كتاب الغين 1
غ ب ب لحم غاب: بائت. وإبل غابة وغواب: واردة غباً وأغبها صاحبها و " رويد الشعر يغب ". وأغببته إغباباً: زرته غباً. قال حميد ابن ثور: زور مغب ومأمول أخو ثقة وسائر من ثناء الصدق مشهور وبنو فلان مغبون إذا وردت إبلهم الغب. وأغبّت الحلوبة: درت غبّاً. وتقول: الحب يزيد مع الإغباب وينقص مع الإكباب. وماء غب ومياه أغباب: بعيدة لا يوصل إليها إلا بعد غب. قال ابن هرمة: يقول لا تسرفوا في أمر ربكم إن المياه بجهد الركب أغباب وسألته حاجة فغبّب فيها إذا لم يبالغ. غ ب ر هو غابر بني فلان أي بقيتهم قال عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنا عبيد الله ينميني عمر خير قريش من مضى ومن غبر وتقول: أنت غابر غداً وذكرك غابر أبداً ومنه قيل: غبّر الحيض وغبّر اللبن وغبّراته: لبقاياه. قال: وأحمدت إذ نجيّت بالأمس صرمةً لها غبرات واللواحق تلحق وقطع الله دابره وغابره. وغبر في الحوض غبر أي بقيّة ماء ومنه قولك للرجل: إنك لإحدى الكبر وصمّاء الغبر وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. قال: أنت لها منذر من بين البشر داهية الدهر وصمّاء الغبر وبتصغيره سمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارة غبير. وناقة بها غبر أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجد بأغباره واستوفى الكرم بأصباره وتغبّر الناقة: احتلب غبرها. وقيل لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم قالوا: كنا نلتبيء الصغير ونتغبّر الكبير أي كنا نأخذ أول ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل وتزوّج أعرابي مسنة فقيل له فقال: لعلي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره وما يخطّ غباره يضرب للسابق. وغبّر في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيرقصون ويرقصون ورهجون: المغبّرة ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعيّ رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن وقيل: سمّوا مغبّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة وعن بعضهم: عبادك المغبّره رشّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً " وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ " ويقال للمحاويج: بنو الغبراء. قال طرفة ابن العبد: رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ولا أهل هذاك الطراف الممدّد وإذا سئل عن رجل لا تعرف له عشيرة قيل: هو من أهل الأرض ومن بني الغبراء أي من أفناء الناس. وطلب حاجة فرجع على غبيراء الظهر وقمت من ذلك على غبيراء الظهر أي خائباً. وهما وطأتان دهماء وغبراء وأثران أدهم وأغبر أي حديث ودارس. وقالوا: عزّ أغبر: يريدون قد ذهب ودرس. قال المخبّل السعديّ: فأنزلهم دار الضّياع فأصبحوا على مقعد من موطن العزّ أغبرا وفي الحديث " إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " وهي السكركة تتخذها الحبشة من الذرة. وتقول: فلان فراشه الغبراء وشرابه ونقله الغبيراء. وبه جرح غير وهو الذي لايزال ينتقض وقد غبر الجرح وهو من الغبور وتقول: عملٌ كالظهر الدبر وقلب كالجرح الغبر. غ ب س كالذئبة الغبساء في ظلّ السّرب وتقول: لن يبلغ دبيس ما غبا غبيس وهو علم للجدي سمّي لخفائه والغبسة كلون الرماد وغبا بمعنى غبيَ أي خفيَ طائيّة. قال: وفي بني أم زبير كيس على المناع ما غبا غبيس غ ب ش خرج في الغبش ونحن في أغباش الليل وهي بقاياه. وغبشني عن سلعتي: خدعني عنها وتغبّشني: تخدّعني كما يقال: أوطأني العشوة. وفلان يتغبّش الناس أي يظلمهم لأن الظلم ظلمة. ومنه قول الرسول ﷺ: " الظلم ظلماتٌ يوم القيامة ". غ ب ط تقول: طلب العرف من الطّلاّب كغبط أذناب الكلاب وهو جسّها ليتعرف سمنها كما يفعل بالشاء. وتقول العرب: اللهم غبطاً لا هبطاً. وفلان مغبوط ومغتبط وهو في حال غبطة. وتقول: أكرمت فاغتبط واستكرمت فارتبط. ومال بالراكب الغبيط وهو الرحل. وأغبط على البعير: أدام عليه الغبيط. ومن المجاز: أغبطت عليه الحمّى كأنها ضربت عليه الغبيط لتركبه كما تقول: ركبته الحمّى وامتطته وارتحلته وأصابته حمّى مغبطة. وأغيطت السماء: دام مطرها. وفرس مغبط الكاثبة: مرتفع المنسج كأن عليه غبيطاً. غ ب ق غزتهم بنو فلان فأوبقوهم وصبحوهم المنايا وغبقوهم. وتقول العرب: إن كنت كاذباً فشربت غبوقاً بارداً أي عدمت اللبن حتى تغتبق الماء. يقال: غبقه فاغتبق وهو صبحان وغبقان وعن زرقاء اليمامة: كنت أكحلهما بصبوح من صبر وغبوق من إثمد. غ ب ن في بيعه غبن وفي رأيه غبن وقد غبن وغبن. وتقول: لحقته في تجارته غبينه ووضع وضيعةً مبينه. وتغابن له: تقاعد حتى غبن وتغابنوا: غبن بعضهم بعضاً. غ ب و يقال: في فلان غباوة ترزقه. والأغنياء أكرهم أغبياء. ولا يغبى عليّ ما فعلت أي لا يخفى وادخل في الناس فإنه أغبى لك أي أخفى. وغبّ شعرك: استأصله. وحفر فيها مغبّأة أي مغوّاة وحفرةً مغطّاة. فلانٌ أغتم من قوم غتم وأغتامٍ. وفيه غتمة وهي العجمة في المنطق من الغتم وهو الأخذ بالنفس ومنه المثل " أورده حياض غنيم " وهو علم للمنية كشعوب غير منصرف. وقالوا: قد أغتم آل العجاج الرّجز أي أكثروه وأداموه فهو فيهم. ويقال: لا تغتم الزيارة فتملّ: من اغتم الرجل إذا أكثر من الأكل حتى أخذه الغتم من كرب الكظّة. وتقول: بقيت بين ثلّة أغنام كأنهم ثلة أغنام. غ ث ث حديثكم غث وسلاحكم رثّ. وإنكم لقومٌ غثثةٌ. وأغثّ فلان في كلامه إذا تكلّم بما لا خير فيه. وفلان لا يغثّ عليه شيء أي لا يمتنع. وسمعت صبياً من هذيل يقول: غثّت علينا مكة فلا بدّ لنا من الخروج. ويقال للمستجدي الحريص: ما يغث عليه أحد أي ما يدع أحداً إلا سأله. وغثّ بعيري ثم غثّت أي أزال غثاثته ببعض السمن وهو من باب فزّع وجلّد. وتقول: لبسته على غثيثة ونفس خبيثة أي على فساد عقل من قولهم: جمعت الجراحة غثيثتها وهي المدّة وقد أغثّت. ويقال: أنا أتغثّث ما أنا عليه وأستغثه حتى أستسمن يعني العمل الدون حتى آخذ الكبير. فلان من الغوغاء والغثاء والغثراء ويقال لهم: الغثر والغثرة. وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه: إن هؤلاء النفر رعاع غثرة. وأكلتهم الغثراء وهي الضّبع أي هلكوا سميت لغثرة في لونها هي كدرة في غبرة. غ ث ي فلان ما له غثاء وعمله هباء وسعيه جفاء. غ د د " أغدّةً كغدّة البعير ". وتقول: في كلامه غدد لها حجم وعدد وقد أغدّ البعير فهو مغدّ ويستعار فيقال: أغدّ الرجل فهو مغد إذا انتفخ من الغضب كأنه بعير به غدّة. وتقول: مالي أراك مغداً مسمغداً. غ د ر يا غدر ويا لغدر ويا غدار. وتقول: استغزرت الذهاب واستغدرت اللهاب أي صارت غزراً وغدراً والذهبة: مطرة شديدة سريعة الذهاب واللهب: مهواة ما بين الجبلين. ومن المجاز: سنة غدّارة إذا كثر مطرها وقلّ نباتها. وفلان ثابت الغدر إذا ثبت في القتال غ د ف أغدفت دوني قناعها وأغدفت سترها إذا أرسلته. وأغدف بالصيد إذا ألقيت عليه الشبكة فأحيط به. وفي الحديث " إنّ قلب المؤمن أشدّ اضطراباً من الذّنب يصيبه من العصفور حين يغدف به " وأغدف بالمرأة: دخل بها. أنشد الجاحظ: يبيت أبوك بها مغدفاً كما ساور الهرّة الثعلب ومن المجاز: أغدف الليل إذا أرخى سدوله وأظلم ومنه: الغداف: للغراب الأسود وللشّعر يقال: شعر غداف كأنه غداف. وأغدف البحر: اعتكرت أمواجه. وتقول: أتيته حين أسدف الليل وأسجف وأرخى قناعه وأغدف. غ د ق تقول: لمعت بروق صوادق فهمعت سحاب غوادق. قال الطّرماح: فلا حملت بصريّةٌ بعد موته جنيناً ولا أمّلن سيب الغوادق وماء غدق وغدق: كثير وقد غدق غدقاً. ومكان غدق ومغدق: كثير الماء مخصب. وعيش غدق ومغدق وغيدق وغيداق: واسع. وهم في غدق من العيش. وعام وغيث غيدق. وتقول: ودقت السماء فأدرّت الغدق وأقرّت الحدق. ولافن ملآن كالعين الغديقة في حر الوديقة. غ د ن أتذكر إذ شعرك غدافيّ وشبابك غدانيّ وهو الناعم. قال رؤبة: بعد غدانيّ الشباب الأبله غ د و أتردد إليه بالغدوات والعشيات وآتيه بالغدايا والعشايا. وهو ابن غداتين أي ابن يومين. قال ابن مقبل: ابن غداتين موشيٌّ أكارعه لمّا تشدّد به الأرساغ والزمع وقد أغتدي والطير في وكناتها واركب إليه غديّةً. وغاديته مع صدح الدّيك وغادونا بالقتال. واغد عني بمعنى اذهب. ونشأت غادية وادقة وسقتك الغوادي الغوادق. وهذا الطعام لا يغدّيني ولا يعشّيني وهو عندنا غديان وغشيان وهي غديانة وعشيانة. وتقول: فلان يغاديه ويرواحه ثم يعاديه ومن المجاز: قول أربد لعامر: هل لك أن تتغدّى به قبل أن يتعشّى بنا: يريد أن نهلكه قبل أن يهلكنا. غ ذ ذ دعاني فجئته مغدّاً. وبت أغذّ والسماء ترذ. قال: أغذّ بها الإدلاج كل شمردل من القوم ضرب اللحم عاري الأشاجع ورأيت مهزوماً يغذّ وجرحه يغذّ أي يسيل يقال: به غاذٌّ أي جرح لا يرقأز وفي الحديث في ذكر المدينة " لتدعنها أربعين عاماً حتى يدخل الكلب أو الذئب فيغذّى على سواري المسجد " يقال: غدّي ببوله إذا رمى به دفعة دفعة. وعن أبي البيداء: سمعت شيخاً بالبادية يقول: لا تقبل شهادة العبد ولا شهادة العذيوط ولا شهادة المغدّى. وتيس غذوان. ومن المجاز: غذّيَ فلان بلبان الكرم. والنار تغذّى بالحطب. وفلان خيره يتغذّى كلّ يوم أي ينمى ويزيد. قال: عن وجه وهّاب تغذّى شيمه غ ر ب فكفّ من غربه والغضف تتبعه خلف السّبيب من الإجهاد تنتحب واقطع عني غرب لسانه. وإني أخاف عليك غرب الشّباب. وكأنّ غربيها في غربي دالج: يريد غربي العين وهما مقدمها ومؤخرها في دلوي ساقٍ. وسالت غروبه وهي الدموع حين تخرج. وكأنّ غروب أسنانها وميض البرق أي ماءها وظلمها. وقذفته نوًى غربةٌ أي بعيدة. وكانت لزرقاء عين غربة أي بعيدة المطرح. وهذا شاوٌ مغرب بالكسر والفتح. يقال: غرّبه: أبعده وغرّب: بعد. وإذا أمعنت الكلاب في طلب الصيد قالوا: غرّبت. ويقال للرجل: يا هذا غرّب شرّق أو غرّب. " وهل من مغرّبة خبرٍ " وهو الذي جاء من بعدٍ. وتقول العرب للرجل: هل عندك من جليّة خبر أو مغرّبة فيقول: قصرت عنك لا أي ما عندي خبر. وغرّبت الوحش في مغاربها أي غابت في مكانسها. وأصابه سهم غربٌ على الوصف والإضافة. واغرب عني صاغراً. ورمى فأغرب أي أبعد المرمى. ويقال: " طارت به عنقاء مغرب ". وتكلمفأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره وتقول: فلان يعرب كلامه ويغرب فيه وفي كلامه غرابة وغرب كلامه وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت فهي غريبة ومنه: مصنف الغريب وقول الأعرابيّ: ليس هذا بغريب ولكنكم في الأدب غرباء. وأغرب الفرس في جريه والرجل في ضحكه إذا أكثرا منه ونهي عن الاستغراب في الضّحك وهو أقصاه. ويقال: وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها ومن المجاز: استعيروا لنا الغريبة وهي رحى اليد لأنها لا تقر عند أربابها لكونها متعاورة. وصرّ على فلان رجل الغراب إذا وقع في ضيق وشدّة وهو لون من الصّرار. قال الكميت: إذا رجل الغراب عليّ صرّت ذكرتك فاطمأن بي الضمير وهذه أرض لا يطير غرابها أي كثيرة الثمار مخصبة. وقال النابغة: ولرهط حرّابٍ وقدّ سورةٌ في المجد ليس غرابها بمطار أي هو مجد ثابت لا يزول. وازجر عنك غراب الجهل. قال أبو النجم: هل أنت إن شطّ مزار جمل مراجع سيرة أهل العقل وزاجر عنك غراب الجهل وطار غرابه إذا شاب وهو واقع الغراب أي شابٌّ. وبحر ذو غوارب. وألقى حبله على غاربه. غ ر ث به غرث وهو غرثان وهي غرثى وهم غراث وغرثى. وغرّثته: جوّعته. قال أبو داود: وبتنا نغرّثه في اللجام نريد به قنصاً أو غواراً غ ر د شاقه الحمام المغرد. وطائر مستملح الأغاريد. كتاب الغين 2 غ ر ر تغرّرَ الغفرس وتحجّل وبم غرّر فرسك وصبحهم الجيش وهم غارون أي غافلون. ويقال: " أغرّ من ظبي مقمر " لأنه يخرج في الليلة المقمرة يرى أنه النهار فتأكله السباع. واغترّه الأمر: أتاه على غرٍّ. قال: إذا اغترّه بين الأحبة لم تكن له فزعة إلا الهوادج تخدر أي تجلل. ولم يزل يطلب غرّته حتى صادفها وأصاب منه غرّة فبطش به. وما غرك به أي كيف اجترأت عليه. و " ما غرّك بربك الكريم ". ومن غرك منه أي من أوطأك عشوةً فيه. وأنا غريرك من هذا الأمر أي إن سألتني على غرّة أجبك به لاستحكام علمي بحقيقته. وتقول: إياك والتغرّه والهجوم على غرّه من غرر بنفسه إذا أخطرها تغرّةً. وهو على غرر: خطر. ونهى عن بيع الغرر. وقال النمر: تصابى وأمسى علاه الكبر وأمسى لجمرة حبل غرر ومن المجاز: يوم أغر محجل. قال ذو الرمة: كيوم ابن هند والجفار وقرقري ويوم بذي قار أغرّ محجل ويوم أغر: شديد الحر وهاجرة غراء. قال ذو الرمة: ويوم يزير الظبي أقصى كناسه وتنزو كنزو المعلقات جنادبه أغرّ كلون الملح ضاحى ترابه إذا استوقدت حزّانه وسباسبه وقال: وهاجرة غرّاء ساميت حرّها إليك وجفن العين في الماء سابح وغرّة المال: الجمال والخيل والعبيد أي خياره. وعيش غرير كما يقال: عيش أبله. ويقال للشيخ: أدبر غريره وأقبل هريره. