياط، واتفقا على أنه قتل يوم اليمامة.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
جرول بن مالك
جرول بن مالك بن عمرو بن عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، هدم بسر بن أرطاة داره بالمدينة؛ قاله هشام الكلبي.
جرهد بن خويلد
ب د ع جرهد بن خويلد، وقيل: بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي، وقيل: جرهد بن خويلد بن بجرة بن عبد ياليل بن زرعة بن زراح بن عدي بن سهم، قاله أبو عمر، قال: وجعل ابن أبي حاتم جرهد بن خويلد غير جرهد بن دراج، كذا قال دراج، وذكر ذلك عن أبيه.
وهو من أهل الصفة، وشهد الحديبية، يكنى أبا عبد الرحمن، سكن المدينة له بها دار.
وقد ذكره أبو أحمد العسكري جرهداً بترجمتين، فقال في الأولى: جرهد الأسلمي، ونقل عن بعضهم أن جرهداً آخر في أسلم يقال له: جرهد بن خويلد، وأنه هو الذي قال له النبي ﷺ: "غط فخذك". وكلاهما من أسلم، وذكر في الترجمة الثانية ترجمة ابن خويلد، وأظنهما واحداً. والله أعلم.
قال أبو عمر: قول ابن أبي حاتم وهم؛ وهو رجل واحد من أسلم، لا يكاد تثبت له صحبة.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وإبراهيم بن محمد، وأبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد الأسلمي، عن جده، قال: "مر النبي ﷺ بجرهد في المسجد، وقد انكشفت فخذه، فقال: إن الفخذ عورة".
قال الترمذي: ما أراه متصلاً، وقد رواه معمر، عن أبي الزناد، عن ابن جرهد، عن أبيه، ورواه عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جرهد، عن أبيه، نحوه.
أخرجه الثلاثة.
بجرة: بفتح الباء والجيم.
جريج أبو شاة
س جريج، أبو شاة، ابن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر بن الصبحان من بلي كذا ذكره ابن شاهين، وقال ابن ماكولا: أبو شباث، بالباء الموحدة، وبعد الألف ثاء مثلثة، وقال: خديج، بالخاء المعجمة والدال، حليف بني حرام، شهد العقبة، وبايع فيها.
أخرجه أبو موسى.
جرير بن الأرقط
د ع جرير بن الأرقط، روى يعلى بن الأشدق، عن جرير بن الأرقط قال: رأيت النبي ﷺ في حجة الوداع، فسمعته يقول: "أعطيت الشفاعة".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جرير بن أوس
ب جرير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وقيل: خريم بن أوس، وفيه أخرجه الثلاثة، وأخرجه ههنا أبو عمر، وقال: أظنه أخاه؛ هاجر إلى رسول الله ﷺ فورد عليه منصرفه من تبوك، فأسلم، وروى شعر عباس بن عبد المطلب، الذي مدح به النبي ﷺ، وهو عم عروة بن مضرس الطائي، وهو الذي قال له معاوية: من سيدكم اليوم? قال: من أعطى سائلنا، وأغضى عن جاهلنا، واغتفر زلتنا، فقال له معاوية: أحسنت يا جرير.
قال أبو عمر: قدم خريم وجرير على النبي ﷺ معاً، ورويا شعر العباس.
أخرجه أبو عمر.
خريم: بضم الخاء المعجمة. والله أعلم.
جرير بن عبد الله الحميري
جرير بن عبد الله الحميري. وقيل: ابن عبد الحميد، وهو رسول رسول الله ﷺ إلى اليمن، وكان مع خالد بن الوليد بالعراق، فسار معه إلى الشام مجاهداً، وهو كان الرسول إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالبشارة بالظفر يوم اليرموك؛ قاله سيف بن عمر.
ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر.
جرير بن عبد الله بن جابر
ب د ع جرير بن عبد الله بن جابر، وهو الشليل، بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش، أبو عمرو، وقيل: أبو عبد الله البجلي، وقد اختلف النسابون في بجيلة؛ فمنهم من جعلهم من اليمن. وقال: إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت، وعمرو هذا هو أخو الأزد، وهو قول الكلبي وأكثر أهل النسب، ومنهم من قال: هم من نزار، وقال: هو أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، وهو قول ابن إسحاق ومصعب، والله أعلم. نسبوا إلى أمهم: بجيلة بنت صعب بن علي بن سعد العشيرة.
أسلم جرير قبل وفاة النبي ﷺ بأربعين يوماً، وكان حسن الصورة؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: جرير يوسف هذه الأمة، وهو سيد قومه، وقال النبي ﷺ لما دخل عليه جرير فأكرمه وقال: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
وكان له في الحروب بالعراق: القادسية وغيرها، أثر عظيم، وكانت بجيلة متفرقة، فجمعهم عمر بن الخطاب، وجعل عليهم جريراً.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن مكارم المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن صفوان، أخبرنا أبو البركات سعد بن محمد بن إدريس، والخطيب أبو الفضل الحسن بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس، أخبرنا أبو المنصور المظفر بن محمد الطوسي، أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي الموصلي، قال: أخبرت عن محمد بن حميد الرازي، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: لما انتهت إلى عمر مصيبة أهل الجسر، وقد عليه فلهم، قدم عليه جرير بن عبد الله من اليمن في ركب من بجيلة، وعرفجة بن هرثمة، وكان عرفجة يومئذ سيد بجيلة، وكان حليفاً لهم من الأزد، فكلمهم وقال: قد علمتم ما كان من المصيبة في إخوانكم بالعراق، فسيروا إليهم، وأنا أخرج إليكم من كان منكم في قبائل العرب وأجمعهم إليكم، قالوا: نفعل يا أمير المؤمن، فأخرج إليهم قيس كبة، وسحمة، وعرينة، من بني عامر بن صعصعة، وهذه بطون من بجيلة، وأمر عليهم عرفجة بن هرثمة، فغضب من ذلك جرير بن عبد الله، فقال لبجيلة: كلموا أمير المؤمنين؛ فقالوا: استعملت علينا رجلاً ليس منا، فأرسل إلى عرفجة فقال: ما يقول هؤلاء? قال: صدقوا يا أمير المؤمنين، لست منهم؛ لكني من الأزد؛ كنا أصبنا في الجاهلية دماً في قومنا فلحقنا ببجيلة، فبلغنا فيهم من السؤدد ما بلغك، فقال عمر: فاثبت على منزلتك؛ فدافعهم كما يدافعونك. فقال: لست فاعلاً ولا سائراً معهم، فسار عرفجة إلى البصرة بعد أن نزلت، وأمر عمر جريراً على بجيلة فسار بهم مكانه إلى العراق، وأقام جرير بالكوفة، ولما أتى علي الكوفة وسكنها، سار جرير عنها إلى قرقيسياء فمات بها، وقيل: مات بالسراة.
وروى عنه بنوه: عبيد الله، والمنذر، وإبراهيم، وروى عنه قيس بن أبي حازم، والشعبي وهمام بن الحارث، وأبو وائل، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وغيرهم.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة السلمي، أخبرنا أحمد بن منيع، أخبرنا معاوية بن عمرو الأزدي، عن زائدة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: ما حجبني رسول الله ﷺ منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك.
ورواه زائدة أيضاً، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، مثله. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وأرسله رسول الله إلى ذي الخلصة، وهي بيت فيه صنم لخثعم ليهدمها فقال: إني لا أثبت على الخيل فصك رسول الله ﷺ في صدره وقال: "اللهم اجعله هادياً مهدياً"، فخرج في مائة وخمسين راكباً من قومه، فأحرقها، فدعا رسول الله ﷺ لخيل أحمس ورجالها.
أخبرنا أبو الفضل الخطيب، أخبرنا أبو الخطاب بن البطر، إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا عبد الله بن عبيد الله المعلم، أخبرنا الحسين المحاملي، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد، أخبرنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن بيان البجلي، عن قيس بن أبي حازم: أخبرنا جرير بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله ﷺ ليلة البدر، فقال: "إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته".
وتوفي جرير سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة أربع وخمسين، وكان يخضب بالصفرة.
أخرجه الثلاثة.
الشليل: بفتح الشين المعجمة، وبلامين بينهما ياء تحتها نقطتان، وحزيمة: بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي، ونذير بفتح النون، وكسر الذال المعجمة.
جرير
د ع جرير، أو أبو جرير، وقيل: حريز، روى عنه أبو ليلى الكندي أنه قال: انتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو يخطب بمنى، فوضعت يدي على رحله فإذا مينرته جلد ضائنة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جري الحنفي
د ع جري الحنفي، روى حديثه حكيم بن سلمة، فقال عن رجل من بني حنيفة يقال له: جري أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إني ربما أكون في الصلاة، فتقع يدي على فرجي، فقال النبي ﷺ: "وأنا ربما كان ذلك، امض في صلاتك".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جري: بضم الجيم وبالراء؛ ذكره الأمير ابن ماكولا وقال: هو والد نحاز بن جري الحنفي.
نحاز: بالنون والحاء المهملة والزاي.
جري بن عمرو العذري
د ع جري بن عمرو العذري، وقيل: جرير وقيل: جرو، وحديثه أنه أتى النبي ﷺ فكتب له كتاباً "ليس عليهم أن يحشروا أو يعشروا" أخرجه ابن منده وأبو نعيم في جرو، وأخرجه أبو عمر في جزء.
جري
ب جري. ويقال: جزي، بالزاي، غير منسوب، حديثه عن النبي ﷺ في الضب، والسبع، والثعلب، وخشاش الأرض. وليس إسناده بقائم، يدور على عبد الكريم بن أبي أمية.
أخرجه أبو عمر.
باب الجيم والزاي والسين
جزء بن أنس السلمي
س جزء بن أنس السلمي، أخرجه ابن أبي عاصم في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر القباب، أخبرنا ابن أبي عاصم، أخبرنا محمد بن سنان، حدثنا إسحاق بن إدريس، أخبرنا نائل بن مطرف بن عبد الرحمن بن جزء بن أنس السلمي قال: أدركت أبي وجدي، وفي أيديهم كتاب من رسول الله ﷺ، وزعم نائل أن الكتاب عندهم اليوم، وكتبه رسول الله ﷺ لرزين بن أنس، وهو عم جده، وفيه: هذا الكتاب من محمد رسول الله ﷺ لرزين بن أنس وقال: فذكر الحديث، وقال: هذا الكتاب لرزين، ولا مدخل لجزء فيه.
أخرجه أبو موسى.
جزء بن الحدرجان
د ع جزء بن الحدرجان، بن مالك. له ولأبيه ولأخيه قداد صحبة، قدم على النبي ﷺ طالباً لدية أخيه وثأره.
روى هشام بن محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان، قال: حدثني أبي، عن أبيه هاشم عن أبيه جزء، عن جده عبد الرحمن، عن أبيه جزء بن الحدرجان، وكان من أصحاب النبي ﷺ قال: وفد أخي قداد بن الحدرجان على النبي ﷺ من اليمن، من موضع يقال له القنونى، بسروات الأزد، بإيمانه وإيمان من أعطى الطاعة من أهل بيته، وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان، وآمن بمحمد ﷺ، فلقيه سرية النبي ﷺ فقال لهم قداد: أنا مؤمن، فلم يقبلوا منه، وقتلوه في الليل قال: فبلغنا ذلك فخرجت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته، وطلبت ثأري، فنزلت على النبي ﷺ "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله". الآية، فأعطاني النبي ألف دينار دية أخي، وأمر لي بمائة ناقة حمراء، وعقد له رسول الله ﷺ على سرية من سرايا المسلمين، فخرجت إلى حي حاتم طيء، وغنمت غنماً كثيراً، وأسرت أربعين امرأة من حي حاتم، فأتيت بالنسوة، فهداهن الله سبحانه إلى الإسلام، وزوجهن رسول الله ﷺ أصحابه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جزء السدوسي
ب جزء السدوسي ثم اليمامي، قال: أتيت رسول الله ﷺ بتمر من تمر اليمامة، وقيل: جرو، بالجيم والراء وآخره واو، وقد تقدم.
