الرئيسيةبحث

أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم/ذكر مملكة الإسلام/الجزء الأول، أقاليم العرب/إقليم العراق


إقليم العراق

هذا إقليم الظرفاء، ومنبع العلماء. لطيف الماء، عجيب الهواء، ومختار الخلفاء. أخرج أبا حنيفة فقيه الفقهاء، وسفيان سيد القراء. ومنه كان أبو عبيدة والفراء، وأبو عمرو صاحب المقراء. وحمزة والكسائي وكل فقيه ومقريء وأديب، وسري وحكيم وداه وزاهد ونجيب، وظريف ولبيب. به مولد ابراهيم الخليل، وإليه رحل كل صحابي جليل. أليس به البصرة التي قوبلت بالدنيا، وبغداد الممدوحة في الورى، والكوفة الجليلة وسامرا، ونهره من الجنة بلا مرا. وتمور البصرة فلا تنسى، ومفاخره كثيرة لا تحصى. وبحر الصين يمس طرفه الأقصى، والبادية إلى جانبه كما ترى. والفرات بقربه من حيث جرى، غير أنه بيت الفتن والغلا. وهو في كل يوم إلى وراء، و.، الجور والضرائب في جهد بلاء. مع ثمار قليلة، وفواحش كثيرة، ومؤن ثقيلة. وهذا شكله ومثاله والله أعلم وأحكم. وقد جعلناه ست كور وناحية، وكانت الكور في القديم غير هذه إلا حلوان، ولكنا أبداً نجري الأمر على ما عليه الناس، وأدخلنا الكور القديمة والقصبات في الاجناد وأسم هذه الكور والقصبات واحد فأولها من قبل ديار العرب الكوفة ثم البصرة ثم واسط ثم بغداد ثم حلوان ثم سامرا. فأما الكوفة فمن مدنها: حمام ابن عمر، الجامعين، سورا، النيل، القادسية، عين التمر. وأما البصرة فمن مدنها: الأبلة، شق عثمان، زبان، بدران، بيان، نهر الملك دبا، نهر الامير أبو الخصيب، سليمانان، عبادان، المطوعة، والقندل، المفتح، الجعفرية. وأما واسط فمن مدنها: فم الصلح، درمكان، قراقبة، سيادة، باذبين، السكر، الطيب، قرقوب، قرية ا لرمل، نهر تيرى، لهبان، بسامية أودسة. وأما بغداد فمن مدنها: النهروان، بردان، كارة، الدسكرة، طراستان، ها رونية، جلولا، باجسري، با قبة، إسكاف، بوهرز، كلواذى، درزيجان، المداين، كيل، سيب، دير العاقول، النعمانية، جرجرايا، جبل، نهر سابس، عبرتا، بابل، عبدس، قصر هبيرة. وأما حلوان فمن مدنها: خانقين، زبوجان، شلاشان، الجامد، الحر، السيروان، بندنيجان. وأما سامرا فمن مدنها: الكرخ، عكبرا، الدور، الجامعين، بت راذانان، قصر الجص، جوى، أيوا نا، بريقا، سند ية، راقفروبة، دمما، الأنبار، هيت، تكريت، 1 لسن. فإن قال قائل لم جعلت بابل في الجند وإليها كان ينسب الإقليم في القديم، ألا ترى أن الجيهاني ابتدأ بذكر هذه النواحي وسماها إقليم بابل، وكذلك سماها وهب في المبتدأ وغيره من العلماء. قيل له قد تحرزنا من هذا السؤال. ونظائره بأنا أجرينا علمنا على التعارف كاالإيمان، ألا ترى أن رجلاً لو حلف أن لا يأكل رؤوساً فأكل من رؤوس البقر والغنم حنث. وقال أبو يوسف ومحمد لا يحنث، وسمعت الأئمة من مشايخنا يقولون لا نعد هذا خلافاً بينهم لأن في وقت أبي حنيفة كانت تباع وتؤكل ثم زالت تلك العادة في زمانهما. وقد شققنا الاسلام طولاً وعرضاً فما سمعنا الناس يقولون ألا هذا إقليم العراق وأكثر الناس لا يعلمون أين بابل، ألا ترى إلى جواب أبي بكر لعمر لما سأله أن يبعث جيوشه إلى هذه الناحية فقال: لان يفتح الله على يدي شبرا من الأرض المقدسة أحب إلى من رستاق من رساتيق العراق ولم يقل من رساتيق بابل. فإن قال في قول الله تعالى: وما أنزل على الملكين ببابل دليل على ماذكرنا قيل له هذا الاسم قد يجوز أن يتناول الإقليم والمدينة جميعاً، ووقوعه على المدينة مجمع عليه، لأن أحداً لا ينازع أحداً في اسمها، وفي وقوعه على الإقليم اختلاف فمن أوقعه عليه وجب عليه الدليل.

الكوفة

قصبة جليلة خفيفة حسنة البناء جليلة الاسواق كثيرة الخيرات جامعة رفقة. مصرها سعد بن أبي وقاص أيام عمر، وكل رمل خالطه حصى فهو كوفة ألا ترى إلى أرضها، وكان البلد في القديم الحيرة وقد خربت. وأول من نزلها من الصحابة علي بن أبي طالب، وتبعه عبد الله بن مسعود وأبو الدرداء ثم تتابعوا كلها. والجامع على ناحية الشرق على أساطين طوال من الحجار الموصلة بهى حسن، والنهر على طرفها من قبل بغداد. ولهم آبار عذيبية حولها نخيل وبساتين، ولهم حياض وقني. محلة الكناسة: من قبل البادية، وهو بلد مختلٌ قد خرب أطرافه وقد كان نظير بغداد.