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همّت بالنبات وغرّرت: خرجت من القرحة والغرّة. وأقبل السيل بغرّاته وهي نفّاخاته. ورضي أعرابيّ امرأةً فقال: هي الغراء بنت المخضة: شبهها بالزبدة. ويقال: للسوق درّة وغرار أي نفاق وكساد " وسبقت درّته غراره " كقولهم: " سبق سيلك مطرك ". وما قعدت عنده إلا غراراً " ولا غرار في الصلاة ": وأصله غارّت الناقة غراراً إذا نقص لبنها. وفلان مغار الكفّ: للبخيل ومنه: ما أذوق النوم إلا غراراً. وتقول: نقد الغرار أهون عليه من وقع الغرار. وتقول: إن الجلوس على الأسرّة تحت غ ر ز يقال للرجل: غرّز ناقتك فيتركها عن الحلب حتى تغرز وقد غرزت غرازاً وهي غارز وهو من الغرز. وفلان غارز رأسّه في سنة. وما طلع السماك إلا غارزاً ذنبه في برد وهو الأعزل يطلع لخمس خلت من تشرين الأول. ومن المجاز: اطلب الخير في مغارسه ومغارزه وابغ الكرم في معادنه ومراكزه. واغترز الرجل وغرز رجله في الركاب إذا ركب. قال بشر: ثم اغترزت على عنس عذافرة سيٌّ عليها خبار الأرض والجدد واغترزت السير إذا دنا مسيرك. واشدد يديك بغرزة أي استمسك به ولا تخلّه. وعيون غوارز: جوامد. قال الطرماح: يراقب أبصار الغيارين بأعين غوارز ما تجري لهنّ دموع غ ر س هذا وقت الغراس وهو غرس الشجر: تقول في حائطه غراس كثيرة وهي الفسلان جمع: غرسٍ. وغرائس كأنها عرائس جمع غريسة وهي النخلة تغرس حديثاً كالوليدة: للصبية الحديثة العهد بالولاد. ومن المجاز: أنا غرس يدك ونحن غرس يدك على لفظ المصدر وإذا كسرت كان فعلاً بمعنى مفعول كالذبح والحمل فقلت: ونحن أغراس يدك. وتقول: هذا مسقط رأسه ومكان غراسه. ويمن فلان يوم غرسه وبخت وهو في غرسه وهو جليدة رقيقة تكون على رأس المولود. غ ر ض إبل منفجّة المغارض جمع: مغرض وهو المحزم. والغرض والغرضة: حزام الرحل. قال: يشربن حتى تنتأ المغارض وإبل جائلة الغروض. قال جرير: والعيس جائلة الغروض كأنها بقر حوافل أو رعيل نعام وتقول: إذا فاته الغرض فتّه الغرض وهو الضجر ومنه: غرضت إلى لقائك وعدّيَ بالي لتضمينه معنى اشتقت وحننت. أنشد ابن الأعرابي: فمن يك لم يغرض فإني وناقتي بحجر إلى أهل الحمى غرضان وهذا بحر لا ينزف ولا يغرض ولا ينكف ولا يغضغض. قال أبو الوليد الكلابيّ: لا تفرغي سمّ أنياب مذكّرة في عرض من ليس مرفوعاً به راس وطويت الثوب على غروضه وغروره وتقول: كأن ثغرها إغريض وريقها ريّق غريض يشفى بترشّفه المريض الإغريض: ما ينشقّ عنه الطّلع من الحبيبات البيض وريّق الغيث: أوله والغريض: الطريّ. ومن المجاز: اغترض فلان: مات شاباً نحو: اختضر. وغرضت للضيف غريضاً أي أطعمتهم طعاماً غير بائت أو سقيتهم لبناً صريفاً. وغارضت إبلي: أوردتها باكراً. غ ر ف تقول: مرحباً بالسيد الغطريف كأنه أسد الغريف وهو الأجمة. قال الأعشى: كبردية الغيل وسط الغري - ف ساق الرصاف إليها غديرا ومن الكناية: قوم بيض المغارف. ومن المجاز: خيل غوارف ومغارف: تغرف الجري بأيديها غرفاً. وغرّف غرف الفرس وناصيته إذا جزّهما. وتقول: تطلّبوا ما عنده وتعرّفوه ثم وافوه وتغرّفوه. غ ر ق " أعوذ بالله من الغرق والحرق ". وتقول: رأيت عيونهم مغرورقة وأناسيّها في الدموع غرقه. ومن المجاز: أنا غريق أياديك. وأغرق الرامي النزع ومنه: الإغراق في القول وغيره وهو المبالغة والإطناب. وأغرق الكأس: ملأها. وغرّقت القابلة المولود إذا لم تمخّطه عند ولادته فوقع المخاط في خياشيمه فقتله. قال الأعشى: ألا ليت قيساً غرّقته القوابل وغرّق اللجام بالحلية ولجام مغرّق. وتقول: فلان جفن سيفه مغرّق وجفن ضيفه مؤرّق. والبعير يستغرق الحزام ويغترقه. ولا: لاستغراق الجنس. واستغرق في الضحك مثل: استغرب. واغترق الفرس الخيل: نضاها. وفلانة تغترق العين أي تشغلها فلا تمتدّ إلى غيرها. قال قيس ابن الخطيم: تغترق الطرف وهي لاهية كأنما شفّ وجهها نزف وتجارينا فاغترق فرسي حلقة فرسه أي سبقه. وخاصمني فاغترقت حلقته إذا خصمته. وسمعت أهل الحجاز يقولون: غارقني كذا إذا دانى وشارف. وغارقته المنية. وغارقت الوقفة. وجئت ورمضان مغارق. غ ر م فلان مغرم: مثقل بالدين. وهو مغرم بفلانة وبه غرام وأغرم بالأمر: أولع به. وعليه غرمٌ ومغرم ثقيل. وتقول: عليك بالصدق وإن جرّ عليك المغارم وإياك والكذب وإن ساق إليك الغانم. غ ر ن ق تقول: قلوب النساء مع الغرانيق وهي من الشيوخ في ذرى نيق هم الشبّان النعم. يقال: هو من غرانيق القوم وغرانقتهم الواحد: غرنوق. وهو في عيشٍ غرانق. غ ر و لا غرو من كذا أي لا عجب. وأغريَ بكذا وغرّيَ به إذا أولع به. غ ز ر غزر الماء غزراً. وغزرت الناقة ثم استعير فقيل: مالٌ وعلم غزير وأغزر الله مالك. وتقول: لقيت فلاناً فلقيت منه شيخاً مزيراً وعلمت أن وراءه حفظاً غزيراً. وتقول: لما طاب ونزر خير مما خبث وغزر. غ ز ل طلعت الغزالة وهي الشمس ولا يقال: غابت وهو اسمها إلى مدّ النهار وانتفاخه يقال: لقيته غزالة الضحى وغزاغلات الضحى. قال: دعت سليمى دعوة هل من فتى يسوق بالقوم غزالات الضحى فقام لا وانٍ ولا رثّ القوى وجئتك مع الغزالة أي مع طلوع الشمس. وفلان غزل ومتغزل وغزيل وهو غزيلها فعيل بمعنى مفاعل كحديث وكليم. وتقول: إن صاحب الغزل أضلّ من ساق مغزل وضلاله: أنه يكسو الناس وهو عار. قال إياس بن سهم الهذليّ: نسبنا بليلى فانبعثت تعيبها أضلّ من الحجّام أو ساق مغزل يريد حجّام ساباط. وتقول: مغازلة الغزلان أهون من منازلة الأقران. ومن المجاز: أطيب من أنفاس الصبا إذا غازلت رياض الرّبى. وفلان يغازل رغدا من العيش. غ ز و مرّ غزيّ بني فلان وعديّهم وهم الذين يعدون على أرجلهم ولم تزل بنو فلان حجيجاً غزياً أي حجّاجاً غزاة. وتقول: رأيت غزاً غزّى. وقد أغزى الأمير الجيش. وأغزت فلانة وأغابت: غزا زوجها وغاب وامرأة مغزية ومغيبة. وتقول: هو بالمخازي أشهر منه بالمغازي. ومن المجاز: غزوت بقولي كذا أي قصدته وما أغزو إلا السداد فيما أقول وما غزوي إلا النصيحة أي قصدي وإرادتي. غ س س فلان غسٌّ وقوم أغساس وهو اللئيم الضعيف. قال: فلم أرقه إن ينج منها وإن يمت فطعنة لا غسٍّ ولا بمغمر وتقول: ما يكرع في العس إلا ولد الغس وفلان خسيس من الخساس غس من الغساس. غ س ق يقولون: من الغسق إلى الفلق. وهو دخول أول الليل حين يختلط الظلام وقد غسق الليل يغسق غسقاً وغسوقاً. وبنو تميم على أغسق. قال ابن قيس: إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهمّ والأرقا وقال جسّاس: ونحوهما: دجا الليل وأدجى. وغسق القمر: أظلم بالخسوف وأغسقنا: دخلنا في الغسق. وكان الربيع بن خيثم يقول لمؤذّنه يوم الغيم: أغسق أغسق أي ادخل في الغسق ثم أذّن أو أغسق بالأذان كقول: أبردوا بالظهر. وتقول: أعوذ بالله من الغاسق إذا وقب ومن القاسق إذا وثب. ومن المجاز: غسقت العين وعين غاسقة إذا أظلمت ودمعت ومنه: الغساق وهو ما يسيل من جلودهم أسود. وتقول: ألا إن بصدد الفسّاق تجرّع الصديد والغسّاق. غ س ل ما أطيب غسلها وغسلتها وهو ما تغسل به رأسها من آس مطرّى بأفاويه الطيب أو خطميّ أو غير ذلك وما وجدت غسولاً أي ماءً أغتسل به وبنوا هذه المدينة بغسالات أيديهم أي بمكاسبهم وخرج النساء إلى مغاسلهن: حيث يغسلن الثياب وتستر في مغتسلك ومتغسّلك. ومن المجاز: تلطخ بعار لن يغسل عنه أبداً ولا يغسل عنك ما صنعت إلا أن تفعل كذا. وما غسّلوا رءوسهم من يوم الجمل: ما فرغوا منه وما تخلّصوا. وكلام فلان مغسول ليس بمعسول كما تقول: عريان وساذج: للذي لا ينكّت فيه قائله كأنما غسل من النكت والفقر غسلاً أو من حقه أن يغسل ويطمس. ومنه قولهم: على وجه فلان غسلة إذا كان حسناً ولا ملح عليه ويقال في ضدّه: على وجهه حفلةٌ. وغسله بالسوط: ضربه ضرباً موجعاً كقولك: صبّ عليه سوط عذاب. ورجل غسل: ضروبٌ لامرأته. قال الهذليّ: وقع الوبيل نحاه الأهوج الغسل ومنه: غسل الفحل طروقته: ألحّ عليها بالضراب وهو فحل غسلة. غ ش ش ما نصحت أحداً إلا استغشني واغتشني. قال: ألا ربّ من تغتشه لك ناصح ومؤتمن بالغيب غير أمين وقال أبو النجم: فظل من عرفان نؤيٍ ناحل من الأسى يغتشّ نصح القائل ورجل غاش من قوم غششة وغشّاشة وتقول: ما هم إلا قوم غشّاشه أيديهم بالخيانة رشّاشه. وطعام فلان مغشوش أعلاه يابس وأسفله مرشوش. وما لقيته إلا غشاشاً وعلى غشاش وكنت على حدّ غشاش وهو العجلة. وجاؤا مغاشّين للصبح: مبادرين له. قال: يكون نزول القوم فيها كلا ولا غشاشاً ولا يدنون رحلاً إلى رحل غشم الوالي الرعية وهو غشوم إذا خبطهم بعسفه وأخذ ما قدر عليه وتقول: سلطان يغشم النفوس ويهشم الرءوس. ومن المجاز: حرب غشوم. وسيل غشمشم. وغشم الناس: سأل من قدر عليه. وغشم الحاطب: احتطب ما قدر عليه من غير تمييز. قال: وقلت تجهّز فاغشم الناس سائلاً كما يغشم الشجراء بالليل حاطب غ ش ي انجلت عنه غشية الحمّى أي لمتها ونزلت به غشية الموت وغشيَ عليه وأصابه غشيٌ. قال ذو الرمة: وردت وأغباش السواد كأنها سماد يرغشيٍ في العيون النواظر وعلى قلبه غشاوة فما يقبل الحق. واستغش ثوبك كي لا تسمع ولا ترى. وكثرت غاشية فلان. وهو مغشيّ: يغشاه العفاة كثيراً وتقول: فلان مغشي فيقول الرادّ: زد عليه. وغشّاه السوط مثل: قنّعه. وغشيته غاشية وهي الداهية وتقول: رمى الله بالغاشية من لم يرم بالغاشيه. غصب على عقله. واغتصبت فلانة نفسها: جومعت مقهورة. غ ص ص المسجد غاص بأهله ومغتص وأغص الأرض علينا فغصّت بنا. قال الطرماح: أغصت عليك الأرض قحطان بالقنا وبالهندوانيّات والقرح الجرد وأغصه بريقه: أضجره. قال الأخطل: ولقد أغص أخا الشقاق بريقه فيصد وهو من الحفاظ سؤوم غ ص ن أنا غصن من غصون سرحتك وفوع من فروع دوحتك. غ ض ب قالوا: غضبت لفلان إذا كان حياً وغضبت به إذا كان ميتاً. وأنشدوا لدريد ابن الصمة: فإن تعقب الأيام والدهر تعلموا بني قاربٍ أنّا غضاب بمعبد وللشماخ: وقد أتاني بأن قد كنت تغضب لي ووقعة منك حق غير إبراق وتقول: فلان من