جزء بن عمرو العذري
ب جزء بن عمرو العذري، ويقال: جرو، ويقال: جزأ، قدم على النبي ﷺ فكتب له كتاباً. أخرجه أبو عمر هاهنا مختصراً، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في جر بالراء والوا، وقد تقدم.
جزء بن مالك
ب ع جزء بن مالك بن عامر من بني جحجبى، أنصاري. استشهد يوم اليمامة، ذكره موسى بن عقبة هكذا، وقال الطبري: الحر بن مالك، بضم الحاء المهملة وبالراء، وقال: هو ممن شهد أحداً وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في جرو.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر.
جزء
د ع جزء، غير منسوب، عداد في أهل الشام.
روى معاوية بن صالح، عن أسد بن وداعة، عن رجل يقال له: جزء، قال: يا رسول الله، إن أهلي يعصوني، فيم أعاقبهم? قال: تغفر، ثم عاد الثانية، فقال: تغفر، قال: فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب، واتق الوجه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جزي
ب جزي، بالجيم والزاي المكسورة وآخره ياء. وقيل: جري، بضم الجيم وبالراء، وقد تقدم حديثه في الضب.
أخرجه ههنا أبو عمر.
جزي أبو خزيمة السلمي
ب د ع جزي، أبو خزيمة السلمي، وقيل: الأسلمي. قدم على رسول الله ﷺ وكساه بردين، روى حديثه ابنه عبد الله بن جزي، عن أخيه حيان بن جزي، عنه، أنه أتى النبي ﷺ بأسير كان عنده من صحابة رسول الله ﷺ كانوا أسروه، وهم مشركون، ثم أسلموا، فأتوا رسول الله ﷺ بذلك الأسير، فكسا جزياً بردين وأسلم جزي.
أخرجه الثلاثة.
جزي: قال الدارقطني: أصحاب الحديث يقولون بكسر الجيم، وأصحاب العربية يقولون: بعد الجيم المفتوحة زاي وهمزة، وقال عبد الغني: جزي بفتح الجيم وكسر الزاي، وقيل: بكسر الجيم وسكون الزاي، وبالجملة فهذه الأسماء كلها قد اختلف العلماء فيها اختلافاً كثيراً على ما ذكرناه.
جزي بن معاوية
ب جزي بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس، وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، عن الأحنف بن قيس.
قيل: له صحبة، وقيل: لا تصح له صحبة، وكان عاملاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على الأهواز.
أخرجه أبو عمر هكذا، وقيل: فيه جزء، آخره همزة، والله أعلم.
جسر بن وهب
جسر، قال ابن ماكولا: أما جسر، بكسر الجيم وبالسين المهملة، فهو جسر بن وهب بن سلمة الأزدي، روى عن النبي ﷺ حديثاً تفرد بروايته أولاده عنه.
باب الجيم والشين المعجمة
جشيب
د ع جشيب، مجهول، روى جهضم بن عثمان، عن ابن جشيب عن أبيه، عن النبي ﷺ.
قال: "من سلمى باسمي يرجو بركتي ويمني، غدت عليه البركة وراحت إلى يوم القيامة".
وهو تابعي قديم، يروي عن أبي الدرداء، وهو حمصي، قال ابن أبي عاصم: لا أدري جشيب صحابي أو أدرك أم لا?".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جشيش الديلمي
جشيش الديلمي، هو ممن كاتبه النبي ﷺ في قتل الأسود العنسي باليمن، فاتفق مع فيروز وداذويه على قتله، فقتلوه، ذكره الطبري.
قال الأمير أبو نصر: أما خشيش، بضم الخاء المعجمة وشين معجمة مكررة مصغر، وذكر جماعة، ثم قال: وأما جشيش مثل الذي قبله سواء، إلا أن أوله جيم، فهو جشيش الديلمي، كان في زمن رسول الله ﷺ باليمن، وأعان على قتل الأسود العنسي.
الجشيش الكندي
د ع الجشيش الكندي، يرد نسبه في الجفشيش بالجيم، إن شاء الله تعالى.
قال أبو موسى: كذا أورده ابن شاهين، روى سعيد بن المسيب قال: قام الجشيش الكندي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ألست منا? قالها ثلاثاً، فقال النبي ﷺ: لا نفقو أمنا ولا ننتفي من أبينا؛ أنا من ولد النضر بن كنانة"، قال: وقال رسول الله ﷺ: "جمجمة هذا الحي من مضر كنانة، وكاهله الذي ينهض به تميم وأسد، وفرسانها ونحومها قيس.
كذا أورده في هذا الحديث، وهو غلط، وإنما هو جفشيش أو حفشيش أو خفشيش، وكل هذه تصحيفات، والصحيح منها واحد.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
باب الجيم والعين المهملة
جعال
ب د ع س جعال، وقيل: جعيل بن سراقة الغفاري، وقيل: الضمري، ويقال: الثعلبي، وقيل: إنه في عديد بني سواد من بني سلمة، وهو أخو عوف، من أهل الصفة وفقراء المسلمين، أسلم قديماً، وشهد مع النبي ﷺ أحداً، وأصيبت عينه يوم قريظة، وكان دميماً قبيح الوجه، أثنى عليه النبي ﷺ ووكله إلى إيمانه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن قائلاً قال لرسول الله: "أعطيت الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن مائة من الإبل، وتركت جعيلاً، فقال النبي ﷺ: "والذي نفسي بيده لجعيل خير من طلاع الأرض مثل عيينة والأقرع، ولكني تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيلاً إلى إسلامه".
قال أبو عمر: غير ابن إسحاق يقول فيه: جعال، وابن إسحاق يقول: جعيل.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى على ابن منده فقال: جعال الضمري. وروى بإسناده أن النبي ﷺ غزا بني المصطلق من خزاعة، في شعبان من سنة ست، واستحلف على المدينة جعالاً الضمري، وروى عنه أخوه عوف أن النبي ﷺ قال: "أو ليس الدهر كله غداً"? وقد أوردوا جعيل بن سراقة الضمري، ولعله هذا، صغر اسمه؛ إلا أن الأزدي ذكره بالفاء وتشديدها، والأشهر بالعين.
قلت: قول أبي موسى، ولعله جعال، عجب منه، فإنه هو هو، وقد أخرجه ابن منده، فقال: وقيل: جعال، فلا وجه لاستدراكه عليه، وأما جفال فهو تصحيف.
جعال آخر
س جعال آخر: أخرجه أبو موسى على ابن منده، وقال: لا أدري هو ذاك المتقدم أم لا? وروى بإسناده عن مجاهد، عن ابن عمر قال: جاء إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قالت بين يديك حتى أقتل، يدخلني ربي عز وجل الجنة ولا يحقرني? قال: "نعم"، قال: فكيف وأنا منتن الريح، أسود اللون، خسيس في العشيرة! ومضى، فقاتل، فاستشهد، فمر به رسول الله ﷺ فقال: "الآن طيب الله ريحك، يا جعال، وبيض وجهك".
قلت: هذا غير الأول؛ لأن الأول قد روي عنه، عن النبي ﷺ، وهذا قتل في عهد رسول الله ﷺ فهو غيره.
جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي
ب د ع جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي، من بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، حديثه في البصريين.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة، قال: سمعت رسول الله ﷺ ورأى رجلاً سميناً، فجعل النبي يومي بيده إلى بطنه، ويقول: "لو كان هذا في غير هذا لكان خيراً لك".
وبهذا الإسناد قال جعدة: "أتيت رسول الله ﷺ، وأتى برجل فقيل: يا رسول الله، إن هذا أراد أن يقتلك، فقال له رسول الله ﷺ: "لن تراع لن تراع، لو أردت ذلك لم يسلطك الله عليه".
أخرجه الثلاثة.
جعدة بن هانئ الحضرمي
د ع جعدة بن هانئ الحضرمي، جاهلي، عداده في أهل حمص، روى ابن عائد، عن المقدام الكندي، وجعدة بن هانئ، وأبي عتبة، أن النبي ﷺ بعث عمر إلى رجل نصراني بالمدينة يدعوه إلى الإسلام، فإن أبى عليه يقسم ماله نصفين، فأتاه، فقسمه.
كذلك أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جعدة بن هبيرة الأشجعي
ب جعدة بن هبيرة الأشجعي كوفي.
روى حديثه عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وداود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عنه، عن النبي ﷺ أنه قال: "خير الناس قرني".
أخرجه أبو عمر، وأخرج أيضاً جعدة بن هبيرة المخزومي، وجعل هذا غيره، وغالب الظن أنه هو؛ لأن هذا الحديث قد رواه عبد الله بن إدريس بن يزيد، وداود بن يزيد، عن أبيهما، عن جدهما، عن جعدة بن هبيرة المخزومي، على ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
جعدة بن هبيرة بن أبي وهب
ب د ع جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، وأمه أم هانئ بنت أبي طالب؛ قاله أبو عمر.
وقال أبو عبيدة: ولدت أم هانئ بنت أبي طالب من هبيرة ثلاثة بنين: جعدة، وهانئ، ويوسف.
وقال الزبير: ولدت أم هانئ لهبيرة أربعة بنين، أحدهم جعدة.
وقال هشام الكلبي: جعدة بن هبيرة، ولي خراسان لعلي رضي الله عنه، هو ابن أخته؛ أمه أم هانئ بنت أبي طالب.
وقال ابن منده وأبو نعيم: جعدة بن هبيرة بن أبي وهب ابن بنت أم هانئ؛ وقيل: إن جعدة هو القائل: "الطويل"
أبي من بني مخزوم إن كنت سائلاًومن هاشم أمي لخـير قـبـيل
فمن ذا الذي يبأى علي بـخـالـهكخالي علي ذي الندى وعقـيل
روى عنه مجاهد ويزيد، عن عبد الرحمن الأودي؛ وسعيد بن علاقة؛ وسكن الكوفة، وقد اختلف في صحبته.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أخبرنا أبو القاسم بن محمد الذكواني، أخبرنا أبو بكر القباب، أخبرنا أبو بكر بن الضحاك بن مخلد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، قال: قال رسول الله ﷺ "خير الناس قرني؛ ثم الذي يلونهم؛ ثم الذين يلونهم، ثم الآخر أرادأ". أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده وأبي نعيم إن جعدة هو ابن بنت أم هانئ، هذا وهم منهما، وليس بابن ابنتها، إنما هو ابنها لا غير؛ على أن أبا نعيم يتبع ابن منده كثيراً في أوهامه، والله أعلم.
جعشم الخير بن خليبة
ب جعشم الخير بن خليبة بن شاجي بن مؤهب بن أسد بن جعشم بن حريم بن الصدف الصدفي الحريمي.
بايع تحت الشجرة، وكساه النبي ﷺ قميصه ونعليه، وأعطاه من شعره، وتزوج جعشم آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس، قتله الشريد بن مالك في الردة، بعد قتل عكاشة، وذكره أبو سعيد بن يونس كما ذكرناه، وقال: إنه شهد فتح مصر؛ فعلى هذا لا يكون قد قتل في قتال أهل الردة، ويؤيد قول ابن يونس أن ابن ماكولا قال في اسمه: فتزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بن مالك؛ فجعل الشريد زوجاً لها، ولم يجعله قاتلاً له، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
حريم: بضم الحاء المهملة، وفتح الراء.
جعفر بن أبي الحكم
ع س جعفر بن أبي الحكم، ذكره الحماني ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان. روى الحماني، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عبد الحكم بن صهيب قال: رآني جعفر بن أبي الحكم، وأنا آكل من ههنا وههنا، فقال: مه يا ابن أخي، هكذا يأكل الشيطان، إن النبي ﷺ كان إذا أكل لم تعد يده ما بين يديه.