القادسية

مدينة على سيف البادية، تعمر أيام الحاج ويحمل إليها كل خير، لها بابان وحصن طين، وقد شق لهم نهر من الفرات إلى حوض على باب بغداد، وثم عيون عذيبية وماءٌ آخر يجرونه عند باب البادية أيام الحاج، وهي سوق واحد الجامع فيه. سورا: مدينة بها فواكه كثيرة وأعناب، آهلة وسائر المدن صغار آهلات. عين التمر: حصينة في أهلها شرهٌ.

البصرة

قصبة سرية أحدثها المسلمون أيام عمر، كتب إلى صاحبه ابن للمسلمين مدينةً بين فارس وديار العرب وحد العراق على بحر الصين، فاتفقوا على موضع البصرة، ونزلها العرب ألا تراها إلى اليوم خططاً، ثم مصرها عتبة بن غزوان، وهي شبه طيلسان قد شق إليها من دجلة نهران نهر الابلة ونهر معقل، فإذا اجتمعا مدا عليها، وتشعب إليها أنهار إلى ناحية عبادان وناحية المذار، فطولها ممتد على النهر، ودورها في البر إلى البادية، ولها من هذا الوجه باب واحد، وهي من النهر إلى الباب نحو ثلاثة أميال. وبها ثلاثة جوامع أحدها في الاسواق بهيٌ جليل عامر آهل ليس بالعراق مثله على أساطين مبيضة، وجامع آخر على باب البادية وهو كان القديم، وآخر على طرف البلد. وأسواقها ثلاث قطع الكلاء على النهر، وسوق الكبير، وباب الجامع، وكل أسواقها حسنة. والبلد أعجب إلى من بغداد لرفقها وكثرة الصالحين بها. وكنت بمجلس جمع فقهاء بغداد ومشايخها فتذاكروا بغداد والبصرة فتفرقوا على أنه إذا جمعت عمارات بغداد وأندر خرابها لم تكن أكبر من البصرة. وقد خرب طرف البصرة البري. واشتق اسمها من الحجارة السود كان يثقل بها مراكب اليمن فتلقى ثم وقيل لا بل حجارة رخوة تضرب إلى البياض، وقال قطرب من الأرض الغليظة. وحماماتها طيبة والأسماك والتمور بها كثيرة ذات لحم وخضر وأقطان وألبان وعلوم وتجارات، غيرأنها ضيقة الماء، منقلبة الهواء عفنة عجيبة الفتن.

الأبلة

على دجلة عند فم نهر البصرة من قبل الشمال، الجامع أعلى القرية، عامرة كبيرة أرفق من البصرة وأرحب.

شق عثمان

بازائها من نحو الجنوب، الجامع في آخرها حسن. وسائر المدن على أنهار من جانبي دجلة عن يمين وشمال وجنوب وشمال، كلهن جليلات كبار.

غبادان

مدينة في جزيرة بين دجلة العراق ونهر خوزستان على البحر، ليس وراءها بلد ولا قرية ا إلا البحر، فيها رباطات وعباد وصالحون وأكثرهم صناع الحصر من الحلفاء، غير أن الماء بها ضيق والبحر عليها مطبق.

واسط

قصبة عظيمة ذات جانبين وجامعين وجسر بينهما، كثيرة الخير ومعدن السمك، جامع الحجاج وقبته في الغربي في طرف الأسواق بعيد عن الشط متشعث عامر بالقرآن، اختطها الحجاج وسميت واسط لأنها بين قصبات العراق وبين الأهواز، رفقة صحيحة الهواء عذبة الماء حسنة الأسواق واسعة السواد، وقد جعل في طرفي الجسر موضعان يدخل فيهما السفن، وفيهم ظرف. وسائر مدنها صغار مختلة أعمرها الطيب وقرقوب، إلا أن ناحيتها جيدة.

الصليق

مدينة على بحيرة طولها أربعون فرسخاً، يتصل ضياعها بسواد الكوفة، شديدة الحر كربة بليذة بقٌ مهلك وعيش ضيق، أدامهم السمك وماؤهم حميم وليلهم عذاب وعقلهم سخيف ولسانهم قبيح مع ملح قليل وكرب عظيم، إلا أنها معدن الدقيق وسلطان رفيق وماءٌ غزير وسمك خطير واسم كبير، وفي الحرب كل صبور وبالنهركل بصير، ولهم موضع يشاكل نهر الأبلة حسن. يليها في الكبر الجامدة وهما من دجلة على ناحية وسائر المدن دونهما، وهذه البطائح بحيرات ومياه ثم مزارع، وللعراق منها رفق عظيم.


بغداد

مصر الاسلام، وبها مدينة السلام. ولهم الخصائص والظرافة، والقرائح واللطافة، هواءٌ رقيق، وعلم دقيق. كل جيد بها، وكل حسن فيها. وكل حاذق منها، وكل ظرف لها. وكل قلب إليها، وكل حرب عليها، وكل ذب عنها. هي أشهر من أن توصف وأحسن من أن تنعت وأعلى من أن تمدح. أحدثها أبو العباس السفاح ثم بنى المنصور بها مدينة السلام وزاد فيها الخلفاء من بعده. ولما أراد بناء مدينة السلام سأل عن شتائها وصيفها والأمطار والبق والهواء، وأمر رجالاً حتى يناموا فيها فصول السنة حتى عرفوا ذلك ثم استشار أهل الرأي من أهلها فقالوا نرى أن تنزل أربع طساسيج في الجانب الشرقي بوق وكلواذي، وفي الغربي قطربل وبادوريا، فتكون بين نخل وقرب ماءٍ، فإن أجدب طسوج أو أخرت عمارته كان في الآخر فرج، وأنت على الصراة تجيئك الميرة في السفن الفراتية، والقوافل من مصر والشام في البادية، وتجيئك آلات من الصين في البحر، ومن الروم والموصل في دجلة، فأنت بين أنهار لا يصل إليك العدو إلا في سفينة أو على قنطرة على دجلة وفرات. فبناها أربع قطع مدينة السلام وبادوريا والرصاقة وموضع دار الخليفة اليوم. وكانت أحسن شيء للمسلمين وأجل بلدٍ وفوق ما وصفنا حتى ضعف أمر الخلفاء فاختلت، وخف أهلها، فأما المدينة فخراب، والجامع فيها يعمر في الجمع، ثم يتخللها بعد ذلك الخراب. اعمر موضع بها قطيعة الربيع والكرخ في الجانب الغربي، وفي الشرقي باب الطاق وموضع دار الأمير، والعمارات والأسواق بالغربي أكثر، والجسر عند باب الطاق إلى جانبه بيمارستان بناه عضد الدولة، حصل في كل طسوج مما ذكرنا جامع، وهي في كل يوم إلى ورا، وأخشى أنها تعود كسامرا. مع كثرة الفساد والجهل والفسق وجور السلطان. أخبرنا أبو بكر الاسماعيلي بجرجان، قال: حدثنا ابن ناجية، قال: حدثنا ابراهيم الترجماني، قال: حدثنا سيف بن محمد، قال: حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي، قال: كنت مع جرير بن عبد الله فقال: أي شيءٍ يدعى هذا النهر، قالوا: دجلة، قال: فهذا النهر الآخر، قالوا: دجيل. قال: فهذا النهر، قالوا: صراة، قال: النخل، قا لوا: قطربل، قال: فركب فرسه وأسرع ثم قال: سمعت رسمول الله ﷺ يقول تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة تجبي إليها خزائن الأرض وجبابرتها يخسف بهم فهم أسرع هوياً في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة ه.