المغضوب عليهم أي من اليهود. ومن المجاز: قول أبي النجم: يغضب أحياناً على اللجام كغضب النار على الضرام وقوله: غضبت له قوائم عوج غ ض ر بنو فلان مغضورون ومغاضير إذا كانوا في غضارة عيش وهو طيبه ونضرته وقد غضرهم الله وأنبط بئره في غضراء أي في طينة طيّبة حرّة وأباد الله غضراءهم وخضراءهم أي طينتهم وشجرتهم التي منها تفرّعوا وتقول: دبّا إليّ ضراءهم أباد الله غضراءهم. غ ض ض " اغضض من صوتك ": اخفض منه. وغضّ طرفك وطرفٌ غضيضٌ. وغضّ من لجام فرسك أي صوبه وطأمنه لتنقص من غربه. واغضض لي ساعةً أي احبس عليّ مطيّتك وقف عليّ. قال الجعديّ: أي احبسا عليّ ركابكما ساعة ثم ارتحلا مهتجرين وفلان غضيض: ذليل بيّن الغضاضة وعليك في هذا غضاضة فلا تفعل ولحقته من كذا غضاضة أي نقص وعيب. قال: وأحمق عريض عليه غضاضة تمرّس بي من حينه وأنا الرقم وإذا شربت الإبل بعد عطش فلم ترو حقّ الريّ قيل: صدرت وبها غضاضة. ومن المجاز: شباب غضٌّ. قال: جارية شبّت شباباً غضاً لا تحسن التقبيل إلا غضاً وامرأة غضّة: بضّة. غ ض ف عيش أغضف: ناعم ليّن من الغضف في الأذن وهو الاسترخاء. وتغضّفوا عليه تعطّفوا. وتغضّفت الحيّة: تلوّت. وتقول: نحن في عيشٍ أغضف لا بؤس ولا شظف. غ ض ن يقال في الوعيد " لأمدّن غضنك ". قال: أنازل أنت فخابز لنا وتغضنت الدرع على لابسها: تثنّت عليه. وتحت غضون الدّرع ليث خفيّة. ورجل ذو غضون إذا كان في جبهته وصكّ وجهي بجبهته. وغاض المرأة: غازلها بمكاسرة العينين. غ ض ي تقول: الكريم ربما أغضى وبين جنبيه نار الغضا. وليل مغضٍ: مظلم وقد أغضى علينا الليل. غ ط س غطسه في الماء وغطّه ومقله وهما يتغاطسان في الماء ويتغاطّان ويتماقلان. وتقول: تضيّفته فغمسني في غمر كرمه وغطسني في بحر أنعمه. غ ط ش أتيته غبشاً وغطشاً وهو السّدف وقد أغطش الليل وأغطشه الله " وأغطش ليلها ". وفلاة غطشى: عميّة المسالك. قال الأعشى: ويهماء بالليل غطشى الفلا يؤنسني صوت فيّادها تغاطش شكوانا إليها ولا تعي مع البخل أحناء الحديث المرجّع غ ط ط نام حتى سمع غطيطه وهو نخيره. وغطّ المذبوح. وغطّ البعير في شقشقته فإن لم يكن فيها فهو هدير والناقة تهدر ولا تغط لأنه لا شقشقة لها. وتقول: أقبل وله نحيط كنحيط المهر المزنوق وغطيط كغطيط البكر المخنوق. قال امرؤ القيس: يغط غطيط البكر شدّ خناقه ليقتلني والمرء ليس بقتال غ ط ف في أشفاره وطفٌ وغطفٌ وهو الطّول حتى ينثني. غ ط ل جاء في غيطل الضحى: حين تكون الشمس من مشرقها كهيئتها من مغربها. قال أبو يوسف بن عمر الخزاعيّ: وجاوزن ذا دوران في غيطل الضحى وذو الظل مثل الظل ما زاد إصبعا وركبته غياطل النعاس وهي غوالبه. قال: وأبطرتهم غياطل الدنيا: نعمها المترادفة. قال أبو شجرة: أجدك لا ينسيك نجداً وأهله غياطل دنيا مرجحنّ نعيمها واعتكرت غياطل الليل وهي ظلماته. وتقول: جاؤا على بلق لحّق الأياطل في قساطل كالغياطل. غ ط م بحر غطم: كثير الماء تقول: مال به البحر الغطم أو ما هو من البحر أطم. غ ط ي تغطّيت من الدهر بفضل جناحك ومالي وطاء ولا غطاء إلا معروفك وطلب الناس لعيوبهم أغطية فما وجدوا مثل الأعطية. غ ف ر " اللهم غفراً " وليست فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنب أحدٍ. قال: يا قوم ليست فيهم غفيره فامشوا كما تمشي جمال الحيره أي فامشوا إلى حربهم مشي جمال الحيرة وكانوا يمتارون من الحيرة. وهو مغتفر للذنوب. واصبغ ثوبك بالسّواد فإنه أغفر للوسخ أي أحمل وأستر. وجاؤا جمّاً غفيراً. ومعه العير والنفير والجمّ الغفير. وتقول: ذاك أبعد من معقل الغفر: بل من مطلع الغفر وهما ولد الأرويّة. ومنزل من منازل القمر. وتقول: فلان صدق قوله غفاريّ وزند وعده غفاريّ. ومن المجاز: قول زهير: أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها فلاقت بياناً عند آخر معهد أي لم تغفر السباع غفلتها عن ولدها فأكلته. غ ف ص غافصه الأمر: فاجأه على غرّةٍ منه وأخذه مغافصةً. ووقاك الله غوافص الدهر. غ ف ف أصاب غفّةً من العيش وهي البلغة. قال: لا خير في طمعٍ يدني إلى طبعٍ وغفّةٌ من قوام العيش تكفيني والفأرة غفّة الخيطل وهو السّنّور. واغتفّت الخيل من الربيع إذا رعت ما تتبلغ به ولم تشبع. وكنا إذا ما اغتفّت الخيل غفّةص تجرّد طلاّب الترات يطلّب وتقول: طوبى لمن امتنع بالعفّة واقتنع بالغفّة. غ ف ق خفقة بالدّرّة خفقات وغفقه بالسوط غفقات. وتقول: رأيته يتغفّق الصبوح كما يتفوّق الفصيل اللقوح أي يشربه ساعةً بعد ساعةً. غ ف ل مضت غفلات العيش. وأغفل الله قلبه عن ذكره: جعله غافلاً عنه. وتغفلته عن كذا: تخدّعته عنه على غفلةٍ منه. وتغفّلته يمينه: حنثته فيها وهو غافل. ولبعضهم: حبّذا ليلةٌ تغفّلت عنها زمني فانتزعتها من يديه وفلاة غفلٌ: لا علم بها وساروا في أغفال الأرض. ونعم أغفال: لا سمات عليها. ولافن غفل: لمن لم تسمه التجارب. ومصحف غفل: جرد عن العواشر وغيرها. وكتاب غفل: لم يسمّ واضعه. قال: إني امرؤ أسم القصائد للعدي إن القصائد شرّها أغفالها " ألذ من إغفاءة الفجر ". غ ل ب بينهما غلابٌ أي مغالبة وتغالبوا على البلد. وغلبته على الشيء: أخذته منه وهو مغلوب عليه وأيغلب أحدكم أن يصاحب الناس معروفاً بمعنى أيعجز. وهو رجل حرّ وقد أبى أفنغلبه على نفسه: أفنكرهه. وشاعر مغلّب: غلب كثيراً أو غلّب فهو ذم ومدح. قال امرؤ القيس: فإنك لم يفخر عليك كعاجز ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب ومن المجاز: هضبة غلباء وعزّة غلباء. واغلولب العشب " وحدائق غلباً ". غ ل ت تقول: فلان غلط في الكتاب وغلت في الحساب. غ ل س غلّس بالصّلاة. وتقول عرّسوا ثم غلسوا. " ووقعوا في وادي تغلّس " وهي الداهية. إياك والمكابرة والمغالطة. وأنهاك عن الأغاليط وأربأ بك عن التخاليط. ونهى رسول الله ﷺ عن الأغلوطات وهي المسائل التي يغالط بها. غ ل ظ استغلظ الزرع. وطعنه في مستغلظ ذراعه. إنا لأغلظ أكباداً من الإبل ومن المجاز: أخذ منه ميثاقاً غليظاً ونكى فيهم نكايات غليظة وغلظ على خصمه وفي فلان غلظة. " وليجدوا فيكم غلظةً " وما أغلظ طباعهم وأغلظ له في القول وحلف له بأغلظ الأيمان ومالك تغالطني وتغالظني وتعارضني وتغايظني. غ ل ف السلطان من تجرّد لخلافه جرّد له السيف من غلافه. ورحل مغلوف: له غلاف. قال ذو الرمة يصف ناقة: فمازلت أكسو كلّ يوم سراتها خصاصة مغلوف من الميس قاتر وقلب أغلف: لا يعي " وقالوا قلوبنا غلفٌ " وتقول: هكذا القلوب الغلف ليس معها إلا الخلف. وغلّف لحيته بالغالية: غشّاها بها من الغلاف. وعن ابن دريد: أنها عاميّة والصواب غلاّها وغللها. وتغلّف وتغلّل وتغلّى: وليّ ذلك من نفسه. قال جرير: حور تغللن العبير روادعا أي أدخلن العبير في مخافي أبدانهن مثل الآباط وغيرها من معاهد الطيب. غ ل ق باب فتح وباب غلقٌ. ومن المجاز: غلق الرهن في يد المرتهن إذا لم يقدر على افتكاكه وغلق فؤاده في يد فلانة. واحتد فلان فنشب في حدّته وغلق إذا اشتدّت به فلم تنشرح عنه. وإياك والغلق والضجر والقلق. وإن بعيرك لغلق الظهر إذا لم يبرأ لكثرة الدبر وقد غلق ظهره. واستغلق عليه الكلام وأغلق عليه وأغلق إذا ضيق وأكره ومنه: " لا طلاق في إغلاق " وكانت الأعاريب يقولون: إن قريشاَ لقنة خبثى لها فتحٌ وغلقٌ أي خدعٌ يفتحون بها الأمور ويغلقونها. ويقال: حلال طلق وحرام غلق. وكان فلان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر والمغلاق والغلاق والغلق: ما يغلق به الباب ويفتح بالمفتاح. وأغلق القاتل في يد الوليّ إذا أسلم يصنع به ما شاء وتقول: أمر الوالي غ ل ل وفت غلة ضيعته وهو كل ما يحصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام أو نحو ذلك وضيعة مغلّة وقد أغلّت وله أريضة يستغلها ويغتلّها. " لا إغلال ولا إسلال ". وهدايا الولاة غلول. يقال: غلّ من المغنم وأغلّ. وتقول: يد المؤمن لا تغل وقلب المؤمن لا يغلّ من الغلّ وهو الحقد المنغلّ أي الكامن. وتقول: جعل الله في كبده غلّةً وفي صدره غلاً وفي ماله غلولاً وفي رقبته غلاً. وفلان جسده عليل وفي كبده غليل. وبرزت فلانة في غلالة وبرزن في غلائل وهي شعار يلبس تحت الثوب للبدن خاصّة وتقول: قولوا للحلائل لا يبرزن في الغلائل. وامرأة السوء غلّ قمل وجرح لا يندمل. وبي وجدٌ تغلغل في الحشا. وأبلغ فلاناً مغلغلة وهي الرسالة الواردة من بلد بعيد وغلغلت إليه رسالة. قال الأخطل: لأغلغلنّ إلى كريم مدحةً ولأثنينّ بنائل وفعال غ ل م هم غلمتي وأغيلمتي وكان رسول الله ﷺ يلطخ أفخاذنا أغيلمة بني عبد المطّلب. وبعير مغتلم: غالب هياجه وهو شديد الغلمة. ومن المجاز: اغتلمت أمواج البحر. وتقول: بحرٌ لجة مغتلم وموجه ملتطم. وسقاء مغتلم وخابية مغتلمة إذا اشتد شرابهما وإذا اغتلمت عليكم هذه الأشربة فاقصعوا متونها بالماء. غ ل و هو مني بغلوة سهم وبغلوتين وبثلاث غلوات والفرسخ التام: خمس وعشرون غلوة. وقد غلا بسهمه وغالى به وتغالينا بالسهام وترامينا بالمغالي جمع: مغلاة وتقول: ما عنده من المعالي إلا الرمي بالمغالي. وخفّض من غلوائك وفعل ذلك في غلواء شبابه. قال: لم تلتفت للداتها ومضت على غلوائها وتقول: أنا لا أجبّ الغلو في الدين والغلاء في السعر والغلاء في الرمي. وأغلى السعر وبه وغالاه وبه. قال لبيد: أغلي السباء بكل أدكن عاتق أو جونة قدحت وفضّ ختامها وقال: نغالى اللحم للأضياف نبأً ونرخصه إذا نضج القدور وقال عبد الرحمن بن حسان: وأنا أستغليه بهذا الثمن وأتغالاه. ومن المجاز: الدابة تغلو في مسيرها والدوابّ يغتلين ويتغالين. قال الأعشى: وإتعابي العيس المراقيل تغتلى مسافة ما بين النجير فصرخدا وقال ذو الرّمة: فألحقنا بالحيّ في رونق الضحى تغالى المهاري سدوها ونسيلها وتغالى النبت: ارتفع. وتغلى الوبر عن الناقة واللحم إذا تحسّر. قال لبيد: فإذا تغالى لحمها وتحسّرت وتقطّعت بعد الكلال خدامها وغلا بها عظم إذا طالت. قال إياس بن الوليد: وإذ همتي في كل مهضومة الحشا ضناك غلا عظم بها وهي ناهد غ م د سيف مغمود ومغمد. ومن المجاز: أغمد الحلس: جعله تحت الرحل ليقي به الظهر. قال الأعشى: ووضع سقاء وأحقابه وحل حلوسٍ وأغمادها يغمّد الأعداء حوزاً مردسا أي يلقى عليهم كلكله كالأسد فيجعلهم تحت وتغمّده الله برحمته: ستره ودخل عليه وبين يديه ثوب فتغمّده إذا جعله تحته ليغطّيه عن العيون. وقال ابن مقبل: إذا كان جري العين جوداً وديمة تغمد جري العين في الوعث وإبله وقال أبو النجم: صديء القباء من الحديد كأنه جملٌ تغمّده عصيم هناء وتغمد المكيال: ملأه. وركيٌ غامدٌ: ماؤه مغطّى بالتراب وعكسه: ركيٌّ مبدٍ وهو من باب: عيشة راضية. واغتمد الليل: دخل فيه وجعله لنفسه غمداً. غ م ر غمّر إبله: سقاها قليلاً من الماء فتغمّرت. وفلان إذا شرب تغمر: من الغمر وهو القدح الصغير. قال: ويروى شربه الغمر وتقول: اكتف من العسّ بالغمر ولا تجعل وجهك منديل الغمر. ويدي من اللحم غمرة. وفلان غمر ومغمر. غير مجرّبٍ وهم أغمار وفيه غمارة وغرارة. ودخلت في غمار الناس أي في زحمتهم. وفي قلبه غمر. واغتمر في الماء: اغتمس فيه. ومن المجاز: فرس غمر كما قيل: بحر. قال العجاج: غمر الأجاريّ مسحاً ممعجاً وفلان غمر البديهة. قال جرير: طاح الفرزدق في الرّهان وغمّه غمر البديهة صادق المضمار يريد نفسه. وقال الطرماح غمر البديهة بالنوا - ل إذا غدا سبط الأنامل أي يفاجيء بالنوال الواسع وثوبٌ غمرٌ أي واسع ورجل غمر