ورواه النعمان بن شبل، عن المخرمي، عن عبد الحكم، عن جعفر قال: رآني الحكم، يعني ابن رافع، فذكر نحوه.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
جعفر بن الزبير بن العوام
د ع جعفر بن الزبير بن العوم، أخو عبد الله. روى إبراهيم بن العلاء، عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه. أن عبد الله بن الزبير، وجعفر بن الزبير بايعا النبي ﷺ. وهو وهم، والصواب ما روى أبو اليمان وسليمان بن عبد الرحمن وغيرهما، عن ابن عياش، عن هشام، عن عروة أن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر بايعا النبي ﷺ وهما ابنا ست.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جعفر أبو زمعة البلوي
جعفر أبو زمعة البلوي، ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، سكن مصر، اختلف في اسمه، فقيل: جعفر، وقيل: عبد. ذكره أبو موسى في عبد، ولم يذكره في جعفر.
جعفر بن أبي سفيان
ب د ع جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، واسم أبي سفيان المعيرة، وهو بكنيته أشهر. وأمه جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب، ذكر الواقدي، أنه أدرك النبي ﷺ شهد معه حنيناً، وبقي إلى أيام معاوية، وتوفي أوسط أيامه، وقال أبو نعيم: وهذا وهم؛ لأن الذي شهد حنيناً هو أبو سفيان، ولم يشهدها جعفر.
جعفر بن أبي طالب
ب د ع جعفر بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله ﷺ وأخو علي بن أبي طالب لأبويه، وهو جعفر الطيار، وكان أشبه الناس برسول الله ﷺ خلقاً وخلقاً، أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل.
روي أن أبا طالب رأى النبي ﷺ وعلياً رضي الله عنه يصليان، وعلي عن يمينه، فقال لجعفر رضي الله عنه: "صل جناح ابن عمك، وصل عن يساره"، قيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً، وكان هو الثاني والثلاثين؛ قاله ابن إسحاق، وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة.
روى عنه ابنه عبد الله، وأبو موسى الأشعري؛ وعمرو بن العاص، وكان رسول الله ﷺ يسميه، أبا المساكين. وكان أسن من علي بعشر سنين، وأخوه عقيل أسن منه بعشر سنين، وأخوهم طالب أسن من عقيل بعشر سنين، ولما هاجر إلى الحبشة أقام بها عند النجاشي إلى أن قدم على رسول الله ﷺ حين فتح خيبر، فتلقاه رسول الله ﷺ واعتنقه، وقبل بين عينيه، وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر? وأنزله رسول الله ﷺ إلى جنب المسجد.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال: حدثنا محمد بن بشار. أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، أخبرنا خالد الحذار، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: ما احتذى النعال. ولا ركب المطايا، ولا ركب الكور بعد رسول الله ﷺ أفضل من جعفر.
قال: وأخبرنا أبو عيسى، أخبرنا علي بن حجر. أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: "رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة".
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال: حدثنا محرز بن سلمة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ قال: "وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأنت من عترتي التي أنا منها". وفي الحديث قصة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أخبرنا أبو نعيم، هو الفضل بن دكين، أخبرنا فطر، عن كثير بن نافع النواء قال: سمعت عبد الله بن مليل، قال: سمعت علياً يقول: قال رسول الله ﷺ: "لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطى سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وحذيفة، وسلمان، وعمار وبلال".
أخبرنا غير واحد بإسنادهم، عن محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن أبي بكر؛ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: "إن كنت لألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية، وهي معي، كي ينقلب بي، فيطعمني، وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء، فنشقها، فنعلق ما فيها".
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قدم رسول الله ﷺ من عمرة القضاء المدينة، في ذي الحجة فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة، في جمادى سنة ثمان، قال: وأخبرنا محمد بن جعفر، عن عروة، قال: فاقتتل الناس قتالاً شديداً حتى قتل زيد بن حارثة، ثم أخذ الراية جعفر، فقاتل بها حتى قتل.
قال: وأخبرنا ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بن عوف، قال: "والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة، حين اقتحم عن فرس له شقراء، فعقرها ثم تقدم، فقاتل حتى قتل. قال ابن إسحاق: فهو أول من عقر في الإسلام.
ولما قاتل جعفر قطعت يداه والراية معه، لم يلقها؛ قال رسول الله ﷺ: "أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة" ولما قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه وقيل: بضع وخمسون، والأول أصح.
قال ابن إسحاق: فلما أصيب القوم قال رسول الله ﷺ فيما بلغني: أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم صمت رسول الله ﷺ حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون، ثم قال: "أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم قال لقد رفعوا في الجنة على سرر من ذهب"، فرأيت في سرير عبد الله ازوراراً عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا? فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أم عيسى، عن أم جعفر بنت جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس أنها قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله ﷺ وقد عجنت عجينتي، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم، فقال رسول الله ﷺ: "ائتيني ببني جعفر"، فأتيته بهم، فشمهم ودمعت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي وأمي ما يبكيك? أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء? قال: "نعم، أصيبوا هذا اليوم"، فقمت أصيح وأجمع النساء، ورجع رسول الله ﷺ إلى أهله، فقال: "لا تغفلوا آل جعفر فإنهم قد شغلوا".
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: قالت: لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله ﷺ الحزن.
وروي أن رسول الله ﷺ لما أتاه نعي جعفر، دخل على امرأته أسماء بنت عميس، فعزاها، فيه ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول الله ﷺ: "على مثل جعفر فلتبك البواكي".
ودخله من ذلك هم شديد حتى أتاه جبريل، فأخبره أن الله قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
وقال عبد الله بن جعفر: كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني، وقلت له: بحق جعفر، إلا أعطاني، وقال: كان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
وكان عمر جعفر لما قتل إحدى وأربعين سنة، وقيل غير ذلك.
أخرجه الثلاثة.
جعفر العبدي
س جعفر العبدي، ذكره العسكري علي بن سعيد في الصحابة.
روى حديثه ليث بن أبي سليم، عن زيد، عن جعفر العبدي، قال: قال رسول الله ﷺ: "ويل للمتألين من أمتي الذي يقولون: فلان في الجنة وفلان في النار".
أخرجه أبو موسى.
جعفر بن محمد بن مسلمة
س جعفر بن محمد بن مسلمة، قال ابن شاهين: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول: جعفر بن محمد بن مسلمة صحب النبي ﷺ وشهد فتح مكة والمشاهد بعد.
أخرجه أبو موسى.
جعفي
ب جعفي، بضم الجيم وآخر ياء.
ذكره ابن أبي حاتم، فقال: جعفي بن سعد العشيرة، وهو من مذحج، كان وفد على النبي ﷺ في وفد جعف في الأيام التي توفي النبي ﷺ فيها.. كذا قال عن أبيه.
أخرجه أبو عمر.
قلت: وهذا من أغرب ما يقوله عالم؛ فإن جعفي بن سعد العشيرة مات قبل النبي ﷺ بدهر طويل؛ فإن بعض من صحب النبي من جعفي بينه وبين جعفي ما يزيد على عشرة آباء، والذي أظنه أنه رأى وفد جعفي، فظنه اسم رجل منسوب إلى جعف، فظن أن جعفاً هو الاسم، وأن جعفياً زيدت الياء فيه للنسبة، ولو علم أن جعفياً هو الاسم، وأنه قبل النبي ﷺ، لم يجعله صحابياً.
جعونة بن زياد الشني
د ع جعونة بن زياد الشني، روى عن النبي ﷺ أنه قال: "لا بد من العريف والعريف في النار".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جعيل بن زياد الأشجعي
ب د ع جعيل بن زياد الأشجعي. كوفي له صحبة، وقيل فيه: جعال، وقد تقدم.. هكذا نسبه ابن منده، وأما أبو عمر وأبو نعيم فلم ينسباه؛ بل قالا: جعيل الأشجعي.
روى عنه عبد الله بن أبي الجعد أخو سالم، أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي، أخبرنا زيد بن الحباب، أخبرنا رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد، حدثني عبد الله بن أبي الجعد، عن جعيل الأشجعي، قال: "خرجت مع النبي ﷺ في بعض غزواته، وأنا على فرس عجفاء ضعيفة، فكنت في آخر الناس، فلحقني رسول الله ﷺ فقال: "سر يا صاحب الفرس"، فقلت: يا رسول الله، عجفاء ضعيفة، قال: فرفع مخفقة كانت معه، فضربها بها، وقال: "اللهم بارك له فيها"، فلقد رأيتني ما أملك رأسها قدام القوم، ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفاً.
أخرجه الثلاثة.
قال ابن ماكولا: أما جعيل، بضم الجيم وفتح العين، وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها، فهو جعيل الأشجعي، عن النبي ﷺ. قال: وقيل: جميل، وهو تصحيف.
جعيل بن سراقة الضمري
ب د ع جعيل بن سراقة الضمري، وقيل: الغفاري، أخو عوف، وقيل: جعال، وهو من أهل الصفة، وقد تقدم ذكره في جعال.
أخرجه الثلاثة.
جعيل
س جعيل سماه النبي ﷺ عمراً، روى عروة بن الزبير، عن عبد الله بن كعب بن مالك، قال: حفر النبي ﷺ الخندق قسم الناس، وكان هو يعمل معهم، وكان فيهم رجل كان اسمه جعيلاً، فسماه رسول الله ﷺ عمراً، وارتجز بعضهم فقال: "الرجز"
سماه من بعد جعيل عمراًوكان للبائس يوماً ظهرا
ورسول الله ﷺ إذا قالوا: عمرا، قال: عمرا، وإذا قالوا: ظهراً، قال معهم: ظهرا.
أخرجه أبو موسى.
باب الجيم والفاء
جفشيش بن النعمان الكندي
ب د ع جفشيش بن النعمان الكندي، يقال فيه بالجيم والحاء والخاء، وقيل: هو حضرمي يكنى أبا الخير.
وفد إلى النبي ﷺ مع الأشعث بن قيس الكندي، في وفد كندة، وهو الذي قال للنبي ﷺ: أنت منا، فقال: "لا نفقو أمنا ولا ننتفي من أبينا؛ نحن من ولد النضر بن كنانة" ولم ينسبه أحد من الثلاثة.
وقال هشام الكلبي: هو معدان، وهو الجفشيش بن الأسود بن معدي كرب بن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية، وهو كندة، الكندي، وقيل: إن الجفشيش لقب له، وهو الذي خاصمه رجل في أرض إلى النبي ﷺ فجعل اليمين على أحدهما، فقال: يا رسول الله، إن حلف دفعت إليه أرضي. فقال رسول الله ﷺ: "دعه؛ فإنه إن حلف كاذباً لم يغفر الله له".
ورواه الشعبي عن الأشعث بن قيس، قال: كان بين رجل منا ورجل من الحضرميين، يقال له: الجفشيش، خصومة في أرض، فقال له رسول الله ﷺ: "شهودك وإلا حلف لك"، هكذا رواه أبو عمر، فقال: الشعبي عن الأشعث، والشعبي لم يرو عن الجفشيش، والصحيح ما أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة السلمي، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: "جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي ﷺ فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا غلبني على أرض لي كانت في يدي، فقال الكندي: هي أرضي، وفي يدي، ليس له فيها حق، فقال النبي ﷺ للحضرمي: "ألك بينه"? قال: لا، قال: "فلك يمينه"، قال: يا رسول الله، إن الرجل فاجر؛ لا يبالي ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء، قال: "ليس لك منه إلا ذلك"، فانطلق الرجل ليحلف له، فقال رسول الله ﷺ لما أدبر: "لئن حلف على ماله ليأكله ظلماً ليلقين الله وهو عنه معرض". وهذا حديث صحيح، قال أبو نعيم: وقال بعض الناس: إنه الحفشيش بالحاء، وهو وهم، وقد قاله أبو عمر مثل قول ابن منده.