وأنهار الفرات تقلب في دجلة في جنوبيها وما حاذى المدينة وما شماليها دجلة حسب. وتجرى في هذه الشعب الفراتية السفن إلى الكوفة وفي دجلة إلى الموصل. وذكر الشمشاطي في تاريخه أن المنصور لما أراد بناء مدينة السلام، أحضر أكبر من عرف من أهل الفقه والعدالة والأمانة والمعرفة بالهندسة، وكان فيهم أبو جنيفة النعمان ابن ثابت والحجاج بن أرطاة، وحشر الصناع والفعلة من الشام والموصل والجبل وسائر أعماله وأمر بخطها وحفر الأساسات في سنة 145 وتمت في سنة 49. وجعل عرض السور من أسفل خمسين ذراعاً، وجعلها بثمانية أبواب أربعة داخلة صغار وأربعة خارجة كبار، باب البصرة وباب الشام وباب خراسان وباب الكوفة، وجعل الجامع والقصر وسطها، وقبلة جامع الرصافة أصح منه. ووجدت في بعض خزائن الخلفاء أن المنصور أنفق على مدينة السلام أربعة آلاف ألف ئمانمائة وثلاثة وثلاثين درهماً، لأن أجرة الاستاذ كانت قيراطاً والروزكاري حبتين.

النهروان

مدينة ذات جانبين الشرقي أعمر، رحبة عامرة، بينهما الجسر الجامع في الجانب الشرقي، والحاج ينزلون على هذا الشط.

الدسكرة

مدينة صغيرة، سوقها واحد طويل الجامع أسفله غامٌ بآزاج.

جلولا

حولها أشجار غير حصينة، وهذه المدن وخانقين على جادة حلوان ليس لهن بهاءٌ ولا هن لائقات ببغداد.

صرصر

إيضاً كبعض قرى فلسطين، النهر إلى جانبها وكذلك نهر الملك والضراة قرى. وأما قصر هبيرة فمدينة كبيرة جيدة الأسواق، يجيئهم الماء من الفرات، كثيرة الحاكة واليهود والجامع في السوق.

بابل

صغيرة نائية عن الطريق، والجادة على جسرها.

وسائر مدن هذا الوجه على ما وصفنا مثل النيل وعبدس وكوثا ومدينة ابراهيم كوثاربا. وثم تلال قالوا هي رماد نار نمرود، وبقرب كوثا الطريق شبه منارة لهم فيها كلام. وليس على دجلة من نحو واسط مدينة أجل من دير العاقول كبيرة عامرة آهلة، الجامع ناءٍ عن السوق والأسواق متشعبة جيدة تشاكل مدن فلسطين. تليها في الكبر جبل عامرة. آهلة الجامع في السوق لطيف. ثم النعمانية صغيرة الجامع في السوق. ثم جرجرايا وقد كانت عظيمة، وهي اليوم مختلة متقطعة العمارة الجامع بقرب الساحل عامر، ولهم ماءٌ يدور حول قطعة من المدينة. وهذه المدن التي ذكرنا على غربي دجلة وسائر المدن صغار. وفي وجه سامرا مدينة عكبرا وهي كبيرة عامرة، كثيرة الفواكه جيدة الاعناب سرية. وأما المداين فهي من نحو واسط عامرة بناؤهم من الآجر والجامع في السوق. ومن نحو الشرق أسبانبر ثم قبر سلمان وايوان كسرى. فهذه مدن بغداد، وبخراسان قرى كثيرة أجل من أكثر هذه المدن.

سامرا

كانت مصراً عظيماً ومستقر الخلفاء في القديم، اختطها المعمصم وزاد فيها بعده المتوكل، وصارت مرحلة، وكانت عجيبة حسنة حتى سميت سرور من رأى ثم اختصر فقيل سرمري، وبها جامع كبير كان يختار على جامع دمشق قد لبست حيطانه بالميناء وجعلت فيه اساطين الرخام وفرش به وله منارة طويلة وأمور متقنة وكانت بلداً جليلاً والآن قد خربت، يسير الرجل الميلين والثلاثة لا يرى عمارة وهي من الجانب الشرقي وفي الغربي بساتين، وكان قد بنى ثم كعبة وجعل طوافاً واتخذ منى وعرفات، غربه أمراء كانوا معه لما طلبوا الحج خشية أن يفارقوه، فلما خربت وصارت إلى ما ذكرنا سميت ساء من رأي ثم اختصرت فقيل سامرا.

