أبُيِّنْتَهَا أمْ نَاكَرَتْكَ شِيَاتُهَا
أبُيِّنْتَهَا أمْ نَاكَرَتْكَ شِيَاتُهَا المؤلف: الشريف الرضي |
أبُيِّنْتَهَا أمْ نَاكَرَتْكَ شِيَاتُهَا
نَزَائِعَ يَنْقُلْنَ الرّدَى صَهَوَاتُهَا
طَلَعْنَ سَوَاءً، وَالرّمَاحُ عَوَابِسٌ
تُعَاسِلُهَا أعْنَاقُهَا وَطلاتُهَا
رَأوا نَقْعَها يَدْنُو فَظَنّوا غَمَامَة ً
فما شعروا حتى بدت جبهاتها
وَفَوْقَ قَطَاهَا غِلْمَة ٌ غالبيّة ٌ
تَمِيسُ عَلى أكْتَافِهَا وَفَرَاتُهَا
مَغَاوِيرُ لا مِيلٌ تُثَنّي رِقَابَهَا
أفِتْيَانُهَا البَاكُونَ أمْ فَتَيَاتُهَا
تلثم فوق اللثم بالنقع والدجى
فلولا ظباها لم تبن صفحاتها
مَتَى تَرَهَا في حَيّهَا تَرَ فِتْيَة ً
لِيَوْمِ الوَغَى مَأخُوذَة ً أُهْبَاتُهَا
مُفَرَّغَة ً مِمّا تُنِيلُ عُبَابَهَا
من المال أو مملوؤة جفناتها
تَخَطّى بِهَا أعْنَاقَ كُلّ قَبيلَة ٍ
صوارمها تهتز أو قنواتها
ترى عندها الشهر الحرام محللا
إذا خفَرَتْهَا للوَغَى عَزَمَاتُهَا
و احلم خلق الله حتى إذا دنا
إلَيْها الأذَى طارَتْ بِهَا جَهَلاتُهَا
إذا وسمت بالنار خيل فعندها
كَرَائِمُ آثَارُ الطّعَانِ سِمَاتُهَا
متى سمعت صوت الصريخ تنصتت
قِيَاماً إلى داعي الوَغَى سَمَعَاتُهَا
رَحَلْنَا بِأكْبَادٍ غِلاظٍ عَلى الهَوَى
قليل إلى ما خلفها لفتاتها
إذا ازمعت ازماعة الجد لم تبل
افتياتها الباكون أم فتياتها
سوابقها أولى بها لانساؤها
و ادراعها والبيض لا امهاتها
وحي من الأعداء باتوا بليلة
منعمة لو لم تذم غداتها
وَخَيْلٍ خَشَشْنَا جَوّهمْ برِمَاحِنا
كما خش آناف القروم براتها
فما استيقظوا حتى تداعى صهيلها
وَقَدْ سَبَقَتْ ألحَاظَهُمْ عَبَرَاتُهَا
و لم ينجح إلا من تخاطت سيوفنا
و ذاق الردى من عممت شفراتها
قواضب لا يودي بشيء قتيلها
إذا امست القتلى تساق دياتها
أنِسْنَا بِأطْرَافِ الرّمَاحِ، وَإنّنا
لنحن محلوها ونحن سقاتها
نبَتنَ لأيْدِينَا خُصُوصاً، وَإنّمَا
لَنَا يَتَوَاصَى بالطّعَانِ نَبَاتُهَا
بِأبْوَابِنَا مَرْكُوزَة ٌ، وَإلى الوَغَى
تَزَعْزَعُ في أَيمانِنَا قَصَبَاتُهَا
أبِيتُ، وَكَانَ العِزُّ مِنّي خَليقَة ً
و هل سبة إلا وقومي اباتها
فلا تفزعني بالوعيد سفاهة
فلي همة لا تقشعر شواتها
تَغاوَتْ عَلى عِرْضِي عَصَائبُ جَمّة ٌ
وَلَوْ شِئْتُ مَا التَفّتْ عَليّ غُوَاتُهَا
أُوَلّيهِمُ صَمّاءَ أذْنٍ سَمِيعَة ٍ
إذا مَا وَعَتْ ألْوَتْ بِهَا غَفَلاتُهَا
يَطُولُ إذاً هَمّي، إذا كانَ كُلّمَا
سَمِعتُ نَبيحاً من كِلابٍ خَساتُهَا
لِذِلّتِهَا هَانَتْ عَليّ ذُنُوبُهَا
فلَمْ أدرِ مِنْ نَبذي لهَا مَنْ جُناتُهَا
قَوَارِصُ لمْ تَعْلَقْ بجِلْدِي نِصَالُها
وَلَوْ كانَ غَيرِي أنفَذتهُ شَذاتُهَا
هم استلدغوا رقش الافاعي ونبهوا
عقارب ليل نائمات حماتها
وهمْ نَقَلُوا عَنّي الذي لمْ أفُهْ بهِ
و ما آفة الاخبار الا رواتها
رَمَوْني بِما لَوْ أنّ عَيْني رَمَتْ بِهِ
جناني على عزي لها لفقاتها