جفينة الجهني
ب د ع جفينة الجهني. وقيل: النهدي، روي أن النبي ﷺ كتب إليه كتاباً، فرقع به دلوه، فقالت له ابنته: عمدت إلى كتاب سيد العرب، فرقعت به دلوك، فهرب. فأخذ كل قليل وكثير هو له، ثم جاء بعد مسلماً، فقال النبي ﷺ: "انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام، فخذه". أخرجه الثلاثة.
باب الجيم واللام
الجلاس بن سويد
ب د ع الجلاس بن سويد بن الصامت بن خالد بن عطية بن خوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف، له صحبة، وله ذكر في المغازي.
روى أبو صالح، عن ابن عباس أن الحارث بن سويد بن الصامت رجع عن الإسلام في عشرة رهط، فلحقوا بمكة، فندم الحارث بن سويد، فرجع، حتى إذا كان قريباً من المدينة، أرسل إلى أخيه جلاس بن سويد أني قد ندمت على ما صنعت، فسل لي رسول الله ﷺ فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ﷺ فهل لي من توبة إن رجعت وإلا ذهبت في الأرض? فأتى الجلاس النبي ﷺ فأخبره بخبر الحارث وندامته وشهادته، فأنزل الله تعالى: "إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا" فأرسل الجلاس إلى أخيه، فأقبل إلى المدينة، واعتذر إلى رسول الله ﷺ وتاب إلى الله تعالى من صنيعه، فقبل النبي ﷺ عذره.
وكان الجلاس منافقاً، فتاب، وحسنت توبته، وقصته مع عمير بن سعد مشهورة في التفاسير، وهي أنه تخلف عن رسول الله ﷺ في تبوك، وكان يثبط الناس عن الخروج، فقال: والله إن كان محمد صادقاً لنحن شر من الحمير، وكانت أم عمير بن سعد تحته، كان عمير يتيماً في حجره لا مال له، وكان يكفله، ويحسن إليه، فسمعه يقول هذه الكلمة، فقال: يا جلاس، لقد كنت أحب الناس إلي، وأحسنهم عندي يداً، وأعزهم علي، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لأفضحنك، ولئن كتمتها لأهلكن، فذكر للنبي ﷺ مقالة الجلاس، فبعث النبي ﷺ إلى الجلاس، فسأله عمه قال عمير، فحلف بالله ما تكلم به وإن عميراً لكاذب، وعمير حاضر، فقام عمير من عند النبي ﷺ وهو يقول: اللهم أنزل على رسولك بيان ما تكلمت به، فأنزل الله تعالى: "ولقد قالوا كلمة الكفر" الآية، فتاب بعد ذلك الجلاس، واعترف بذنبه، وحسنت توبته، ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منده، عن أبي صالح، عن ابن عباس: إن الحارث بن الجلاس بن الصامت، وليس بصحيح، وإنما هو أخو الجلاس بن سويد؛ ذكر ذلك ابن منده وأبو نعيم في الحارث، فقالا: الحارث بن سويد، وذكره غيرهما كذلك، والله أعلم.
الجلاس بن صليت
د ع الجلاس بن صليت اليربوعي، أتى النبي ﷺ فسأله عن الوضوء، روت عنه ابنته أم منقذ أنه أتى النبي ﷺ فسأله عن الوضوء، فقال: واحدة تجزئ، وثنتان، ورأيته توضأ ثلاثاً ثلاثاً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
الجلاس بن عمرو
س الجلاس بن عمرو الكندي. روى حديثه زيد بن هلال بن قطبة الكندي، عن أبيه، عن جلاس بن عمرو الكندي قال: "وفدت في نفر من قومي بني كندة، على النبي ﷺ فلما أردنا الرجوع إلى بلاد قومنا، قلنا: يا نبي الله، أوصنا، قال: "إن لكل ساع غاية، وغاية ابن آدم الموت، فعليكم بذلك الله؛ فإنه يسهلكم ويرغبكم في الآخرة".
أخرجه أبو موسى بإسناده، وقال: علي بن قرين، وهو راوي الحديث، ضعيف.
جليبيب
ب د ع جليبيب، بضم الجيم، على وزن قنيديل، وهو أنصاري، له ذكر في حديث أبي برزة الأسلمي في إنكاح رسول الله ﷺ ابنة رجل من الأنصار، وكان قصيراً دميماً، فكأن الأنصاري أبا الجارية وامرأته كرها ذلك، فسمعت الجارية بما أراد رسول الله ﷺ فتلت قول الله: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وقالت: رضيت، وسلمت لما يرضى لي به رسول الله ﷺ، فدعا لها رسول الله، وقال: "اللهم اصبب عليها الخير صباً، ولا تجعل عيشها كداً"ز فكانت من أكثر الأنصار نفقة ومالاً.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله ﷺ كان في مغزى له، فلما فرغ من القتال، قال: "هل تفقدون من أحد"? قالوا: نفقد والله فلاناً وفلاناً، قال: "لكني أفقد جليبيباً"، فوجدوه عند سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي ﷺ فأخبر فقال: "قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه"، حتى قالها مرتين أو ثلاثاً، ثم قال بذراعية فبسطهما، فوضع على ذراعي النبي ﷺ حتى حفر له، فما كان له سرير إلى ذراعي رسول الله ﷺ حتى دفن، وما ذكر غسلاً، ورواه ديلم بن غزوان، عن ثابت، عن أنس، وهو وهم. أخرجه الثلاثة.
جليحة بن عبد الله
د ع جليحة بن عبد الله بن محارب بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، قاله الواقدي، وقال ابن إسحاق: عبد الله بن الحارث الليثي، استشهد يوم الطائف مع رسول الله ﷺ فجعل الحارث عوض محارب، وساق باقي النسب مثله. رواه يونس بن بكير عنه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
غيرة: بكسر الغين المعجمة، وفتح الباء تحتها نقطتان، ثم راء وهاء.
باب الجيم والميم
جمانة الباهلي
س جمانة الباهلي، قال أبو موسى: ذكره الأزدي، وقال: له صحبة، روى بإسناده عن بكر بن خنيس، عن عاصم بن عاصم، عن جمانة الباهلي، قال: قال رسول الله ﷺ: "لما أذن الله عز وجل لموسى ﷺ بالدعاء على فرعون أمنت الملائكة، فقال: قد استجبت لك ودعاء من جاهد في سبيل الله عز وجل. ثم قال رسول الله ﷺ: اتقوا أذى المجاهدين، فإن الله يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب دعاءهم كما يستجيب دعاء الرسل".
أخرجه أبو موسى.
جمد الكندي
جمد الكندي. روى حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة أن جمد الكندي قال: لأن أوتي بقصعة فأصيب منها، أحب إلي من أن أبشر بغلام، فأخبر بذلك النبي ﷺ فقال: يا جمد، قلت: كذا وكذا? قال: نعم، فقال النبي ﷺ: "إنهم ثمرة الفؤاد وقرة العين، وإنهم لمحزنة مبخلة مجبنة".
ورواه سفيان، عن سليمان، عن خيثمة أن الأشعث بن قيس الكندي بشر بغلام، وهو عند النبي ﷺ، فذكر مثله.
ورواه مجالد، عن الشعبي أن الأشعث بن قيس.. قال أبو نعيم: وهو المشهور المستفيض، وشبه حماد بن سلمة قلة رحمة الأشعث بالجماد، فلقبه بجمد.
جمد: بفتح الجيم وسكون الميم، ولا أعرف جمداً من كندة إلا جمداً أحد الملوك الأربعة الذي دعا عليهم رسول الله ﷺ فقتلوا في الردة كفاراً، والله أعلم.
جمرة بن عوف
د ع جمرة بن عوف. يكنى أبا زيد، يعد في أهل فلسطين حديثه عند أولاده.
روى وهاس بن علاق بن هاشم بن يزيد بن جمرة، عن أبيه، عن جده يزيد بن جمرة، قال: أتى أبي جمرة بن عوف إلى النبي ﷺ هو وأخوه حريق، فبايعا رسول الله ﷺ وأن رسول الله أتاه فمسح صدره، ودعا فيه بالبركة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جمرة بن النعمان
ب س ع جمرة بن النعمان بن هوذة بن مالك بن سنان بن البيع بن دليم بن عدي بن حزاز بن كاهل بن عذرة. سيد بني عذرة، وفد على النبي ﷺ في وفد عذرة، وأتاه بصدقتهم، قاله الطبري.
روي عن النبي ﷺ أنه أمره بدفن الشعر والدم، وأقطعه النبي ﷺ رمية سوطه وحضر فرسه من وادي القرى، وهو أول من قدم بصدقة عذرة إلى النبي ﷺ.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى؛ إلا أن أبا موسى أسقط من نسبه ثلاثاً، فقال: البياع بن كاهل بن عذرة، والذي ذكرناه أصح، وكذلك ذكره ابن ماكولا، وابن الكلبي، وغيرهما.
حزاز: بفتح الحاء المهملة، والزاي المشددة، وآخر زاي أخرى. والبياع: بالباء الموحدة، والياء المشددة تحتها نقطتان، وآخر عين مهملة.
جمهان الأعمى
جمهان الأعمى. أخبرنا أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، قال: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الأخرم، حدثنا أبو نصر بن علي الفامي، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، أخبرنا نصر بن طريف، عن أيوب بن موسى، عن المقبري، عن ذكوان، عن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله ﷺ فجاء جمهان الأعمى، فقال رسول الله ﷺ: "استتري منه"، قالت: يا رسول الله، جمهان الأعمى? قال: "إنه يكره للنساء أن ينظرن إلى الرجال، كما يكره للرجال أن ينظروا إلى النساء".
جميع بن مسعود
جميع بن مسعود بن عمرو بن أصرم بن سالم بن مالك بن سليم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي، وهو الذي تصدق بجميع جهازه في سبيل الله عز وجل، قاله ابن الكلبي.
جميل بن بصرة
د ع جميل بن بصرة الغفاري. وقيل: حميل، بضم الحاء وفتح الميم، وهو أكثر، وقيل: بصرة بن أبي بصرة، سكن مصر، وله بها دار.
روى المقبري، عن أبي هريرة، عن جميل الغفاري، قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجد مكة، ومسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس".
قال ابن ماكولا: وأما حميل بضم الحاء المهملة وفتح الميم، فهو أبو بصرة الغفاري حميل بن بصرة، قال علي بن المديني: وقال مالك في حديث زيد بن أسلم عن المقبري، عن أبي هريرة أنه لقي جميلاً، يعني بالجيم، وتابعه الدراوردي وأبي، وقال روح بن القاسم عن زيد بن أسلم: حميل بحاء مهملة، وتابعه سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر، عن زيد، وقال ابن الهاد: بصرة بن أبي بصرة؛ قال ابن ماكولا: والصحيح: حميل، يعني بضم الحاء، وقال: على ذلك اتفقوا، وهو حميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار، حدث عنه عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وأبو تميم الجيشاني، وتميم بن فرع المهري، ومرثد بن عبد الله اليزني، وغيرهم، انتهى كلام ابن ماكولا.
أخرجه ههنا ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو عمر في حميل، بالحاء المهملة.
جميل بن ردام
د ع جميل بن ردام العذري، أقطعه النبي ﷺ الرمداء؛ روى عمرو بن حزم، قال كتب رسول الله ﷺ لجميل بن ردام: "هذا ما أعطى محمد رسول الله جميل بن ردام العذرى، أعطاه الرمداء لا يحاقه فيه أحد". وكتب علي بن أبي طالب.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جميل بن عامر
ب جميل بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح القرشي الجمحي، أخو سعيد بن عامر، وهو جد نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي المكي المحدث.