الكرخ

مدينة متصلة بها، واعمر منها من نحو الموصل، وسمعت يوماً القاضي أبا الحسين القزويني يقول: ما أخرجت بغداد فقيهاً قط إلا أبا موسى الضرير، قلت: فأبو الحسن الكرخي، قال: لم يكن من كرخ بغداد وإنما كان من كرخ سامرا.

الأنبار

مدينة كبيرة أول ما نزل المنصور بها وثم داره وقد خفت.

هيت

كبيرة عليها سور على الفرات بقرب البادية.

تكريت

كبيرة معدن السمسم وصناع الصوف، وللنصارى بها دير يقصد.

علث

مدينة كبيرة يجر إليها نهر من دجلة وآبارها قريبة حلوة آهلة كثيرة الاجلة.

السن

كبيرة على دجلة عليها من الشرق نهر الزاب والجامع في الأسواق بناؤهم حجارة والجبال منها قريبة على تخوم أقور. ومدن سامرا أجل من مدن بغداد.

حلوان

قصبة صغيرة سهلية جبلية يحيط بها بساتين وأعناب وتين، قريبة من الجبال ولها سوق طويل وحصن عتيق ونهر صغير وقهندز فيه الجامع، ولها ثمانية دروب: درب خراسان درب الباقات درب المصلى درب اليهود درب بغداد درب برقيط درب اليهودية درب ماجكان. وثم كنيسة اليهود يعظمونها خارج البلد من الجص والحجارة، وبيت المقدس أكبر وأجل وأعمر وأظرف وأكثر مشايخ وعلماء منها. ومدائن هذه الكورة صغارخراب لا يسوى ذكرها.

دجلة

فإنها ماءٌ أنثى، لطيف جيد للمتفقهة، وكان أبو بكر الجصاص يأمر أن يحمل له لماء من فوق نهر الصراة قبل أن يلقاه الفرات، وهذه دجلة تظهر من أقور، وسنذكر أصلها فيه، ثم يلقاها عدة من الأنهار في هذا الإقليم وينحدر عليها من الفرات بكورة بغداد أربعة أنهار: الصراة نهر عيسى نهر صرصر نهر الملك، ويلقاها من الشرق مياه النهروانات تحت بغداد، فإذا جاوزت واسط تبطحت وصعب سلوكها إلى تخوم البصرة، والسفن فيها أبداً شبالاً وزقافاً ولهم في ذلك رفق. والناس ببغداد يذهبون ويجيئون ويعبرون في السفن وترى لهم جلبة وضوضاءً، وثلثا طيب بغداد فى ذلك الشط.

الفرات

فإنه نهر ذكرٌ، فيه صلابة وأصله من بلد الروم، يتقوس على طائفة من هذا الإقليم ثم يصل إلى الكوفة بعد ما تشعب ثم ينحدر إلى غربي واسط فيتبطح في بحيرة عظيمة يحيط بها قرى عامرة ولا يجاوزها، وتجري فيه السفن من الرقة. وأعلم أن العراق ليس ببلد رخاءٍ ولكن جل وعمر بهذين النهرين وما يحمل فيهما وببحر الصين المجاور له، واختصت بغداد برقة الهواء الذي لا يرى مثله، بلى قل في البصرة ما شئت من مياهها وبركها ومدها وجزرها. أخبرنا أبو الحسن مطهر بن محمد برامهرمز، قال: حدثنا أحمد بن عمروبن زكرياء، قال: حدثنا الحسن بن علي بن بحر، قال: حدثنا أبو شعيب القيسي، قال: حدثني أشرس، قال: سألت ابن عباس عن الجزر والمد، قال: ملك موكل بقاموس البحر أذا وضع رجله فاض فإذا رفع رجله غاض الماء، والجزر والمد أعجوبة على أهل البصرة ونعمة يزورهم الماء في كل يوم وليلة مرتين، ويدخل الأنهار ويسقي البساتين ويحمل السفن إلى القرى. فإذا جزر أفاد أيضاً عمل الأرحية لأنها على أفواه الأنهار، فإذا خرج الماء أدارها، ويبلغ المد إلى حدود البطائح وله وقت يدور مع دور الاهلة.

جمل شؤون هذا الإقليم

هواء هذا الإقليم مختلف، فبغداد وواسط وما دخل في هذا الصقع بلد رقيق

الهواء سريع الانقلاب ربما توهج في الصيف وآذى ثم انقلب سريعاً، والكوفة بخلافه، ويكون بالبصرة حر عظيم، غير أن الشمال ربما هبت فطاب. وقرأت في أخبار البصرة عيشنا في البصرة عيش ظريف، أن هبت شمال فنحن في طيب وريف، وإن كانت جنوب فانا في كنيف. ورأيتهم إذا كانت جنوب في ضيق صدر، يلقى الرجل صاحبه فيقول ألا ترى ما نحن فيه فيجيبه نرجو من الله الفرج، وربما نزل عليهم شبيه الدبس بالليل. وحلوان معتدلة الهواء، البطائح نعوذ بالله منها ومن شاهدها في الصيف رأى العجب، إنما ينامون في الكلل، وثم بق له حمة كالإبرة إنما هي نحيرة.