الرداء. وليل غمرٌ أي شديد الظلمة. قال: يجتبن أثناء بهيم غمر داجي الرواقين غداف الستر وهو يضرب في غمرة الفتنة. وهو في سكرات الموت وغمراته. وفلان مغامر ومغمر: يرمي بنفسه في غمار الأمور. وفلان مغمور النّسب. وغمر فلاناً: علاه بفضله. ورأيته وقد غمر الجماجم بطول قوامه. وهو أغمرهم يداً أي أوسعهم فضلاً. وقال الجاحظ: الحمامة تعلم الذهاب والمجيء بترتيب وتدريج وتنزيل ولا يغمر بها بمرّةٍ واحدةٍ أي لا يخاطر بها من غمر بنفسه: رمى بها في الغمرة. وغمرت وجهها. وبلّت افبل أغارها إذا شربت شرباً قليلاً وهو جمع: غمر كأن لها أغماراً قد بلّتها. قال العجّاج: حتى إذا ما بلّت الأغمار رياً ولما تقصع الأصرارا غ م ز غمزه الثقاف: عضّه. وغمز الكبش: غبطه. وله جارية غمّازة: حسنة الغمز للأعضاء وهو عصرها باليد. ومن المجاز: ما فيه مغمز ولا غميزة أي معابٌ وفي فلانٍ مغامز جمّة. وغمر فيه: طعن ورجل مغموز. وسمعت منه كلمةً فاغتمزتها في عقله. وأغمزت فيه أي وجدت فيه ما يستضعف لأجله. قال رجل من بني سعد: ومن يطع النساء يلاق منها إذا أغمزن فيه الأقورينا وما في هذا مغمز أي مطمع. قال: أكلت الدجاج فأفنيتها فهل في الخنانيص من مغمز غ م س غمسه في الماء فانغمس واغتمس. وغمس السنان في ثغرته. وغمس اللقمة في الخل. واختضبت المرأة غمساً إذا غمست يدها في الحناء من غير نقش. وغمس النجم: غاب غموساً. قال عبد الله بن سليمان الغامديّ: ولقد سريت الليل حتى أشرقت أخرى النجوم وقد دنت لغموس ومن المجاز: شجاع مغامس: مغامر. وفارس في غمار الموت منغمس ووقعوا في أمر غموس أي شديد غمسهم في البلاء ومنه: اليمين الغموس: لشدّتها. وطعنة غموس: نافذة وصفت بصفة طاعنها لأنه يغمس السنان حتى ينفذ. قال أبو زبيد: ثم أنفذته ونفّست عنه بغموس أو ضربة أخدود وهي التي تشقّ اللحم شقاً. غ م ص وجدت الناس يغمص بعضهم بعضاً ويغتمص. وما في فلان غميصة أي غميرة. ومعاذ الله أن أغمص مسلماً. وما فيّ غمصة لأحد. ورآه فغمصته عينه إذا اقتحمته واحتقرته. وفلان مغموص عليه في حسبه ودينه. ولما قتل ابن آدم أخاه غمص الله الخلق ونقص الأشياء. وفي عينه رمص وعمص. وتقول: قد يقع بين الأخوين من الخلصاء ما وقع بين الشعريين العبور والغميصاء. غ م ض يقال للأمر الخفيّ والمعتاص: أمر غامض. وكلام غامض: غير واضح. وهذه مسئلة فيها غوامض. ومكان غامض وغمض: مطمئن. وسلكوا غموض الفلاة. وغمض في الأرض غموضاً إذا ذهب وعاب. ودار فلان غامضة: ليست بشارعة وهي التي تنحّت عن الشارع. وحسب غامض: مغمور غير مشهور. وخلخال غامض: غاصّ وقد غمض في الساق غموضاً. وضربته بالسيف فغمض في اللحم غمضةً. وأغمض الميت وغمّضه. وما أغمضت البارحة وما ذقت غمضاً وغماضاً. وغمّضت الناقة إذا ذيدت فحملت على الذائد مغمّضةً عينيها حتى وردت. قال أبو النجم: يرسلها التغميض إن لم ترسل وغمض حد السيف: رقّقه. ومن لا يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب وأغمضت المفازة على القوم إذا لم يظهروا فيها كأنما أغمضت عليهم أجفانها. قال ذو الرمة: إذا الشخص فهيا هزة الآل أغمضت عليه كأغماض المغضّي هجولها وأتاني كذا على اغتماض أي عفوا من غير تكلّف له. قال أبو النجم: والشعر يأتيني على اغتماض كرهاً وطوعاً وعلى اعتراض أي أعترضه فآخذ منه حاجتي. ويقال لمن جاء برأي سديد: لقد أغمضت في النظر إغماضاً. وأغمض لي فميا بعته أي زدني فيه لرداءته أو حُطّ لي من ثمنه " إلا أن تغمضوا فيه ". وتقول: لا تمرّض في إحسان أخيك بعض التمريض وغمّض عن إساءته كلّ التغميض. غ م ط غمط النعمة: احتقرها ولم يشكرها. وفلان يغمط الناس ويهمطهم وهو غموط هموط أي ظلوم. وتقول: من أزلّ الله إليه نعمة فلم يغمطها صبّ على شانئه محنةً ثم لم يمطها. وتقول: فلان إن وصل إليه خير غمط وإن وصل إلى غيره غيط. وتقول: شرّ ما استقبلت به الأيادي الغمط وخير ما شيعت به البسط. أرض غمقة: كثيرة الأنداء وبئة. وعن عمر رضي الله عنه: إن الأردنّ أرض غمقه وإنّ الجابية أرض نزهه. وأصابنا غمق البحر فمرضنا. وغمق الزرع: خمّت رائحته من كثرة الأنداء. وغمق يومنا وليلة غمقة: لثقة. وبسر مغموق ومغمّق وهو الذي مسّ بالخلّ والملح ثم ترك في جرّة في الشمس حتى يلين. وتقول: لا يترك الرطب إلى المغمّق إلا كلّ محمّق. غ م ل غمل الأديم: جعله في غمة ليفسخ عنه صوفه وأديم مغمول ومنغمل وغمل وقد غمل غملاً. وعمل الجرح: أفسده العصاب وكذلك اللحم وكل شيء إذا غمّ فحمّ. وتقول: ما هو بعمل إنما هو غمل. وكل شيء غممته: فقد غملته. والبسر المغمول: الذي غمّ ليلتين. وغمل الرجل: تركت عليه الثياب ليعرق. ومن المجاز: يوم مغمول: ليومٍ من أيام العرب لم يكن مذكوراً. قال أبو وجرة: وبجلهتي عمّان يومٌ لم يكن لكم إذا عدّ العلى مغمولا غ م م تقول: مثلك يكشف الغمّاء ويكفي الداهية الصماء وهي الشديدة من الشدائد التي تغمّ وإنه ليلة غمّى طامس هلالها من غم الشيء إذا غطّاه. وجبهة غماء ورجل أغم. وما أقبح الغمم. وهم يحبون النزع ويكرهون الغمم. قال: فلا تنكحي إن فرّق الدهر بيننا أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا وتقول المرأة: إذا كان الفقر والنّزع قلّ الجزع وإذا اجتمع الفقر والغمم تضاعفت الغمم. وتفتر عن مثل حبّ الغمام وهو البرد. ومن المجاز: سحاب أغمّ: لا فرجة فيه. قال أبو وجزة: أغم ربابه سرب كلاه هزيم رعده ترع الدّلاء ويقولون: أحمى فلان غمامة وادي كذا إذا جعلها حمًى لا يقرب: يريدون ما ينبته من العشب. غ م ي لقد أغميَ يومنا وليلتنا إذا لم ير فيهما شمس ولا قمر ويوم مغمًى وليلة مغماةٌ. وفي الحديث " فإن أغميَ عليكم " وروي: غمّ عليكم ومنه: أغمي على الرجل. وغميت البيت: سقفته وبيت مغمّى: مسقّف وغماؤه وغماه: سقفهه بالمدّ والكسر وبالفتح والقصر وتقول: بيت غ ن ج امرأة غنجة ومغنوجة وقد غنجت وتغنجت وبها غنج. قال أبو عمرو: سمعت أعرابياً فصيحاً من بلغنبر يقول: جوارٍ مغنوجة. وأنشدني: استجهلته المهاري في أزقتها وراجحات التُّلى مغنوجة عين التُّلى الأعجاز. غ ن م لفلان غنمان أي قطيعان من الغنم. قال: هما سيّدانا يزعمان وإنما يسوداننا أن يسّرت غنماهما وتقول: خرج إلى غنيمته مع غليمته تصغير غلمة. وغنم مغنمة كقولك: إبل مؤبلة أي مجتمعة وتغنّم فلان وتأبّل: اتخذها. وغنّمه الله: نفله وغنّمته فاغتنم ونفلته فانتفل. وتقول: الغنم المغنمه غنائم مغنمه. واغتنم السلامة وتغنمها. وغناماك أن تفعل كذا بمعنى قصاراك ووزنه. غ ن ن الظبي أغنّ: لأن في ترنينه غنّة وهي ترخيم في صوته من نحو الخياشيم بعون من نفس الأنف ومن المجاز: وادٍ أغنّ وروضة غنّاء: لطنين الذّبّان أو لحفيف الريح في خلاله. وغشب مغنذ خجلٌ وقد أغنّ. قال: وما قاع تغنّ به الخزامى به الجثجاث يندى والعرار وقرية غنّاء: كثيرة الأهل. وتقول: عنّت لنا روضة غنّاء للذبان فيها غناء. غ ن ي لي عن هذا غنية. وأنا عنه غنيّ. " وهو أغنى عنه من الأقرع عن المشط ". وقد تغانوا. قال: كلانا غنيّ عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا وأغنى فلان في الحرب غناءً حسناً. وأغنى عني فلان غناءً أي كفى في الدفع. وتقول: لأغنينّ عنك مغناه ولأكفينك ما كفاه " وما يغني عنه ماله " وأغناني الحلال عن الحرام. وغنوا في ديارهم ثم فنوا. وخربت مبانيهم وخلت مغانيهم " كأن لم يغنوا فيها ". وقال بشر: وقد تغنى بنا حينا ونغنى بها والدهر ليس له دوام الضمير للمرأة أي تلزم صحبتنا ونلزم صحبتها ومنه: من لم يتغنّ بالقرآن " وغنّاه وتغنى نحو: كلّمه وتكلّم وتقول: كان أمنية من أمانيه أن يسمع أغنيةً من أغانيه. وهذا غناء ما فيه غناء. قاظ الشربة في قيد وسلسلة صوت الحديد يغنّيه إذا قاما غ ه ب أحسن من بياض الكوكب في سواد الغيهب وهو الظّلمة الشديدة. غ و ر صبّحتهم الغارة وأتتهم المغيرات صبحاً. وبينهم التغاور والتناحر. وفلان مغامر مغاور ومغوار من قومٍ مغاوير. وتقول: بنو فلان مساكنهم المغارات ومكاسبهم الغارات. وأتيته عند الغائرة وهي القائلة. وغوّروا بنا فقد أرمضتمونا وغوّروا ساعةً ثم ثوّروا أي نزلوا وقت القائلة. قال جرير: أنخن لتغويرٍ وقد وقد الحصى وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم وتقول: غارت عينك غؤورا. وغار ماؤك غوراً. وغرا نجمك غياراً وتغوّر. قال لبيد: سريت بهم حتى تغوّر نجمهم وقال النّعوس نوّر الصبح فاذهب وتقول: فلان أغار وأنجد حتى أغاث وأنجد. ومن المجاز: باتوا يستغورون الله أي يقولون: اللهمّ غرنا منك بخيرٍ أي انفعنا وهو من الغارة. فلا تيأسا واستغورا الله إنه إذا الله سنّى عقد شيء تيسّرا وفلان يسعى لغاريه أي لبطنه وفرجه. قال: ألم تر أن الدهر يوم وليلة وأن الفتى يسعى لغاريه دائباً وعرفت غور هذه المسئلة. وفلان بعيد الغور: متعمّق النّظر وهو بحر لا يدرك غوره. وغوّر النهار إذا زالت الشمس. وبني هذا البيت على غائرة الشمس إذا ضرب مستقبلاً لمطلعها. وحبل غار الفتل. وفرس مغار: شديد المفاصل. غ و ص هذا مغاص اللؤلؤ وهو من الغوّاص والغاصة. وغاص في الماء وغوّصه غيره. ومن المجاز: فلان يغوص على حقائق العلم وما أحسن غوصه عليها. وما غاص غوصة إلا أخرج درّة. وخير ما يغاص عليه فوائد العلم. وتقول: هو من صاغة الفقر وغاصة الدرر. وقال عمر لابن عبّاس رضي الله عنهما: غص يا غوّاص. غ و ط تقول: إذا نمنم في قرطاسه المشق فكأنا في غوطة دمشق. غ و غ غمار الغوغاء غبار البوغاء. غ و ل غالته الغول وتغولتهم الغيلان: أضلتهم عن المحجة وتقول: ما شبهتهم إلا بالغيلان خرجت من بعض الغيران. وفلان يغتال من يمرّ به وقتله غيلةً وأخاف غائلته أي عاقبة شرّه. وتقول: طلبه بطوائل وأرصد له غوائل. ومفازة ذات غولٍ وهو البعد. وهون الله عليك غول هذا الطريق. وكنت أغاول حاجةً لي أي أبادر. قال جرير: عاينت مشعلة الرّعال كأنها طير تغاول في شمام وكورا ومن المجاز: ناقة غول النّجاء كأنها متوجّس باللبنتين مولّع موشوم وتغولت المرأة: تشبّهت بالغول في تلونّها. وتغولت المفازة. قال ذو الرمة: إذا ذات أهوال ثكول تغوّلت بها الربد فوضى والنعام السّوارح وتغوّل الأمر: تنكّر. وفرس ذات مغول: سبّاق الغايات كأن له مغولاً يغتال به الخيل فتقصر عن شوطها. قال: وهذا صقر لا يغتاله الشّبع أي لا يذهب بقوته وشدّة طيرانه وقيل معناه نفي الشبع. قال زهير يصف صقراً: من مرقبٍ في ذرى خلقاء راسية حجن المخالب لا يغتاله الشّبع غ و ي استغواهم بالأماني الكاذبة وهو من الغواة ومن أهل الغواية. وتقول: هو في غياية الضّلال وغواية الضّلال. وتغاوولا عليه فقتلوه: تألبوا عليه تألب الغواة. قال: تغاوت عليه ذئاب الحجاز بنو بهثةٍ وبنو جعفر ولألقينك في أغويّة. وتقول: من استمع إلى أغنيّه فقد وقع في أغويّه. ومن المجاز: رأس غاوٍ: كثير التلفّت. قال مرار بن منقذ: عنقاً يقلّبها ورأساً غاوياً صعلاً وقد يسمو على الصّعل أي يزيد عليه في الصّغر كقوله تعالى: " بعوضة فما فوقها ". وقال زهير: ألم تريا النّعمان كان بنجوة من الشر لو أن امرأً كان ناجياً فغيّر عنه ملك عشرين حجّةً وعشرين يومٌ واحد كان غاوياً غ ي ب أنا معكم لا أغاييكم وأراهم يتشاهدون مرةً ويتغايبون أخرى. وأوحشتني غيبة فلان وقد أطلت غيبتك وفلان حسن المحضر والمغيب. ولقيته عند غيبوبة الشمس. وتكلّم بذلك عن ظهر الغيب. وسمعت صوتاً من وراء الغيب أي من موضع لا أراه. وشربت الدابة حتى وارت غيوب