أخرجه أبو عمر وقال: لا أعلم له رواية.
جميل بن معمر
ب س جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، وهو أخو سفيان بن معمر، وعم حاطب، وحطاب ابني الحارث بن معمر.
قال الزبير: ليس لجميل وسفيان عقب، والعقب لأخيهما الحارث.
وكان لا يكتم ما استودعه من سر؛ وخبره في ذلك مع عمر بن الخطاب مشهور، وكان يسمى: ذا القلبين، وفيه نزلت: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" في قول.
أسلم جميل عام الفتح، وكان مسناً، وشهد مع رسول الله ﷺ حنيناً، فقتل زهير بن الأبجر مأسوراً، فلذلك قال أبو خراش الهذلي يخاطب جميل بن معمر: "الطويل"
فأقسم لو لا قيته غـير مـوثـقلآبك بالجزع الضباع النواهـل
وكنت، جميل أسوأ الناس صرعةولكن أقران الظهور مقـاتـل
وليس كعهد الدار يا أم مـالـكولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
وشهد مع أبيه الفجار، قال الزبير بن بكار: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف رضي عنهما، فسمعه قبل أن يدخل يتغنى بالنصب: "الطويل"
وكيف ثوائي بالمـدينة بـعـدمـاقضى وطراً منها جميل بن معمر
فدخل إليه وقال: ما هذا يا أبا محمد? قال: إذا خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس، وروى محمد بن يزيد هذا الخبر، فقلبه، فجعل المتغني: عمر، والداخل عبد الرحمن، والزبير أعلم بهذا الشأن.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، وزاد أبو موسى في نسبه، فقال: جميل بن معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب، والأول أصح.
جميل النجراني
جميل النجراني. روى محكم بن صالح الضبي، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، قال: حدثني جميل النجراني قال: شهدت مع رسول الله ﷺ قبل موته بعام وهو يقول: "إني لأبرأ إلى كل ذي خلة من خلته، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً؛ ولكن أخي في الله وصاحبي في الغار".
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
باب الجيم والنون
جناب أبو خابط
د ع جناب أبو خابط الكناني، روى حديثه سعيد بن المسيب، عن خابط بن جناب عن أبيه جناب، قال: كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرمرم؛ فقيل: هذا رسول الله ﷺ".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
خابط: بالخاء المعجمة والباء الموحدة.
جناب بن قيظي
جناب بن قيظي الأنصاري. قتل يوم أحد. قاله ابن إسحاق من رواية المروزي، عن أبي أيوب، عن ابن سعد، عنه، وقال غيره: حباب بن قيظي، بضم الحاء والباءين الموحدتين، وقيل: خباب بالخاء المعجمة، وبالحاء المهملة هو الصواب.
جناب الكلبي
جناب الكلبي. أسلم يوم الفتح. روى عن النبي ﷺ أنه سمعه يقول لرجل ربعة: "إن جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، والملائكة قد أظلت عسكري، فخذ في بعض هناتك" فأطرق الرجل شيئاً، ثم قال: "الكامل"
يا ركن معتمد وعـصـمة لائذوملاذ منتجع وجار مجـاور
يا من تخيره الإله لخـلـقـهفحباه بالخلق الزكي الطاهـر
أنت النبي وخير عـصـبة آدميا من يجود كفيض بحر زاخر
ميكال معك وجبرئيل كلاهمـامدد لنصرك من عزيز قاهر
قال: فقلت: من هذا الشاعر? فقيل: حسان، فرأيت رسول الله ﷺ يدعو له ويقول خيراً.
جنادح بن ميمون
د ع جنادح بن ميمون. يعد في الصحبة، شهد فتح مصر لا يعرف له حديث؛ قاله أبو سعيد بن يونس: أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جنادح: بالحاء في آخره.
جنادة بن أبي أمية
ب د ع جنادة، بالهاء، هو جناد، بن أبي أمية الأزدي، ثم الزهراني، واسم أبي أمية مالك، قاله أبو عمر عن خليفة وغيره.
وقال البخاري: اسم أبي أمية كثير. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن جنادة بن أبي أمية الدوسي، واسم أبي أمية كبير، ولأبيه صحبة، وهو شامي، وشهد فتح مصر، وعقبه بالكوفة.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: جنادة بن أبي أمية غير جنادة بن مالك الذي يأتي ذكره، قال أبو عمر: هو كما قال محمد بن سعد، هما اثنان عند أهل العلم بهذا الشأن، قال: وكان جنادة بن أبي أمية على غزو الروم في البحر لمعاوية، من زمن عثمان رضي الله عنه إلى أيام يزيد، إلا ما كان من أيام الفتنة وشتا في البحر سنة تسع وخمسين.
قال أبو عمر: وكان من صغار الصحابة وقد سمع من النبي ﷺ، وروى عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وابن عمر. روى عنه أبو قبيل المعافري، ومرثد بن عبد الله، وبسر بن سعيد، وشييم بن بيتان، والحارث بن يزيد الحضرمي.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حجاج، عن ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالاً من أصحاب النبي ﷺ اختلفوا، فقال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت، قال جنادة: فانطلقت إلى رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله، إن ناساً يقولون: إن الهجرة قد انقطعت فقال رسول الله ﷺ: "لا تنقطع الهجرة ما كان الجهاد".
وله حديث في صوم يوم الجمعة وحده، وتوفي بالشام سنة ثمانين، وهو من صغار الصحابة. أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن منده لم يسم أباه كثيراً، وإنما جعل كبيراً أبا جنادة الذي نذكره بعد هذه الترجمة إن شاء الله تعالى.
جنادة بن أبي أمية
د ع جنادة بن أبي أمية. قال ابن منده: واسم أبي أمية كبير، أدرك النبي ﷺ ولا تصح له صحبة، قال: وقال محمد بن إسماعيل: اسم أبي أمية كثير، توفي سنة سبع وستين، روى أبو عبد الله الصنابحي أن جنادة بن أبي أمية أم قوماً، فلما قام إلى الصلاة التفت عن يمينه فقال: أترضون? قالوا: نعم، ثم فعل عن يساره، ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من أم قوماً وهم له كارهون، فإن صلاته لا تجاوز ترقوته". هذا قول ابن منده.
وقال أبو نعيم لما ذكره: هو عندي جنادة بن أبي أمية الأزدي الذي تقدم ذكره، فرق بينهما بعض المتأخرين من الرواة، وهما عندي واحد، وذكر الحديث: من أم قوماً وهم له كارهون..
وأما أبو عمر فإن قوله: إن اسم أبيه كبير، قاله في الترجمة الأولى، ولم يذكر هذه الترجمة، يدل على أنه رآهما واحداً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جنادة بن أبي أمية الأزدي
ع جنادة بن أبي أمية الأزدي، أبو عبد الله. له صحبة نزل مصر، وعقبة بالكوفة، واسم أبي أمية كثير، قاله البخاري، توفي سنة سبع وستين.
روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير: أن حذيفة البارقي حدثه أن جنادة بن أبي أمية حدثه أنهم دخلوا على رسول الله ﷺ ثمانية نفر هو ثامنهم. فقرب إليهم رسول الله ﷺ طعاماً في يوم جمعة، فقال: "كلوا"، فقالوا: إنا صيام، فقال: "أصمتم أمس"?. وذكر الحديث.
أخرج هذه الترجمة أبو نعيم وحده، فإذن يكون قد أخرج جنادة بن أبي أمية ثلاث تراجم، هذه إحداها، والثانية: جنادة بن أبي أمية، وقال: واسم أبي أمية كبير. وذكر له حديث الإمامة، وقال: هو عندي جنادة بن أبي أمية الأزدي، يعني هذا الذي في هذه الترجمة وهما واحد، والثالثة: جنادة بن أبي أمية الزهراني الذي ولي غزو البحر، وروى له حيدث الهجرة، وجعل الثلاثة واحداً، فلا أدري من أين ذكر هذه الترجمة? وابن منده إنما ذكر جنادة بن أبي أمية ترجمتين لا غير. والله أعلم. وأبو عمر صرح بأنهما اثنان؛ أحدهما: جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني، واسم أبيه كبير، والثاني: جنادة بن مالك، والله أعلم.
جنادة بن جراد
ب د ع جنادة بن جراد العيلاني الأسدي، أحد بني عيلان، سكن البصرة.
روى عنه زياد بن قريع أحد بني عيلان بن جآوة أنه قال: "أتيت النبي ﷺ بإبل قد وسمتها في أنفها، فقال: "يا جنادة، أما وجدت عظماً تسمها فيه إلا الوجه? أو ما علمت أن أمامك القصاص"? قلت: أمرها إليك، قال: "ائتني بشيء ليس عليه وسم"، فأتيته بابن لبون وحقة، وجعلت الميسم حيال العنق، فقال: "أخر"، ولم يزل يقل: "أخر"، حتى بلغ الفخذ، فقال النبي ﷺ: "على بركة الله"، فوسمتها في أفخاذها، وكانت صدقتها حقتين.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا نسبه أبو عمر، فقال: العيلاني الأسدي، ولا أعرف هذا النسب. إنما عيلان بن جآوة بن معن، وولد معن من باهلة، فهو عيلاني باهلي، وأما أسدي فلعله فيهم حلف؛ وإلا فليس منهم، وقد ذكره أبو أحمد العسكري في باهلة، والله أعلم.
قريع: بضم القاف، وفتح الراء، وبالياء تحتها نقطتان.
جنادة بن زيد الحارثي
د ع جنادة بن زيد الحارثي. من أهل البصرة من أعرابها، لا تصح صحبته، في إسناده نظر، روت عنه ابنته أم المتلمس، عن أبيها جنادة بن زيد، قال: وفدت فقلت: يا رسول الله، إني وافد قومي من بلحارث من أهل البحرين، فادع الله أن يعيننا على عدونا من ربيعة ومضر حتى يسلموا، فدعا الله، وكتب بذلك كتاباً، وهو عندنا.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جنادة بن سفيان
ب جنادة بن سفيان الأنصاري، وقيل: الجمحي؛ لأن أباه سفيان ينسب إلى معمر بن حبيب بن حذافة بن جمح؛ لأن معمراً تبناه بمكة، وقد ذكرنا خبره في باب سفيان. وهو من الأنصار أحد بني زريق بن عامر من بني جشم بن الخزرج، إلا أنه غلب عليه معمر بن حبيب الجمح، وهو وبنوه ينسبون إليه.
قدم جنادة وأخوه جابر بن سفيان، وأبو هما سفيان من أرض الحبشة. وهلكوا ثلاثتهم في خلافة عمر بنالخطاب، رضي الله عنهم، قاله ابن إسحاق.
وجنادة وجابر ابنا سفيان هما أخوا شرحبيل ابن حسنة؛ لأن سفيان أباهما تزوج حسنة أم شرحبيل بمكة، فولدت له.
أخرجه أبو عمر.
جنادة بن عبد الله
ب جنادة بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف، وأبوه عبد الله هو أبو نبقة، قتل جنادة يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
جنادة بن مالك
ب د ع جنادة بن مالك الأزدي. سكن مصر، وعقبه بالكوفة، روى حديثه مرثد بن عبد الله اليزني أبو الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي أنه قال: "دخلت على رسول الله ﷺ يوم الجمعة مع نفر من الأزد، سبعة أنا ثامنهم، ونحن صيام، فدعانا لطعام بين يديه؛ فقلنا: يا رسول الله، إنا صيام، قال: "فهل صمتم أمس"? قلنا: لا، قال: "فتصومون غداً"، قلنا: ما نريد ذلك، قال: "فأفطروا".
هذا كلام ابن منده.
وأما أبو نعيم فذكر له ترجمة: جنادة بن مالك، ويكنى أبا عبيد الله، وعقبه بالكوفة، وأخرج حديثه عن مصعب بن عبيد الله بن جنادة، عن أبيه، عن جده جنادة بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: "ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت".