والمدينة كثيرة الفقهاء والقراء والأدباء والأئمة والملوك بخاصية بغداد والبصرة وللمذكرين به أدنى صيت، ويحمل إليهم الثلج من البعد وهو بارد في الشتاء ربما جمد الماء في البصرة وجميع بغداد، وأهل الكوفة والبصرة سمر. وبه مجوس كثيرة وذمته نصارى ويهود، وقد حصل به عدة من المذاهب الغلبة ببغداد للحنابلة والشيعة، مع جليلة فقهاء العراقين بالأعوام، به مالكية وأشعرية ومعتزلة ونجارية، وبالكوفة الشيعة إلا الكناسة فإنها سنة، وبالبصرة مجالس وعوام السالمية وهو قوم يدعون الكلام والزهد وأكثر المذكرين بها منهم ولا يتعاطون الفقه فمن تفقه منهم تفقه لمالك، وذكروا أن صاحبهم ابن سالم كان يتفقه لأبي حنيفة، وسالم كان غلام سهل بن عبد الله التستري، ورأيتهم قوماً فيهم رزق وصالحون إلا أنهم يفرطون في أطراء صاحبهم، وقد اختلفت إليهم المدة المديدة وعرفت سرائرهم وحللت من قلوبهم لأني رجل أحب أهل النسك وأميل إلى أهل الزهد كائناً ما كانوا، ولهم رقة في الكلام وتصانيف وترفع مجالسهم وبعد خلافهم. وأكثر أهل البصرة قدرية وشيعة وثم حنابلة، وببغداد غالية يفرطون في حب معاوية ومشبهة وبربهارية. وكنت يوماً بجامع واسط وإذا برجل قد اجتمع عليه الناس، فدنوت منه فإذا هو يقول حدثنا فلان عن فلان عن النبي ﷺ إن الله يدني معاوية يوم القيامة فيجلسه إلى جنبه ويغلفه بيده ثم يجلوه على الخلق كالعروس، فقلت له بماذا بمحاربته علياً رضي الله عن معاوية، وكذبت أنت يا ضال، فقال: خذوا هذا الرافضي فاقبل الناس علي فعرفني بعض الكتبة فكركرهم عني.

والغالب على فقهاء هذا الإقليم وقضاته أصحاب أبي حنيفة. وكنت يوماً في مجلس أبي محمد السيرافي، فقال: أنت رجل شاميٌ وأهل ناحيتك أصحاب حديث يتفقهون للشافعي فلم تفقهت لأبي حنيفة، قلت: لخلال ثلاثٍ أيد الله الفقيه، قال: وما هن، قلت: أما واحدة فأني رأيت اعتماده على قول علي رضي الله عنه وقال النبي ﷺ أنا مدينة العلم وعليٌ بابها وقال أقضاكم علي يعني افقهكم، وعلى قول عبد الله بن مسعود وقال عم رضيت لأمتي ما رضى لها ابن أم عبد وقال كنيف ملئ علماً وقال خذوا ثلثي دينكم عن ابن أم عبد وعلم أهل الكوفة عن هذين الرجلين لا محالة. والخلة الثانية رأيته أقدم الأئمة وأقربهم إلى الصحابة وأورعهم وأعبدهم، وقد قال: عليكم بالعتيق وقال النبي ﷺ خياركم القرن الذي أنا فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب وكان في زمن الصدق والصادقين . والخلة الثالثة رأيت الجميع قد فارقوه في مسألة أصاب فيها عياناً واخطأوا، قال: وما هي، قلت: قد علم الشيخ أن من مذهبه أنه لا يجوز أخذ الأجرة على القرب، ورأيت من حج بأجرة انتكس قلبه، فإن عاد أزداد نكوساً وقل ورعه حتى ربما أخذ الحجتين والثلاث ولم أر لهم بركة ولا جمعوا منه مالاً قط، وكذلك الأئمة والمؤذنون ونظائرهم، لأنهم استحقوا أجرهم على الله فأخذوه من خلقه، قال: لقد دققعت النظر يا مقدسي واحتطت لنفسك، فإن قال قائل أبو حنيفة مطعون عليه قيل له إعلم أن الخلق على ثلاثة ضروبٍ: ضرب قد اجمع الناس على سدادهم وضرب قد اجمع الجمهور على فسادهم وضرب قد مدحهم بعضٌ وذمهم بعض وهم أفضل الثلاثة فخذ قياسهم من الصحابة. فالمحمودون ابن مسعود ومعاذ وزيد، والمذمومون عبد الله بن أبي، والأفضلون الخلفاء الأربعة. وقد علمت ما يقول فيهم الخوارج وجهال الشيعة، فأبو حنيفة إن كان طائفة من الحمقى يذمونه فخلائق من أهل الفضل يدعون له ويحمدونه مع ما فتح الله على قلبه حتى فرع الشريعة واراح الخليقة ثم اختياره الضرب والسجن على القضاء فمثل أبي حنيفة لايرى.

والقراءات السبع مستعملة في الإقليم وكانت في القديم ببغداد حروف حمزة وحروف يعقوب الحضرمي بالبصرة ورأيت أبا بكر الجرتكي يؤم بها في الجامع ويذكر أنها قراءة المشايخ. ولغاتهم مختلفة أصحها الكوفية لقربهم من البادية وبعدهم عن النبط ثم هي بعد ذلك حسنة فاسدة بخاصة بغداد. وأما البطائح فنبط لا لسان ولا عقل. ولا بأس بالتجارات فيه، ألم تسمع بخز البصرة وبزها وطرائفها وبأرزها، هي معدن اللآلي والجواهر وفرضة البحر ومطرح البر وبها يصنع الراسخت والزنجفر والزنجار والمرداسنج، ومنها تحمل التمور إلى الأطراف والحناء ولهم خزٌ وبنفسج وماورد. وبالأبلة تعمل ثياب الكتان الرفيعة على عمل القصب. وبالكوفة عمائم الخز والبنفسج في غاية الجودة. وبمدينة السلام الطرائف وألوان ثياب القز وغير ذلك وبه عبادانيٌ حسن وسامان رفيع. ومن خصائصهم بنفسج الكوفة وأزاذها، ومحكم بغداد وطرائفها، ومعقلى البصرة، وتين حلوان، وشيم واسط وبنيها، ويصنع بالنعمانية أكسية وثياب صوف عسلية حسنة، وببغداد أزر وعمائم يكانكي رفيعة ومناديل القصرية والبويبية، وصوف تكريت، والستور الواسطية. ومكاييلهم القفيز ثلاثون منا، والمكوك خمسة امناء، والكيلجة منوان، ورطلهم نصف المن. ونقودهم بالوزن غير أن سنجهم أشف من الخراسانية. من رسومهم التجمل والتطيلس يكثرون التنعل وتسطيل العمائم ولبس الشروب أقل ما يقورون الطيالسة. وإذا كان بوقت حمل التمر الحديث إلى واسط نظر أول سفينة تصل فيزين لها ذلك البيع الشط إلى دكانه بالأنماط والستور. ويجعلون على جنائز النساء قباباً عالية وحشةً. وللهراسين مواضع فوق دكاكينهم فيها الحصر والموائد والمري خدام وطشوت وأباريق وأشنان، فإذا انحدر الرجل دفع دانقاً. وإذا كان أول البنفسج داروا به في الأسواف وتجملوا عليه. وعلى أبواب الجامع مياضيء بالكرى. ويلبس الخطباء الأقبية والمناطق ولا يطربون في الأذان ولهم رسوم كثيرة حسان.

