أتظعن يا قلب مع من ظعن المؤلف: أبو الطيب المتنبي |
أَتَظعَنُ يا قَلبُ معَ من ظَعَنَ | حَبيبَينِ أَندُبُ نَفسي إِذَن |
ولِم لا تُصابُ وحربُ البَسُو | سِ بينَ جُفُونِي وبين الوَسَنْ |
وهل أنا بعدَكُمَا عائِشٌ | وقد بِنتَ عنِّي وبَانَ السَكَنُ |
فِدَي ذَلكَ الوَجهِ بَدرُ الدُجَي | وذاك التَثَنِّي تَثَنّي الفِنَن |
فما للفُرَاقِ وما للجميعِ | وما للرِيَاحِ وما للدِمَنْ |
كَأَن لم يكُن بَعدَ ما كان لي | كما كان لي بعد أن لم يكن |
ولم يسقِنِي الرَاحَ مَمزُوجةً | بِمَاءِ اللِثَى لا بماء المُزَن |
لها لون خدَّيهِ في كَفِّهِ | وريحُكَ يا جَعفَرَ بن الحَسَن |
كأَنَّ المَحَاسِنَ غَارَت عَليك | فسَلَّت عَلينا سُيوفَ الفِتَنِ |
فَلم يَركَ الناسُ إلا غَنُوا | بمرآك عن قول هذا ابن من |
ولو قُصِدَ الطفلُ في طَيِّئٍ | لشَارَكَ قَاصِدَهُ في اللبن |
فما البحر في البَرِّ إلا يَداكَ | وما الناسُ في الناس إلا اليَمَن |