وأخرج أبو عمر نحوه؛ أما حديث صوم يوم الجمعة فأخرجه أبو نعيم في ترجمة جنادة بن أبي أمية الأزدي الذي يكنى أبا عبيد الله في ترجمة منفردة، وقد ذكرناه، وأخرج أبو عمر هذا الحديث في ترجمة جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني، وجعله هو: ابن مالك وابن كثير.
وبالجملة فقد اختلفوا في ذلك؛ فأما أبو عمر فقد صرح بأنهما اثنان، أحدهما جنادة بن أبي أمية، وجنادة بن مالك، وروى عنه حديث النياحة، وأما أبو نعيم فإنه جعل جنادة بن أبي أمية الأزدي، وكنيته أبو عبيد الله، الذي سكن مصر وعقبه بالكوفة، ترجمة، وروى عنه صوم يوم الجمعة، وجنادة بن أمية، واسمه كبير الذي روى حديث الإمامة ترجمة ثانية، وجنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني الذي شهد فتح مصر ترجمة ثالثة، وروى عنه حديث الهجرة، ثم قال: وبعض المتأخرين، يعني ابن منده، أفرد حديث جنادة في الإمامة، وحديث الهجرة، ثم قال: وبعض المتأخرين، يعني ابن منده، أفرد حديث جنادة في الإمامة، وحديث الهجرة فجعلتهما ترجمتين تكثيراً لتراجمهم، وثلاثتهم عندي واحد: جنادة الأزدي، وجنادة الزهراني، وجنادة الذيروى حديثه حذيفة في الصوم، وأما ابن منده فجعل جنادة بن أبي أمية ترجمتين، وجنادة بن مالك ترجمة أخرى، فجعلهم ثلاثة، ولم يتكلم عليهم بشيء، فدل على أنه ظنهم ثلاثة، وما أشبه كلام أبي نعيم وأبي عمر بالصحة والصواب، والله أعلم.
جنادة الأزدي
ب جنادة الأزدي، قال أبو عمر: ذكره ابن أبي حاتم بعد ذكر جنادة بن مالك، جعله آخر فقال: جنادة الأزدي، له صحبة، مصري، روى الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي، وقد وهم فيه ابن أبي حاتم وفي جنادة بن أبي أمية.
قلت: وهذا جنادة هو المذكور في الترجمة التي قبل هذه، وحديثه في الصوم يوم الجمعة، وقد أخرجه أبو عمر؛ فلا أدري لم أخرج هذا منفرداً وهما واحد?.
جنادة
د ع جنادة. غير منسوب، كتب له النبي ﷺ كتاباً، له ذكر في حديث عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رسول الله ﷺ كتاباً لجنادة: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لجنادة وقومه، ومن اتبعه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإطاعة الله ورسوله، وإعطاء الخمس من المغانم، خمس الله، ومفارقة المشركين؛ فإن له ذمة الله وذمة محمد".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جنبذ
جنبذ. بتقديم النون على الباء الموحدة، وآخره ذال معجمة.
قال الأمير أبو نصر: هو جنبذ بن سبع، قال: "قاتلت النبي ﷺ أول النهار كافراً، وقاتلت معه آخر النهار مسلماً". رواه أبو سعيد مولى بني هاشم، عن حجر أبي خلف، عن عبد الله بن عوف، قال: سمعت جنبذاً. قال الخطيب أبو بكر: رأيته في كتاب ابن الفرات بخطه، عن أبي الفتح الأزدي، عن أبي يعلى، عن محمد بن عباد، عنه مضبوطاً كذلك، وهو غاية في ضبطه، حجة في نقله.
جندب بن جنادة
ب د ع جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وقيل غير ذلك، أبو ذر الغفاري، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى. أسلم والنبي ﷺ بمكة أول الإسلام، فكان رابع أربعة، وقيل: خامس خمسة، وقد اختلف في اسمه ونسبه اختلافاً كثيراً، وهو أول من حيا رسول الله ﷺ بتحية الإسلام، ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى هاجر النبي ﷺ فأتاه بالمدينة، بعدما ذهبت بدر وأحد والخندق، وصحبه إلى أن مات، وكان يعبد الله تعالى قبل مبعث النبي ﷺ بثلاث سنين، وبايع النبي ﷺ على أن لا تأخذه في الله لومة لائم، وعلى أن يقول الحق، وإن كان مراً.
أخبرنا غبراهيم بن محمد، وإسماعيل بن عبيد الله، وأبو جفعر بن السمين بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن عثمان بن عمير هو أبو اليقظان، عن أبي حرب، عن أبي الأسود الديلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر".
وروي أن النبي ﷺ قال: "أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى ابن مريم".
وروى عنه عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر، وابن عباس، وغيرهم من الصحابة، ثم هاجر إلى الشام بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، فاستقدمه لشكوى معاوية منه، فأسكنه الربذة حتى مات بها.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن علي الأنصاري، يعرف بابن الشيرجي، وغير واحد، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسن الشافعي، أخبرنا الشريف أبوالقاسم علي بن إبراهيم بن العباس بنالحسن بن الحسين، وهو أبو الحسن، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، أخبرنا أبو مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن رسول الله ﷺ، عن جبريل عليه السلام، عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي، إني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي؛ فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته؛ فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وحنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد في ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد، فأسلوني، فأعطيت كل إنسان ما سأل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً؛ إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عباي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي القاسم علي بن الحسن إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفضل الرازي، أخبرنا جعفر بن عبد الله، أخبرنا محمد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه، عن زوجة أبي ذر، أن أبا ذر حضره الموت، وهو ب "الربذة"، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك? فقالت: أبكي أنه لا بد لي من تكفينك، وليس عندي ثوي يسع لك كفناً، فقال: لا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله ﷺ ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول: "ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين"، فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول لك، وإني والله ما كذبت ولا كذبت، قالت: وأني ذلك وقد انقطع الحاج! قال: راقبي الطريق؛ فبينما هي كذلك إذ هي بقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: ما لك? فقالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه، قالوا: ومن هو? قالت: أبو ذر، قال: ففدوه بآبائهم وأمهامتهم، ثم وضعوا سياطهم في نحورها، يبتدرونه، فقال: أبشروا؛ فأنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله ﷺ.. ثم قال: أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن ثوباً من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل كان أميراً أو عريفاً أو بريداً، فكل القوم كان نال من ذلك شيئاً إلى فتى من الأنصار كان مع القوم، قال: أنا صاحبه؛ الثوبان في عيبتي من غزل أمي، وأحد ثوبي هذين اللذين علي، قال: أنت صاحبي فكفني".
توفي أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين بالربذة، وصلى عليه عبد الله بن مسعود؛ فإنه كان مع أولئك النفر الذين شهدوا موته، وحملوا عياله إلى عثمان بن عفان رضي الله عنهم بالمدينة، فضم ابنته إلى عياله، وقال: يرحم الله أبا ذر.
وكان آدم طويلاً أبيض الرأس واللحية، وسنذكر باقي أخباره في الكنى، إن شاء الله تعالى.
جندب بن حيان
س جندب بن حيان أبو رمثة التميمي. من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، اختلف في اسمه، فسماه البرقي كذلك، وأورده أبو عبد الله بن منده في رفاعة.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
جنب بن زهير
ب د ع جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن جشم بن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الأزدي الغامدي. كان على رجالة صفين مع علي، وقتل في تلك الحرب بصفين.
قال أبو عمر: قيل إن الذي قتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة بن أبي معيط هو: جندب بن زهير؛ قاله الزبير بن بكار، وقيل: جندب بن كعب، وهو الصحيح، قال: وقد اختلف في صحبة جندب بن زهير؛ فقيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له، وإن حديثه مرسل، وتكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل.
قال أبو نعيم: ذكره البغوي، وقال: هو أزدي. وروى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق، فذكر بخير ارتاح له؛ فزاد في ذلك لقالة الناس، فأنزل الله تعالى في ذلك: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" وكان فيمن سيره عثمان رضي الله عنه من الكوفة إلى الشلام، وهو أحد جنادب الأزد، وهم أربعة: جندب الخير بن عبد الله، وجندب بن كعب قاتل الساحر، وجندب بن عفيف، وجندب بن زهير، وقتل مع علي بصفين.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأما أبو عمر فأخرج من أخباره شيئاً في ترجمة جندب بن كعب.
جندب بن ضمرة
ب د ع جندب بن ضمرة الليثي. هو الذي نزل فيه قوله تعالى: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله". الآية.
وقد اختلف العلماء في اسمه، فروى طاوس عن ابن عباس أن رجلاً من بني ليث، اسمه جندب بن ضمرة، كان ذا مال، وكان له أربعة بنين، فقال: اللهم إني أنصر رسولك بنفسي، غير أني أذود عن سواد المشركين إلى دار الهجرة، فأكون عند النبي ﷺ، فأكثر سواد المهاجرين والأنصاري، فقال لبنيه: احملوني إلى دار الهجرة، فأكون مع النبي ﷺ، فحملوه، فلما بلغ التنعيم مات، فأنزل الله عز وجل: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله" الآية.
وروى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، مثله، وروى حجاج بن منهال، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن قسيط، مثله، وروى أيضاً اسمه جندع بن ضمرة، ووافقه عليه عامة أصحاب ابن إسحاق.
وروى عكرمة عن ابن عباس: ضمرة بن أبي العيص، وقال عبد الغني بن سعيد: اسمه ضمرة، وروى أبو صالح عن ابن عباس اسمه: جندع بن ضمرة، وقيل: ضمضم بن عمرو الخزاعي، وهذا اختلاف ذكره ابن منده وأبو نعيم.
وأما أبو عمر فقال: جندب بن ضمرة الجندعي، لما نزلت: "ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" فقال: اللهم قد أبلغت في المعذرة والحجة، ولا معذرة ولا حجة، ثم خرج وهو شيخ كبير، فمات في بعض الطريق، فقال بعض أصحاب النبي ﷺ: مات قبل أن يهاجر فلا ندري أعلى ولاية هو أم لا? فنزلت: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله" ولم ينقل من الاختلاف شيئاً.
أخرجه الثلاثة.
جندب بن عبد الله
ب د ع جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي. وعلقة: بفتح العين واللام: بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بن الغوث، له صحبة ليست بالقديمة، يكنى أبا عبد الله، سكن الكوفة ثم انتقل إلى البصرة؛ قدمها مع مصعب بن الزبير.
روى عنه من أهل البصرة: الحسن، ومحمد وأنس ابنا سيرين، وأبو السوار العدوي، وبكر بن عبد الله، ويونس بن جبير الباهلي، وصفوان بن محرز، وأبو عمران الجوني. وروى عنه من أهل الكوفة عبد الملك بن عمير، والأسود بن قيس، وسلمة بن كهيل.
وله رواية عن أبي بن كعب، وحذيفة، روى عنه الحسن أن النبي ﷺ قال: "من صلى صلاة الصبح كان في ذمه الله عز وجل، فانظر لا يطلبنك الله بشيء من ذمته".