وأكثر مياههم ماء دجلة والفرات والزاب والنهروانات ومنها سقي مزارعهم، والماء بالبصرة ضيق لأنه يحمل في السفن من الأبلة، وأما الماء الملاصق لها فغيرحلو ولا طيب ويقال فيه ثلثه ماء البحر وثلثه ماء الجزر وثلثه ماخ الحجر لأن الماء إذا جزر شمرت شطوط الأنهار فبلذ الناس عليها ثم يقبل المد فيحمل تلك البلاذات. وإذا هبت الجنوب سخن الماء. تقع عصبإت وحشة بالبصرة بين الربعيين وهم شيعة وبين السعديين وهم سنة، ويدخل فيها أهل الرساتيق، وقل بلد إلا وبه عصبيات على غير المذهب. والمشاهد به كثيرة بكوثا ولد ابراهيم واوقدت ناره، وبالكوفة بنى نوح سفينته وفارتنوره، وثم آثارات علي وقبره وقبرالحسين ومقتله. وبالبصرة قبر طلحة وزبير وأخي النبي والحسن البصري وأنس بن مالك وعمران بن حصين وسفيان الثوري ومالك بن دينار وعتبة الغلام ومحمد بن واسع وصالح المري وأيوب السختياني وسهل التستري ورابعة العدوية وثم قبر ابن سالم. وببغداد قبر أبي حنيفة قد بنى عليه أبو جعفر الزمام صفة، وقبر إلى جانبه خلف سوق يحيى وقبر أبي يوسف في مقبرة قريش وقبرأحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي وغيرهم. وقبر سلمان بالمداين، وبالكوفة قبر نبي أظنه يونس عليه السلام. وفي أخلاقهم وطاءٌ وهم أهل الظرف غير أن العيارين إذا تحركوا ببغداد هلكوا والفساد كثير، وبالبصرة صالحون وزهاد وورعون ومستورون ويؤخرون الظهر ويعجلون العصر ويستقرون بالجامع ليجتمع الناس من الأطراف ويخطب الإمام كل غداة ويدعو، قالوا هي سنة ابن عباس رضي الله عنه. وأما الولايات فهي مستقر خلفاء ولد العباس رضي الله عنه وكان أبداً الأمر أمرهم حتى ضعفوا وغلب عليهم الديلم والآن لا يرون ولا يلتفت إلى رأيهم. فأولهم كان أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، بويع له سنة 132 ومات سنة 36 بالأنبار، وكان قاضيه يحيى بن سعيد الأنصاري. ثم بويع للمنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد سنة 136 ومات سنة 158، وكان قاضيه عبيد الله بن صفوان وشريك والحسن بن عمارة. ثم جلس بعده المهدي أبو عبد الله بن المنصور سنة 158، وكان قاضيه محمد بن عبد الله بن علاقة وعافية ابن يزيد توفي سنة 169. وبويع للهادي أبي محمد موسى بن المهدي، وكان قاضيه أبو يوسف وسعيد بن عبد الرحمن توفي سنة 70. وجلس بعده الرشيد أبو جعفر هرون بن المهدي ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة 170، قاضيه الحسين بن الحسن الصوفي ثم عون بن عبد الله المسعودي وحفص بن غياث مات بطوس سنة 193. فبويع الأمين محمد ابنه لسبع خلون من جمادي الآخرة سنة 193 ثم خرج إليه أخوه المأمون فقتله وبويع له سنة 198، قضاته الواقدي ومحمد بن عبد الرحمان المخزومي ثم بشر بن الوليد ثم يحيى بن أكثم وتوفي سنة 218 بطرسوس. وبويع لأبي إسحاق محمد بن الرشيد المعتصم، قاضية أحمد بن أبي دوأد ومات سنة 227. ثم بويع لأبنه أبي جعفر هرون، قاضيه أحمد بن أبي دوأد توفي سنة 232. فبويع لأخيه أبي الفضل جعفر المتوكل، قاضيه جعفربن عبد الواحد الهاشمي وتوفي سنة 247. فبويع لأبنه المنتصر أبي جعفر محمد، قاضيه جعفر بن عبد الواحد توفي سنة 248. ثم بويع لأبنه أبي العباس أحمد المستعين، قاضيه جعفربن محمد ابن عمار، ثم خلع نفسه بعد ثلاث سنين وثمانية أشهر. وبويع للمعتز بن المتوكل، قاضيه الحسن بن محمد بن أبي الشوارب. ثم بويع للمعتمد أبي العباس أحمد بن المتوكل سنة 56، قاضيه ابن أبي الشوارب ومات سنة 79. ثم بويع لأبنه أبي العباس أحمد بن أبي أحمد المعتضد، قاضيه إسماعيل بن إسحاق ويوسف بن يعقوب وابن أبي الشوارب توفي سنة 89. ثم بويع ابنه أبو محمد علي المكتفي، قاضيه يوسف بن يعقوب وابنه محمد توفي سنة95. ثم بويع ابنه أبو الفضل جعفر المقتدر بالله، قاضيه محمد بن يوسف بن يعقوب ثم ابنه يوسف ثم يعقوب أبو عمرو قتل سنة 320. ثم جلس القاهر سنة وستة أشهر ثم الراضي سبع سنين وعشرة أيام ثم المتقي ثلاث سنين واحد عشر شهراً. ثم المستكفي سنة 333، قاضيه أبو عبد الله ابن أبي موسى الضرير ثم كحل سنة 334. واجلسوا المطيع أبا القاسم الفضل، وكل هؤلاء أبناء المعتضد، فبقي له الأمر إلى سنة 363. ثم خلع نفسه وأجلس إبنه عبد الكريم أبا بكر الطائع، قاضيه أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف. وأول من أستولى من الديلم أبو الحسن ابن