كلاها وهي هزومها جمع غيب وهي الخمصة التي في موضع الكلية " وألقوه في غيابة الجب " وهي قعره وكلّ ما غيّب شيئاً فهو غيابة. ووقعوا في غيابة من الأرض أي في هبطة. وكأنه ليث غابة وهو من ليوث الغاب. ومن المجاز: أتونا في غابة أي في رماح كثيرة كالشجراء الملتفة. وفي الحديث " فتسيرون إليهم في ثمانين غابة تحت كلّ غابة اثنا عشر ألفاً ". غ ي ث غاثهم الله وأرض مغيثة وغثنا ما شئنا وسقط الغيث في أرض بني فلان. ووقعنا على غيث يقيد الماشية أي على كلإٍ. غ ي د امرأة غيداء وغادة: ناعمة وتقول: نساء جيدٌ غيد يوم لقائهنّ عيد. ونبات أغيد: ناعم. وهم من النعاس غيدٌ: ميل الأعناق. وهو يتغايد في مشيته: يتمايل. غ ي ر غار على أهله من فلان وأنا أغار عليها من ظلّها ومن شعارها وفلان لا يتغيّر على ارمأته أي لا يغار. وأغار أهله ورجل وامرأة غيور ورجال ونساء غيرٌ وغيارَى. قال الفرزدق: عصوا بالسيوف المشرفيّة فيهم غيارى وألقوا كلّ جفن ومحمل والدهر ذو غيرٍ. وشكوت إلى فلان فما كان عنده غير أي تغيير. وقبلوا الغير أي الدية وجمعه أغيار وقيل: هو جمع والواحد: غيرةٌ. وفي الحديث " إلا الغير تريد ". وقال: لنجدعنّ بأيدينا أنوفكم بني أميمة إن لم تقبلوا الغيرا وغيّرت السلطان: أعطيته الدية. وغايرته بسلعتي: بادلته. وأعلم اليهوديّ بالغيار. ويقول السّفر: غيّروا يا قوم أي قفوا حتى تسووا رحالكم وتغيّروها. قال: جدّي فما أنت بأرض تغيير واعترفي لدلج وتهجير وتقول: جدّوا في المسير ما لهم تغوير ولا تغيير. إذا ما جئت جاء بنات غيرٍ وإن ولّيت أسرعن الذهابا غ ي ض غاض ماء الركيّة وغاضه الله " وغيض الماء ". وغيض دمعه فانهل وهو مغيض الماء. ومن المجاز: غاض الكرام غيضاً وفاض اللئام فيضاً. وأعطاه غيضاً من فيض أي قليلاً من كثير. غ ي ظ فلان يغيظني ويغايظني واغتاظ على صاحبه وتغيّظ وهو مغيظٌ محنق. قال: متى ترد الشفاء لكلّ غيظ تكن مما يغيظك في ازدياد ومن المجاز: البرمة حليمة مغتاظة. وتغيّظت الهاجرة. وفلان يغايظ صاحبه في العمل أي يباريه ويغالبه. غ ي ل ساعدٌ غيلٌ ومغتال: ريّان. وهذا الصبي أفسدته الغيلة وهي إرضاعه على حبلٍ. وقد أغالته وأغيلته وصبيّ مغال ومغيلٌ. وقالت امرأة: ما سقيته غيلاً ولا حرمته قيلاً. وتقول: إذا غ ي م أغامت السماء وتغيمت وغيّمت. وتقول: هو كالسماء غيّمت فديّمت. وفلان عيمان غيمان. قال مالك بن نويرة: لعمري إني وابن جارود كالذي أراق شعيب الماء والآل يبرق فلما بغاه خيّب الله سعيه فأمسى يغضّ الطرف غيمان يشهق وفي الحديث: أنه كان يتعوّذ من العيمة والغيمة والأيمة. ويقولون: أفاق غيم الإبل إذا ذهب عطشها ورجعت من الورد بغيمها إذا لم ترو. ومن المجاز: غيّم علينا الليل إذا أظلم. غ ي ي تقول: أنت بعيد الغاي في صواب الرّاي ومن شأن السبق بعد الغاي جمع: غاية. وأظلّتني هموم كأنها غياية وهي كلّ ما أظلّك من غمامة أو عجاجة أو نحوهما. وفي الحديث: " تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غيايتان أو غمامتان " ومنها: غايوا فوق رأسه بالسيوف مغاياة. وتغايا عليه الطير إذا رنّقت فوقه. وتقول: بلّغك الله في العلم والعمل الغايتين وأظلك يوم كتاب الفاء
كتاب الفاء 1
ف أ د رجل مفؤود: مصاب الفؤاد وقد فئد وفأده الفزع وفأدت الظبي: رميته فأصبت فؤاده. وتقول: فلان إن أبصرت زاده فمزؤود وإن مررت بمفتأده فمفؤود. والمفتأد: موقد النار للشواء. وافتأدوا: أوقدوا ناراً ليشتووا. ف أ ر كتب إليه في مثل أذن الفأرة. وتقول: نزلت في دار قليلة خير الجيران كثيرة شرّ الفيران. وهذه أرض مفأرة وقد فئرت أرض فارس وسممت يده فكأنها يد عطّارة ذبحت فارةً. ف أ س أحكم فأمسك فقد أرادت النصول. وتقول: فلان يلوك لسانه في الكلام كما يعلك الفرس فأس اللجام وهي الحديدة القائمة في الحنك. وتقول: صلقه على مؤخّر رأسه حتى فلق فأسه بفأسه أي مؤخّر قمحدوته. رجل فأفاء وهو الذي يتردّد في كلامه بالفاء وقد فأفأ في كلامه فأفأةً. ف أ ل تفّأل به وتفاءل. وفي الحديث " أحسن الطّيرة الفأل " وهو أن يسمع الكلمة الطيّبة فيتيّمن بها وتقول العرب: لا فأل عليك. وتقول: دون الغيب أقفال لا يفتحها الزجر والفال. ف أ م رأيت معه فئاما من الناس وهي الجماعة الكثيرة وتقول: بنو فلان فئام إلا أنهم لئام. ودخلت عليه وعنده فئام قيام. ف أ و تقول: رأيت منهم فئة عددهم مائة. ف ت أ " تفتأ تذكر يوسف ". قال أوس ابن حجر: وما فتئت خيل تثوب وتدّعي ويلحق منها لاحق وتقطّع ف ت ت فتّ الخبز وفتّته وهو أن يكسره بأصابعه حتى يتركه دقاقاً. ونزلت بفلان فسقاني الفتيت والفتوت وهو الخبز المفتوت كالسّويق. ونثرن في ملاعبهنّ فتات المسك وهو كسارته وسقاطته وكذلك فتات الخبز وفتات العهن. قال زهير: كأن فتات العهن في كلّ منزل نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم وفي المثل " كفّا مطلّقة تفتّ اليرمع " وهذا مما يفتّ كبدي. وفتّ في عضده إذا كسر قوته وفرّق عنه أعوانه. وفلان لا يساوي فتّةً وهي البعرة التي تفتّ فتوضع تحت الزنّدة. ومالك تفتفت إلى فلان أي تسارّه. وما هذه الدندنة والفتفتة. ف ت ح جاء بستفتح الباب. وفلان لا تفتح العين على مثله. وتقول: فناء الله فمح وباب الله فتح. ومن المجاز: فتح على فلان إذا جدّ وأقبلت عليه الدنيا. وفتح الله عليه: نصره. وأنا أستفتح الله للمسلمين على الكفار. وفتح الله عليهم فتوحاً كثيرة إذا مطرهم أمطاراً. وأصابت الأرض فتوح. ويوم منفتح بالماء: منبعق به. وفتح المسلمون دار الكفر. وفتح على القارئ. وإذا ألا أبلغ بني وهبٍ رسولا بأني عن فتاحتكم غنيّ وبينهم فتاحات أي خصومات. وفلان وُلّيَ الفتاحة بالكسر وهي ولاية القضاء. وفاتحه: حاكمه وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما كنت أدري ما قوله تعالى: " ربّنا افتح بيننا وبين قومنا " حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك. وقالت أعرابية لزوجها: بيني وبينك الفتّاح. وافتح سرّك عليّ ولا تفتحه على فلانٍ. وقرأ فاتحة السورة وخاتمتها. وفواتح السور وخواتمها. وافتتح الصلاة. وما أحسن ما افتتح عامنا به إذا ظهرت أمارات الخصب. وهذا وقت افتتاح الخراج ومفتتح الخراج. وفاتحته بالكتاب. والملوك لا تفاتح بالكلام. وسقى أرضه فتحاً. وناقةٌ فتوحٌ. واسعة الإحليل ونوق فتح. ف ت خ فتخ المتشهّد أصابعه إذا ليّنها وغمز مفاصلها إلى باطن القدم من العقاب الفتخاء وفتخها: لين جناحها وتقول: في أصابعها فتخ أي لين أو جمع: فتخة وهي الخاتم بلا فص. وتفتخت المرأة وخرجت متفتخة وكانت نساء العرب يتفتّخن في أصابعهنّ العشر. وظبيٌ أفتخ الطرف: فاتره. وناقة فتخاء الأخلاف إذا كانت مرتفعة إلى بطنها. والضفادع فتخ الأرجل. أجد في نفسي فترة وفتوراً إذا سكن عن حدّته ولان بعد شدّته. وتقول: فلان علته كبره وعرته فتره. ومن المجاز: فتر البرد والماء الحار وكان الماء حاراً ففترته. وفتر العامل عن عمله: قصر فيه. وفتّره غيره. وفتر السحاب إذا تحيّر لا يسير وتهيّأ للمطر. قال ابن مقبل: تأمّل خليلي هل ترى ضوء بارق يمانٍ مرته ريح نجد ففتّرا وامرأة فاترة الطرف وفتّرت من بصرها. قال ذو الرمة: تبسّمن عن غرّ الأقاحيّ في الثّرى وفتّرن من أبصار مضروجةٍ نجل واستفتر الفرس: استجمّ. ويقال: فترت الشيء بفتري كما يقال: شبرته بشبري. وتقول: الشمس لا تستر بأستار والأرض لا تفتر بأفتار. ف ت ش تقول: فتّش ولا تفتّش أي لا تسترخ من فتّش في الأمر وفنّش إذا استرخى ولم يجدّ. ف ت ق " كانتا رتقاً ففتقناهما " وأسأت الخياطة فافتقها. ومن المجاز: كرهت أن أفتق عليك فتقاً لا ترتقه أبداً. وانظر إلى فتق الفجر وهو انشقاقه. قال ذو الرمة: وقد لاح للساري الذي كمّل السّري على أخريات الليل فتقٌ مشهر وأفتق قرن الشمس فطلع أي وجد فتقاً من السحاب قال ذو الرمة: تريك بياض لبّتها ووجهاً كقرن الشمس أفتق ثم زالا وأفتق علينا القمر فأبصرنا الطريق. والعجين لا يربو إلا بالفتاق وهو الخميرة لأنه ينفخه ويفتقه وفتقت المرأة العجين: جعلته فيه. وفي الحديث " يسأل الرجل في الجائحة والفتق " وهو الجدب والخلل في العيش. وقد أفتق القوم وأسنتوا. وأقبلت أعوام الفتق وهو الخصب لأنه يفتق المواشي سمناً. قال رؤبة: لم ترج رسلاً بعد أعوام الفتق وناقة فتيق: سمينة. وقد أفتق القوم وأخصبوا. ورعت الأبل فتفتّقت خواصرها أي استعت. وتقول: تفتق باللحم حتى تفتّق بالشحم. وتفتقت فلانة بالكلام وهي فتق. ورجل فتيق اللسان. وسيف فتيق الغرارين: ماضٍ كأنه يفتق ما أصابه وهو فعيل بمعنى فاعل على تقيدر فتق كشديد. وفتق الطّيب: خلطه فهو مفتوق. ومالك لا تفتق الشعر تفتيقاً وهو تلخيصه ف ت ك تقول: رجل فاتك وسيف باتك وهو القاتل على غرّة. قال المخبل: وإذ فتك النعمان بالناس محرماً فملئ من عوف ين كعب سلاسله وتقول: أقدم فلان إقادامه متفتّك واقتحم اقتحامه متهوك. ومن المجاز: حيّة فاتكة اللسع. أنشد أبو عبيد: قرى السم حتى انماز فروة رأسه من الصم صلٌّ فاتك اللسع مارده وفلان فاتك القلب إذا كان جرياً ماضياً. قال: وأمضى على هول إذا ما تهزهزت من الخوف أحشاء القلوب الفواتك وهذه إنسانة فاتكة: ماجنة وقد فتكت. وفتك في الأمر فتكاً وما أفتكه وهو اللجاج. قال: قد فتكت في كذب ولطّ وفتك في صناعته: مهر فيها وفاتك صاحبه: ماهره. وفاتك التاجر البيع: اشتط في سومه. قال الحطيئة: كأن سليطاً نشرت فيه بزّها بروداً ورقماً فاتك البيع تاجره ف ت ل تقول: بنو فلان قوم فتل يذهب في جراحتهم الزيت والفتل. قال الأعشى: هل ينتهون ولن ينهي ذوي شطط كالطّعن يذهب فيه الزّيت والفتل ومن المجاز: رجل مفتول السّاعد أنه فتل فتلاً لقوته. وناقة فتلاء الذراعين وفي ذراعيها فتلٌ وهو تباعدهما عن الجنبين كأنهما فتلا عنهما. وما يغني عنك فتيلاً وفتلةً. " وفتل منه في الذروة والغارب ". وجاء فلان وقد فتلت ذؤابته أي خدع وصرف عن رأيه. وفتلته عن حاجته: صرفته فانفتل. وانفتل عن الصلاة. ف ت ن أعوذ بالله من الفتّان وهو الشيطان واستغوتهم الفتّان أي الشياطين. وهو مفتون بالدنيا ومفتَتَن ومفتَتِن وقد فتنته الدنيا وأفتنته. وبينهم فتنة أي حرب. وبو ثقيف يتفاتنون أبداً أي يتحاربون. ودينار مفتون: فتن بالنار وكلّ شيء أدخل النار فقد فتن. قال الحارثي: تثعلبت لي أن خلتني بك واقعاً وقد يفتن المكواة والعير يضرط والناس عبيد الفتانين وهما الدرهم والدينار. وفي الحدث " ابتليتم بفتنة الضّرّاء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء ": أراد فتنة السيف وفتنة النساء. وتقول: إن كنت من أهل الفطن فلا تدر حول الفتن. ف ت ي هذا فتي بيّن الفتوة وهي الحرية والكرم. قال عبد الرحمن بن حسان: إن الفتى لفتى المكارم والعلى ليس الفتى بمغملج الصبيان وقال آخر: يا عزّ هل لك في شيخ فتًى أبداً وقد يكون شبابٌ غير فتيان وتقول العرب: فتًى من صفته كيت وكيت من غير تمييز بين الشيخ والشاب وهذا فتًى بيّن الفتاء وهو طراءة السنّ. قال: إذا عاش الفتى مائتين عاماً فقد ذهب البشاشة والفتاء وهذا ثور فتي وهذه بقرة فتية: بيّنا الفتاء. وهما فتاي وفتاتي أي غلامي وجاريتي وسئل أبو يوسف عمن قال: أنا فتى فلانٍ فقال: هو إقرار منه بالرق. " وقال لفتيته " و " لفتيانه ". قال قتادة: لغلمانه. وفتّيت بنت فلان: منعت من الخروج وسترت وهي صغيرة وألحقت بالفتيات وتفتت هي. وأبرد من شيخ يتفتّى أي يتشبّه بالفتيان. وتقول: هؤلاء فتوٌّ ما فيهم فتوة وهو جمع: فتًى. قال: وفتوّ هجّروا ثم أروا ليلهم حتى إذا انجاب حلواً وفلان من أهل الفتوى والفتيا. وتعالوا ففاتونا. وتفاتوا إليه: تحاكموا. قال الطّرمّاح: هلمّ إلى قضاة الغوث فاسأل برهطك والبيان لدى القضاة أنخ بفناء أشدق من عديّ ومن جرمٍ وهم أهل التّفاتي وقال عمر بن أبي ربيعة: فبتّ أفاتيها فلا هي ترعوي بجود ولا تبدي إباءً فتبخلا أي أسائلها. ومن المجاز: " لا أفعل ذلك ماكر الفتيان ". قال: غدا فتياً دهرٍ وراحا عليهم نهار وليل يلحقان التواليا وهذا كقلوهم: الجديدان. وتقول: بارك الله في فتوتك وفتائك وأدام مادام الفتيان بركة إفتائك. وأقمت عنده فتًى من نهار أي صدرا منه. قال: فما لبثوا إلا فتًى من نهارهم مماصعةً حتى أبارهم القتل وشرب فلان بالفتيِّ وهو قدح الشطّار سمّي لصغره ويجوز أن يقال في الغمر: هو من الصبيّ الغمر. وأفتى الرجل: شرب به. وتقول: فلان يظل مفتياً ويبيت مفتياً. ف ث أ غلت برمتكم ففثأتها أي سكّنت غليانها. ومن المجاز: فثأت غضبه وكان فلان مغتاظاً عليك ففثأته عنك وفي المثل " إن الرثيئة مما يفثأ الغضب " وتقول: أطفأ فلان النائره وفتأ القدور الفائره. قال: تفور علينا قدرهم فنديمها ونفثؤها عنّا إذا حميها غلا وما فثأك عنّا: ما حبسك. وفثأته عن رأيه: صرفته. وفثأت الشمس من برد الماء: كسرت منه. ولقد نويتم المسير ثم أقمتم عنه وأفثأتم. وأطبقت السماء ثم أفثأت أي أجهت. وما يفثؤ يفعل كذا بمعنى التاء. ف ث ر فلان واسع الفاثور وهو الخوان من رخام وقيل من فضة أو ذهب وهو عند العامّة: الطشتخان. وتقول: إذا جاء الضيف فتلقّه بالفاثور ولا تُلقه في العاثور. ويقال: هم على فاثور ومن المجاز: قول الأغلب: إذا انجلى فاثور عين الشمس شبّه قرصها بالفاثور. ف ج أ جاءنا فلان فجأةً ومفاجأة. وفاجأه الأمر وفجئه. وأعوذ بالله من موت الفجاءة ومن حرق الفجاءه. ف ج ج مشى فلان مفاجاً: مفرّجاً بين رجليه. وفي أحاجيهم: ما شيء يفاجّ ولا يبول هو المنضدة شيء كالسرير له أربع قوائم يضعون عليه نضدهم. وتفاجّت الناقة للحلب. وانفجت القوس: بان وترها عن كبدها فهي منفجّة وفجّاء. ويقال: فجواء من الفجوة أو كشجرة قنواء. وبطيخة فجّة وبها فجاجة. وتقول: قطعوا سبلاً فجاجاً حتى أتوك حجّاجاً. ف ج ر ركب فلان فجرةً عظيمة. وهو من أهل الفجر لا من أهل الفجور وهو الكرم والتفجر بالخير والمعروف. وفجر الماء في أرضه: فتحه: وتبطّح السيل في مفاجر الوادي ومرافضه وهي المواضع التي ترفض إليها السيل. وفجر الله الفجر: أظهره فانفجر. وتقول: ما حدث من هؤلاء الفجّار لم يعشر ما كان يوم الفجار وهو يوم للعرب بعكاظ تفاجروا فيه واستحلّوا كلّ حرمة. وهذا كلام افتجره فلان أي اختلقه. ومن المجاز: انفجر عليهم العدوّ إذا جاءهم بغتة بكثرة. وانفجرت عليهم الدواهي. وفجر الراكب عن السرج: مال عنه. وسرنا في منفجر الرملة. ف ج ع فجعه ما أصابه وفجعه وهو مفجوع به ومفجّع وفجع بماله وولده ونزلت بهم فجيعة وفاجعة ونزلت بهم فجائع وفواجع. وأنا على فلان متفجّع. وتقول: الدهر فاجيء بالشر فاجع واهب في هبته راجع. ف ج و " وهم في فجوة منه " وهي المتسع وفي الحديث " لا تصلّينّ وبينك وبين القبلة فجوة " ويقال ما أدار أحد في فجوة فيه لساناً أفصح من لسانه. وفجوة الدار: ساحتها. وتقول: سلكوا الفج العميق ف ح ث يقال للأكول إذا شبع: ملأ أفحاثه. ف ح ح كأن نشيج النواعي فحيح الأفاعي. ف ح ش أفحش فلان في كلامه وفحش وتفحش وهو فحّاش. وتفاحش الأمر: تزايد في القبح. قال أبو ذؤيب: ضرائر حرميٍّ تفاحش غارها أي غيرتها. وفلان فاحش أي بخيل ومنه: " ويأمركم بالفحشاء ". ف ح ص المطر يفحص الحصى إذا قلبه ونحّى بعضه من بعض. والقطاة تفحص التراب إذا اتخذت فيه أفحوصاً. ولهم بيوت كأفاحيص القطا ومفاحصها. وما أملح فحصة هذا الصبيّ وهي نقرة ومن المجاز: عليك بالفحص عن سرّ هذا الحديث. وفلان بحّاث عن الأسرار فحّاص عنها. واعلموا أن عند الله مسألةً فاحصةً. ف ح ل هو فحل بيّن الفحالة والفحولة والفحلة. وقيل لجحا: على من فحالتك قال: على أمّي وأخيّاتي: يضرب فيمن قوّته على الضعيف. وفحلت إبلي فهي مفحولة أي جعلتها ذات فحل وأرسلته فيها. قال زميل بن أمّ دينار: بنات ربائط من عهد قيس فحلناهنّ أعوج والصريحا وأفحلتك فحلا كريماً ليضرب في إبلك. وكان شدقم وجديل فحلين فحيلين أي مختارين منجبين. قال الراعي: كانت نجائب منذر ومحرّق أماتهنّ وطرقهن فحيلا وفحول بني فلان وفحاحيلهم مباركة وهي ذكور النخل وإذا كان الفحّال في علاوة الريح والنخلة في سفالتها ألقحها. قال: تأبّري من حنذٍ فشولي إذ ضنّ أهل النخل بالفحول ومن المجاز: هو من فحولة الشّعر وهذه قصيدة علقمة الفحل وجرير والفرزدق فحلاً مضر. ومن الشجر ما يتفحّل أي يتعقّر: يصير عاقراً لا يحمل كما لا يحمل الذكر. وتفحّلَ لعمر رضي الله تعالى عنه أمراء الشام: تكلّفوا له الفحولة في الملبس والمطعم فخشّنوهما. واستفحل الأمر: تفاقم. قال: نفحلها البيض القليلات الطبع أي نجعل السيوف فحولها. ويقال: أما ترى الفحل كيف يزهر: يراد سهيل شبّه في اعتزاله الكواكب بالفحل إذا اعتزل الشّول بعد ضرابه. قال ذو الرمة: وقد لاح للساري سهيل كأنه قريع هجانٍ عارض الشّول جافر ف ح م كأنهما فحمة في رأسها نار وهيسوداء بخمار أحمر. وأتيته قبل فحمة العشاء وهي ظلمته وأفحمنا: دخلنا فيها كأعتمنا. وفحّموا عنكم من الليل وأفحموا اي لا تسيروا في أوّله حتى تذهب الفحمة. وشعر فاحم. وفحّموا وجهه: سخّموه. وبكى الصبيّ حتى فحم أي انقطع نفسه واربدّ وجهه وأفحمه البكاء ومنه: خاصمني فأفحمته. وفلان مفحم. وتقول: هذا كلام ف ح و أكثر أفحاء قدرك أي أبازيرها. قال حاتم: تدق لك الأفحاء في كل منزل الواحد: فحاً وفحاً كمعًى وقفاً. وفحّ قدرك وقزحها وتوبلها. وأنشد الأصمعيّ: كأنما يبردن بالغبوق كيل مدادٍ من فحا مدقوق يعني أن هذه الإبل تصدق الشرب كأنها اغتبقت الفحا فألهب أجوافها عطشاً وهو من الواو مقلوب من تركيب الفوح بدليل قول إياس بن سهم الهذليّ: م حت فصدّقنا حتى خلطته بفحواء من مقّار صابٍ وحنظل أي بذات أفحاء مرة ومنه قولهم: عرفت ذلك في فحوى كلامه وبالمذ أي فيما تنسمت من مراده بما تكلم به وفاحيته: خاطبته ففهمت مراده ونحوها: اللّحن. ف خ ت " أكذب من فاختة ". وتقول: له حديث كرياض القطا لولا أن الفواخت عنده قطا. وهو يتفخّت أي يتكذّب. وتفختت المرأة: مشت مشية الفاختة. وجلسنا في الفخت أي في ضوء القمر. وتقول: للسمر بأخبار أهل البخت جلوس الفقراء في الفخت. ف خ خ نام حتى سمعت فخيخه أي غطيطه وهو ينام الفخّة أي نومة الغداة ويقيل: نومة التعب. ومن المجاز: وثب فلان من فخّ إبليس إذا تاب. ف خ ذ فخذ الرجل: كسرت فخذه فهو مفخوذ. ومن المجاز: هذا فخذي بالتذكير أي أدنى عشيرتي. وفلان من فخذ من أفخاذ بني تميم وفخّذ قبيلته: جعلهم فخذاً فخذاً. وفخذت بني فلان فلم أرَ عندهم خيراً أي أتيتهم فخذاً فخذاً فسألتهم في حمالة أو غيرها. ولما أنزل على رسول الله ﷺ قوله تعالى: " وأنذر عشيرتك الأقربين " بات يفخّذ عشيرته أي يدعوهم فخذاً فخذاً. ف خ ر تفاخرت أنا وصاحبي إلى فلان فأفخرني عليه. وأفخر اليوم فلان على فلان أي فضّل. وعن أبي زيد: فخرته على صاحبه فخرا: فضلته. وهو فخيرك أي مفاخرك. وتقول: جاء فلان فخيراً ثم رجع أخيراً. ومن المجاز: ثوب فاخر: رفيع. ورطب فاخر: كبير ضخم. وتقول: إذا قلّ التمر جاء فاخراً. وقال الراعي: كأن بقايا الجيش جيش ابن باعج أطاف يركن من عماية فاخر أراد ابن بعّاج الكلبيّ قاتل بني نمير في أيام ابن الزبير. وقال زهير: فاغتمّ وافتخرت زواخره بتهاولٍ كتهاول الرقم ما زخر منه أي طال وارتفع والتهاول: التهاويل وهي الألوان المختلفة. ف خ م فلان معظّم في قومه مفخّم وهذا مما يزيدك فخامة وإن فعلت كذا فخمت في عيون الناس وما أفخم شأنه وكلام فخمٌ: جزل. وبنو تميم يميلون وأما أهل الحجاز فلغتهم التفخيم. ف د ح عالني الأمر وفحدحني: أثقلني. ونزل بهم خطب فادح. وركب فلاناً دينٌ فادح. وتقول: فدحت ظهره الفوادح وقدحت في ساقه القوادح. واستفدح الأمر: استثقله. " وعلى المسلمين أن لا يتركوا مقدوحاً في فداء أو عقل ". ف د ف د قطعنا كلّ غائط وفدفدٍ حتى أتيناك وهي الأرض المرتفعة ذات الحصى. قال: قلائص إذا علون فدفدا رمين بالطرف النجاد الأبعدا وتقول الأرض للميّت: " ربما مشيت عليّ فدّاداً " من الفديد وهو الجلبة ومنه قيل للضفدع: الفدّادة لنقيقها. والقدّادون: الفلاحة لصياحه في حروثهم. وتقول: من صحب الفدادين والفدّادين فلا دنيا له ولا دين. والفدّان اسم لثوري الحراثة. ف د ر فحل فادر: فاتر عن الضراب. وأهديت لي فدرةً من لحم وهي القطعة المطبوخة الباردة. وتقول للقطعة من الجبل: الفدرة. وضربت الحجر فتفدّر. ف د ع كلّ ظليم أفدع وكأنهم الضراغمة الفدع وهو اعوجاج في الرسغ وأمة فدعاء: اعوجّت يدها من العمل. واستعرض رجل عبداً فرأى به فدعاً فأعرض عنه فقال له العبد: خذ الأفدع وإلا فدع فاشتراه. ف د م هو فدمٌ بين الفدامة وهي البلادة والعيّ. وخبز فدمٌ: غليظ. وتقول: فلان من فرط الفدامة كأن على فه فدّامه وهي ما يشدّه الساقي على فيه. قال: كأنّ ذا فدّاة منطّفاً قطّف من أعنابه ما قطّفا وإبريق مفدّم ومفدوم: على رأسه فدام وهو ما يشدّ به من ليف أو غيره. ف د ن جاؤا بجمال كأنها أفدان أي قصور. قال القطاميّ: فلما أن جرى سمنٌ عليها كما بطّنت بالفدن السيّاعا وتقول: لولا الفدّان لم تبن الأفدان. ومن المجاز: جمل مفدّن وقد فدّنه الرعي تفيديناً أي سمّه وصيّره كالفدن. ف د ي فدت الأسير وافتديته وفاديته وافتديت أنا منه وبذلت له الفدية فلم تقبل وهي اسم ما يفدى منه. وفدّيته تفدية: قلت له: جعلت فداك. ومن المجاز: تفادى منهخ: تحاماه. قال ذو الرمّة: تفادى الأسود الغلب منه تفاديا ف ر أ " كلّ الصيد في جوف الفرا " هو حمار الوحش. وتقول: هو فرأ المصيده وبينت القصيدة وجمعه: فراء. قال مالك بن زغبة: بضربٍ كآذان الفراء فضوله وطعن كإيزاغ المخاض تبورها ومن المجاز: قولهم: " فرأ ما يقاتل ": للجبان لأن العير موصوف بالحذر والفزع ألا ترى إلى قوله: إذا غضبوا عليّ وأشقدوني وصرت كأنني فرأ مثار ف ر ث عطشوا حتى اعتصروا الفرث ولا بدّ للحروث من الفروث. ومن المجاز: نزلنا به ففرث لنا جلّته أي نثرها وأصله: فعل الجزار بالبطون ومنه: ضربه ففرث ف ر ج لكلّ غمّ فرجة أي كشفة. قال: ربما تكره النفوس من الأم - ر له فرجة كحلّ العقال يقال: فرّج الله غمّه فانفرج والله فارج الغموم. قال: يا فارج الكرب مسدولاً عساكره كما يفرّج غم الظلمة الفلق وفرج الباب: فتحه. وأنشد سيبويه: الفارجي باب الأمير المبهم ومكان فرج: فيه تفرّج. وملأ فروج دابته إذا أحضره وهو ما بين قوائمه. وكلّ فرجة بين شيئين فهو فرج. قال الأخطل: إذا طعنت ريح الصبا في فروجه تحلّب ريّان الأسافل أنجل واسع مخرج الماء. وقال آخر: كأن هزيز الريح بين فروجه أحاديث جنّ زرن جنّا بجبيهما وهو مكان تنسب إليه الجنّ بناحية الغور. والريح تعصف بين فروج الجبال. والكرم في أثناء حلته وفروج درعه. وخضت إليه فروح الظلام قال الفرزدق: نخوض فروجه حتى أتينا على بعد المناخ من المزار وفلان يسدّ به الفرج أي يحمى به الثغر. وأمّر على الفرجين وهما السند وخراسان. وأفرج القوم عن قتيل. وتسابقا فأفرج الغبار عن سابق وسكيت كما يقال: أجلى. وما لهذا الأمر مفارج ولا مطالع أي مخارج. وجاء رجل ففرّج بيني وبين فلان فأوسعنا له. ولا تفش سرك إليه فإنه فرجٌ: لا يكتم سراً. ولا تنظر إليه فإنه فرجٌ أي لا يزال يبدو فرجه. ودجاجة مفرجة: ذات فراريج. وبيضة مفرجة ومفرخة من الفرّوج والفرخ. وجاؤا وعليهم فراريج وهي الأقبية المشقوقة من وراء. وعن عقبة بن عامر: صلّى بنا رسول الله ﷺ وعليه فرّوج من حرير. ف ر ح لك عندي فرحةٌ أي بشرى وفلان إن مسّه خير فمفراح وفرحان وتقول: أفرحتني الدنيا ثم أفرحتني أي سرّتني ثم غمّتني والهمزة: للسلب. أنشد ابن الأعرابيّ: وتقول: المرء دائر بين مفرحين قاعد بين سلامةٍ وحين. ف ر خ أفرخت الحمامة وفرّخت: صارت ذات فرخٍ. وأفرخت البيضة: خرج فرخها. وهم يستفرخون الحمام أي يتخذونه للفراخ. ومن المجاز: " أفرخ روعك " أي خلا قلبك من الهمّ خلوّ البيضة من الفرخ. قال: وقل للفؤاد إن نزا بك نزوة من الروع أفرخ أكثر الروع باطله وهذا ظاهر. وأما أفرخ روعك فيمن رواه بالفتح فوجهه أن يراد زوال ما يتوقّعه المرتاع وإذا زال ذلك انقلب الرّوع أمناً جعل المتوقع الذي هو متعلق الرّوع من الرّوع بمنزلة الفرخ من البيضة وكثر حتى صار في معنى انكشف. قال ذو الرمة: وليّ يهذُّ انهزاماً وسطها زعلا جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب وأما " أفرخ القوم بيضتهم " فالبيضة فيه منتصبة على التمييز كقوله تعالى: " إلاّ من سفه نفسه " ومعناه انكشاف أمرهم وظهور سرّهم. ويقال: أفرخ الأمر وفرّخ إذا استبان بعد الاشتباه. وفرّخ الزرع: كثرت فراخه. وفرّخ شجرهم فراخاً كثيرة وهي ما يخرج في أصوله من صغاره. وتقول هذيل: إن لم أفعل كذا فإني فرخٌ: يريد الحفارة. وسمع منهم من يقول لراعيتيه: يا فرختان يا مملوكتان. وسمعت العرب يقولون: فلان فرخٌ من الفروخ: يريدون ولد زناً. وقالوا: فلان فريخ قومه: للمكرّم منهم شبّه بفريخٍ في بيت قوم يربونه ويرفرفون عليه وللمعاني منصرفات ومذاهب ألا تراهم قالوا: " أعز من بيضة البلد " و " أذل من بيضة البلد " حيث كانت عزيزة لترفرف النعامة عليها وحضنها لها وذليلة لتركها إياها وحضنها أخرى. ف ر د هذا شيء فرد وفارد وفريد. وفي الحديث: " لا تمنع سارحتكم ولا تعد فاردتكم " وهي التي أفردتها عن الغنم تحتلبها في بيتك. وظبية فارد: منقطعة عن القطيع. وهو فارد بهذا الأمر أي منفرد به. وفردته فروداً. وبعثوا في حاجتهم راكباً مفرداً: لا ثاني معه. وجاؤا فرادى. وعددت الدراهم أفراداً أي واحداً واحداً. وطلعت أفراد النجوم وهي الدراري. وأفردت الحامل وأتأمت فهي مفرد ومتئم إذا وضعت فرداً واثنين. واستفردت فلاناً: انفردت به واستفردته فحدّثته بشقوري أي وجدته فرداً لا ثاني معه. واستطرد للقوم فلما استفرد منهم رجلاً رّ عليه فجدّله. واستفرد الغوّاص هذه الدرّة: لم يجد معها أخرى. وفلان يفصّل كلامه تفصيل الفريد وهو الدرّ الذي يفصل بين الذهب في القلادة المفصّلة فالدر فيها فريد والذهب مفرّد والواحدة فريدة وقيل: الفريد: الشذر ويقال لبائعه: الفرّاد وتقول: كم في تفاصيل المبرّد من تفصيل فريد ومفرد. وتقول: رب نائل من أخي ذوس ولعل أخا دوسٍ في الفردوس وهو البستان الواسع الحسن وجمعه: فراديس تقول: خرج الناس كراديس ينزلون الفراديس أي جماعات. ف ر ر هو فرّار وفرور وفرورة. وأفررته: حملته على أن يفرّ. وفي الحديث " ما يفرّك إلاّ أن يقال لا إله إلا الله " " وهؤلاء فرّ قريش أفلا أردّ على قريش فرّها ". ويقال: فرّ الجواد عينه أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تفرّه. وامرأة غرّاء فرّاء: حسنة الثغر. وإنها لحسنة الفرّة أي الابتسام. وافترت عن ثغر كالبرد. والذئب يفرفر الشاة إذا مزّقها ومنه سمّي الأسد فرافراً. والفرس يفرفر اللجام ليخلعه عن رأسه. ومن المجاز: فررت عن الأمر: بحثت عنه وفرّ عن هذا الأمر وفرّ فلان عمّا في نفسه وفلان مفرور ومفرّرٌ: مجرّب. وفرّ الأمر جذعاً إذا عوود من الرأس. وفاررته مفارةً: فتشت عن حاله وفتّش عن حالي. وفرس ذابل الفرير وهي المجمّة من معرفته استعير لها اسم الفم الذي هو موضع فرّ الأسنان لأنه يتعرّف بها حال سمنه كما يتعرف بالفم حال سنّه. وسئل رجل: متى يبلغ ضمر الفرس فقال: إذا ذبل فريره وتفلّقت غروره وبدا حصيره واسترخت شاكلته الحصير: عرق في الجنب. وفلان يفرفؤ فلاناً إذا نال منه وخرّق عرضه. وعن عون: ما رأيت أحداً يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم. ف ر ز فرز له من ماله نصيباً وأفرزه وقد أفرز له نصيب من الدار. وأفرزت فلاناً بشيء إذا أفردته به ولم تشرك معه فيه أحداً. وفرز الشيء من الشيء: فصله. وتكلّم بكلام فارز: فيصلٍ. وفارز شريكه: قاطعه وفارقه وتفارزا الشركة. ف ر س " هما كفرسي رهان ". وتقول: هو فارس ثابت الفراسة وفارس صائب الفراسة. وقد فرس فلان إذا حذق بأمر الخيل فروسةً وفروسيةً. ويقال لراكب البغل: فارس. قال: وإني امرؤ للخيل عندي مزيّة على فارس البرذون أو فارس البغل ويقال: ليس بفارس ولكنه يتفرّس. وفرس: صار ذا رأيٍ وعلمٍ بالأمور. وفراستي في فلان الصلاح. قال: بأطيب من فيها وما ذقت طعمه ولكنني فيما ترى العين فارس وقال البعيث: قد اختاره الله العباد لدينه على علمه والله بالعبد أفرس وعن عمر رضي الله عنه: لا تنخعوا ولا تفرسوا ودعوا الذبيحة تجب. والفرس: دقّ العنق ومنه: الفرس: لدقّه الأرض بحوافره. والفرسة: القرحة التي تخرج بالعنق فتفرسها. تقول: أنزل الله بك الفرسة والفرصة وهي ريح الحدب. وأبو فراسٍ تخيس الفرائس في خيسه وهي كنية الأسد. وتقول: في بني تميم فوارس كأنهم الليوث الفوارس. ولا بدّ لحبلك من فريس وهي الحلقة من العود في رأسه. قال: فإن تكن الرّشا مائتين باعاً فإن ممرّ ذلك في الفريس وطويت إليه فراسخ. وقال الفرزدق: وقد ينبح الكلب النجوم ودونه فراسخ تنضي الطّرف للمتأمّل فرشت له فراشاً وفرشته إياه وأفرشته. قال الكميت: كأمّ البيض تلحفه غدافاً وتفرشه من الدّمث المهيل وافترش تحته تراباً أو ثوباً. تقول: كنت أفترش التراب وأتوسد الحجر. وافترش السبع ذراعيه. واجعل على رجلك مفرشةً وهي وطاء يوضع فوق صفّته. ومن المجاز: فلان متفرّشٌ للناس: يفرش لهم نفسه براً بهم. وفرّش الطائر وتفرّش: رفرف على الشيء باسطاً جناحيه ولم يقع. وفرّش الزرع: انبسط. يقال: فرّخ الزرع وفرّش. وما بالأرض إلا فرشٌ من الشجر وهو الصغار وإلا فرش من الإبل. وأفرش الشجر: أغصن. ولقي فلاناً فافترشه إذا صرعه وركبه. وافترش أثره إذا بغاه. وافترشتنا السماء: أخذتنا. وجمل مفرّش الظهر: لا سنام له. وأكمة مفترشة الظهر: دكّاء. وافترش لسانه: يتكلّم كيف شاء. وفرشته أمري: بسطته له كلّه. وأفرش صاحبه: اغتابه. وأفرشت في عرضي. وضربته فما أفرشت أن قتلته أي ما أقلعت. وقال: لم يعد أن أفرش عنه الصقله فلان كريم المفارش أي النساء. قال أبو كبير: سجراء نفسي غير جمع أشابةٍ حسدٍ ولا هلك المفارش غزّل ورأيته فراشةً " وما هو إلا فراشة ": للخفيف الرأس يشبّه بواحدة الفراش وهو مثل في الخفّة والحقارة. وما بقي في الحوض إلا فراشةٌ وهي القليل من الماء. ف ر ص أصبت فرصتك وأيامك فرص. وافترص الأمر. وأنا مفترص للقائك مفترض لزيارتك. وفلان لا يفترص إحسانه وبره لأنه لا يخاف فوته. وأفرصته الفرصة: أمكنته. وجاءت فرصتي من السّقى أي نوبتي. ويقال: إذا جاءت فرصتك من البئر فأدل. قال: تراها وقد زادت يداها قباضةً كأوب يدي ذي الفرصة المتمتح وهو يفارصني في الماء وهم يتفارصون الماء. وتقول: فلان إن فاتته الفرصة أخذته الفرصة. وتقول: فلان إن فقدت فرصته أرعدت فريصته وهي لحمة في الجنب ترتعد عن الفزعة. ومن المجاز: بين فكيه مفراص الخفاجيّ وهو ما يفرص به الذهب والفضة. وفلان ضخم الفريص أي جريء شديد. ف ر ض فرض الله الصلاة وافترضها. وحقك فرضٌ ومفروض ومفترض. وفرّض الله الفرائض ومالكم لا تؤدّون فرائض إبلكم وهي حقوق الزكاة. وفلان فرضيّ وفارض وفرّاض: معه علم الفرائض. وقد فرض فراضة فهو فريض. وفرض لفلان في الديوان إذا أثبت رزقه فيه. وأبل إياس بن حصين في قتال الخوارج فقال الحجّاج: افرضوا له في ثلاثمائة فقال إياس: ما في ثلاث ما يجهّز غازياً وما في ثلاث متعة لفقير فقال: افرضوا له في الشرف ففرضوا له في ألفين. وافترض الجند: ارتزقوا. وعنده مائة من الفرض أي من الجند المفروض لهم وجمعه به فروض. وما طلبت قرضاً ولا فرضاً وهو العطاء. قال: ألا ليس فتى الفتيا - ن بالرّخص ولا البضّ ولكن مبتنى العرف بقرض كان أو فرض وأوقع الوتر في فرض قوسك وفرضتها وهو الحزّ في سبتها وفرض قومه وفرّض قسيّه. قال: شخت الجزارة في ساقيه تفريض أي تحزيز. ومكّن الزّند في فرض الزّندةو وهو الثقب الذي يجعل فيه رأسه ثم يفتل عند القدح ويسمّى: اللوكر. وسهم فريض: فرض فوقه. واستقوا من فرضة النهر وهي مشرعته والجمع: فراضٌ يقال: سقينا بالفراض. ووسّع فرضة الباب وفرضة الدواة. وبقرة فارض: مسنّة وقد ومن المجاز: لحية فارض: كبيرة ضخمة. تقول: قلّت السعادة في اللحية الفارض الثقيلة على العوارض. ورجل فارض. قال: شيّب أصداغي فرأسي أبيض محامل فيها رجال فرّض أي كبار ضخام يثقلون على الرّكاب. وأضمر عليّ ضغينة فارضاً. قال: يا رب ذي ضغن وضبّ فارض له قروء كقروء الحائض وأبسرت النخلة بسراً فوارض وهذه بسرة فارض. ف ر ط أرسلوا فارطهم وفرطهم وهو في الماء كالرائد في الكلإ وقد فرط فروطاً. وفي الحديث " أنا فرطكم على الحوض " وأفرطوه إلى الماء: قدّموه. ووردت قبل فرّاط القطا وهي متقدّماتها إلى الورد. وتفارطت الماء: تبادرته. قال بشر: يبارين الأسنة مصغيات كما يتفارط الثمد الحمام وقال العمانيّ: وابن السّقاة إذا الحجيج تفاطوا حوضاً بمكة واسع الأركان وكلّ أمر فلان فرط أي مفرط فيه نجاوز حدّه " وكان أمره فرطاً " وغدير مفرط: ملآن ولا ألقاه إلا في الفرط أي في الأيام مرّة وآتيك فرط يوم أو يومين بمعنى بعد. وفرس فرط: سابق وخيل أفراط. قال لبيد: ولقد طرقت الحيّ تحمل شكّتي فرط وشاحي إذ غدوت لجامها ومن المجاز: فرط له ولد سبق إلى الجنّة. وجعله الله لك فرطاً وافترط فلانٌ أولاداً. وطلعت أفراط الصباح: لتباشيره الأول. قال: باكرته قبل الغطاط اللغط وقبل أفراط الصباح الفرّط وطلع الفارطان وهما كوكبان أمام بنات نعش. وبدت لنا أفراط المفازة وهي ما استقدم من أعلامها. وأفرطت السحابة بالوسميّ: عجّلت به. وفرط إلينا من فلان خير أو شر. وتفارطته الهموم: لاتزال تأتيه الحين بعد الحين. ونخاف أن تفرط علينا منه بادرة. وفرط علينا فلان إذا عجل بمكروه. وتقول: اللهم اغفر لي فرطاتي ولا تؤاخذني بسقطاتي أي ما فرط مني. ف ر ع الفرع ينبت حوله الغصن. وتقول: بنو هاشم ولدهم أشرف وفروع الدوحة ظلها أورف. كلا أبويكم كان فرعاً دعامةً ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصاً وفرع فرع أذنه. ونزلوا فرع الوادي أي أعلاه. وأجلست فرع فلان أي فوقه. وامرأة طويلة الفروع وهي الشعر ولها فرع تطؤه وتقول: لابدّ للقرعاء من حسد الفرعاء وهي ذات الفرع. وضربه على فرعي أليتيه وهما المماستان للأرض إذا قعد. وقال الشماخ: حتى إذا انجرد النسيل وقد بدا فرع من الجوزاء لم يتصوب أراد أولها ومنه: فرع رأسه بالسيف أو العصا. وجبل فارع: مرتفع وفرعت الجبل وفيه وتفرّعت: صدعت. قال عبد الله بن عنمة: كأني غداة الصمد لما دعوته تفرّعت حصناً لا يرام ممدّدا