قال ابن منده وأبو نعيم: ويقال له: جندب الخير؛ والذي ذكره ابن الكلبي أن جندب الخير هو جندب بن عبد الله بن الأخرم الأزدي الغامدي.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد، أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين المقري، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن جعفر بن بيان، الزبيبي، حدثنا أحمد بن أبي عوف، حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معمر، قال: سمعت ابي يحدث أن خالداً الأثبج ابن أخي صفوان بن محرز، حدث عن صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة، زمن فتنة ابن الزبير، قال: اجمع لي نفراً من إخوانك حتى أحدثهم، فبعث رسولاً إليهم، فلما اجتمعوا جاء جندب، وعليه برنس أصفر، فحسر البرنس عن رأسه فقال: "إن رسول الله ﷺ بعث بعثاً من المسلمين إلى قوم من المشركين، وأنهم التقوا، فكان رجل من المشركين إذا أراد أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له، فقتله، وإن رجلاً من المسلمين التمس غفلته، قال: وكنا نحدث أنه أسامه بن زيد، فلما رفع عليه السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله. وجاء البشير إلى رسول الله ﷺ فسأله، وأخبره، حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: لم قتلته? فقال: يا رسول الله، أوجع في المسلمين. وقتل فلاناً وفلاناً، وسمى له نفراً، وإني حملت عليه السيف، فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله، قال رسول الله ﷺ: "أقتلته"? قال: نعم، قال: "فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة"? قال: فجعل لا يزيد على أن يقول: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة"?.
فقال لنا جندب عند ذلك: قد أظلتكم فتنة من قام لها أردته، قال: فقلنا: فما تأمرنا، أصلحك الله، إن دخل علينا مصرنا? قال: ادخلوا دوركم، قلنا: فإن دخل علينا دورنا? قال: ادخلوا بيوتكم، قال: فقلنا: إن دخل علينا بيوتنا? قال: ادخلوا مخادعكم، قلنا: فإن دخل علينا مخادعنا? قال: كن عبد الله المقتول ولا تكون عبد الله القاتل.
أخرجه الثلاثة.
جندب بن عمرو
د ع جندب بن عمرو بن عممة الدوسي. حليف بني عبد شمس. قال عروة بن الزبير وابن شهاب. إنه قتل بأجنادين.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جندب بن كعب
ب د ع جندب بن كعب بن عبد الله بن غنم بن جزء بن عامر بن مالك بن ذهل بن ثعلبة بن ظبيان بن غامد الأزدي ثم الغامدي، وقيل في نسبه غير ذلك. وهو أحد جنادب الأزد. وهو قاتل الساحر عند الأكثر. وممن قاله الكلبي والبخاري.
روى عنه الحسن، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى، أخبرنا أحم بن منيع، أخبرنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب قال: قال رسول الله ﷺ: "حد الساحر ضربة بالسيف".
قد اختلف في رفع هذا الحديث، فمنهم من رفعه بهذا الإسناد، ومنهم من وقفه على جندب.
وكان سبب قتله الساحر أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما كان أميراً على الكوفة حضر عنده ساحر، فكان يلعب بين يدي الوليد يريد أنه يقتل رجلاً، ثم يحييه، ويدخل في فم ناقة ثم يخرج من حيائها، فأخذ سيفاً من صيقل واشتمل عليه، وجاء إلى الساحر فضربه ضربة فقتله، ثم قال له: أحي نفسك ثم قرأ: "أفتأتون السحر وأنتم تبصرون" فرفع إلى الوليد فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "حد الساحر ضربة بالسيف"، فحبسه الوليد، فلما رأى السجان صلاته وصومه خلى سبيله، فأخذ الوليد السجان فقتله، وقيل: بل سجنه؛ فأتاه كتاب عثمان بإطلاقه، وقيل: بل حبس الوليد جندباً، فأتى ابن أخيه إلى السجان فقتله، وأخرج جندباً فذلك قوله: "الطويل"
أفي مضرب السحار يحبس جندبويقتل أصحاب النـبـي الأوائل
فإن يك ظني بابن سلمى ورهطههو الحق يطلق جندباً ويقـاتـل
وانطلق إلى أرض الروم، فلم يزل يقاتل بها المشركين، حتى مات لعشر سنوات مضين من خلافة معاوية.
وقيل لابن عمر: إن المختار قد اتخذ كرسياً يطيف به أصحابه يستسقون به ويستنصرون، فقال: أين بعض جنادبة الأزد عنه? وهم: جندب بن زهير من بني ذبيان، وجندب الخير بن عبد الله، وجندب بن كعب، وجندب بن عفيف.
أخرجه الثلاثة.
جندب بن مكيث
ب د ع جندب بن مكيث بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد الجهني، أخو رافع بن مكيث، لهما صحبة.
روى عنه مسلم بن عبد الله الليثي، وأبو سبرة الجهني، واستعلمه النبي ﷺ على صدقات جهينة، قاله محمد بن سعد، وسكن المدينة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يعقوب قال: قال أبي: حدثني محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد الله الليثي، عن جندب بن مكيث قال: بعث رسول الله ﷺ غالب بن عبد الله الكلبي، كلب ليث، إلى بلملوح، قال: فخرجنا فلما أجلبوا وسكنوا وناموا، شننا عليهم الغارة، فقتلنا من قتلنا، واستقنا النعم.
وقال أبو أحمد العسكري: هو جندب بن عبد الله بن مكيث، ثم نقض هو على نفسه فإنه قال في ترجمة رافع بن مكيث: إنه أخو جندب، ولم يذكر في نسب رافع: عبد الله، فكيف يكون أخا جندب! إنما هو على ما ذكره في جندب: عم جندب بن عبد الله بن مكيث.
أخرجه الثلاثة.
جندب بن ناجية
د ع جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب. روى محمد بن معمر، عن عبيد الله بن موسى، عن عموسى عبيدة، عن عبد الله بن عمرو الأسلمي، عن ناجية بن جندب، أو جندب بن ناجية قال: "لما كنا بالغميم أتى رسول الله ﷺ خبر أن قريشاً بعثت خالد بن الوليد في خيل يتلقى رسول الله ﷺ؛ فكره رسول الله ﷺ أن يلقاه، وكان بهم رحيماً، قال: "من رجل يعدل بنا عن الطريق"?. فقلت: أنا بأبي أنت، فأخذتهم في طريق، فاستوت بنا الأرض حتى أنزلته الحديبية، وهي نزح؛ فألقى فيها سهماً أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها، ودعا، ففارت عيونها حتى إني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأيدينا.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبيد الله، وقال: عن ناجية، ولم يشك.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قوله: لما كنا بالغميم، هذا في عمرة الحديبية؛ فإن خالداً كان حينئذ كافراً، ثم أسلم بعدها.
جندب أبو ناجية
د ع جندب أبو ناجية. في إسناده نظر، يقال: إنه الأول، روى مجزأة بن زاهر الأسلمي، عن ناجية بن جندب، عن أبيه، قال: أتيت النبي ﷺ حين صد الهدي، فقلت: يا رسول الله، تبعث معي بالهدي فلينحر بالحرم? قال: "وكيف تصنع" قلت: آخذ به في أودية لا يقدرون علي، قال: وبعث به فنحرته بالحرم.
كذا ذكره ابن منده.
وقال أبو نعيم: ذكره بعض الرواة وزعم أنه الأول، وهو وهم، وصوابه: ناجية بن جندب، وروى عن مجزأ بن زاهر، عن أبيه، عن ناجية بن جندب الأسلمي، قال: "أتيت رسول الله ﷺ حين صد الهدي.." وذكره قال: رواه بعض الرواة، فوهم فيه، فجعل رواية مجزأة عن أبيه، إلى ناجية، عن أبيه، فجعل وهمه ترجمة، ولا خلاف أن صاحب بدن النبي ﷺ: ناجية بن جندب، واتفقت رواية الأثبات، عن إسرائيل، عن مجزأة، عن أبيه، عن ناجية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جندب
د ع جندب، مجهول، في إسناده مقال ونظر، روى حديثه إسحاق بن إبراهيم شاذان، عن سعد بن الصلت، عن قيس عن زهير بن أبي ثابت، عن ابن جندب، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض ديني".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
جندرة بن خيشنة
ب د ع جندرة بن خيشنة بن نقير بن مرة بن وايلة بن الفاكة بن عمرو بن الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، أبو قرصافة، من بني مالك بن النضر، وجعله ابن ماكولا ليثياً، وليس بشيء.
ونسبه ابن منده وأبو نعيم، وأسقطا من نسبه الحارث والنضر وكنانة، وقالا: هو من ولد مالك بن النضر بن كنانة. ولم يذكراهما في نسبه، نزل فلسطين من الشام، وله أحاديث مخرجها من الشاميين.
أخرجه الثلاثة، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
وايلة: بالياء تحتها نقطتان، وخيشنة: بالخاء المعجمة المفتوحة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم شين معجمة ونون. وجندرة: بالجيم والنون والدال المهملة وآخره راء وهاء. وعرنة: بضم العين المهملة، وفتح الراء والنون.
جندع الأنصاري الأوسي
ب د ع جندع الأنصاري الأوسي. روى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن قسيط أن جندع بن ضمرة الجندعي أتى النبي ﷺ، قاله ابن منده.
ورواه أبو نعيم عن آدم، عن حماد، عن ثابت، عن ابن لعبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، عن جندع الأنصاري، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
وروى عطاء بن السائب، عن عبد الله بن الحارث أن جندعاً الجنعدي كان يأتي النبي ﷺ فيقوته ويلطفه".
وروى أبو أحمد العسكري بإسناده عن عمارة بن يزيد، عن عبد الله بن العلاء، عن الزهري قال: سمعت سعيد بن جناب يحدث عن أبي عنفوانة المازني، قال: سمعت أبا جنيدة جندع بن عمرو بن مازن، قال سمعت النبي ﷺ يقول: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، وسمعته -وإلا صمتا- يقول، وقد انصرف من حجة الوداع، فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيباً وأخذ بيد علي وقال: "من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
قال عبيد الله: فقلت للزهري: لا تحدث بهذا بالشام، وأنت تسمع ملئ أذنيك سب علي، فقال: والله إن عندي من فضائل علي ما لو تحدثت بها لقتلت.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا روى ابن منده في أول الترجمة، جعل الترجمة لجندع الأنصاري، والحديث لجندع بن ضمرة الجندعي، ولا شك قد اشتبه عليه؛ فإن جندع بن ضمرة يأتي في الترجمة بعد هذه.
جندع بن ضمرة
جندع بن ضمرة. روى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، أن جندب بن ضمرة الليثي هو الذي نزل فيه: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله" الآية.
وروى حجاج بن منهال، عن ابن إسحاق، عن يزيد، فقال: إن جندع بن ضمرة.. ووافقه عليه عامة أصحاب ابن إسحاق، وقد تقدم في جندب بن ضمرة أتم من هذا.
جندلة بن نضلة
ب جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة. حديثه في أعلام النبوة حديث حسن.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
جنيد بن سباع الجهني
ب د ع جنيد بن سباع الجهني، وقيل: حبيب، وكنيته أبو جمعة، يعد في الشاميين، ذكروه ههنا بالياء المثناة من تحتها بعد النون، وقد تقدم حديثه في جنبذ بالباء الموحدة بعد النون.
أخرجه الثلاثة.
جنيد بن عبد الرحمن
جنيد بن عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وفد هو وأخوه: حميد وعمرو بن مالك على النبي ﷺ قاله هشام بن الكلبي.
باب الجيم والهاء
جهبل بن سيف
س جهبل بن سيف، من بني الجلاح. وهو الذي ذهب ينعي النبي ﷺ إلى حضرموت، وله يقول امرؤ القيس بن عابس: "الكامل"
شمت البغايا يوم أعلن جهبلبنعي أحمد النبي المهتـدي
وجهبل وأهل بيته من كلب، يسكنون حضرموت، وكذلك ذكره ابن الكلبي: أنه من كلب بن وبرة.
أخرجه أبو موسى.
جهجاه بن قيس
ب د ع جهجاه بن قيس، وقيل: ابن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار، الغفاري، وهو من أهل المدينة، روى عنه عطاء وسليمان ابنا يسار، وشهد مع النبي ﷺ بيعة الرضوان، وشهد غزوة المريسيع إلى بني المصطلق من خزاعة، وكان يومئذ أجيراً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ووقع بينه وبين سنان بن وبر الجهني في تلك الغزوة شر؛ فنادى جهجاه: يا للمهاجرين، ونادى سنان: يا للأنصار، وكان حليفاً لبني عوف بن الخزرج، وكان ذلك سبب قول عبد الله بن أبي رأس المنافقين: "ليخرجن الأعز منها الأذل".