بويه ثم إبنه بختيار ثم عضد الدولة ثم إبنه بلكارزار ثم إبنه الأكبر أبو الفوارس. وأما الخراج فاعلم أن جربان هذا الإقليم ستة وثلاثون ألف ألف جريب، على جريب الحنطة أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمان، وعلى جريب النخل ثمانية دراهم، هذا ما قدره عمر وختم على خمسمائة ألف من الجوالي، فبلغ جباية السواد مائة ألف ألف وثمانية وعشرين ألف ألف درهم. ثم جبا عمر بن عبد العزيز مائة ألف ألف وأربعة وعشرين ألف ألف درهم. وجبا الحجاج ثمانية عشر ألف ألف ليس فيها مائة ألف ألف. وأما البصرة والكوفة فعشرية. وقرأت في كتاب بخزانة عضد الدولة أن إثمان غوال السواد ستة وثمانون ألف ألف وسبعمائة ألف وثمانون ألف درهم، ومن أبواب المال بالسواد أربعة آلاف ألف وثمانية آلاف درهم، وخراج دجلة ثمانية آلاف ألف وخمسمائة ألف درهم. والعراق يفصل بالطساسيج وهي ستون، لكورة حلوان خمسة ولشاذقباذ ثمانية ولبرماسيان ثلاثة ولبهقباذ لأعلى ستة وللأوسط أربعة ولاردشير بابكان خمسة ولشاذسابور أربعة ولشاذبهمن أربعة ولاستان العال أربعة ولبهقباذ الأسفل خمسة ولشاذهرمز سبعة وللنهروانات خمسة. وأما الضرائب فثقيلة كثيرة محدثة في النهر والبر، وفي البصرة تفتش صعب وشوكات منكرة وكذلك بالبطائح تقوم الأمتعة وتفتش. وأما القرامطة فلهم ديوان على باب البصرة وللديلم ديوان آخر حتى إنه يؤخذ على الغنمة الواحدة أربعة دراهم ولا يفتح إلا ساعة من النهار. وإذا رجع الحاج مكسوا أحمال الآدم والجمال الأعرابية، وكذلك بالكوفة وبغداد، ويؤخذ من الحاج للمحمل ستون ومن الكنيسة أو حمل البز مائة ومن العمارية خمسون، ومائة بالبصرة والكوفة. ومساحة العراق طولاً من البحر إلى السن مائة فرسخ وخمسة وعشرون، وعرضه من العذيب إلى عقبة حلوان ثمانون، فإذا كسرته كان عشرة آلاف فرسخ. وأما المسافات فتأخذ من بغداد إلى نهر الملك مرحلة ثم إلى القصر مرحلة ثم إلى حمام ابن عمر مرحلة ثم إلى الكوفة مرحلة ثم إلى القادسية مرحلة. وتأخذ من بغداد إلى المداين مرحلة ثم إلى السيب مرحلة ثم إلى دير العاقول مرحلة ثم إلى جرجرايا مرحلة ثم إلى النعمانية مرحلة ثم إلى جبل مرحلة ثم إلى نهر سابس مرحلة ثم إلى مطارة بريدين ثم إلى الحارله مثلها ثم إلى الإسحاقية مرحلة ثم إلى المحراقة بريدين ثم إلى الحدادية مثلها ثم إلى ترمانة مرحلة ثم إلى واسط مرحلة. وإن شئت فخذ من الحدادية إلى الزبيدية مرحلة ثم إلى واسط بريدين. ومن المحراقة إلى الجامدة بريدين ومن الحدادية إلى الصليق بريدين. وتأخذ من البصرة إلى الأبلة بريدين ثم إلى بيان مرحلة ثم إلى عبادان مرحلة. وتأخذ من بغداد إلى السيلحين بريدين ثم إلى الأنبار مرحلة ثم إلى الربّ مرحلة ثم إلى هيت مرحلتين. وتأخذ من بغداد إلى البردان بريدين ثم إلى عكبرا مرحلة ثم إلى باحمشا نصف مرحلة ثم إلى القادسية مرحلة ثم إلى الكرخ مرحلة ثم إلى جبلتا مرحلة ثم إلى السودقانية مثلها ثم إلى بارما مثلها ثم إلى السن مثلها. وتأخذ من بغداد إلى النهروان بريدين ثم إلى دير بازما مثلها ثم إلى الدسكرة مرحلة ثم إلى جلولا مرحلة ثم إلى خانقين مرحلة. وتأخذ من هيت إلى الناؤوسة مرحلة ثم إلى عانة مرحلة ثم إلى آلوسة مرحلة ثم إلى الفحيمة مرحلة ثم إلى الحديثة مرحلة ثم إلى النهية مرحلة. وتأخذ من حلوان إلى ماذرواستان بريدين ثم إلى المرج مرحلة ثم إلى قصريزيد بريدين ثم إلى الزبيدية مرحلة ثم إلى قصر عمرو مرحلة ثم إلى قرماسين نصف مرحلة. وتأخذ من حلوان إلى قصر شيرين مرحلة ثم إلى خانقين مرحلة. وتأخذ من الأبلة إلى الخزية مرحلة في الماء ومن الأبلة إلى نهردبا مرحلة ثم إلى فم العضدي مرحلة وعسكر أبي جعفر بازاء الأبلة يعبر إليه. وسميص واسط لأن منها إلى بغداد أو إلى الكوفة أو إلى البصرة أو إلى حلوان أو إلى الأهواز خمسين خمسين فرسخاً، وليست وسط العراق إنما وسطه دير العاقول، والطريق من الكوفة.