أتخطر في بالي خطرت فليتني
أتخطر في بالي خطرت فليتني المؤلف: زكي مبارك |
أتخطر في بالي خطرت فليتني
وقد ثار ما خطرت على بالي
سنون من الأفراح كانت لنورها
مشاعل يذكيها من الحب مشعالي
تجافيت عني كيف تلك جنايةٌ
ستذكرها يوما إذا حان إقبالي
تباعدت حتى خلت أني معذب
بدهري وأهلي في الحياة وآمالي
لقد كنت في بغداد وخي صبابة
يصافحها روحي على رغم عذّالي
ستذكر في مصر الجديدة ليلة
قضينا بها ما ليس يخطر في البال
أتهجر بيتي أنت آهاً ولوعة
لأنك في القلب المتيّم أشغالي
ذنوبي وما ذنبي لديك ولم تكن
سوى خاطر يهتاج في الحب بلبالي
ستذكر أياماً لنا وليالياً
وأنت بروح الروح في المنزل العالي
تذكرت ما كنا عليه فلم أجد
سوى دمعة أبكى بها الزمن الخالي
طغت دجلةٌ فازداد شوقي لروحكم
وجدت بدمع هائم الروح سلسال
تذكرت أيام الفراتين والهوى
يزلزل قلبي بالجوى كل زلزال
تذكرت يوما لن يعود لأنني
أرى ودك المنشود قبضة ارمال
سأعصم روحي من هواك فإنني
عصام لنفسي من زماني ومن حالي
بكيتُ عليكم لا بكيت ولا بكى
عليكم طوال الدهر أهل ولا آل
أحلتم زماني جمرة من شكاية
هي الهول في بؤس النعيم وأهوال
أحاول نسيان الذي كان بيننا
فيزفر قلب بالجوى المرّ هطال
أدارة ليلى آه إني لعاشق
تساوره في الحب حال وأحوال
أدارة ليلى كيف أنت فإنني
أنا العمّ يا ليلى وإني أنا الخال
بكت دجلة عني ففاضت دموعها
وللدمع دمع الروح في الحب أشكال
تعالوا أعينوني على موج لوعةٍ
يؤجّجها طاغ من الوجد قتال
مضى زمنٌ لم ألق ليلى وأهلها
وسوف تغالى في القطيعة أزمان
إذا ما سكبت الروح أرجو لقاءها
تراعد أملاك هناك وسكان
لطاف كأجفان العيون لواحظ
وهم عند وقد الحرب للبيض أجفان
ليوثٌ غضاب البطش عند قتالهم
وهم عند ساعات اللطائف خلّان
بكت أدمعي عنهم فكانت لأدمعي
على بخلها في ارض دجلة طوفان
لقد ألهمتني الشعر بغدادُ فلتعش
ولي من هواها في مدى الدهر بغداد
تبغددت حتى قيل إني مبغددٌ
له في ثرى الفردوس والخلد ميعاد
منازل أحبابي ومهوى صبابتي
لكل هوى في القلب والروح ميلاد
إذا ذكرت بغداد والقلب هاجدٌ
صحا واستثارته غيومٌ وأرعاد
أحاور ليلى أسأل الليل عن هوى
له في شعاب القلب والروح أصفاد
أدجلة تطغى والزمان مسالمٌ
وقد سكن البتّار وانقضت الحربُ
ألم يكف في بغداد ما الحبّ صانعٌ
وأخطر ما يرمى القلوب هو الحب
إذا ما التقت عينٌ بعين تصاولت
كتائب لا روح لديها ولا قلب
خذوني إليكم أشرب الماء كله
وأنقذكم منه فيندفع الكربُ
شجوني وأحزاني كثارٌ
يطيب لهذا الدهر من ذلك الحزن
لقد أغرقت قلبي الهموم فما الذي
تروم الليالي من عذابي ومن بيني
تغرّبت في الدنيا فلا مصر دارتي
ولا أنا آوٍ في الحياة إلى ركن
همومٌ كأثقال الجبال حملتها
وما لهموم الدهر عندي من وزن
فتىً عبقريُّ الروح لا الناس أهلهُ
وليس له عند الكريهة من خدن
إذا صحّ رأي الناس يوما فهللوا
هوى رأيهم في القاع ثم علا ظني
لقد رامت الخمسون ما رام بغيها
فلا تسألوني عن حياتي وعن سنى
ولا تطلبوا منى جزاء لدينكم
كفى ما أخذتم من بياني ومن ردني
تناوشني الدنيا وكيف لأنني
أقاتلها والقتل يتبعه القتل
ومن أنت يا دنيا وما لهو جارةٍ
إذا طردت يوما فليس لها أهل
سأسحق هذه العقرب الدون سحقةً
بنعلى وتأديب النساء هو النعل
فلا تعجبي من غضبتي وشراستي
فإني امرؤٌ ما في الوجود له مثلُ