روى عنه عطاء بن يسار أن النبي ﷺ قال: "الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد". وهو المراد بهذا الحديث في كفره وإسلامه؛ لأنه شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم، ثم أسلم فلم يستتم حلاب شاة واحدة.
قال أبو عمر: وهو الذي تناول العصا من يد عثمان، رضي الله عنه، وهو يخطب، فكسرها يومئذ، فأخذته الأكلة في ركبته، وكان عصا رسول الله ﷺ وتوفي بعد قتل عثمان بسنة.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى: قال: حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا في غزوة، يرون أنها غزوة بني المصطلق، فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار؛ فسمع ذلك النبي ﷺ فقال: "ما بال دعوى الجاهلية"? قالوا: رجل من المهاجرين كسع رجلاً من الأنصار، فقال النبي ﷺ: "دعوها فإنها منتنة"، فسمع ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول فقال: وقد فعلوها. لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله ﷺ: "دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه".
وقال غير عمرو بن دينار: فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل ورسول الله ﷺ العزيز، ففعل.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قال: أخبرنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن عبيد بن سلمان القرشي، عن عطاء بن يسار، عن العزيز، ففعل.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب قال: أخبرنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن عبيد بن سلمان القرشي، عن عطاء بن يسار، عن جهجاه الغفاري قال: قال رسول الله ﷺ "المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".
أخرجه الثلاثة.
جهدمة
س جهدمة، قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين وغيره. أخبرنا أبو موسى كتابة أخبرنا أبو بكر بن الحارث إذناً، أخبرنا أبو أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان أبو حفص، حدثني أبي، أخبرنا جعفر بن محمد بن شاكر "ح" قال أبو حفص: وحدثنا محمد بن يعقوب الثقفي، أخبرنا أحمد بن عمار الرازي قالا: حدثنا محمد بن الصلت، أخبرنا منصور بن أبي الأسود، عن أبي جناب، عن إياد بن لقيط، عن الجهدمة قال: "رأيت النبي ﷺ خرج إلى الصلاة وبرأسه ردع الحناء". ورواه جماعة عن إياد، عن أبيه رمثة، عن النبي ﷺ وذكر عبدان أن الجهدمة اسم أبي رمثة. أخرجه أبو موسى.
قتل: وقد اختلف في اسم أبي رمثة التيمي، ولم أظفر فيها بأن اسمه جهدمة إلا أن الراوي عنه إياد بن لقيط.
جهر أبو عبد الله
د ع أبو عبد الله. روى حديث الزهري، عن عبد الله بن جهر، عن أبيه، قال: "قرأت خلف النبي ﷺ فلما انصرف قال: "يا جهر، أسمع ربك ولا تسمعني".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جهم الأسلمي
د ع جهم الأسلمي. وقيل: السلمي، وهو وهم، والصواب: جاهمة، عداده في أهل المدينة. روى حسان بن غالب، عن ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبي حنظلة بن عبد الله، عن معاوية بن جهم الأسلمي، عن أبيه جهم أنه قال: "جئت إلى رسول الله ﷺ: فقلت: يا رسول الله، إني قد أردت الجهاد في سبيل الله، فقال: "هل من أبويك من حي"? قلت: نعم أمي. قال: "فالزم رجلها"، قال: فأعدت عليه ثلاثاً، فقال: "ويحك الزم رجلها؛ فثم الجنة" خالفه ابن جريج فرواه عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة، وهو أصح.
قال أبو نعيم: اختلف على ابن إسحاق فيه؛ فمنهم من قال: عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه جاهمة، ومنهم من قال: عن ابن معاوية بن جاهمة قال: "أتيت النبي ﷺ.." ولم يقل أحد منهم جهم، إلا حسان بن غالب عن ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن ابن إسحاق، وأدخل بين محمد ومعاوية: أبا حنظلة بن عبد الله؛ فخالف فيه أصحاب ابن جريج؛ لأن أصحاب ابن جريج اتفقوا في روايتهم عنه، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، وهو طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقد أخرجه الثلاثة في جاهمة، وجعلوه سلمياً لا أسلمياً.
جهم البلوي
ب د ع جهم البلوي. روى عنه ابنه علي أنه قال: "وافينا رسول الله ﷺ يوم الجمعة فسألنا: من نحن? فقلنا: نحن بنو عبد مناف، فقال: "أنتم بنو عبد الله".
أخرجه الثلاثة.
جهم بن قثم
ع جهم بن قثم. وفد إلى النبي ﷺ مع وفد عبد القيس مع الزارع، إن صح.
روى مطر بن عبد الرحمن، عن امرأة من عبد القيس يقال لها: أم أبان بنت الزارع، عن جدها الزارع أنه وفد على النبي ﷺ مع ابن عم له. ورواه بكار بن قتيبة، عن موسى بن إسماعيل بإسناده، فسمى ابن عمه: جهم بن قثم.
وجهم هذا هو الذي ذكر في حديث عبد القيس لما سألوا النبي ﷺ عن الأشربة، فنهاهم عنها، وقال: "حتى إن أحدكم ليضرب ابن عمه بالسيف، وفي القوم رجل قد أصابته جراحة"، كذلك قال ابن أبي خيثمة: هو جهم بن قثم.
أخرجه أبو نعيم.
جهم بن قيس
ع جهم بن قيس. له ذكر في حديث أبي هند الداري.
أخرجه أبو نعيم كذا مختصراً.
جهم بن شرحبيل
ب جهم بن قيس بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري، أبو خزيمة.
هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته أم حرملة بنت عبد بن الأسود الخزاعية. ويقال: حريملة بنت عبد بن الأسود، وتوفيت بأرض الحبشة، وهاجر معه ابناه عمرو وخزيمة ابنا جهم بن قيس، ويقال فيه: جهيم بن قيس، وهو غير الذي قبله، قاله أبو عمر، وقد ذكره هشام الكلبي والزبير فقالا: جهم بغير ياء، وقالا: هاجر إلى أرض الحبشة.
جهم
د ع جهم غير منسوب. روى عنه ذو الكلاع أنه سمع النبي ﷺ يقول: "إن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة. في قصة طويلة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: أراه البلوي، والله أعلم.
جهيش بن أويس
د ع جهيش بن أويس النخعي. قدم على النبي ﷺ، في إسناد حديثه نظر.
روى عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قدم جهيش بن أويس النخعي على رسول الله ﷺ في نفر من أصحابه من مذحج، فقالوا: يا رسول الله، إنا حي من مذحج" فذكر حديثاً طويلاً فيه شعر.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جهيم بن الصلت
ب س جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
أسلم عام خيبر، وأعطاه رسول الله ﷺ من خيبر ثلاثين وسقاً، وجهيم هذا هو الذي رأى الرؤيا بالجحفة حين نفرت قريش، لتمنع عيرها يوم بدر، ونزلوا بالجحفة؛ ليتزودوا من الماء، فغلبت جهيماً عينه، فرأى في منامه راكباً على فرس له، ومعه بعير له، حتى وقف على العسكر فقال: قتل فلان وفلان؛ فعدد رجالاً من أشراف قريش، ثم طعن في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر؛ فلم يبق خباء من أخبية قريش إلا أصابه بعض دمه؛ قاله يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
وروى ابن شاهين، عن موسى بن الهيثم، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن سعد قال: جهيم بن الصلت بن المطلب بن عبد مناف، أسلم بعد الفتح، لا أعلم له رواية. ووافقه على هذا النسب ووقت إسلامه أبو أحمد العسكري، وأسقط من نسبه مخرمة، وإثباته صحيح ذكره ابن الكلبي، وابن حبيب، والزبير، وأبو عمر، وغيرهم.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
جهيم بن قيس
ب جهيم بن قيس بن عبد بن شرحبيل. وقيل: جهم، وقد تقدم ذكره في جهم، وهاجر إلى الحبشة مع امرأته خولة.
أخرجه أبو عمر.
باب الجيم والواو والياء
جودان
ب د ع جودان. غير منسوب، وقيل: ابن جودان. سكن الكوفة.
روى عنه الأشعث بن عمير، والعباس بن عبد الرحمن، روى ابن جريج، عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا، عن جودان قال: قال رسول الله ﷺ: "من اعتذر إليه أخوه معذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس".
وروى عنه الأشعت بن عمير قال: أتى وفد عبد القيس نبي الله ﷺ فأسلموا، وسألوه عن النبيذ فقالوا: يا رسول الله، إن أرضنا أرض وخمة لا يصلحنا إلا النبيذ، قال: "فلا تشربوا في النقير، فكأني بكم إذا شربتم في النقير قام بعضكم إلى بعض بالسيوف، فضرب رجل منكم ضربة لا يزال أعرج منها إلى يوم القيامة"، فضحكوا، فقال: "ما يضحككم"? فقالوا: والله لقد شربنا في النقير، فقام بعضها إلى بعض السيوف، فضرب هذا ضربة بالسيف، فهو أعرج كما ترى.
أخرجه الثلاثة.
جون بن قتادة
د ع جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبشمس بن زيد مناة بن تميم التميمي.
يعد في البصريين، قيل: له صحبة، وقيل: لا صحبة له ولا رؤية، وهم فيه هشيم، فروى يحيى بن أيوب، عن هشيم، عن منصور بن وردان، عن الحسن، عن الجون بن قتادة قال: كنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره، فرم بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء، فأراد أن يشرب، فقال صاحب السقاء: إنه ميتة، فأمسك حتى لحقه النبي ﷺ فذكر ذلك له، فقال: "اشربوا؛ فإن دباغ الميتة طهورها".
كذا قال هشيم، ورواه جماعة عنه، منهم: شجاع بن مخلد، وأحمد بن منيع، ورواه عمرو بن زرارة، والحسن بن عرفة، عن هشيم، عن منصور، ويونس وغيرهما عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، ولم يذكر في الإسناد جوناً. ورواه قتادة، عن الحسن، عنجون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق. وهو الصحيح؛ قاله ابن منده.
وقال أبو نعيم بعد أن أخرجه: وروى الحديث عن هشيم، عن منصور، عن الجون، فقال: أخرجه بعض الواهمين في الصحابة، ونسب وهمه إلى هشيم، وحكم أيضاً أن جماعة رووه عن هشيم، عن منصور ويونس، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، ولم يذكر في الإسناد جوناً، وهو وهم ثان؛ لأن زكريا بن يحيى بن حمويه رواه عن هشيم نحو ذا والراوي عنه أسلم بن سهل الواسطي، وهو من كبار الحافظ والعلماء من أهل واسط؛ فتبين أن الواهم غير هشيم إذا وافقت روايته رواية قتادة، عن الحسن، عن جون، عن سلمة، والله أعلم.
وشهد الجون وقعة الجمل مع طلحة والزبير.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جويرية العصري
ب د ع جويرية العصري. أتى النبي ﷺ في وفد عبد القيس، روت سهلة بنت سهل الغنوية، عن جدتها جمادة بنت عبد الله، عن جويرية العصري قال: أتيت النبي ﷺ في وفد عبد القيس، ومعنا المنذر، فقال له رسول الله ﷺ: "فيك خلتان يحبهما الله: الحلم والأناة".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
جيفر بن الجلندي
ب س جيفر بن الجلندي بن المستكبر بن الحراز بن عبد العزى بن معولة بن عثمان بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران الأزدي العماني.
كان رئيس أهل عمان هو وأخوه عبد بن الجلندي، أسلما على يد عمرو بن العاص لما بعثه رسول الله ﷺ إلى ناحية عمان، ولم يقدما على النبي ﷺ ولم يرياه، وكان إسلامهما بعد خيبر.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.