يه ثم إبنه بختيار ثم عضد الدولة ثم إبنه بلكارزار ثم إبنه الأكبر أبو الفوارس. وأما الخراج فاعلم أن جربان هذا الإقليم ستة وثلاثون ألف ألف جريب، على جريب الحنطة أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمان، وعلى جريب النخل ثمانية دراهم، هذا ما قدره عمر وختم على خمسمائة ألف من الجوالي، فبلغ جباية السواد مائة ألف ألف وثمانية وعشرين ألف ألف درهم. ثم جبا عمر بن عبد العزيز مائة ألف ألف وأربعة وعشرين ألف ألف درهم. وجبا الحجاج ثمانية عشر ألف ألف ليس فيها مائة ألف ألف. وأما البصرة والكوفة فعشرية. وقرأت في كتاب بخزانة عضد الدولة أن إثمان غوال السواد ستة وثمانون ألف ألف وسبعمائة ألف وثمانون ألف درهم، ومن أبواب المال بالسواد أربعة آلاف ألف وثمانية آلاف درهم، وخراج دجلة ثمانية آلاف ألف وخمسمائة ألف درهم. والعراق يفصل بالطساسيج وهي ستون، لكورة حلوان خمسة ولشاذقباذ ثمانية ولبرماسيان ثلاثة ولبهقباذ لأعلى ستة وللأوسط أربعة ولاردشير بابكان خمسة ولشاذسابور أربعة ولشاذبهمن أربعة ولاستان العال أربعة ولبهقباذ الأسفل خمسة ولشاذهرمز سبعة وللنهروانات خمسة. وأما الضرائب فثقيلة كثيرة محدثة في النهر والبر، وفي البصرة تفتش صعب وشوكات منكرة وكذلك بالبطائح تقوم الأمتعة وتفتش. وأما القرامطة فلهم ديوان على باب البصرة وللديلم ديوان آخر حتى إنه يؤخذ على الغنمة الواحدة أربعة دراهم ولا يفتح إلا ساعة من النهار. وإذا رجع الحاج مكسوا أحمال الآدم والجمال الأعرابية، وكذلك بالكوفة وبغداد، ويؤخذ من الحاج للمحمل ستون ومن الكنيسة أو حمل البز مائة ومن العمارية خمسون، ومائة بالبصرة والكوفة. ومساحة العراق طولاً من البحر إلى السن مائة فرسخ وخمسة وعشرون، وعرضه من العذيب إلى عقبة حلوان ثمانون، فإذا كسرته كان عشرة آلاف فرسخ. وأما المسافات فتأخذ من بغداد إلى نهر الملك مرحلة ثم إلى القصر مرحلة ثم إلى حمام ابن عمر مرحلة ثم إلى الكوفة مرحلة ثم إلى القادسية مرحلة. وتأخذ من بغداد إلى المداين مرحلة ثم إلى السيب مرحلة ثم إلى دير العاقول مرحلة ثم إلى جرجرايا مرحلة ثم إلى النعمانية مرحلة ثم إلى جبل مرحلة ثم إلى نهر سابس مرحلة ثم إلى مطارة بريدين ثم إلى الحارله مثلها ثم إلى الإسحاقية مرحلة ثم إلى المحراقة بريدين ثم إلى الحدادية مثلها ثم إلى ترمانة مرحلة ثم إلى واسط مرحلة. وإن شئت فخذ من الحدادية إلى الزبيدية مرحلة ثم إلى واسط بريدين. ومن المحراقة إلى الجامدة بريدين ومن الحدادية إلى الصليق بريدين. وتأخذ من البصرة إلى الأبلة بريدين ثم إلى بيان مرحلة ثم إلى عبادان مرحلة. وتأخذ من بغداد إلى السيلحين بريدين ثم إلى الأنبار مرحلة ثم إلى الربّ مرحلة ثم إلى هيت مرحلتين. وتأخذ من بغداد إلى البردان بريدين ثم إلى عكبرا مرحلة ثم إلى باحمشا نصف مرحلة ثم إلى القادسية مرحلة ثم إلى الكرخ مرحلة ثم إلى جبلتا مرحلة ثم إلى السودقانية مثلها ثم إلى بارما مثلها ثم إلى السن مثلها. وتأخذ من بغداد إلى النهروان بريدين ثم إلى دير بازما مثلها ثم إلى الدسكرة مرحلة ثم إلى جلولا مرحلة ثم إلى خانقين مرحلة. وتأخذ من هيت إلى الناؤوسة مرحلة ثم إلى عانة مرحلة ثم إلى آلوسة مرحلة ثم إلى الفحيمة مرحلة ثم إلى الحديثة مرحلة ثم إلى النهية مرحلة. وتأخذ من حلوان إلى ماذرواستان بريدين ثم إلى المرج مرحلة ثم إلى قصريزيد بريدين ثم إلى الزبيدية مرحلة ثم إلى قصر عمرو مرحلة ثم إلى قرماسين نصف مرحلة. وتأخذ من حلوان إلى قصر شيرين مرحلة ثم إلى خانقين مرحلة. وتأخذ من الأبلة إلى الخزية مرحلة في الماء ومن الأبلة إلى نهردبا مرحلة ثم إلى فم العضدي مرحلة وعسكر أبي جعفر بازاء الأبلة يعبر إليه. وسميص واسط لأن منها إلى بغداد أو إلى الكوفة أو إلى البصرة أو إلى حلوان أو إلى الأهواز خمسين خمسين فرسخاً، وليست وسط العراق إنما وسطه دير العاقول، والطريق من الكوفة.