أُرِيدُ لَئِنْ أحنُو عَلى الضّغْنِ بَينَنا
وَتَأبَى قُلُوبٌ أنْغَلَتْهَا هَنَاتُهَا
دعوها ندوباً بيننا باندمالها
ولا تبلغوا مني والا نكاتها
فَإنّي مَطُولٌ للأعَادي مُمَاحِكٌ
اذا نصَّفوا اوساق ضغن ملاتها
لقَد غَرّبَتني حُظوَة ُ الفَضْلِ عنكُمُ
وَإنْ جَمَعَتْ أعرَاقَنَا نبَعَاتُهَا
و ما النفس في الاهلين الا غربية
إذا فقدت اشكالها ولداتها
بني مضر خلوا نفوساً عزيزة
تَنَامُ فَأوْلَى أنْ يَطُولَ سِنَاتُهَا
دعوها فخير للاعادي هجورها
وَشَرٌّ لِمَنْ يَغرَى بِها يَقَظَاتُهَا
ثِقُوا عَنْ قليلٍ أنْ يَهُبّ شَرَارُها
وَإنْ قُلتُمُ قَدْ أُخمِدَتْ جَمَرَاتُهَا
ولا تأنسوا ان الجياد بشكلها
فَيَا رُبّمَا أرْدَتكُمُ نَزَوَاتُهَا
و لا تأمنوا صول النفوس وان غدت
مَضَارِبُهَا مَفْلُولَة ً وَظُبَاتُهَا
بنو هاشم عين ونحن سوادها
على رغم اقوام وانتم قذاتها
وَمَا زِلْتُمُ داءً يُفَرّي إهَابَهَا
و ان كنتم منها ونحن اساتها
و اعجب ما يأتي به الدهر انكم
طَلَبْتُمْ عُلًى مَا فيكُمُ أدَوَاتُهَا
و املتم أن تدركوها طوالعاً
دعوها ستسعى للمعالي سعاتها
وَإمّا حَرَنْتُمْ عَنْ مَداهَا، فإنّنَا
سراع إذا مدت لنا حلباتها
أبي دُونَكُمْ ذاكَ الذي ما تَعَلّقَتْ
باثوابه الدنيا ولا تبعاتها
تجنبها هوجاء لا مستقيمة
خطاها ولا مأمونة عثراتها
غَدَا رَاضِياً بالنّزْرِ مِنْهَا قَنَاعَة ً
وَلَوْ شاءَ قَدْ كانَتْ لهُ جَفَناتُهَا
تلافظها من بعد ما زاق طعمها
فكانت زعاقاً عنده طيباتها
تلافى قريشاً حين رق اديمها
و خفت على ايدي الرجال حصاتها
وَرَجّبَها مِنْ بَعدِ ما مالَ فَرْعُهَا
و حين ابت الا اعوجاجاً قناتها
و كم عاد في احدى عواليه هامة
لجبار قوم قطرته شباتها
فَمَنْ غَيْرُهُ لليَعْمَلاتِ يُقِيمُهَا
إذا وَقَعَتْ مَثْنِيّة ً رُكُبَاتُهَا
وَمَنْ لعَجاجِ الحرْبِ يَجلو ظَلامَهُ
إذا خَفَقَتْ في نَقْعِها عَذَبَاتُهَا
وَمَنْ للمَعَالي القُودِ يَقْرَعُ هَامَها
إذا نفت الأقدام عنها صفاتها
و من لاضاميم الجياد غدوها
لِطَعْنِ حَماليقِ العِدَى وَبَيَاتُهَا
لَنَا وَعَلَيْنا إنْ لَبِثْنَا هُنَيهَة ً
قطاف رؤس اينعت ثمراتها
فيا لهفي كم من نفوس كريمة
تموت وفي اثنائها حسراتها
يعز علينا ان تفوت وانها
قضَتْ نحبَها أوْ ما انقضَتْ زَفَرَاتُهَا
و كان بدار اهون ملقى جنوبها
سَوَاءٌ عَلَيْها مَوْتُها وَحَيَاتُهَا
أسَارَى تُعَنّيها الكُبُولُ، مَذُودَة ٌ
بواطشها مقصورة خطواتها
و ما برحت تبكي قتيلاً عيونها
فلا دمعها يرقى ولا عبراتها
عسى الله ان يرتاح يوماً بفرحة
فتَنطِقَ أنْضَاءٌ أُطِيلَ صُماتُهَا
و يؤخذ ثار مات هما ولاته
وَلَمّا تَمُتْ أضْغَانُهَا وَتِرَاتُهَا
فكَمْ فُرّجَتْ من بَعدِ ما أغلِقَتْ لَنا
مَغالِقُها، وَاستَبهَمَتْ حَلَقاتُهَا
غَرَسْتُ غُرُوساً كنتُ أرْجو لَحاقَها
وَآمُلُ يَوْماً أنْ تَطِيبَ جَناتُهَا
فان اثمرت لي غيرما كنت آملاً
فلا ذنب لي ان حنطلت نخلاتها