وأفرعت في الوادي وفرّعت: انحدرت. وسمع أعرابي يقول: لقيت فلاناً فارعاً مفرعاً أي صاعداً أنا منحدراً هو. وفرع قومه وتفرّعهم: علاهم شرفاً مثل تذرّاهم. وتفرّعت في بني فلان: تزوّجت سيّدتهم. قال: وتفرّعنا من ابني وائل هامة العزّ وخرطوم الكرم وتفرع فلان القوم: ركبهم بالشتم والأذى. وأتِ فرعة من فراع الجبل فانزلها وهي ذروته. وأتيته في فرعة من النهار وهي الصدر. وهو مفترع أبكار المعاني. وهو حسن التفريع للمسائل. وفرع ف ر ع ن فيه فرعنة. قال: وقد يكون مرّةً ذا فرعنه وقد تفرعن علينا فلان وما هو إلا فرعون من الفراعنة. وتقول: أعوذ بالله من تيه الفراعنه ومن سفه الفراعنة. وقيل: الفرعون: التمساح بلغة القبط. ومن المجاز: تفرعن النبات إذا طال وقوي. ف ر غ هذا إناء ودرهم مفرغٌ ومفرّغ: مصبوب في القالب غير مضروبٍ. و " هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها ". ودلوٌ واسعة الفروغ وهي مفارغ الماء بين العراقي واحدها فرغٌ وبه سميَ: فرغاً الدلو وهما كوكبان: كأن شدقيه إذا تهكّما فرغان من غربين قد تخرّما تهكّم: تغنّى. وقال أمية بن أبي عائذ الهذليّ: وذكرها فيح نجم الفرو - غ من صيهب الحرّ برد السمال هم الحاملون المحسنون بقومهم إذا ما الدماء الفرغ هيب احتمالها وتقول: اللهم إني أسألك العيش الرافغ والبال الفارغ. ورأيته بين يديه الماء يغترفه ثم يفترغه أي يفرغه على نفسه. ومن المجاز: " ربنا أفرغ علينا صبراً ". وهذا كلام فارغ ولأفرغنّ لك وعيدٌ. وأصابته ضربة ذات فرغٍ: شبهت سعتها بفرغ الدلو وفريغ. وتحته فرس فريغ: وساع. وطريق فريغ: واسع وفرغ فراغةً. وقد أفرغ عليه ذنوباً إذا ناطقه بما تشوّر منه. وقال الأخطل للشعبي: أنا أستفرغ من إناء واحد وهو يستفرغ من أوعية شتّى: يريد سعة حفظ الشعبي وكثرة ما حار به وتعاظمه. واستفرغ مجهوده. وفرس مستفرغ: لا يدخر من عدوه. قال: مستفرغ كاهله أشمّ ف ر ق بدا المشيب في مفرقه وفرقه ورأيت وبيص الطّيب في مفارقهم. وفرقت الماشطة رأسها كذا فرقاً. ورأس مفروق. وديك أفرق: انفرقت رعثته. وجمل أفرق: ذو سنامين. ورجل أفرق الأسنان: أفلجها. وناقة فارق: ماخض فارقت الإبل نادّة من وجع المخاض ونوق فرّق وفوارق أو مزنة فارق يجلو غواربها تبوّج البرق والظلماء علجوم وفرق لي الطريق فروقاً وانفرق انفراقاً إذا اتجه لك طريقان فاستبان ما يجب سلوكه منهما وطريق أفرق: بيّن. وضمّ تفاريق متاعه أي ما تفرّق منه. وضرب الله بالحق على لسان الفاروق. وسطع الفرقان أي الصبح. وهذا أبين من فلق الصبح وفرق الصبح. وتقول: سبيل أفرق كأنه الفرق. وهو أسرع من فريق الخيل وهو سابقها فعيل بمعنى مفاعل لأنه إذا سبقها فارقها. وبانت في قذاله فروق من الشّيب أي أوضاحٌ منه. وماله إلا فرق من الغنم وفريقة أي يسير. ورآى أعرابيّ صبياناً فقال: هؤلاء فرق سوء. وما أنت إلا فروقةٌ. وفرقٌ خير من حب أي أن تهاب خير من أن تحبّ. وأفرق المحموم والمجنون وهو في أفراق من حمّاه. ومن المجاز: وقفته على مفارق الحديث أي على وجوهه الواضحة. ف ر ك فلانة فاركٌ من الفوارك وهي خلاف العروب. وقد فركت زوجها فركاً نقيض: عشقته عشقاً. وكان امرؤ القيس مفرّكاً. وفاركت صاحبي ففارقته. وهم يعيشون بالفريك وهو الحب المفروك. وقد أفرك زرعهم إذا حان له أن يفرك وهو أن يشتدّ شيأ في سنبله. ولوز فرك: منفرك قشره. وانفركت الوابلة عن صدفة الكتف وهي طرف الكتف كالحقّ يقع فيه رأس العضد الأعلى وهو الوابلة إذا زالت عنه وانخلعت. وتقول: ما انفككت من ودّك ولا انفركت عن عهدك. ف ر م استفرمت المرأة إذا تضيّقت بالفرم ويقال: أذلّ من فرم الأمة. وفي حديث عبد الملك: يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب. ف ر ن تقول: أطعمنا الخبز الفرنيّ والتمر البرنيّ. قال الهذليّ: نقاتل جوعهم بمكلّلات من الفرنيّ يرعبها الجميل ف ر ن د السيف بفرنده وإفرنده. ومن المجاز: القدر بفرندها وهو أبزارها. رجل وجمل فاره. قال: لا أستكين إذا ما أزمة أزمت ولا تراني إلا فاره اللبب وقيل: لا توصف الخيل بالفراهة. وغلمان فرهٌ وفرهةٌ. وناقة مفرهة: ولدت فرهاً وقد أفرهت. وفلان يستفره الدواب. ف ر و لأسلخنّ فروة رأسك. وفي الحديث: " إن الأمة ألفت فروة رأسها من وراء الجدار " أي تبدّلت وخرجت من غير أن تتلفّع كالحرة. وضربه على أمّ فروته وهي هامته. وتقول: هو فقير وإن كنز الإبريز ولبس فروة إبرويز وهي تاجه. وتقول: المفتري لا يجد البرد: تريد لابس الفرو. وقال العجاج: قلب الخراسانيّ فرو المفتري وقد افترى فلان فرواً حسناً وعليه فروة دافئة وهي نحو الجبة. وفلان يفري الفريّ إذا أتى بالعجب. ويقال: قد أفريت وما فريت أي أفسدت وما أصلحت. ومن المجاز: تفرّى الليل عن بياض النهار. وتفرّت الأرض بالعيون. استفزّه الخوف: استخفّه والفز: الخفيف. ف ز ع فزعت إليه فأفزعني أي أزال فزعي وهو مفزع لقومه. وفُزّع عن قلبه: كشفع الفزع عنه. وفلان فزّاعة: يفزع منه الناس كثيراً ومنه: فزّاعات الزروع. ف س ح افسحوا لأخيكم في المجلس وتفسّحوا له. وأمالك في هذا المكان متفسّحٌ. ويقال: له مراح منفسح وهي كناية عن كثرة الإبل. وبنو فلان قد انفسح مراحهم. قال الهذليّ: سأغنيكم إذا انفسح المراح وإن فسحت عليّ معاذيرك فهو أوّل مبذول لأقل غلام لك. ف س خ فسخ المجبّر يده إذا فك مفصلها وسقط فانفسخت يده. وتفسّخ الشّعر عن الجلد واللحم عن العظم. وتفسّخت الفأرة في البئر. وتفسّخ فلان تحت العبء الثقيل. ودخل يفسخ ثيابه وافسخ ثيابك. ف س د يقال: ما دأبه غير الفساد في دينه. وهذا الأمر مفسدة له أي فيه فساده. وهم من المفاسد دون الصالح. وتقول: من كثرت مسافده ظهرت مفاسده. والأمير يستفسد رعيته. وقد تمادى في استفسادهم وفلان يفاسد رهطه وقد تفاسدوا. ف س ر هذا كلام يحتاج إلى فسرٍ وتفسير وفسر القرآن وفسّره. ونظر الطبيب في تفسرة المريض وهي ماؤه المستدلّ به على علّته وكذلك كلّ ما ترجم عن حال شيء فهو تفسرته. ويقال: ما استفسرته عن هذا وما تفسرته عنه. ف س ط ما لفلان مقدار فسيط وهو القلامة. وأنشد يعقوب: كأن ابن مزنتها جانحاً فسيط لدى الأفق من خنصر وتقول: ما أرى لفلان باعاً بسيطاً وما أراه يعطى أحداً فسيطاً. وأمر الأمير بفساطيطه فضربت. ويد الله على الفسطاط وهو الجماعة. فسق عن أمر الله: خرج. وتقول: كا يزيد فسّيقاً خمّيراً ولم يكن للمؤمنين أميراً. وفسقت الرّكاب عن قصد السبيل: جارت. قال رؤبة: يهوين في نجد وغوراً غائراً فواسقاً عن قصدها جوائرا وفسقت الرطبة عن قشرها والفأرة عن جحرها. وأضرمت الفويسقة على أهل البيت النار وهي الفأرة لعيثها في البيوت. وتعمّم فلان الفاسقيّة وهي ضرب من العمّة. ف س ك ل سبقته الفساكل فأخذته الإاكل. وفسكل فلان: أخر. قال الأخطل: أجميع قد فسكلت عبداً تابعاً فبقيت أنت المفحم المعكوم ف س ل هو من أهل السفالة والفسالة وهي الضعف والعجز. وكلّ مسترذل رديء فهو فسل عندهم. يقال: هذا درهم فسل ودراهم فسول. قال الفرزدق: فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى بوكسٍ ولا سوداً تصيح فسولها وفلان أفسل عليّ دراهمي إذا زيّفها وأرذلها. وسمعت منهم من يقول: الناس قد فسدت نيّاتهم وفسلت أماناتهم. وهو أهون عندي من الفسالة وهي سحالة الحديد. ولعن رسول الله صلى الله عليه المفسّلة المسوفة وهي التي إذا أرادها الزوج اعتلّت بأنها حائض وتسوّفه لأن ذلك مما يفتّره ويكسر نشاطه. وغرس فلان الفسيل وهو الودي. وتقول: الفحل من الفصيل والفحّال من الفسيل. ف س و تقول: أفحش من فاسيه كلّ عارية كاسيه وهي الخنفساء والفاسياء مثلها وجمعها فواسٍ وتقول ما الخنفساء إلا لخنٌ وفساء وهو النتن. ف ش ش لأفشّنّك فشّ الوطب. ف ش غ تفشّغ فيك الشيب: تفشّي. قال ابن الرّقاع: أما ترى شيباً تفشّغ لمّتي حتى علا وضحٌ يلوح سوادها ومنه: الفشّاغ: الذي يلتوي على الشجر. دعي إلى القتال ففشل أي جبُنَ وذهبت قوته وما خلّفه إلا الفشل والخور. وما وجدناه إلا فَشِلاً وفَشْلا بالتخفيف. يقال: إنه لخشلٌ فشلٌ. وعزم على كذا ثم فشل عنه أي نكل عنه ولم يمضه. ف ش و أخف سرك واحذر فشوّه. وما فلان إلا واشٍ خبره في الناس فاشٍ. وفشت عليه ضيعته إذا انتشرت عليه أموره لا يدري بأيّها يبدأ. وتقول: أقلت بيعتك أفشى الله عليك ضيعتك. وهذا قرطاس يتفشّى فيه المداد. وتفشّى بهم المرض وتفشّاهم. قال: تفشّى بإخوان الثقات فعمّهم وأسكت عنّي المعولات البواكيا وتفشّت القرحة: اتسعت. وضمّوا فواشيكم ومواشيكم. وقد فشت أنعامهم فشاء ومشت مشاء: كثرت وأفشى القوم وأمشوا. ف ص ح سقاهم لبناً فصيحاً وهو الذي أخذت رغوته أو ذهب لباؤه وخلص منه وفصح اللبن وأفصح وفصّح وأفصحت الشاة: فصح لبنها. ومن المجاز: سرينا حتى أفصح الصبح وحتى بدا الصباح المفصح. وهذا يوم مفصح وفصح: لا غيم فيه ولا قرّ. وانتظر نفصح من شتائنا أي نخرج ونتخلّص. وجاء فصح النصارى أي يوم بروزهم إلى معيّدهم. وهذا مفصحهم أي مكان بروزهم. قال ابن هرمة: نصارى تأجّل في مفصح بيداء في يوم سملاجها تأجل: تصير آجالاً أي جماعات ويوم السملاّج: يوم الفطر من سملجه في حلقه إذا أرسله وهو من سلج بزيادة الميم. وأفصحوا: عيّدوا. وأفصح العجميّ: تكلّم بالعربية. وفصح: انطلق لسانه بها وخلصت لغته من اللكنة. وأفصح الصبيّ في منطقه: فهم ما يقول في أول ما يتكلم. تقول: أفصح فلان ثم فصح وأفصح عن كذا: لخّصه. وأفصح لي عن كذا إن كنت صادقاً أي بيّن. وفلان يتفصّح في منطقه إذا تكلّف الفصاحة. وله مالٌ فصيحٌ وصامتٌ. قال: وقد كنت ذا مال فصيح وصامت وذا إبل قد تعلمين وذا غنم وتقول: لمحة نصيحه خير من لكمات فصيحه. ف ص د اعصب مفصدي ومفتصدي. وتقول: افتصد واقتصد أي في إخراج الدم. وفي المثل " لم يحرم من فصد له " أي لم يخب من نال بعض حاجته من الفصيد الذي كان يعمله أهل الجاهلية في الأزمة. وتقول: اقنع بالفصيد ولا تقنع بالقصيد. وتفصّد دمه وانفصد: سال في قلّة. وكلّمته فتفصّد عرقاً. ف ص ص خاتمٌ مفصّصٌ وعملت الخاتم وما فصّصته. وتقول: الخواتم بالفصوص والأحكام بالنصوص. ومن المجاز: عرفت البغضاء في فصّ حدقته. قال: بمقلة توقد فصاً أزرقاً ورموه بفصوص أعينهم. وفصّص بعينه: حدّق بها. وأعطني فصاً من الثوم أي سنّاً منه. ويقال للفرس: إن فصوصه لظماء أي ليست برهلة كثيرة اللحم وهي مفاصله. وفصصت الشيء من الشيء فانفصّ أي فصلته فانفصل. وفلان حزّاز الفصوص إذا كان مصيباً في رأيه وجوابه. " وآتيك بالأمر من فُصّه " أي من محزّه وأصله. قال: ورب امريء خلته مائقاً ويأتيك بالأمر من فصّه وقرأت في فصّ الكتاب كذا ومنه: فصوص الأخبار. تقول كانوا حكّاماً فياصل يحزو في الحكم المفاصل جمع: فيصل وهو الفاصل بين الحق والباطل. وهذا الأمر فيصل أي مقطع للخصومات. " وهو أصفى من ماء المفاصل " وهو الماء الذي يقطر من بين العظمين إذا فصلا وقيل: الذي يوجد في فصل ما بين الجبلين. وتقول: ربّ كلامٍ بالمفصل أشدّ من كلامٍ بالمفصل. وكأن منطقه خرزات يتحدّرن من وشاح مفصّل. وفلان من فصيلة أصيلة. وافتصلنا فصلاتٍ فما عتم منها شيء أي حلنا تالاً فعلق كلّها الواحدة: فصلة. ووثقوا سور المدينة بكباشٍ وفصيلٍ. وفصل العسكر من البلد فصولاً. وقد فصل مني إليك غير كتاب. وفصّل الشاة تفصيلاً: قطعها عضواً عضواً. وفصّل لي هذا الثوب. وفلان قرأ المفصّل وهو ما يلي المثاني من قصار السور الطّولُ ثم المثاني ثمّ المفصّل