أراني قد تصابيت
أراني قد تصابيت المؤلف: بشار بن برد |
أراني قد تصابيت
وقد كنت تناهيت
تولى سقمي حتى
إِذَا قُلتُ تعلّيْتُ
دَهَانِي نُكُسُ الْحُبِّ
بما قد كنت سديت
فَلَمْ أبْقِ عَلَى النَّفْسِ
وَلَوْ أسْطِيعُ أبْقَيْتُ
أنَاجِي كُلَّمَا أصْبَحْتُ
جدواها وأمسيت
وفيمَ أنَا مِنْ عَبْدَ
ة َ لَوْلاَ مَا تَرَجَّيْتُ
تَأَنَّى نَظَرِي فِيهَا
مليا وتأنيتُ
فَلَمَّا لَمْ أنَلْ حَظّاً
بِمَا رُحْتُ وَغَادَيْتُ
تَفَرَّدْتُ بِمَا أبْدَيْتُ
مِنْ حَقِّي وَأخْفَيْتُ
كَذِي الْوَحْدَة ِ نَحَّانِي
هواها فتنحيت
عَدَتْ عَبْدَة ُ فِي الْهَجْرِ
وَفِي الْحُبِّ تَعَدّيْتُ
وعزم لا يواتيني
عَزاءً لَوْ تَعَزَّيْتُ
وَلَكِنْ غَلَبَ الْحُبُّ
عَزَائِي فَتَمَادَيْتُ
تعاطيت هوى عبد
ة َ يَأبَى مَا تَعَاطَيْتُ
هوى بالمنظر الأبعد
إلا ما تمنيتُ
ومن أغرب من حاولـ
فِي الأَمْرِ وَقَاسَيْتُ
خليل رأيه النأي
ورأيي لو تدنيت
ألا يَا لَيْتَنِي أدْرِي
وَمِنْ شَرِّ الْمُنَى «لَيْتُ»
أتوفي بالذي قالت
كَمَا قُلْتُ فَأوْفَيْتُ
فَقَدْ أشْفَى بِي الْحُبُّ
عَلَى الحَتْفِ فَـأشْفَيْتُ
ولو قد يئست نفسي
من البذل لأوديت
وَقَوْمٌ زَعَمُوا أنِّي
مِنَ الشَّكِّ تَخَلَيْتُ
فأقسمت لهم ألا
ولكني تجافيت
ولو يتركني الحب
لقد صمت وصليت
كِلاَ الْمَيْتِ وَإِيَّانَا
كما لاقى ولاقيت
فما صاحبي الحي
ولكن صاحبي الميت
كَأنْ قَدْ فِقْتُ مِنْ وَجْدٍ
بِهَا يَوْماً فَقَضَّيْتُ
ولو يشهدني ذو ثـ
قتي بعد لأوصيتُ
وحي من بني عمرو
رآني قد تصديتُ
فَقَالُوا لِي ألاَ تَجْلِسُ
إِذْ زُرْتَ فَحَيَّيْتُ
وَمِنْ عُجْبٍ بِعَبَّادَ
ة قد أعجبني البيت
يَكُنْ مَا لاَ يُرَائِينِي
إِذَا الْوسْوَاس نَاجَيْتُ
وإني كلما شئتُ
بِمَنْ أهْوَى تَعَلَّيْتُ
فَحَدَّثْتُهُمْ أَنِّي
عَلَى الرَّجْعَة ِ آلَيْتُ
وَلاَ أَجْلِسُ فِي الْمَجْلِسِ
س إلا ما تمسيتُ
أعَبَّادَة ُ لَوْ تَنْسَا
ك نفسي لتناسيت
وَلَوْ كَانَ التَّرَاخِي عَنْكِ
ك يلهيني تراخيت
تحليت بهجراني
وبالحب تحليتُ
وما زلت بنا حتى
بَكَتْ عَيْنِي وَأبْكَيْتُ
أثيبيني بما أتعـ
بت نفسي وتعنيت
فقد آثرك القلب
عَلَى مَنْ كُنْتُ آخَيْتُ
فمن حاربت حاربتُ
ومن صافيت صافيتُ